حين تسمع كلمة «كافيين» فلعل الكلمة التالية التي تخطر في بالك هي «القهوة». ورغم أن الكثير من الناس حول العالم يحصلون على الكافيين من القهوة، إلا أنه موجود أيضاً في العديد من الأطعمة والمشروبات والأدوية. الكافيين عقار، ولهذا العقار تأثير سلبي.
العقاقير مواد كيميائية تغيِّر آلية عمل جسدك. ويمكنها أن تكون مفيدة؛ مثل الأدوية التي تشفي الأمراض أو تزيل الألم، ويمكنها أن تكون ضارة لجسدك؛ مثل الهيرويين والكوكايين والمخدرات الأخرى التي تُباع في الشوارع. وفي بعض الأحيان، قد يكون العقار غير المؤذي أو المفيد في جرعات صغيرة بالغَ الخطورة إذا أُخذ بجرعات كبيرة.
ما هو الكافيين؟
الكافيين نوع من العقاقير المنبِّهة، والمنبِّهات تُسرِّع نظامك العصبي وتجعلك تشعر بالإثارة واليقظة والطاقة. ومع أن كل هذا يبدو جيداً، إلا أن المنبهات يمكنها أن تكون خطيرة.
والكافيين أيضاً من المواد التي تؤثر في المزاج والسلوك، وهذا يعني أنه يعبر الحاجز الدماغي الدموي، ويصل إلى داخل الدماغ والجهاز العصبي المركزي، ولذلك يؤثر في آلية عمل الدماغ.
في الواقع، الكافيين مادة كيميائية تتكوَّن من ذرات الكربون والأوكسجين والنيتروجين والهيدروجين.
ما هي الآثار السلبية للكافيين؟
يدرس الباحثون خصائص الكافيين ليعرفوا إن كان مفيداً لنا أم ضاراً، وقد اكتشفوا أنه يمكنه أن يكون أشد خطراً مما نعتقد. نحن نعلم أن للكافيين الكثير من التأثيرات قصيرة الأمد في جسدنا ودماغنا، ولكنه يملك أيضاً تأثيرات طويلة الأمد يمكنها أن تسبّب أمراضاً خطيرة.
يؤثر الكافيين سلباً في آلية امتصاص جسدك للفيتامينات والمعادن التي يحتاج إليها ليكون سليماً، ويمكنه أن يتسبب في فقدان جسدك للسوائل التي يحتاج إليها في أدائه وظائفه بشكل جيد، ويمكنه أيضاً أن يجعلك عصبياً وقلقاً، كما يمكنه أن يسبّب لك الصداع وآلاماً في المعدة.
الكافيين ليس مجرد مادة تمدُّك بالطاقة، فعندما يجعل الكافيين دماغك وجسدك يشعران بالحيوية والطاقة، فهو يحفِّز أيضاً إفراز هرمونات الإجهاد (أو الضغط). ويرمز الإجهاد إلى طريقة رد فعلنا في الظروف الصعبة في حياتنا؛ حيث تقوم أجسادنا بالاستجابة بطريقة معينة لتحضيرنا لكل ما يتوجّب علينا مواجهته. وهذا ما يفعله الكافيين بالضبط؛ حتى لو لم تواجهنا أي تحديات حقيقية. وبالتالي، نصبح مجهدين من دون سبب، والكثير من الجهد ضار لنا؛ جسدياً وعاطفياً.
وهناك احتمال كبير بأن تكون حبوب البن التي تتناولها قد تعرضت لمبيدات الحشرات. وصحيح أن الغرض من استعمال المبيدات هو القضاء على الحشرات والآفات الأخرى التي تصيب المحاصيل، إلا أن تناول هذه المواد الكيميائية يمكنه أن يؤدّي إلى الإصابة بالسرطان.
ما الذي يحدث داخل الجسم حين تتناول الكافيين؟
يجري امتصاص الكافيين عبر بطانة المعدة والأمعاء الدقيقة. وحين يصل إلى الدماغ، يقوم بتغيير آلية عمل مواد كيميائية تُدعى نواقل عصبية. ومع أن ذلك يمكنه أن يُشعرك بالمزيد من البهجة، إلا أنه بإمكانه أيضاً أن يجعلك تشعر بالتوتر والإجهاد.
توجد بين الخلايا العصبية في دماغك فجوات دقيقة، وتعمل النواقل العصبية عبرها على تمرير الرسائل بين الخلايا العصبية. وتلعب هذه النواقل دوراً هاماً، وإذا أنجزت عملها بشكل صحيح، فستشعر بالسعادة وبأنك قادر على التعامل مع كل ما قد تواجهه، لكنها إذا لم تنجزه كما يجب، فقد تشعر بالحزن، أو العصبية، أو التوتر.
يصل الكافيين إلى مجرى الدم بعد مرور دقيقة تقريباً على تناوله، وهذا يعني أنك 45تستطيع توقُّع الشعور بتأثيراته بعد مضي هذا الوقت. إذ يحمل الدم الكافيين إلى الدماغ وإلى مختلف أنحاء الجسم.
وبعد ذلك، يقوم الكبد بتحليل الكافيين وتحويله إلى عناصر كيميائية أخرى. ولهذه العناصر تأثيراتها الخاصة في جسدك، فهي تتسبَّب بتضييق أوعيتك الدموية؛ ما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، كما أنها تزيد إفراز البول أكثر من المعتاد.
وفي النهاية، تمرُّ المواد الكيميائية الناتجة عن تفكّك الكافيين عبر الكليتين، وتغادر الجسم عن طريق البول. وبعد خمس ساعات، يصبح نصف الكافيين الذي تناولته خارج جسمك، ولكنك ستحتاج إلى 24 ساعة كاملة.
من أين يأتي الكافيين؟
يوجد الكافيين في ما لا يقل عن ستين نبتة. وهو يعمل كمبيد طبيعي للحشرات؛ حيث يقتل حشرات معينة تحاول أن تتغذى على النبات.
تشكِّل حبوب البن المصدر الأكثر شيوعاً للكافيين في العالم؛ مع أنه موجود أيضاً في أوراق الشاي، وجوز الكاكاو، وجوزة الكولا.
استخدم الناس الكافيين لأول مرة في العصر الحجري، حيث كانوا يحصلون عليه عن طريق مضغ لحاء الأشجار، والنباتات، والبذور. ولعلهم لاحظوا أن مضغ أوراق أشجار ونباتات معينة يجعلهم أكثر تنبُّهاً وأكثر حيوية. وكان الأميركيون الأصليون يشربون شيئاً يسمونه “الشراب الأسود”، وكان يحتوي على الكافيين أيضاً.
تحتوي أوراق الشاي على حوالى نصف كمية الكافيين الموجودة في حبوب البن. وقد عُرف الشاي لأول مرة في الصين؛ إذ تقول إحدى الأساطير إن إمبراطور الصين اكتشف بالصدفة منذ 5000 سنة عندما سقطت بضع أوراق شاي في ماء مغلي، تحوَّل الماء إلى شراب زكي الرائحة ومنشِّط. وفي القرن السابع عشر، جلب المستكشفون الشاي إلى أوروبا؛ حيث أصبح بسرعة واحداً من المشروبات المفضلة.
تُعتبَر الكولا من المكونات الأساسية في مشروب الكوكا-كولا، وهي جوزة مصدرها شجرة في أفريقيا، وقد مضغها الناس هناك لآلاف السنين للتغلب على آلام الجوع ولاستعادة الطاقة.
ظهرت بذور الكاكاو لأول مرة على أشجار كهذه في المكسيك وأميركا الوسطى قبل مجيء الأوروبيين بوقت طويل. فمنذ ما يقارب 3000 عام كان المايا يشربون مشروب شوكولاته ساخناً ونَكِهاً، وكانوا يعتقدون أنه يخلصهم من التعب. وفي القرن السابع عشر، أحضر المستكشفون الإسبان الشوكولاته معهم إلى أوروبا.
لماذا يستخدم الناس الكافيين؟
أصبحت المشروبات الكافيينية – مثل القهوة والشاي – جزءاً من حياتنا اليومية. وغالباً ما يبدأ الناس أيامهم مع فنجان من القهوة أو الشاي، ويحتسون المشروبات الكافيينية في فترات الاستراحة خلال أيام العمل، ويرتشفونها عندما يجتمعون ويتحدثون مع الأصدقاء، ويتناولون فنجاناً بعد العشاء أيضاً. لقد ارتبطت المشروبات الكافيينية في أذهان الناس بالراحة والأوقات الممتعة. لكنهم يتناولونها أيضاً لتساعدهم على الاستيقاظ ولتمدَّهم بالطاقة. وفي بعض الأحيان، يستخدمون الكافيين للبقاء مستيقظين في أوقات يُفترَض بهم فيها أن يكونوا نائمين؛ مثل الطلاب الذين يريدون أن يظلوا ساهرين طوال الليل من أجل الدراسة، إذ غالباً ما يشربون الكثير من القهوة أو يأخذون الكافيين بطريقة أخرى.
كان الرهبان في إثيوبيا من أوائل الناس الذين تناولوا القهوة، حيث كانوا يشربونها ليحافظوا على يقظتهم أثناء تأديتهم لواجباتهم الدينية.
افتُتحت المقاهي في أوروبا لأول مرة خلال القرن السابع عشر، حيث كان الناس يرتادونها لاحتساء القهوة وتبادل الأحاديث. وحتى اليوم، لا يزال الناس يقصدون المقاهي للقاء الأصدقاء. بل إن أحد أشهر المقاهي في العالم، ستاربكس، لا يزال يفتتح مقهيين جديدين كل يوم تقريباً منذ العام 1987
يشرب العالم 120 ألف طن تقريباً من الكافيين كل عام. وهذا يعادل حصة واحدة من الكافيين لكل شخص يومياً؛ الأمر الذي يجعله العقار الأكثر شعبية في العالم!
كيف يحصل الناس على الكافيين؟
في أمريكا الشمالية، يحصل غالبية الناس على الكافيين من مشروبات القهوة بمختلف أنواعها، في حين أن الشاي أكثر انتشاراً في أجزاء أخرى من العالم. ويوجد الكافيين في المشروبات الغازية وبعض الأدوية والسكاكر، إلى جانب مشروبات الطاقة التي تحتوي على نسبة عالية من الكافيين.
تسعون بالمئة من الراشدين في أمريكا الشمالية يستهلكون مقداراً ما من الكافيين يومياً.
وكل نوع من القهوة يحتوي على نسبة من الكافيين تختلف عما تحتويه الأنواع الأخرى. وبشكل عام، تحتوي الحصة الواحدة من القهوة على ما بين 40 – 100 ملغ من الكافيين. والبن المحمَّص الغامق يحتوي على نسبة كافيين أقل مما يحتويه البن المحمَّص الفاتح؛ لأن عملية التحميص تخفِّف من نسبة الكافيين في حبوب البن.
يحتوي الشاي في العادة على حوالى نصف كمية الكافيين التي تحتويها القهوة في الحصة الواحدة؛ وذلك بحسب تركيز الشراب. كما أن بعض أنواع الشاي، مثل الشاي الأسود، تحتوي على قدر أكبر من الكافيين من معظم الأنواع الأخرى.
تحتوي العبوة الواحدة من المشروبات الغازية في العادة على حوالي 10 – 50 ملغ من الكافيين.
تحتوي العبوة الواحدة من مشروبات الطاقة، مثل ريد بول، على 80 ملغ من الكافيين.
كيف يجعلك الكافيين تشعر؟
في البداية، يجعلك الكافيين تشعر بأنك بحال جيدة. فقد تشعر بأنك أكثر ابتهاجاً، وبأنك مفعم بالطاقة بعد فنجان القهوة الصباحي، لكن هذا الشعور الجيد لن يدوم طويلاً.
فحين تحتسي فنجاناً من مشروب الكافيين المفضل لديك، يقوم الكافيين بتحفيز جسدك على إفراز مادة كيميائية تُسمى الأدرينالين، وهي المادة التي تجعلك متأهباً “للقتال أو الهرب”؛ إذ تصبح عضلاتك، وعيناك، وجميع أعضاء جسدك، ودماغك جاهزة إما لمواجهة شيء ما أو للركض بأقصى سرعة ممكنة في الاتجاه المعاكس. وفي هاتين الحالتين، لا يكون الدماغ مُطالَباً بإجراء الكثير من عمليات التفكير، ولهذا السبب يرسل جسدك المزيد من الأوكسجين إلى قلبك (ليسمح له بالنبض بسرعة أكبر) وإلى عضلاتك (لتستعد إما للقتال أو للهرب)، بينما لا يرسل الكثير إلى خلايا الدماغ.
هذا أمر رائع إذا كان هناك دب يطاردك، لكنه ليس كذلك إذا احتسيت فنجاناً من القهوة قبل الذهاب إلى المدرسة. فحين يضع الكافيين دماغك وجسدك في هذه الحالة، ستصبح على الأرجح خاضعاً لسيطرة عواطفك، وبذلك سيصعب على دماغك التفكير والتعلُّم.
من أكثر التأثيرات الشعورية الشائعة للكافيين سوء المزاج والقلق، لكن الباحثين اكتشفوا أن الكافيين يُسلِّم زمام الأمور لعواطفك كلها، وبالتالي أي رد فعل عاطفي تُقدِم عليه سيكون في الغالب أكثر حدَّةً.
قد يُحسِّن الكافيين مزاجك لفترة وجيزة، لكن هذا التحسن سرعان ما يزول. وعندما يحدث ذلك، قد يلجأ البعض إلى فنجان آخر من القهوة لاستعادة هذا التحسُّن. لقد أصبح الكثير من الناس معتمدين على تناول عدة جرعات تحسينية من الكافيين خلال يومهم.
ما الذي يفعله الكافيين للدماغ؟
تغيِّر المواد الكيميائية الموجودة في الكافيين طريقة عمل دماغك؛ لأنها تشبه كثيراً مادة كيميائية أخرى اسمها أدينوسين، وهي مادة كيميائية دماغية تُسبِّب النعاس عبر إبطاء نشاط الخلايا العصبية. وفي الحالة العادية، ترتبط المستقبلات في خلايا الدماغ مع الأدينوسين، ولكن حين يأتي الكافيين، تقوم المستقبلات بالارتباط به عوضاً عن الأدينوسين، وبذلك لا يعود الأخير قادراً على أداء مهمته. وهكذا تبقى خلاياك الدماغية متَّقدة، فتشعر باليقظة بدلاً من النعاس.
ما الذي يفعله الكافيين لبقية الجسم؟
تتابع الغدة النخامية الأنشطة الجارية في دماغك كافة. وعندما تظن أن أمراً طارئاً يحصل، تقوم بإفراز هرمونات تطلب من الغدتين الكظريتين إنتاج الأدرينالين.
والأدرينالين هو هرمون «القتال أو الهرب». وهو يؤثر في جسمك بعدة طرائق:
– تتوسع حدقتاك.
– تتوسع الشُعُب الهوائية في رئتيك أكثر.
– ينبض قلبك بسرعة أكبر.
– تنكمش الأوعية الدموية القريبة من الجلد مبطئة جريان الدم إلى الجلد (تحسُّباً لاحتمال تعرُّضك لإصابة أثناء «القتال»).
– يزداد تدفق الدم إلى عضلات ذراعيك وساقيك.
– يرتفع ضغط الدم.
– ينخفض تدفق الدم إلى المعدة؛ الأمر الذي قد يسبب عسراً في الهضم.
– يفرز الكبد السكر في مجرى الدم للمزيد من الطاقة.
– تشتد العضلات استعداداً للحركة.
إذاً، إذا تناولت فنجاناً كبيراً من القهوة فقد تشعر ببرودة في اليدين، وتوتر في العضلات، وبعض الإثارة، وبازدياد سرعة نبضات قلبك.
كيف يمكن للكافيين أن يسبِّب المرض؟
لن يجعلك فنجان من القهوة في اليوم تمرض على الأرجح، لكنك إذا استهلكت الكثير من الكافيين بشكل يوميّ، فهذا ليس نافعاً لك حتماً. وفي النهاية، قد يسبِّب لك ذلك مجموعة متنوعة من المشكلات الصحية؛ بدءاً من مجرد مشكلات مزعجة ووصولاً إلى حالات مهدِّدة للحياة.
الكافيين قاسٍ على بطانة المعدة والأمعاء، وقد يسبب لبعض الناس مغصاً وإسهالاً، ويمكنه أن يجعلك أكثر عرضة للإصابة بالقرحة.
أما الكميات الكبيرة من الكافيين فقد تكون مؤذية لقلبك؛ لأنها تجعل نبض القلب غير منتظم وسريعاً. وقد وجد الباحثون أيضاً أن تناول فنجانين أو أكثر من القهوة يومياً – بالنسبة إلى بعض الأشخاص – يمكنه أن يؤدّي إلى الإصابة بمرض القلب.
ويمكن للكميات الكبيرة من الكافيين أن تجعل عظامك ضعيفة. ومع تقدمك في السن، ستكون أكثر ميلاً للإصابة بكسور عظمية.
كما يعتقد العلماء أن الإكثار من الكافيين يمكنه أن يزيد من احتمال إصابة المرأة بسرطان الثدي أو سرطان المبيض.
ويمكن أن يسبّب الكافيين صداعاً.
هل يسبب الكافيين الإدمان؟
إذا كنت تستهلك الكثير من الكافيين، فسيزداد اعتماد جسمك عليه؛ أي سيحتاج جسمك إلى الكافيين كي يعمل بشكل طبيعي. وكلّما تناولت الكافيين أكثر، ازدادت رغبتك فيه. أما إذا كنت مدمناً عليه، فإن الإقلاع عنه سيكون صعباً.
إذا كنت معتاداً على تناول الكثير من الكافيين وحاولت الإقلاع عنه أو التخفيف منه، فقد تشعر بالتعب، والصداع، والقلق، والحزن، وصعوبة التركيز، وقد تصبح حاد الطباع أيضاً. كما أن بعض الناس يشعرون بألم عام، في حين يُصاب غيرهم بالغثيان ويتقيّأون.
لكن أعراض الامتناع عن تناول الكافيين لن تدوم إلى الأبد. وعلى الأرجح، ستبدأ بالشعور بالسوء بعد 12 – 14 ساعة تقريباً من آخر جرعة تناولتها من الكافيين. وقد تستمر الأعراض من يومين إلى تسعة أيام، لكنك بعد ذلك لن تشتهي الكافيين، وستكون جاهزاً لتعيش نمط حياة أكثر صحةً. وعندئذ، سيصبح بإمكانك استبدال كل تلك المشروبات الغنية بالكافيين بمشروبات أكثر نفعاً لصحّتك.
كيف يؤثر الكافيين في النوم؟
أنت تشرب فنجاناً من القهوة حين تريد أن تصحو، أليس كذلك؟ لكن خبراء النوم يقولون إن هذا الفنجان من القهوة، في الحقيقة، يمكنه أن يزيد من شعورك بالنعاس على المدى الطويل؛ وذلك لأن الكافيين يؤثر في أنماط نومك الطبيعية. وقد وجد الخبراء أن الأشخاص المعتادين على تناول الكافيين بشكل يومي يصبحون أكثر عرضة للمعاناة من مشاكل في النوم ليلاً، ومن نعاس نهاري معاً.
إن محبِّي الكافيين أكثر ميلاً للاستيقاظ خلال الليل، وغالباً ما يكون نومهم أقل عمقاً.
وقد وجد الباحثون أن حوالى 33 بالمئة من المراهقين ينامون خلال النهار، وأن معظمهم يتناولون الكافيين يومياً، في حين أن معظم الـمراهقين الآخرين البالغة نسبتهم 67 بالمئة – الذين لا ينامون خلال النهار – لا يستهلكون الكافيين.
ما هي الكمية الزائدة من الكافيين؟
رغم أن الخبراء لا يحبون السؤال عن كمية الكافيين التي تعُتبر آمنة والكمية التي تعُتبر مفرطة، إلا أن دراسةً أجرتها مايو كلينيك في عام 2014 وجدت أن البالغين تحت سن الخامسة والخمسين الذين كانوا يشربون 28 فنجاناً صغيراً سعة كل منها 230 ميلليتراً تقريباً (أربعة أكواب كبيرة من القهوة يومياً، بشكل وسطي)، كانوا أكثر عرضة لخطر الموت بنسبة 55 بالمئة.
كما وجدت دراسة أخرى أجراها علماء سويسريون أن المراهقين الذين يتناولون أكثر من ثلاثة فناجين من القهوة، أو ثلاث عبوات من مشروب الطاقة، أو زجاجة كبيرة من الكولا يومياً قد يكونون بذلك يؤذون قدرات أدمغتهم على التطور بشكل طبيعي.
لن يؤذيك شرب فنجان واحد في اليوم سعته 230 ميلليتراً تقريباً من أحد مشروبات الكافيين على الأرجح. أما تناول كمية أكبر فقد يؤذيك.
لا توجد مشكلة قانونية مع الكافيين؛ بخلاف الكثير من العقاقير المنبهة. ولا يوجد قانون يحدّد كمية الكافيين التي يسمح لك بتناولها.
الأعراض الرئيسة للجرعة المفرطة من الكافيين
– مركزية: نزق / قلق / عدم ارتياح / اضطراب / هياج / صداع / أرق
– عام: تجفاف / حمى
– بصرية: رؤية ومضات
– الأذنان: طنين
– الجلد: حساسية زائدة للمس أو الألم
– القلب: نبض قلب سريع / ايقاع غير منتظم
– تنفسية: تنفس سريع
– بولية: تبول متكرر
– العضلات: تقلصات / ارتعاش / وخز / تمدد زائد
– المعدة: ألم بطني / غثيان / تقيؤ (ربما يترافق مع دم)
هل يتوجَّب عليّ الخلط بين الكافيين والرياضة؟
يعتقد بعض الرياضيين أن الكافيين يحسِّن أداءهم. ويقول الخبراء إن تأثيرات الكافيين يمكنها أن تمنح الرياضيين دفعاً مؤقتاً. ولكنْ مع ذلك، بدأت العديد من المنظمات الرياضية – بما فيها اللجنة الأولمبية، والرابطة الوطنية للرياضة الجامعية – بحظر تناول الكافيين، معلّلة ذلك بأن عدم تنظيم كمية الكافيين المستهلكة يجعل الناس لا ينتهبون دائماً إلى الكمية التي يتناولونها؛ وهذا يمكنه أن يجعل الجمع بين التمارين الرياضية والكافيين توليفة خطرة.
في العام 2000 توفّي لاعب كرة سلة أيرلندي إثر تناوله عدة علب من مشروب الطاقة ريد بول بعد إحدى المباريات.
وفي العام 2000 أيضاً، نُقل أحد رماة الكرة فريق أستروس إلى المشفى لإصابته بالتجفاف نتيجة تناوله عدة علب من ريد بول.
من الضروري جداً أثناء ممارستك التمارين الرياضية أن تشرب الكثير من الماء للمحافظة على نسبة السوائل في جسدك! والكافيين سيجعلك تتبول أكثر، وبذلك ستنخفض كمية الماء الموجودة في جسدك، والتي تحتاج إليها خلاياك.
يؤثّر الكافيين في نبض قلبك فيجعله غير منتظم، وأنت تريد أن يكون قلبك في ذروة أدائه أثناء التمارين.
هل يؤثّر الكافيين على الأداء في المدرسة؟
قد تعتقد أن فنجاناً من القهوة هو كل ما تحتاج إليه لتبقى يقظاً في حصة دراسية مملة، أو قد تحتسي علبة من مشروب الطاقة لمساعدتك على البقاء صاحياً من أجل الدراسة خلال أسبوع الامتحانات النهائية، لكن بعض الدراسات تقول إن استهلاك الكافيين مرتبط بتردّي أداء الطلاب في المدرسة.
ويعتقد العلماء أن الكافيين يمكنه أن يؤثر في قدرتك على التذكر والتعلُّم، كما أنه يؤثر في مواعيد نومك؛ والأدمغة النعسة لا يمكنها التعلم جيداً!
وجدت دراسة حول النوم أُجريت في العام 2000 أن المراهقين الذين يستهلكون الكافيين بشكل منتظم أكثر عرضة للتغيُّب عن المدرسة، وأن معدل درجاتهم أقل من معدل أولئك الذين لا يتناولون الكافيين.
ووجدت دراسة أُجريت في العام 2000 أن المراهقين الذين يستهلكون الكافيين أكثر ميلاً إلى الشعور بالنعاس أو النوم في المدرسة.
كما وجدت دراسة أخرى أن الأولاد الذين يستهلكون الكافيين أكثر ميلاً للشعور بالقلق.
محتوى الكافيين لكل حصة بالميليغرام
قهوة، مخمَّرة: 135-80
ريد بول: 80
قهوة، فورية: 100-65
شاي، مثلَّج: 47
شاي، مخمَّر، ماركات مستوردة: 60
شاي، مخمَّر، ماركات أميركية: 40
شاي، فوري: 30
شاي، أخضر: 15
كاكاو ساخن: 14
قهوة، منزوعة الكافيين، مخمَّرة: 4-3
قهوة، منزوعة الكافيين، فورية: 3-2
شوكولاته داكنة (1 أونصة): 20
دايت دكتور بيبر: 41
دايت سنكيست أورنج: 41
مستر بيب: 40
مستر بيب خال من السكر: 40
ريد فلاش: 40
سنكيست أورنج: 40
ستورم: 38
بيغ ريد: 38
بيبسي كولا: 37.5
دايت بيبسي: 36
أسبن: 36
كوكاكولا كلاسيك: 34
شاي سنابل المنكَّه: 31.5
كندا دراي كولا: 30
(A&W) كريم صودا: 29
نيستي، شاي مثلَّج محلَّى: 26
(A&W) دايت كريم صودا: 22
شاي سنابل محلَّى: 12
ليبتون بريسك، جميع الأنواع: 9
كندا دراي دايت كولا: 1.2
دايت رايت كولا: 0
سبرايت: 0
ما هي بعض المصادر الخفية للكافيين؟
– المثلجات بنكهة القهوة تحتوي على كافيين؛ حوالي 30 ملغ في كل نصف كوب.
– حبوب فقدان الوزن تحتوي على الكافيين أيضاً. صحيح أن الكافيين لن يجعلك تخسر الوزن، ولكنه قد يخفف من شعورك بالجوع. وتحتوي بعض حبوب الحمية من الكافيين على ما يعادل 12 فنجاناً من القهوة!
– بعض مسكنات الألم المباحة تحتوي على الكافيين.
– “مشروبات الطاقة” تحتوي على الكافيين غالباً.
– بعض معطرات الأنفاس تحتوي على الكافيين.
– أي منتج غذائي يدَّعي أنه يعطيك طاقة – من دقيق الشوفان إلى اللحوم المحفوظة – يحتوي في الغالب على الكافيين. تحقَّق من اللصاقة لتكون بأمان.
هل يمكن للكافيين أن يقتلك؟
رغم أن حالات الوفاة نتيجة الإفراط في تناول الكافيين نادرة، إلا أنها تحدث. أما كمية الكافيين التي تُعتَبر جرعة مفرطة فتختلف تبعاً لحجم الشخص وعمره وجنسه. وبشكل عام، إن الجرعة التي تزيد عن 10 غرامات قاتلة للبالغين.
هل يشكّل الكافيين خطراً على الأجنَّة؟
يقول الخبراء إنه يجب على المرأة الحامل التخفيف من تناولها للكافيين. وقد وجدت بعض الدراسات صلة بين زيادة تناول الكافيين، وارتفاع خطر الإجهاض، وعدم نمو الرضع بشكل طبيعي.
هل يخفِّف الكافيين تأثير الكحول؟
صحيح أن هذا اعتقاد سائد، ولكنه غير صحيح! فالكافيين لا يفعل أي شيء على الإطلاق لتخفيف مفعول الكحول. فإذا كنت ثملاً وشربت خمسة فناجين من القهوة السوداء، فستظل ثملاً! (لكنك على الأرجح ستضطر إلى التبوُّل مرات كثيرة).