التصنيفات
صحة المرأة

كثرة الأحلام والأوهام والتخيلات للحامل

أنا حامل في الشهر السابع. تراودني مؤخرًا العديد من الأحلام النابضة بالحياة، أحلام شديدة الجنون ، لدرجة اعتقدت أنني بدأت أفقد عقلي.

تشعرين بأنك تشاهدين أشياء غريبة للغاية في أثناء نومك مؤخرًا؟ أحلام الحمل – وأحلام اليقظة والأوهام – قد تمثل إنتاجًا ضخمًا يحتوي العديد من المؤثرات الخاصة (وأحيانًا المخيفة)، النابضة بالحياة والواقعية لدرجة أنها تجعلك تقرصين نفسك عند الاستيقاظ من النوم.

ماذا أيضًا؟ يمكن أن تأتي في أنماط مختلفة من الرعب (مثل نسيان الطفل في الحافلة) وحتى الحميمية (احتضان وجنتين رائعتين، ودفع عربة الأطفال في حديقة مشمسة) وحتى الأغرب من الخيال العلمي ( ولادة طفل فضائي بذيل أو مجموعة من الجراء). وبالرغم أنها تشعرك بأنك تفقدين عقلك (هل كانت قطعة السجق العملاقة التي طاردتك في موقف سيارات الأطفال في متجر الألعاب تويز آر آس البارحة حقيقية؟) جميع هذه الأمور صحية وطبيعية – وتساعدك في الواقع على الحفاظ على عقلك. هذه الأحلام (والكوابيس) هي واحدة من طرق عديدة يتعامل من خلالها عقلك الباطن مع العبء العقلي الناتج عن رهبتك ومخاوفك وآمالك وقلقك قبل ولادة الطفل، حيث تساعدك على تقبل الاضطرابات وشيكة الحدوث في حياتك. وهذا هو المنفذ الوحيد لحوالي 1001 شعور متناقض يراودك (تتنوع بين التناقض والارتياب والإثارة المفرطة والسعادة الغامرة) بالتأكيد، ولكن يصعب عليك التعبير عنه بأية طريقة أخرى. اعتبريه علاجًا يساعدك على النوم.

وتساهم الهرمونات كذلك في ازدياد الأحلام أكثر من اللازم (وما الذي لا تؤثر عليه؟). بالإضافة إلى ذلك، يمكنها أن تزيد من أحلامك كثيرًا. كما أن النوم الخفيف الذي تعانينه يلعب دورًا أيضًا في تذكرك أحلامك – واسترجاعها بشكل واضح. وبسبب استيقاظك أكثر من المعتاد، سواء للذهاب إلى الحمام، أو إزاحة بعض الأغطية، أو التقلب والالتفاف ومحاولة الحصول على مزيد من الراحة، تزداد احتمالية استيقاظك خلال دورة حلم حركة العين السريعة. ومع وجود الأحلام حديثة في عقلك كل مرة عند استيقاظك، تزداد قدرتك على تذكر المزيد من – وأحيانًا جميع – التفاصيل:

فيما يلي بعض أشهر موضوعات الأحلام وأحلام اليقظة خلال فترة الحمل. ستجدين بعضها مألوفًا على الأرجح.

• أحلام عن فقدان الأشياء أو وضعها في أماكن غير صحيحة (بدءًا بمفاتيح سيارتك وحتى طفلك)، أو نسيان إطعام طفلك، أو ترك طفلك وحده في المنزل أو في السيارة، أو عدم الاستعداد نهائيًّا لوصول الطفل قد تشير إلى الخوف المعتاد (والمنطقي) من أنك لست مستعدة أن تصبحي أمًّا بعد.

• أحلام التعرض لهجوم (من دخلاء أو لصوص أو حيوانات) أو التعرض للإصابة (السقوط على السلالم بسبب دفعة أو تعثر) قد يمثل إحساسًا بالضعف – وهل توجد سيدة حامل لا تشعر بالضعف أحيانًا؟

• أحلام الحبس والعجز عن الهروب – الاحتباس في نفق أو سيارة أو غرفة صغيرة أو الغرق في حمام سباحة أو بحيرة جليدية أو عملية غسيل السيارات – يمكن أن يشير إلى الخوف من التقييد الذي يضيفه العضو الجديد في العائلة، أو فقدان حياتك الخالية من الهموم لصالح طفل جديد كثير المطالب.

• أحلام خسارة الوزن أو زيادة الوزن الكبيرة بين عشية وضحاها أو تناول أو شرب أشياء ضارة (طبق من سمك التونا مع مشروب) هي الأكثر شيوعًا بين اللاتي يحاولن الالتزام بالنظام الغذائي المفروض على الأمهات المستقبليات.

• أحلام بأن زوجك لم يعد يراك جذابة بل ومقززة أو رؤيتك له بصحبة إنسانة أخرى يعبر عن خوفك المعتاد أن الحمل سوف يسلبك جمالك ويجعلك لا تروقين لشريك حياتك.

• أحلام الذكريات كالحلم بالموت والبعث – وظهور الوالدين أو الأجداد أو الأقارب الآخرين الذين فقدتهم – قد تكون هذه طريقة عقلك الباطن في الربط بين الأجيال القديمة والحديثة.

• أحلام الحياة في وجود طفل. أحلام حول الاستعداد لوصول الطفل، ومحبة الطفل واللهو معه هو تدريب على الأمومة، طريقة ربط عقلك الباطن بينك وبين طفلك قبل الولادة.

• أحلام تخيل الطفل. الأحلام عن شكل الطفل قد تشير إلى مجموعة كبيرة من المشاعر. والأحلام حول معاناة الطفل من التشوه أو المرض أو ضخامة حجمه المفرط أو ضآلته الشديدة تعبر عن المخاوف التي يخفيها جميع الأمهات والآباء داخلهم. كما يمكن أن تشير التخيلات بتمتع الطفل بقدرات خارقة (مثل التحدث أو المشي عند الولادة) إلى مقدار ذكاء الطفل أو طموحه من أجل مستقبله. والهاجس بأن الطفل سيكون ذكرًا أو أنثى قد يعني أن قلبك يميل إلى أحدهما. وقد تراودك أحلام عن شعر الطفل أو لون عينيه أو شبهه بأحد والديه، والكوابيس عن ولادة شاب بالغ قد تشير إلى خوفك من التعامل مع مولود صغير حديث الولادة.

• أحلام المخاض. أحلام آلام المخاض – أو عدم الشعور بها – أو عجزك عن دفع الطفل قد تشير إلى مخاوفك من الولادة (ومن لا تراودها هذه المخاوف؟).

الخلاصة عن أحلامك وتخيلاتك – لا تخسري نومك من أجلها؛ فجميعها طبيعية وشائعة بين الحوامل بنفس درجة شيوع حرقة المعدة وظهور علامات التمدد (اسألي من حولك، وستسمعين العديد من الحكايات المثيرة). تأكدي أنك لست وحدك التي تراودك هذه الأحلام المزعجة؛ فالآباء المستقبليون كذلك تراودهم أحلام وتخيلات غريبة كلما حاولوا مواجهة مخاوف الوعي واللاوعي حول أبوتهم المرتقبة (فهذه تأثيرات هرموناتهم كذلك، حتى إذا اتسمت بهدوء أكبر). سرد كل منكما أحلامه في الصباح قد يمثل مصدر متعة (هل يمكنك وضع هذا في المرتبة الأولى؟) وعلاج، ويسهل من تحقيق هذه الأمومة والأبوة في العالم الواقعي – بالإضافة إلى ذلك قد يقربكما ذلك من بعضكما. ابدئي في تسجيل أحلامك في دفتر يومي حتى يمكنك التعرف على مشاعرك الآن – وفي أحد الأيام استعيدي الذكريات واضحكي (أو حللي) – قد تمثل هذه الطريقة علاجًا جيدًا؛ لذلك احلمي!