لقد أثبت الأطباء حديثاً أن السموم تتراكم على الإنسان فتثقله وتمرضه ويقل نشاطه وتسبب معظم أمراض العصر.
وتلك السموم التي تصل إلى أجسامنا غالبا ما تكون سببا في معظم ما يصيب الناس في هذه الأيام من الأمراض والعلل والآلام، والتي لم يكن يعرف لها سبب من قبل، وكان الطب قد وقف عاجزاً حتى عن تصنيفها تحت أمراض معينة، وبالتالي لم يصف لها علاجا معينا.
مصادر السموم
هذه السموم تهاجمنا في حياتنا اليومية من كل اتجاه، من مأكل ومشرب، وحتى الهواء الذي نتنفسه، فجميع الأطعمة تقريبا تحتوي على كميات متفاوتة من المواد السامة، وذلك إما كمكسبات للطعم، أو نكهات، أو ألوان، أو مواد حافظة أو كمواد قد أعطيت للحيوانات أثناء تسمينها (كمنشطات النمو، أو المضادات الحيوية، والمخصبات)، أو مبيدات حشرية أو سماد كيماوي أعطي للنبات، أو السموم المفرزة من بلايين الكائنات الدقيقة الميكروبية، أو الفطرية التي قد توجد في بعض الأطعمة أثناء التخزين.
وقد تصلنا السموم أيضا عن طريق الأدوية التي نتناولها بسبب أو بغير سبب، أو عن طريق الهواء الذي نتنفسه، رضينا بذلك أو أبيناه، مثل: عوادم السيارات، وغازات المصانع، أو عن طريق الميكروبات والفطريات التي تعيش في أجسامنا بأعداد مهولة.
وكذلك نتعرض للسموم لا محالة من داخل أجسامنا، إما كنتيجة للاحتراق الداخلي في أجسامنا (مثل غاز ثاني أكسيد الكربون، والأمونيا، والكبريتات، وحمض اليوريك)، أو نتيجة لتخمر الغذاء وتعفنه (مثل الأندول والأسكاتول والفينول).
كيف يتخلص الجسم عادة من السموم ؟
يتخلص الجسم منها إما عن طريق البول أو البراز أو الجلد أو التنفس وللكبد جهد كبير –بفضل الله-. في هذا المضمار فهو يقوم بتنظيف الجسم من السموم أولا بأول, أو يبطل مفعولها ويحولها إلى مواد نافعة (مثل اليوريا، والكرياتين، وأملاح الأمونيا)، أو إلى جزيئات غير سامة تذوب في الماء، ثم يفرزها عن طريق الجهاز الهضمي أو البولي.
ولكن إذا أصيب الكبد بمرض أو خلل أو إذا أكثرنا من تناول الغذاء بطريقة عشوائية، فإن الكبد لا يستطيع أن يقوم بوظيفته في التخلص من السموم على الوجه الأكمل، ولهذا تتراكم السموم ويتم تخزينها في أنسجة الجسم وخاصة الخلايا الدهنية.
لقد ثبت أن تراكم السموم في الجسم بسبب كثرة الأكل قد تكون سببا من أسباب السمنة أيضا.