هل ترغب في إنقاص وزنك، والحفاظ على صحة ممتازة ووقاية نفسك من الأمراض؟ أية كمية زائدة من الملح تضاف إلى الطعام، بعيدًا عن نسبته الموجودة في الأطعمة الطبيعية، من المحتمل أن تزيد خطر إصابتك بالأمراض. وتناول الملح مرتبط بسرطان المعدة وفرط التوتر. وللتمتع بصحة مثالية، أنصح بعدم إضافة الملح على الإطلاق لأي طعام. وتشير دراسة الطرق الغذائية لوقف ارتفاع ضغط الدم (DASH) الشهيرة بوضوح إلى أن الأمريكيين يستهلكون من خمسة إلى عشرة أضعاف كمية الصوديوم التي يحتاجون إليها، وأن ارتفاع نسب الصوديوم على مر السنوات يؤدي لارتفاع ضغط الدم. ولمجرد أنك لا تعاني ارتفاع ضغط الدم الآن لا يعني أنك لن تفعل. في الواقع، سوف تعاني على الأرجح ارتفاع ضغط الدم إذا ظللت تكثر من تناول الملح.
كما أن الملح يدر الكالسيوم وغيره من الأملاح المعدنية مع البول عند خروج نسبته الزائدة، وهو سبب يسهم في الإصابة بهشاشة العظام. إذا لم يكن ذلك كافيًا، فإن ارتفاع نسبة الصوديوم مؤشر لارتفاع خطر الإصابة بنوبات القلب. وفي دراسة كبيرة مسبقة نشرت في دورية “لانسيت” الطبية الشهيرة كان هناك ارتباط كبير لحد مخيف بين تناول الصوديوم وكل أسباب الوفاة لدى الرجال الذين يعانون زيادة في الوزن. وقد خلص الباحثون إلى أن “ارتفاع تناول الصوديوم يشير إلى ارتفاع خطر الوفاة وأيضًا الإصابة بأمراض القلب، بعيدًا عن عوامل الخطر الأخرى المتعلقة بأمراض القلب؛ والتي تشمل ارتفاع ضغط الدم. وهذه النتائج تمدنا بدليل مباشر عن الآثار المضرة لارتفاع نسبة استهلاك الملح في بالنسبة للبالغين”.
يعني ذلك أن الملح له آثار وخيمة بعيدًا عن أثره على ضغط الدم. على سبيل المثال، من المحتمل جدًّا أن يزيد ميل الصفائح الدموية للتجلط. أنا أنصح أن يقاوم الناس إضافة الملح إلى الأطعمة، وأن يبحثوا عن منتجات خالية من الملح. ونظرًا لتواجد كمية أكبر من الملح في الأطعمة المعالجة والخبز والأطعمة المعلبة، يجب ألا يكون من الصعب تجنب الصوديوم المضاف إليها.
بعد قول ذلك، إذا كنت ترغب في إضافة الملح إلى طعامك، فافعل ذلك بعد وضعه على الطاولة فقط وأنت مستعد لتناوله. فمذاقه سيكون أقوى إذا وضع مباشرة على سطح الطعام. فيمكنك إضافة أنواع عديدة من الملح إلى الخضراوات أو الشوربات في أثناء طهيها وتجد صعوبة في تذوقه. استخدم الأعشاب والتوابل وعصير الليمون والخل أو أية تتبيلات أخرى خالية من الملح لإضفاء نكهة على الطعام. كما أن خلطات التوابل كالكاتشاب والمستردة وصوص الصويا وصوص التيرياكي تحتوي على نسبة كبيرة جدًّا من الصوديوم، لذلك إن لم تستطع مقاومتها، فاستخدم بدائل منخفضة الصوديوم باعتدال.
على النحو المثالي، يجب أن تحتوي كل أطعمتك على أقل من ا ميلليجرام من الصوديوم لكل سعر حراري. إذا كان هناك طعام يحتوي على 100 سعر حراري و400 ميلليجرام من الصوديوم، فهذا يعني أنه يحتوي على نسبة عالية من الصوديوم. أما إذا احتوي طعام على 100 سعر حراري وأقل من 100 ميلليجرام من الصوديوم، فهذا يعني أنه لا يحتوي على نسبة إضافية من الملح وأنه طعام مناسب لنظامك الغذائي. حاول أن تتجنب المنتجات التي تحتوي على أكثر من 200 ميلليجرام من الملح لكل 100 سعر حراري. وعند اتباع هذه الإرشادات، سوف تتمكن من الإبقاء على متوسط استهلاكك من الصوديوم للحد المعقول أو أقل من 1000 ميلليجرام.
إذا كنت لا تستخدم الملح، فسوف تتكيف براعم التذوق لديك مع الوقت، وأيضًا قدرتك على تذوق الملح بصورة أفضل. وعندما تستخدم الكثير من الملح في نظامك الغذائي، فهذا يضعف براعم التذوق لديك ويجعلك تشعر بأن الطعام لا طعم له حتى لو كان يحتوي على قدر كبير من التوابل والبهارات. وقد لاحظت دراسة الطرق الغذائية لوقف ارتفاع ضغط الدم الظاهرة نفسها التي لاحظتها على مدار سنوات؛ فبراعم التذوق لدى الفرد تحتاج لبعض الوقت لكي تعتاد انخفاض نسبة الصوديوم في الطعام. إذا اتبعت توصياتي الغذائية بصرامة، دون تساهل، وتجنبت كل الأطعمة المعالجة أو الغنية بالملح، فإن قدرتك على الكشف عن نكهات الطعام الخفية والاستمتاع بها في الفاكهة والخضراوات سوف تتحسن أيضًا.