التصنيفات
صحة المخ والجهاز العصبي

كيف أعرف أن دماغي يتقدّم بالعمر بنحو طبيعي؟

يهتم أفراد متقدّمون بالعمر غالباً بأن يكون معدّل شيخوختهم مشابهاً نسبياً لأندادهم. على كل حال، بناءً على الشخص وتجاربه السابقة، قد يكون التركيز على تقدّم ناجح بالعمر، وسيكون، مختلفاً تماماً. مثلاً، يهتم أفراد بفهم قضايا متنوّعة، مثل: هل أنا عدّاء/راجل بسرعة آخرين في عمري؟ هل سجلي في الغولف مشابه لآخرين في عمري؟ أتساءل كيف كان أدائي الخطر هذا الأسبوع، وهل لا أزال سريعاً وأفضل في الإجابة عن أسئلة من آخرين في عمري؟ القصد أن أفراداً يستفيدون مما يعرفونه لقياس تغيير، الذي يرتكز بالنسبة إلى كثيرين على تاريخ شخصي من أداء ثابت، مزوداً إياهم بفهم جيد لما ينبغي أن يكون أداؤهم العادي عليه. يستفيد أغلبيتنا من أدائنا العادي على أنه نموذج لتحديد إن كانت أشياء مختلفة عن العادي، وطبعاً هذا سيتغير نوعاً ما حين نتقدّم بالعمر، لكن في معظم الأحيان يهتم أفراد بطريقة أدائهم على الأرجح في أي مهمة محدّدة. في الواقع، عند شرح مخاوف لأي شخص، وفيهم طبيب أسرة، لماذا تظنُّ أن شيئاً مختلفاً تماماً يترافق غالباً بتقرير؟ مثلاً، “حسناً، كنت أتذكّر أسماء كل الأقزام السبعة أبجدياً، لكنني الآن أواجه مشكلة في تذكّر أسمائهم”. تدفع تغييرات مثل هذه أشخاصاً إلى التساؤل: هل أنا الشخص نفسه، أم إنني فقدت بعض القدرة؟ هل هذا طبيعي؟ ينتج عن هذا بالمقابل عدّة أسئلة أخرى: هل هذا مؤقت؟ هل ستسوء الحال؟ إلى حد ينبغي أن أقلق؟ هناك مخاوف مهمة يتشاطرها كل الأفراد المتقدّمين بالعمر، والمشكلة الحقيقية لكثير منهم هي تمييز الطبيعي عن الشاذ. سأناقش طرقاً متنوّعة يمكن تحقيق هذا بها في هذا الموضوع.

بدايةً، أريد مراجعة مفهوم تنوّع الأداء المعرفي وما يعدُّ حالياً قدرة معرفية طبيعية حين يتقدّم المرء بالعمر، من ثمَّ سأنظر إلى التغييرات البنيوية العامة الملحوظة في الدماغ حين نتقدّم بالعمر، وفيها طريقة تأثير تلك التغييرات البنيوية على أداء المرء، وما يمكننا فعله، أو ينبغي فعله، لموازنة هذه العملية.

اختلاف القدرة المعرفية

مثل أغلبية الأشياء في عالمنا، هناك متغيّرية متأصلة في تقدّمنا بالعمر، ما يعني في هذه الحال أن كل الأفراد ليسوا سواء. عندما يتقدّم أفراد بالعمر، يتغيرون بمعدّلات متنوّعة، وهذا يتضمن، طبعاً، قدرة المرء المعرفية، لذا لا يمكن افتراض أنك إذا تقدّمت بالعمر، فستصاب بهذا النوع أو ذاك من العجز المعرفي تحديداً. الأفراد هم أشخاص، ونقاط القوة والضعف التي تتمتع بها في أثناء شبابك تكون على الأرجح مشابهة لتلك التي تراها حين تتقدّم بالعمر. هل عامل العمر هو الذي يجعل هذه أكثر شيوعاً، أم إن حياة تجربة تتعرّف ما أنت جيد أو غير بارع فيه هي التي تجعل عجزك أكثر وضوحاً؟ قد يكون الأمر أن كثيراً من الأفراد المتقدّمين بالعمر يدركون تماماً العجز المصابين به، ولهذا لا يحاولون حتى إنجاز مهمات يعرفون أنهم ليسوا بارعين فيها، وقد يتساءل شخص عن السبب. حسناً، قد يكون عدم الشعور بسرور في فعل شيء لا يرغبون القيام به، أو أنهم قد قبلوا أداءهم الضعيف (في أي مهمة قد ينجزها ذلك الشخص) وليس لديهم الوقت أو الإرادة لتحدّي أنفسهم، خاصة حين يستطيع شخص آخر أو آلة إنجازها (مثال: حاسبة رياضيات بسيطة). عموماً، لا يكون أفراد متقدّمون بالعمر منتسبين إلى مدرسة، ولا أحد يتوثّق من واجباتهم، لهذا إذا لم يكن هناك تحدٍّ، فلن يكون لديهم سبب أو رغبة بإنجاز مهمات يعرفون أنها ليست ممتعة. هل هذه أسباب لإصابة أفراد بحالات عجز معينة؟ ممكن. لكن هذا لم يظهر بوضوح حتى الآن، من ثم فقد ضمّنتُ هذا التمهيد على أنه مادة للتفكير فيها حين قدّمت بعض الأبحاث عن قدرات معرفية متنوّعة في أثناء تقدّمنا بالعمر أدناه.

قبل استعراض بعض الأبحاث التي تجري حالياً، أودُّ التوضيح أن القدرة المعرفية، أو الذكاء كما يستخدمه بعض الباحثين، تشير إلى أشكال مختلفة، وهذه الأشكال (مثال: إدراك، ذاكرة، حكم، معالجة مكانية) تُستخدم غالباً معاً لتسجيل نقاط مركّبة تمثّل قدرة المرء في مجال معرفي معين (مثال: قدرة تنظيم) أو تقديم تقويم عن أداء عام. هذه الأنواع من التقويمات شائعة جداً وتزوّد باحثين بقدرة على النظر إلى تمايزات في مجالات معرفية معينة أو القدرة العامة، وقد اقترحت أبحاث أن الأداء المعرفي يتغير حين يتقدّم المرء بالعمر. يمكن قياس الذكاء عبر عمليتين أساسيتين: سائل ومتبلور. يشير ذكاء سائل إلى قدرة فرد على حل مشكلات جديدة، والتفكير منطقياً، وتحديد أنماط في مهمات سرعة معالجة، في حين يشير ذكاء متبلور إلى مخزون المعرفة العام للمرء، ومفرداته، ومعرفة كلمات، ويُلحظ غالباً أنه متجذّر في تجارب المرء التعليمية والمهنية. هذان التمييزان مهمان؛ لأن الأبحاث أظهرت أن الذكاء المتبلور يبقى ثابتاً نسبياً في أغلبية حياة الراشد (خمس وعشرين سنة إلى سبعين). نتائج الذكاء السائل، على كل حال، مختلفة تماماً، فمثلاً، في إنجاز مهمة مثل سرعة ترميز (تحديد نمط)، يمكن ملاحظة اختلافات مهمة بين مشاركين شباب وكبار سن. ما مقدار التدهور المعرفي الذي يمكن أن يتوقعه المرء حين يتقدّم بالعمر؟ حسناً، اقترح هؤلاء الباحثون أنه على مستوى مجموعة عامة هناك انحدار بمقدار خمس عشرة إلى ثلاثين نقطة في حاصل الذكاء، خاصة في الذكاء السائل، من العشرينيات إلى السبعينيات، وبعد السبعين، لا يكون الانحدار في القدرات السائلة كبيراً وقد يصل إلى معدّل 7.5 نقطة كل عقد.

إحدى الصعوبات الرئيسة في بحث من هذا النوع هو التحكّم بالتأثيرات البيئية، وبالرغم من أن باحثين يستطيعون فحص اختلافات ضمن السكان والسيطرة على هذه العوامل، إلا إن أحد أصعب الأشياء خضوعاً للتحكّم هو البيئة، ولأن التجارب متنوّعة جداً، يكون صعباً جداً التوثق من اشتراك مشاركين في تجارب بيئية متشابهة. إذا أبقينا هذا في الذهن، فهناك تقويمات تحكّم أخرى لمعالجة هذه المخاوف، والأولوية هي لفهم طريقة تأثير تغييرات معرفية على أفراد في سنواتهم الأخيرة.

التحكّم بظروف بيئية صعب جداً، على كل حال، وإحدى الطرق المبتكرة لمعالجة هذه القضية هي بإشراك أشخاص من مؤسسات (مثال: منظمات دينية)، وقد استفادت إحدى هذه الدراسات من جماعات دينية. فحص باحثون تغييرات في مدّة ستة أعوام في القدرات المعرفية لـ 694 رجل دين كاثوليكي، بينهم راهبات، وقساوسة، وكهنة، وأظهرت نتائج عامة انحداراً في القدرة المعرفية مع انتقال أفراد من الستينيات إلى السبعينيات من أعمارهم (بمعدّل 0.03 وحدة انحدار) ومن السبعينيات إلى الثمانينيات (بمعدّل 0.011 وحدة انحدار). على كل حال، كما ترى، كان المعدّل العام للتدهور المعرفي في هذه الدراسة صغيراً نسبياً، واقترح باحثون أن هذا قد يُعزى إلى استثناء أفراد مصابين باضطراب مرتبط بالعته (بداية الدراسة). كان احتمال أن يختبر أفراد مصابون بانحدار في منطقة معرفية واحدة، انحداراً في أخرى، كبيراً، وقادت هذه النتيجة باحثين إلى استنتاج أن الانحدار المعرفي هو عموماً عامل عالمي وليس انتقائياً جداً. المثير للاهتمام أن هؤلاء الباحثين لاحظوا أيضاً أن المتغيرية الفردية في معدّلات التغيير تتضمن تحسّناً، وأداءً متشابهاً، وانحداراً تدريجياً وحاداً. من ثم، كان كل نوع من التغيير يمكن حدوثه ملحوظاً على مستوى فردي، وكان أحد القيود المهمة لهذا البحث (كما أوضح الباحثون) هو أن هؤلاء الأفراد مجموعة انتقائية. من ثم، قد يكون صعباً تعميم النتائج على السكان إجمالاً، وبالرغم من أن هذه المجموعة كانت انتقائية جداً، إلا أن النتائج لا تزال مثيرة جداً للاهتمام بسبب ملاحظة معدلات انحدار صغيرة وأن أداء أغلبية الأفراد استمر على مستوى معرفي لائق. أظن أن أدلّة إضافية تتعلّق بنشاطات يومية، وفيها حمية، ومستوى التمرينات، والاشتراك في نشاطات معرفية لكل المشاركين، ستقدّم صورة أوضح عمّا يؤثر في تغيير الأداء.

اهتم باحثون بفهم التغييرات الكبيرة التي تجري في القدرة المعرفية ووظائفها الدماغية اللاحقة، وفحصت دراسة واحدة تحديداً تغييرات في الأداء المعرفي ووظيفة الدماغ في عينة مشتركة من أفراد معدّل أعمارهم ثمانية وستون عاماً، وأظهرت النتائج أنه في مدّة ثماني سنوات كان هناك تغيير عام في القدرة المعرفية. لكن فحصاً باستخدام صور شعاعية أظهر أن إنجاز مهمات ذاكرة تؤدي إلى زيادة استجابة الدماغ في كل من الفصين الصدغي والجداري، وأن هذا مخالف لما يجري في قرن آمون، والفصين الصدغي والجبهي،حيث يُلحظ انخفاض النشاط.

قال باحثون آخرون، في مقال نقدي عن تقدّم ناجح بالعمر، أن ازدياد نشاط الدماغ مرتبط عموماً بأداء معرفي أفضل. أيضاً، كانت تُرى علاقة إيجابية في القدرة عادة في أفراد يتمتعون باستجابة متزايدة في الفص الجبهي، أما فيما يتعلق بالفصّين الجداري والصدغي، فقد اقترح بحث نتيجة أكثر تفاوتاً، لكن عدّة دراسات أشارت إلى وجود علاقة إيجابية. أحد الاقتراحات هو أن النشاط ضمن القشرة الجبهية يزداد للتعامل مع قصور ضمن مناطق دماغية أخرى. على كل حال، لابد من وجود عجز في المقام الأول ليُحدث هذه الزيادة في النشاط وفعل التعويض اللاحق. من ثم، النشاط المتغيّر قد يدل على مشكلة معرفية وشيكة، ولهذا نمط أكثر استقراراً من نشاط الدماغ مع تقلّبات محدودة سواء إيجابية أو سلبية قد يكون في الواقع دلالة على تقدّم عمر معرفي سليم.

يقدّم البحث آنفاً سجلاً جيداً لأنواع التغييرات المعرفية التي قد يواجهها أفراد معافون حين يتقدّمون بالعمر، لكن ربما لا يزال لديك سؤالاً واحداً هو: ماذا عن كبار السن كثيراً؛ أفراد تبلغ أعمارهم نحو مئة عام؟ (قد تكون كذلك، أو ترغب بأن تعمّر إلى ذلك الحد يوماً ما). كان هذا نادراً قبل عدّة عقود، لكن يصبح الوصول إلى هذا العمر المتقدّم أكثر شيوعاً نسبياً لأفراد. أحد الأسئلة المهمة التي يهتم بها أفراد متقدّمون بالعمر هي: هل سأصاب بالتأكيد بخلل معرفي حين أبلغ الخامسة والتسعين أو المئة من عمري؟ يصبح هذا السؤال وجيه أكثر فأكثر؛ لأن أغلبية معدّلات مأمول الحياة في الأمم الصناعية تستمر في الارتفاع، وليس مفاجئاً أن باحثين قد بدؤوا فحص الأداء المعرفي في الطاعنين في السن أو، كما أفضّل، الراشدين جداً.

بوصفك فرداً متقدّماً بالعمر، هل ينبغي أن تتوقع إصابة تلقائية بتلف معرفي بعد بلوغك عمر المئة؟ النبأ السار هو لا، لكن إذا لم يكن إصابتك بخلل معرفي في ذلك العمر أكيدة، فما احتمالات أن تتعرّض لعجز معرفي بعمر المئة؟ لقد اقترح باحثون كثيرون في عدّة دول حول العالم أن نسبة بين 40 إلى 62 بالمئة من الأفراد الذين تبلغ أعمارهم خمساً وتسعين سنة أو أكبر سيعانون من نموذجٍ ما لخلل معرفي متوسط أو شديد. بالرغم من أن هذا ليس نبأ رائعاً لهذه المجموعة، إلا أن هناك بعض الأخبار الجيدة: أظهر الباحثون أنفسهم أيضاً أن نحو 20 إلى 25 بالمئة من المعمّرين المئويين لا يختبرون خللاً معرفياً إطلاقاً. بيّنت أبحاث ثنائية اللغة لدى المئويين أنه في مدّة متابعة من ثمانية عشر شهراً، وباستثناء بعض الحالات، لم تختبر هذه المجموعة أي تدهور كبير. أبرزت هذه النتائج، الأولى من نوعها، أنه يمكن ملاحظة استقرار معرفي حتى في هؤلاء “الراشدين جداً”، والأهم أن نحو ربعهم كانوا لا يزالون يؤدون وظائف عند مستوى معرفي طبيعي، ولاحظ فحص إضافي لهذه البيانات أنه في أول جلسة اختبار، حقق أولئك الذين لا يزالون أحياء نقاطاً معرفية مشابهة للذين ماتوا قبل الجلسة التالية، ما يشير إلى أن التدهور المعرفي ثابت نسبياً في هذه المجموعة ولا يقدّم دلالة على توقّع الفناء بين المئويين. هذه النتيجة مثيرة للاهتمام؛ لأنه في مجموعات عمرية أصغر (مثال: خمسة وستين عاماً إلى ثمانين) كان التراجع المعرفي مرتبطاً بموت وشيك، إلى حد أبرز اقتراحاً بأن تدهوراً معرفياً متسارعاً لهذه المجموعة العمرية يعدُّ مؤشراً على اقتراب سريع للوفاة. أخيراً، مهم أن نلاحظ أن هذه التأثيرات قد لوحظت في أفراد يتقدّمون بالعمر بنحو طبيعي (راشدين أصحاء)، وأن أفراداً مصابين سابقاً بمرض مرتبط بالعته لم يؤثروا على النتائج. بالرغم من أن هذه قد تبدو نقطة مزعجة، إلا أنني أظن بالتأكيد أن المرء يمتلك المقدرة على أن يكون بين الـ25 بالمئة من المئويين السليمين معرفياً.

بنية دماغ متقدّم بالعمر

إحدى أصعب المهمات التي تواجه باحثين هي تحديد الصلة بين تغييرات دماغية بنيوية والتأثير الناجم عنها على أداء الفرد المعرفي. كما قلت سابقاً، لا تعمل الأجزاء الدماغية بمعزل عن بعضها بعضاً إنما عبر مجموعة روابط عصبية، ولأن بعض المناطق تشترك بفاعلية في إحداث استجابات محدّدة، فحص باحثون كثيرون مناطق الدماغ التي تؤدي مهمات مختلفة. إن فحص التغييرات البنيوية في الدماغ المرتبطة بالتدهور (الانكماش) نتيجة عملية التقدّم بالعمر الطبيعية هي إحدى طرق فهم صعوبات الأداء التي يواجهها أفراد متقدّمون بالعمر.

إحدى الشكاوى المعرفية الشائعة التي يُبلّغ باحثون عنها هي أن أفراداً متقدمين بالعمر يشيرون غالباً إلى ذاكرتهم على أنها “لم تعد كما كانت”. ستتبع أغلبية الأفراد الأصحاء المتقدّمين بالعمر هذا بقول شيء مثل: “لكن، عموماً، إنها ليست سيئة جداً. أنا أنسى فقط أشياء صغيرة هنا وهناك، مثل تذكّر جلب الحليب حين أكون في المتجر”. لأن شكاوى الذاكرة أكثر تمييزاً ووضوحاً لأفراد متقدّمين بالعمر، فقد أضحت تاريخياً بؤرة البحث، من ثم التركيز على أبحاث الدماغ البنيوية لعلاقتها بالأداء المعرفي.

يقول أفراد متقدّمون بالعمر غالباً أيضاً إنهم يثابرون على (ينشغلون) أداء مهمات معينة، ويُلحظ أن المثابرة تزداد دائماً مع العمر، وأنها مرتبطة بانكماش بنيوي طبيعي مرتبط بالعمر في القشرة الأماجبهية. من ثم، يعدُّ تراجع القدرة على التبديل بين مهمات (الانتقال من مهمة إلى أخرى)، بناءً على بحث حديث، عاملاً في التقدّم بالعمر ولا يرتبط بوجود مرض معين أو تطوّره. مهم أن نلاحظ أن معدّل أعمار المجموعة العينة في هذه الدراسة هو أربع وأربعون (زائد ناقص ست عشرة سنة)، إضافة إلى معدّل تعليم يبلغ ست عشرة سنة (زائد ناقص سنتان). هذا مثير للاهتمام؛ لأنه يقترح أن أدمغتنا تبدأ بالتغيّر بنيوياً في وقت باكر جداً، ما قد ينتج عنه لاحقاً تبدّل المعالجة المعرفية، وأظهر باحثون أيضاً أن أجزاء من القشرة مسؤولة أساساً عن دعم الذاكرة العاملة (تحديداً، القشرة البصرية والتلافيف المغزلية؛ منطقة تمتد على كل من الفصين الصدغي والقفوي) عُرضة أيضاً للانكماش حين نتقدّم بالعمر. قد تكون مهمات ذاكرة عاملة لفظية أو غير لفظية، على كل حال، ونتيجة انكماش القشرة في هذا الدراسة قد أثّرت أساساً على الأداء غير اللفظي. تتضمن مهمات ذاكرة عاملة غير لفظية أشياء مثل تنظيم وتصنيف قوائم طويلة من مواد في عقلك، أو مهمات مثل استخدام قطع أشياء لتجميع بنى (مثال: أحاجي). قالت هذه الدراسة أيضاً إن حالات خلل معرفي/وظيفي إضافية تنتج عن انكماش القشرة البصرية والتلافيف المغزلية. مثلاً، إجراءات ذاكرة واضحة: مهمات مثل ربط أسماء جديدة بمواد جديدة (غير موجودة سابقاً، وهذه مواد مركّبة عادة) أو تذكّر عناصر قصة قصيرة وتكرار أكبر عدد من التفاصيل الممكنة أمام الباحث. يُظنُّ أن مهمات من هذه الطبيعة، التي لا تعد مفاجئة؛ لأنها بعض من أولى أنواع الشكاوى التي يُبلّغ عنها، مرتبطة بانكماش القشرة الدماغية. لهذا، قد يكون تراجع بسيط في أداء المرء مرتبطاً بسمات فيسيولوجية داخلية للتقدّم بالعمر، وبالرغم من أن هذا دليل مقنع، مهم أن نلاحظ أن الاختلافات ربما تكون بسيطة جداً بحيث لا يدركها كثيرون منا من دون الخضوع لاختبار مستمر. بالرغم من أن انكماش القشرة قد يحدث لكثير من الأفراد الأصحاء المتقدّمين بالعمر، إلا أن العملية محدودة غالباً، وربما تحدث اضطرابات وظيفية من دون أن يلحظها الفرد، وقد يُعزى هذا إلى سبب بسيط هو أن الدماغ السليم المتقدّم بالعمر يُجري معالجة عصبية فاعلة، ولديه عدّة طرق مختلفة لإرسال معلومات واستقبالها؛ عامل يسهم في إبقاء أدمغة سليمة وهو نتيجة “خبرة دماغية”. إضافة إلى هذا، ينبغي أن يوُضَّح أيضاً أنه حين يتقدّم المرء بالعمر، قد تتأثر قدراته البدنية كذلك، وفيها عدّة حواس مثل السمع والرؤية، التي قد تسهم أيضاً في انخفاض معدّلات الأداء الملحوظة في هذا البحث. من ثم، تصبح عناصر تحكّم البحث بهذه العوامل وفحص عمليات محدّدة تشترك في الأداء المعرفي حين يتقدّم المرء بالعمر بالغة الأهمية، ففحص متغيّرات فردية قد تجري في أفراد سليمين نتيجة العملية الطبيعية لتقدّم العمر مهم جداً لنا جميعاً، وسيكون محط التركيز الأساس لباقي هذا الموضوع.

كيف أوقف انكماش دماغي؟

إحدى الأسئلة المهمة جداً التي ينبغي الإجابة عنها هي: إذا كان دماغي ينكمش ببساطة حين أتقدّم بالعمر، فهل هناك طريقة لتعويض ذلك؟ نعم! هناك طرق للحفاظ على صحة دماغك حتى حين تتقدّم بالعمر، وقد أظهر فيسيولوجيون أن جسدك يبدأ بالتراجع حين تتقدّم بالعمر، وإحدى الأمثلة على ما يجري حين تشيخ هي فقدان كمية كبيرة من الكتلة العضلية، التي ترتبط مباشرة بعملية تقدّم أجسادنا “القياسية” بالعمر. على كل حال، هناك طرق لمنع هذا الانهيار. مثلاً، يمكن خفض حجم الكتلة العضلية التي تفقدها بالاشتراك بانتظام في نشاطات رفع أثقال. بالرغم من أن دماغك هو العضو الأكثر تعقيداً في الإنسان، إلا أنك إذا درّبته، مثل باقي عضلاتك، يمكن أن تخفف من انكماشه. بالرغم من أن عملية التدريب مختلفة نوعاً ما، إلا أن مفهوم الاهتمام المنتظم يبقى نفسه، وبنحو مشابه لتخصيص وقت تقضيه في قاعة ألعاب، أو رفع أثقال، أو جهاز مشي، الذي يساعد في ضمان صحة ثابتة، نحتاج أيضاً إلى تدريب دماغنا. إذا كان هناك شيء مثل “قاعة ألعاب دماغية”، فسأوصي بالانضمام إليها كما تنتسب إلى مركز رياضي عادي، إن لم يكن أكثر.

قد تسأل نفسك: هل يمكن لتدريب واهن أن يؤثر حقاً على بنيتي الدماغية وتعويض خسارة القشرة؟ أولاً، مهم القول كما لاحظنا سابقاً أن هناك متغيرية متأصّلة، وقد يتطلّب الأمر من بعض الأفراد تدريباً أكثر من آخرين لتحقيق مستوى مشابه لأندادهم. بغض النظر عن هذا، يشير دليل حالي إلى أن راشدين يتمتعون، على مستوى فردي، بالقدرة على تغيير بنية قشرتهم وإنتاج نمو دماغي جديد. في الواقع، عرض باحثون من جامعة هونغ كونغ أن جعل راشدين يشتركون في مهمة تعلّم بسيطة (مشابهة لتلك المستخدمة مع أطفال، مع تعديل واحد بسيط)، حيث تُقدّم بطاقة ملوّنة ويُطلب من مشتركين تحديد اسم اللون، ينتج عنه نمو عصبـي. عدّل باحثون المهمة بتقديم أسماء مركّبة لكل من الألوان المعروضة، من ثمَّ جعل المشتركين يتعلّمون هذه الأسماء الجديدة ليختبروهم فيها لاحقاً. صُوّر المشتركون من طلاب الجامعة بالرنين المغناطيسي قبل ثلاثة أيام من التدريب، الذي تكوّن من خمس جلسات مدّتها كلها ساعتان فقط. الجدير بالملاحظة أن صور الرنين المغناطيسي التي نُفّذت بعد التدريب أظهرت أن كل المشتركين التسعة عشر قد تكوّنت لديهم مادة رمادية جديدة في نصف أدمغتهم اليسرى (أساساً القشرة البصرية) في هذه المدّة القصيرة جداً. ما ينبغي ملاحظته أيضاً بشأن هذه النتائج هو أن المهمة لم تتطلّب جهداً أو وقتاً كبيراً، مشيرة إلى أن عنصر المهمة المهم كان جدّية أسماء الكلمات المرتبطة بألوان معروفة، ومع تقديم أسماء جديدة لألوان قياسية، تطلّب الأمر روابط جديدة، ما سهّل الحاجة إلى إعادة تعلّم الروابط، التي ظُنّ بالمقابل أنها تحفّز نمو الدماغ. مهم أيضاً أن نلاحظ أن هؤلاء المشتركين لم يكونوا أطفالاً، ما يثبت أنه يمكن ملاحظة نمو عصبـي حقيقي في أشخاص راشدين.

تقدّم هذه الدراسة مثالاً على طريقة جعل تغييرات بنيوية تتبدّل بإيجابية بتدخلات معرفية. ماذا عن تدخلات بدنية؟ لا أعني فتح الجمجمة وتوسيع دماغك، بالرغم من أن هذه فكرة مثيرة للاهتمام، لكن هل ينتج التدريب البدني فعلاً تغييراً في حجم بنى دماغية معينة؟ كما حدث فعلاً، لقد أظهر باحثون أن بنية الدماغ قد تتغير عبر مثل هذا التدريب، وفي هذا البحث، شارك 120 راشداً (متوسط أعمارهم ستة وستون عاماً) في تدريب أيروبيك (يتكوّن من مشي أربعين دقيقة، ثلاثة أيام في أسبوع) أو برنامج مرونة. ما وجدوه بعد متابعة المشتركين سنة واحدة هو أن الحجم البنيوي لقرن آمون قد تضخم في أفراد مجموعة تدريب الأيروبيك (البنية الأساسية المسؤولة عن الذاكرة) بنسبة 2 بالمئة، وأشار باحثون إلى أن هذا ينبغي أن يؤدي إلى تعويض التدهور في هذا الجزء المرتبط بالتقدّم عموماً بالعمر بنحو سنة إلى اثنتين. كانت هذه النتيجة معاكسة لمجموعة المرونة، التي شهدت انكماشاً بنسبة 1.4 بالمئة في الجزء الدماغي نفسه، ما يشير إلى قدرتك على إعادة عقارب الساعة إلى الوراء والحفاظ على، أو حتى استعادة، الحجم الدماغي المفقود. من ثم، أظهرت هذه الدراسة أيضاً تحسّن وظيفة الذاكرة في مجموعة الأيروبيك، ما يدل على أن حجم الدماغ مرتبط مباشرة بالأداء المعرفي.

تقدّم نماذج حيوانية دعماً إضافياً لنظرية أن الدماغ قد ينمو ويتغير حتى بمواجهة حالات خلل تجري في أوقات حرجة، وتحدث هذه الأوقات الحرجة عموماً في أثناء النمو، الذي يشهد نمواً عصبياً شاملاً. مثال أساسي هو أفراد يعانون عجزاً سمعياً، الذين يواجهون في بداية حياتهم صعوبات لغوية (مثال: لفظ، قراءة… إلخ)، وقد يؤثر عجز الحواس كثيراً على التطوّر المعرفي. تاريخياً، كان الظنُّ أن فقدان نقاط قشرية قد يكون له تأثير مدى الحياة، وفي وقت أحدث، رأينا أنه بفضل التدريب الشامل، يمكن التغلّب على كثير من حالات الخلل هذه. مثلاً، لقد أظهر باحثون أن جرذاناً تعيش في بيئات مصممة لتعطيل قدرة الحيوان على معالجة أنواع مختلفة من الأصوات، ما يسمح بتطوّر بنية دماغية شاذة، يمكن أن تتغلّب على هذه الصعوبة. استطاع باحثون تغيير هذا الخلل في التطوّر بتدريب شامل استعاد بنجاح الوظيفة القشرية والسلوكية في حيوانات فقدت تلك القدرات، وتمكّن هؤلاء الباحثون أيضاً من استعادة الوظيفة في كل من صغار الحيوانات وكبارها. يقدّم هذا النوع من الأدلّة مزيداً من الدعم لفكرة أنه حتى بمواجهة تقدّم العمر أو فقدان تطوّر مهارات في أوقات حرجة، فإن القدرة على تغيير بنية الدماغ فعلاً وتنمية عصبونات جديدة دعماً لتقوية أو بناء صلات في القشرة هي حقيقة واقعة لا خيال علمي.

إذا كنا جميعاً نتقدّم بالعمر، وانخفاض في بنية أو حجم دماغنا هو أمر محتّم، فقد يظن بعض الناس أن ذلك يعني النهاية، وأنهم إذا لم يفعلوا شيئاً ستتأثر مهاراتهم المعرفية كثيراً، لكن هذا ليس صحيحاً تماماً. يعرف كثيرون منا أفراداً لم يفقدوا معظم قدرتهم المعرفية إطلاقاً وآخرين خسروا الكثير، ويسأل الناس غالباً: هل أكبر يعني أفضل؟ هل هناك صلة مباشرة بين انخفاض حجم الدماغ المرتبط بالعمر وضعف القدرة المعرفية؟ الجواب عن هذين السؤالين هو أننا لا نعرف حقاً. كانت النتائج حتى الآن متناقضة، ولم يُثبت باحثون بالتأكيد أن انخفاضاً مرتبطاً بالعمر في حجم الدماغ سينتج تدهوراً معرفياً، وما يُعرف هو أن انخفاض الحجم المرتبط بالعمر واقع لا محال، لكنه يقتصر غالباً على أجزاء دماغية معينة، ما يترك نتائج متنوّعة عرضة للتفسير. عندما تُلحظ علاقات إيجابية بين زيادة بنية/حجم الدماغ وازدياد القدرة المعرفية، فالاستنتاج أن أكبر أفضل. على كل حال، لأن بنى معينة فقط ستكون أكبر، توقّع باحثون أن هذه المنطقة تحديداً تساعد في التعويض عن صعوبات تواجه أجزاء أخرى. على العكس، عندما تُلحظ علاقة سلبية، في أن أداءً معرفياً ضعيفاً يرتبط بازدياد حجم الدماغ، فالاستنتاج أن خللاً عصبياً قد حدث. لكن في أثناء نمو الدماغ، لا تُستخدم كثير من هذه الصلات العصبية بنحو ملائم، وقد يكون السبب الأكثر قبولاً لعلاقة سلبية ملحوظة بين حجم الدماغ وقدرة الأداء هي أن هؤلاء الأفراد الأصحاء، كبار السن، يتمتعون بـ”احتياطي معرفي” كبير، ما يدل على أن أدمغتهم تعمل بفاعلية وكفاءة أكبر باستخدام كمية صغيرة ومحدودة فقط من موارد القشرة. قد تتساءل عن السبب، والجواب البسيط هو أن بمقدورها ذلك، فإذا كنت تستطيع فعل المزيد بالقليل، فستكون هذه إستراتيجية ناجحة في إدارة الموارد. مع العمر تأتي الخبرة، ويصبح دماغك ماهراً تماماً في إنجاز مهمات متنوّعة، ما يجعل بعض المهمات مرهقة معرفياً أكثر من أخرى، وتصبح الاستفادة من هذه الموارد مهارة يومية لأفراد كثيرين، من ثم، لأدمغتهم.

يصدّق باحثون كثيرون أن للعمر الزمني حدوده. مثلاً، قد لا يخبرنا شيئاً بديهياً عن قدرة الفرد المعرفية أو البدنية. على كل حال، فهم العمر البيولوجي لفرد قد يزوّدنا بفهم أفضل عن مكانة الفرد في سلسلة الحياة. هذه نقطة قيّمة لعدّة أسباب. أولاً، يقول أفراد غالباً إنهم يشعرون بالصحة ويمكنهم إظهار قدرات معرفية جيدة، لكن قد يشكّون في هذه القدرة؛ لأنه يقال لهم طوال حياتهم إنكم حين تبلغون عمراً معيناً، لن تستطيعوا فعل هذا أو ذاك. أظن أن النقطة الثانية تؤثر على عدد من الأفراد الأصغر سناً، إنما بطريقة معاكسة، فهم قد يظنون أنهم بسبب بلوغهم عمراً معيناً، ينبغي ألا يختبروا أي صعوبات، وبذلك يمكن أن يتجاهلوا علامات تحذير تخبرهم أن نمط حياتهم يؤذي صحتهم. كان باحثون يحاولون تحديد العمر المعرفي بربط هذا بعمر الفرد البيولوجي، والطرق الرئيسة لإنجاز هذا هي عبر فحص مؤشرات الصحة الحيوية مثل قوة العضلات (قبضة مغلقة)، والصحة القلبية الوعائية (ارتفاع الانقباض مترافقاً مع انخفاض الضغط الانبساطي)، والبنية الجسدية (انخفاض كتلة الجسم). لقد ارتبطت هذه المقاييس بوجود تلف معرفي، وتحديداً كانت أقوى صلة لحالات خلل في أفراد هي الذاكرة اللفظية. من ثم، قد يرتبط مستوى صحة شخص في هذه المجالات بالقدرة العقلية، ولا يزال هذا النوع من الأبحاث في مراحله الباكرة، والهدف المستقبلي هي النظر تحديداً إلى تعديلات في الصيغة الجينية لتحديد كيف يؤثر وجود، مثلاً، التهاب، أو تركيزات هوموسيستئين، أو مستويات مرتفعة من الأكسدة على قدرة المرء المعرفية طويلة الأمد. في الوقت المناسب، سيتمتع أفراد، بوصف ذلك جزءاً من بناء صحتهم، بخيار معرفة سلسلتهم الجينية، ما قد يمنح أفراداً فكرة عن الأمراض التي قد يكونون عُرضة لها حين يتقدّمون بالعمر، وفي المستقبل، قد تكون لهذه السلسلة أيضاً القدرة على اختبار إمكانية الإصابة بتلف معرفي. ينبغي أن أقول إن الحصول على سلسلتك الجينية الكاملة متوافر حالياً عبر شركات خاصة، والكلفة تراوح بين خمسة عشر ألف دولار وبين أربعين ألفاً، لكن القضية الحقيقية هي تفسير النتائج، التي توصف عموماً للفرد على أنها استعداد فطري، من ثم ربما يكون لديك استعداد أو قابلية أعلى من المعدّل. مثلاً، قد تكون معرضاً لخطر متزايد للإصابة بمرض قلبـي وعائي، ولا يعني هذا أنك ستصاب به بالتأكيد، لكن الباحثين يأملون أن يقدّم هذا دليلاً وعلامة تحذير، وإذا ظهرت الأعراض، ينبغي أن تسعى للحصول على معالجة في أسرع وقت ممكن. هذا بالتأكيد الجانب الإيجابـي من العملية، وستساعد أفراداً ليتوخوا الحذر من أي مرض قد يتطوّر لديهم.

لقد قدّمت عدّة أمثلة حتى الآن على الطرق التي قد يتأثر بها دماغ المرء بالتقدّم بالعمر، وليس هناك حقاً قواعد ثابتة. يبدأ كل شخص من قاعدة مختلفة، وعند الحكم على الأداء، ينبغي أن تمعن التفكير بشأن طريقة أدائك تاريخياً. كان أحد الأمثلة في هذا الموضوع هو أفراداً متقدمين بالعمر لاحظوا صعوبة في الحفاظ على قدرتهم غير اللفظية، ولوحظ أن هذه الأنواع من الإجراءات ضعيفة في أفراد متقدّمين بالعمر، لكن القدرة غير اللفظية، مثلاً، في استخدام أجزاء بهدف جمع شيء ما هي خلل قائم ومستمر ربما يعانيه شخص. قد لا يكون أداء فرد، لهذا، جيداً في مثل هذه المهمات، ولن يكون استخدام هذا على أنه مقياس لمدى نجاح تقدّمه أو تقدّمها بالعمر كافياً أو ملائماً، وربما يكون تقويم قدرة المرء مقارنة بأنداد من العمر نفسه صعباً، وأحياناً أفضل مؤشر هو أداؤك، وتذكّر أن العمر والتعليم مقياسان ربما يكونان مفيدين جداً في تقديم فهمٍ وافٍ لقدراتك وتزويدك بتبصّر حين تتقدّم بالعمر.