مثلما تبحث عن الصحة الجيدة، من المفيد أن تتخذ خطوات لحذف السموم المعوية الشائعة من الأطعمة التي تأكلها والأشربة التي تشربها. وتشتمل السموم الشائعة التي يمكنك تعقبها على الأطعمة المعدلة وراثيا genetically modified foods والمبيدات الحشرية pesticides واللحوم والألبان والصويا والدقيق الأبيض وملح الطعام وأحادي صوديوم الغلوتامات monosodium glutamate (MSG) وأطعمة المكروويف والسكر المكرر والمحليات الصناعية والكافيين والقهوة والكحول.
تذكر أن السر الحقيقي في الصحة هو منع السموم من دخول جسمك. ومن الأسهل حذف أو إنقاص مركبين أو ثلاثة مركبات منتجة للسموم كل أسبوع.
حذف سموم القولون من الطعام
حتى الأطعمة التي يفترض بأنها “صحية”، مثل الفواكه والخضار الطازجة، ليست على الدوام مأمونة ومغذية مثلما تعتقد. وليس هناك من حاجة إلى شكر طرق الإنماء التجارية غير المسؤولة التي تعتمد على المخصبات الكيميائية chemical fertilizers والمبيدات الحشرية والهرمونات لتنمية المحاصيل الوافرة على أرض منهكة، ولقد أصبحت نسبة مئوية كبيرة اليوم من الإنتاج وبشكل مخيف مشبعة السموم، وفقدت معظم قيمتها التغذوية.
إن الأطعمة التي تنمو في الطبيعة تطفح بالقدرة المعطية للحياة؛ أما الأطعمة المصنعة كبديل عنها فتفتقر إلى هذه الخاصية الأساسية. ومن المستحيل أن تعطي هذه الأطعمة المزيفة لأجسامنا ما هي تحتاج إليه فعليا.
هذا، وتعد الطاقة أو القدرة الحيوية في الطعام أمرا أساسيا ومطلقا لصحة الجسم والقولون.
إذا كنت تستطيع أن تتذكر الصيغة “طعام حي = حياة بشرية” و”طعام ميت = موت بشري”، عندئذ تكون قد اتخذت خطوة هامة نحو بلوغ صحة قولونية؛ فكم هو الفرق بين الأطعمة الحية النيئة والأطعمة الميتة التي عولجت وطبخت؟ نعم إنه الفرق بين بقرة حية تتنفس وتقتات بالعشب في الحقل وأجزاء بقرة دموية ملفوفة بالسيلوفان لها تاريخ انتهاء صلاحية على رف في بقالة كبيرة.
إن الفواكه النيئة والخضار الطازجة والبذور والحبوب الكاملة جميعها من الأمثلة الجيدة على الأطعمة الحية، وهي أنواع الطعام التي يعتمد عليها جسم الإنسان للمحافظة على قدرته وإصلاح ذاته بشكل صحيح.
أما الأطعمة الميتة فهي تلك التي فقدت حيويتها المغذية وامتلأت بالسموم، نتيجة لظروف صناعية عند إنتاجها أو معالجتها أو تحضيرها؛ فعملية البسترة pasteurization مثلا تستخدم الحرارة لقتل الإنزيمات الحية القيمة في مشتقات اللبن. ومن دون هذه الإنزيمات (بروتينات خاصة تنتجها الكائنات الحية)، تصبح مشتقات اللبن عديمة الفائدة تقريبا لجسمك، ويمكن أن تسبب حالات تحسسية وفرط حمل مزمنا على الجهاز المناعي.
عندما تقتل الحرارة الإنزيمات في الأطعمة النيئة خلال البسترة، يبدو حينئذ أنها تقتلها في الأطعمة التي نطبخها في المنزل. وقد يكون من المدهش كثيرا أن تكون الأطعمة النيئة الحية والمحملة بالمغذيات والإنزيمات الفعالة أكثر قيمة صحية بكثير من الأطعمة المطبوخة بشدة، وهي خالية من أية قيمة تغذوية. كما تساعد الأطعمة النيئة الطازجة، مثل الفواكه والخضار، على إزالة السموم من القولون والجسم بشكل طبيعي، وتمنع الأمراض غير المرغوب فيها.
ولا تفتقر الأطعمة التقليدية المطبوخة مسبقا أو المعالجة أو المكررة إلى العناصر المغذية المبقية للحياة فقط، وإنما تكون محملة أيضا بالمواد الكيميائية الضارة أو المؤذية التي تتراكم في القولون مع الوقت، تاركة بقايا سمية قاسية ومنحشرة. وعندما تبقى هذه البقايا السامة في القولون لفترة طويلة، تعمل هذه السموم في نهاية المطاف من خلال البطانة المعوية، وتعود إلى مجرى الدم، حيث تساهم في أمراض منقصة للحياة لا حصر لها.
نعم إن النظام الغذائي للأطعمة النيئة الغنية بالمغذيات هو خيار ذكي وصحي، ولكن لا، فالكثير من هذه الأطعمة قد فقدت اليوم خواصها المحافظة على الحياة.
أين ذهبت جميع العناصر المغذية؟
لقد أدت النزعات المعوقة في الزراعة الكتلية mass agriculture إلى إزالة العناصر المغذية من التربة، ومن ثم من الكثير من المحاصيل النامية عليها. وتكمن المشكلة في حالة نظمنا البيولوجية ورغبتنا بالحصول على أطعمة رخيصة التصنيع ونزعتنا نحو استهلاك أنواع كثيرة من الطعام، بصرف النظر عن الفصل الذي نعيش فيه، وظهور التعديل الوراثي للأطعمة.
تحتوي النظم الإيكولوجية (البيئية) ecosystems الصحية التي تدعم الزراعة على حشرات في التربة الموجودة من حولنا وعناصر مغذية تجدد باستمرار. واليوم، ترش المحاصيل بالمبيدات الحشرية ومبيدات الهوام التي تقتل الحشرات، ومن ثم تنقص العناصر المغذية وتسمم طعامنا.
يجب أن تمنح الأرض والتربة الوقت اللازم للراحة وإغناء نفسها بعد محاصيل معينة، مما يسمح بالإغناء بالمغذيات. ولكن ذلك يندر أن يمارس؛ فالشركات العملاقة تبتاع بشكل مطرد الأرض الزراعية وتستعمل المخصبات الكيميائية لزيادة المحصول بعد المحصول، في محاولة منها للاستمرار بسد حاجة المستهلكين. وتكون النتائج الإجمالية لهذه الممارسات الزراعية المدفوعة بالربح محاصيل محملة بالسموم، ليس لها أية قيمة تغذوية طبيعية تقريبا. وقبل عقدين من الزمن، كانت نصف أونصة من السبانخ (0.23 كغ) تحتوي على 50 ملغ من الحديد، لكنها تحتوي اليوم على 5 ملغ فقط. وأما البطاطا النموذجية، فقد زادت مستويات النياسين niacin فيها عما كانت خلال السنوات الخمسين الماضية، مع أنها فقدت 18٪ من محتواها من الثيامين thiamine و28٪ من الكالسيوم و50٪ من الريبوفلافين riboflavin و57٪ من الفيتامين C والحديد و100٪ من الفيتامين A.
يشير مركز السياسة الغذائية Centre for Food Policy في لندن إلى أنه يجب أن تأكل اليوم ثمانية برتقالات لتحصل على الكمية نفسها من الفيتامين A التي كان يحصل عليها أجدادنا من برتقالة واحدة فقط.
كيف تؤدي الأطعمة المعدلة وراثيا إلى تسمم القولون؟
ليس المحتوى التغذوي الفقير في التربة هو مصدر قلقنا فقط؛ فاليوم، تقدم للمحاصيل الجديدة مادة وراثية جديدة للحصول على نتائج مختلفة يعتقد بأنها مرغوبة. وقد أدت التجارب على التركيب الوراثي لمحاصيل نباتية مختلفة إلى مقاومة تجاه مبيدات الهوام ومبيدات الأعشاب ومبيدات الحشرات؛ وإلى تعزيز مستويات العناصر المغذية، وحتى مقاومة أو تحمل أشد الظروف المناخية. وتشتمل المنتوجات الشائعة المشتقة من النباتات المعدلة وراثيا على زيت بذر القطن وفول الصويا وفول الكاكاو والكانولا canola والذرة. وتنمو المحاصيل المعدلة وراثيا على التربة الزراعية بمعدل مخيف.
كيف نزيل السموم من الأطعمة ذات الكائنات المعدلة وراثيا
1. قم بشراء الأطعمة العضوية، فهذه الأطعمة لا يمكن أن تنمو باستعمال التعديل الوراثي.
2. قم بشراء اللحم ومشتقات الألبان لحيوانات تغذت بالمراعي من دون هرمونات أو مضادات حيوية.
3. تجنب زيت الكانولا وزيت بذر القطن.
4. تكون الذرة والفشار معدلين وراثيا عادة، لذلك استعمل المصادر العضوية فقط.
5. استعمل القرع الصيفي والسكواتش الأصفر العضويين والناميين محليا.
6. تجنب جميع المنتجات المحتوية على الأسبارتام aspartame الذي هو سم شديد معدل وراثيا.
لماذا نشتري الأطعمة العضوية والنامية محليا؟
إذا كنا لا نستطيع أن نعتمد على الفواكه والخضار النيئة لدينا، والتي تعد مصادر نقية للتغذية، فكيف نفترض أنها تحتوي على الطاقة الضرورية للحياة؟
تكمن الإجابة في اختيار الأطعمة النامية عضويا أو محليا (سوق المزارعين). والأفضل من ذلك أنه يجب أن تزرع طعامك الخاص عضويا في الحديقة الخلفية. هذا، وتعرف وزارة الزراعة الأميركية والبرنامج العضوي الوطني إنتاج الأطعمة العضوية بأنها “المنتجات المنماة تحت سلطة قانون إنتاج الأطعمة العضوية. وتقوم الدلائل الإرشادية الرئيسية للإنتاج العضوي على استعمال مواد وممارسات تعزز التوازن الإيكولوجي (البيئي) للنظم الطبيعية وتكامل أجزاء نظام الزراعة مع الجملة الإيكولوجية. ولا يمكن أن تضمن الممارسات الزراعية العضوية أن تكون المنتجات خالية تماما من الثمالات أو البقايا؛ ولكن تستعمل طرائق للتقليل من التلوث الناجم عن الهواء والتربة والماء”.
لقد أصبح من الشائع أكثر فأكثر رؤية فواكه وخضار عضوية في الكثير من البقالات والأسواق والمراكز الكبيرة. ولكن من الصعب أن تجد لحما عضويا جيدا، غير أن هذا الأمر يستحق البحث. وأما المشروبات العضوية فهي متوفرة. ومن الأرجح أن تجد مؤسسات أو أسواقا للمزارعين في منطقتك أو قريبا منها، وهذه هي أفضل مكان لابتياع طعامك، لأنه طازج ونام في بيئتك ومدعوم من المزارعين الصغار فيها.
قد تعتقد أن الأطعمة العضوية غالية جدا، لكن أليس جسمك يستحق ذلك؟
حقائق حول مبيدات الهوام
● يوجد 94٪ من الثمالة الناجمة عن مبيدات الهوام pesticide من الهيدروكربون المكلور chlorinated hydrocarbon (مثل الديوكسين dioxin ود. د. ت. DDT في الأقوات الأميركية)، ويمكن أن يعزى ذلك إلى اللحوم والسمك ومشتقات الألبان والبيض.
● يأتي 55٪ من ثمالات المبيد الحشري المؤلف من الهيدروكربون المكلور الموجود في القوت الأميركي النموذجي في اللحم فقط.
● يأتي 23٪ من ثمالة مبيد الهوام في القوت الأميركي من مشتقات الألبان.
● اختبرت وزارة الزراعة الأميركية أقل من 1 من 250000 من الحيوانات المذبوحة بالنسبة إلى الثمالة السمية الكيميائية.
كيف تؤدي مبيدات الهوام في الطعام إلى القولون السمي؟
تستعمل مبيدات الهوام لتنظيف المنطقة من “الهوام” المتوقعة، مثل الحشرات أو الفطور أو الأعشاب؛ ويمكن أن تأخذ مبيدات الهوام شكل مواد كيميائية أو جراثيم أو فيروسات. وعندما تستعمل مبيدات الهوام في المحاصيل لقتل الكائنات الغازية المزعجة، قد تبقى في المنتجات الطعامية المزروعة. وعندما يتناول الإنسان الأطعمة الملوثة، تتراكم هذه المواد الكيميائية في القولون وتسمم الجسم شيئا فشيئا.
رغم المعايير الغذائية الدولية التي وضعتها 172 دولة عام 1963، لم تحظر سبع من المركبات الكيميائية الأكثر سمية والمعروفة كمبيدات للهوام في إنتاج الأطعمة.
ومن هذه الملوثات العضوية المستمرة الشائعة pop، قد يكون الكلورين العضوي organochlorine مسؤولا عن تلويث مصادر طعام البحر في العالم، لأن مبيدات الهوام يمكن أن تصل من التربة إلى الجداول والبحيرات والخزانات. وتتجمع الكلورينات العضوية في النسيج الدهني وتبقى في كائن عضوي لفترة طويلة، وبذلك أصبح السمك الدهني (مثل الماكيريل mackerel والسردين والسلمون والتونا)، وهو مصدر ممتاز عادة للحموض الدهنية الأساسية (الدهون التي يحتاج إليها جسمنا، والتي لا نحصل عليها إلا من الطعام)، بسرعة غير مأمون للأكل بالمقادير المنتظمة البالغة مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعيا.
وبما أن الكلورينات العضوية تتحطم ببطء، فهي ترسب بقايا سمية في الجسم مع الوقت. وتتسرب هذه المواد الكيميائية الضارة عبر البطانة المعوية، وتتراكم في الجسم، ويمكن أن تؤدي إلى الصداع والاختلاجات والتهيج الجلدي والرعاش والمشاكل التنفسية والدوخة والغثيان. وقد أمكن الربط بين التعرض للكلورينات العضوية والعديد من الاضطرابات المزمنة، مثل السرطان وداء باركنسون والضرر العصبي وشذوذ وظيفة الجهاز المناعي.
هل يساعد الغسل والسلخ على إنقاص مبيدات الهوام؟
من الجيد دائما غسل المنتجات الطازجة بشكل شامل قبل تناولها، لكن القيام بذلك لا يضمن أن تكون قادرا على إزالة كاملة لجميع مبيدات الهوام السامة. وينطبق الأمر نفسه على السلخ، فهو أيضا ينقص كثيرا القيمة التغذوية الحيوية للمنتج.
كيف نزيل السموم من مبيدات الهوام؟
1. أنقص مستويات مبيدات الهوام التي تتناولها بنسبة 90٪ من خلال تجنب هذه المحاصيل: الخوخ والتفاح والفريز والجزر والسبانخ (إذا كانت نامية بشكل عضوي، فإن استهلاكها مسموح به).
2. إذا كنت قادرا على القيام بذلك، قم بزراعة طعامك الخاص باستعمال طرق الإنماء العضوي، فهذه أفضل طريقة لضمان عدم تعرضك أو عائلتك لمبيدات الهوام.
3. نظف السبيل المعوي لديك بالأكسجين مرتين أو ثلاث مرات أسبوعيا، فهذا يمنع تراكم العوامل المسببة للسرطان من الدخول إلى مجرى الدم لديك.
كيف يؤدي اللحم والألبان إلى تسمم القولون؟
لا يكون اللحم والحليب، إذا تركا وحيدين في حالتهما الطبيعية، سيئين بالضرورة؛ ولكن فكر للحظة بجميع التغيرات التي يمر بها اللحم ومشتقات الحليب، بدءا من ولادة الحيوان ومرورا بنموه وانتهاء بذبحه والإعداد لتناوله؛ فعندما تحقن الهرمونات والمضادات الحيوية السامة في الحيوانات، يمكن أن تمر إلى الإنسان، وقد تؤدي إلى مشاكل صحية مختلفة.
تعد الهرمونات مراسيل كيميائية طبيعية تنتج من جميع أنواع النباتات والحيوانات لتنظيم النمو؛ وقد طبقت تكنولوجيا الهرمونات التركيبية على مزارع الماشية لزيادة محتوى اللحم وإنتاج الحليب. واستنادا إلى أخبار العلم Science News، فإنه “في كل سنة يشحن نحو 30 مليون رأس من الماشية إلى مراعي التغذية حيث تطعم بأغذية غنية بالبروتين. ويتلقى 80٪ من هذه الماشية هرمونات ستيرويدية، سواء في طعامها أو من خلال زرعها في آذانها لتعزيز النمو العضلي”.
ملاحظة للطبيب: يكون الأشخاص، الذين يأكلون الهمبرغر من اللحم الأحمر فقط، عرضة للإصابة بسرطان القولون بنسبة 30-40٪ أكثر من الذين يأكلون أقل من نصف هذه الكمية؛ فتناول 85 غ من اللحوم المعالجة أو أكثر يوميا بشكل مستمر، مثل النقانق المقلية (أو اللحم المخبأ mystery meat في الطعام)، يزيد خطر الإصابة بسرطان القولون بنسبة 50٪.
كما تعطى نسبة مئوية كبيرة من الأبقار مضادات حيوية لمناوئة العدوى المنتشرة التي تنتشر نتيجة إبقائها في أماكن الإطعام المزدحمة جدا. وتطعم الكثير من العجول دم الأبقار المذبوحة، مع القليل من الاختبارات أو من دونها.
كيف نزيل السموم من اللحوم والألبان؟
● كل لحوما عضوية خالية من الهرمونات والمضادات الحيوية لحيوانات مرباة في المراعي. ويعد لحم الجاموس والنعام بدائل جيدة عن لحم البقر. ولكن، ينبغي أن تقلل من مدخول اللحوم إلى تناوله مرة إلى ثلاث مرات أسبوعيا فقط.
● كل السمك، لكن تأكد من أنه خال من مبيدات الهوام والزئبق.
● تجنب اللحم المعالج مهما كلف الثمن والهمبرغر وشرائح اللحم.
● استبدل بحليب البقر حليب القنب أو حليب الأرز أو حليب اللوز أو حليب الماعز النيئ. ومن المفضل أن تشرب الماء المنقى فقط. أنا أفضل شخصيا حليب القنب، فهو شهي، ويعطي تغذية أساسية ومتوازنة.
● تناول الجبن العضوي وجبن الماعز فقط.
● في كل مرة تأكل فيها اللحم، تناول مستحضرات الإنزيمات التي تساعد على هضمه في الجسم.
● امضغ كل لقمة من الطعام 25 مرة قبل ابتلاعها لمزجها بشكل شامل مع اللعاب، والمساعدة على تخفيف العبء عن المعدة والأمعاء.
● كل في كل وجبة الكثير من الخضار والقليل من اللحم.
أين تعتقد أن جميع هذه الهرمونات والمضادات الحيوية السامة تتراكم؟ في الدهن والنسيج العضلي (اللحم) وحليب الأبقار، ومن ثم في نسج الجسم لدى المستهلكين في نهاية المطاف. وقد استنتج مسح بريطاني لوبائيات السرطان وواسماته الحيوية والوقاية منه أن خطر سرطان القولون والمستقيم قد ازداد بنسبة 12-17٪ لكل أربع أونصات (نحو 113 غ) من اللحم الأحمر يستهلكها الشخص يوميا.
هناك سم آخر كامن يوجد في مصادر اللحم هو النترات nitrate، حيث تستعمل في معالجة وتحضير اللحوم، مثل الباكون (لحم الخنزير) والهمبرغر؛ فعندما تدخل النترات إلى الجسم، تتحول إلى نتريتات nitrites، وهي مسرطن شديد، وقد يزيد خطر حدوث السلائل القولونية colon polyps. كما وجدت الدراسات أن تناول اللحم المعالج قد يزيد خطر ظهور السلائل القولونية المستقيمية مرتين لديك.
وما وراء مصادر السموم القولونية في اللحم والألبان التي تحتوي على الهرمونات والمضادات الحيوية والنترات، هناك مصدر مخيف أكثر هو ما ندعوه المواد الطعامية “المستخلصة rendered”؛ فالطعام المستخلص هو ما يطعمه معظم الناس لحيواناتهم الداجنة. كما أنه الخليط الذي يطعم لمعظم الحيوانات، ويوجد بشكل قطع في البقالات المحلية، ومن ثم يصل إلى جسمك.
كيف تؤدي الصويا إلى تسمم القولون؟
لقد أدت المنافع الصحية المسجلة للمنتجات الطعامية المعتمدة على الصويا إلى زيادة هامة في انتشار فول الصويا في الولايات المتحدة؛ وتعلن أسواق الصويا عن منافعه في ما يتعلق بكل شيء، بدءا من أمراض القلب إلى سن اليأس. ولكن هل معجزة الطبيعة الشافية من كل شيء تتركز في الصويا، أم أن ذلك مجرد دعاية؟
ومن الحجج التي تسمع عادة هي أن الصويا تمارس دورا رئيسيا في حياة صحية مديدة يتمتع بها الشعب الياباني؛ وبذلك لماذا يكون متوسط العمر المتوقع عند الأميركي العادي أقل بكثير من متوسط نظرائهم في اليابان؟
تحتوي أطنان المنتجات المستهلكة في الولايات المتحدة على الصويا، لكن شعبية الفول في الولايات المتحدة حدث جديد نسبيا. ولكن، يأكل اليابانيون الصويا المتخمرة التي تختلف كثيرا عن الصويا غير المتخمرة الموجودة في فول الصويا الجاف وحليب الصويا والتوفو tofu. وبالمقابل، يمكن أن تساعد منتجات الصويا المتخمرة، مثل حليب الصويا المتخمرة والتوفو والميزو miso وصلصات الصويا والتمبه tempeh والناتو natto، على الوقاية من بعض السرطانات والأمراض الأخرى.
قد تكون هذه المنفعة عائدة بشكل كبير إلى عملية التخمير، والتي تزيد مقدار الإيزوفلافونات isoflavones المتوفرة في الصويا. ويقوم التخمير على الاستفادة من الكائنات الحية. وأما منتجات الصويا غير المتخمرة في الولايات المتحدة فليست مفتقرة إلى الإيزوفلافونات فحسب، وإنما مليئة أيضا بالسموم الطبيعية التي قد تحصر الإنزيمات اللازمة لهضم البروتين. وتكون نسبة مئوية كبيرة من الصويا معدلة وراثيا أو ملوثة بالمبيدات.
تنصح الأمهات بألا تطعم أطفالها المستحضرات المعتمدة على الصويا. ومن الأفضل لك، بوجه عام، ألا تشرب حليب الصويا أو تأكل المنتجات المعتمدة عليها ما لم تكن متخمرة. ولذلك اقرأ اللصاقات الموجودة على المستحضرات التي تحتوي غالبا على الصويا. كما أن المنتجات التي تحتوي على الليسيثين lecithin أو أحادي صوديوم الغلوتامات MSG أو التي تكون ذات “نكهات طبيعية” تحتوي على الصويا بشكل دائم تقريبا. ويعد تجنب الأطعمة المعالجة طريقة جيدة لإبعاد الصويا المختفية عن نظامك الغذائي.
كيف نزيل السموم من الدقيق الأبيض؟
● تجنب الأطعمة المصنوعة من الدقيق الأبيض أو “المدعم”، فهي سيئة لك.
● استعمل بدلا من ذلك الحبوب الكاملة أو دقيق الحبوب المورقة، ويمكن الحصول على هذه المادة من الأسواق التي تحمل أطعمة طبيعية. وينبغي أن تنقع الحبوب أو تتبرعم للحصول على أفضل النتائج ولتجنب تهييج البطانة المعوية.
● قلل من تناول الدقيق الأبيض إلى مرتين في الأسبوع.
● قم بتنظيف القولون بشكل دوري (مرتين إلى ثلاث مرات في الأسبوع) لتخفيف الإمساك وتراكم السموم.
كيف يؤدي الدقيق الأبيض إلى تسمم القولون؟
يعد الدقيق الأبيض أحد المكونات الشائعة التي يحصل عليها من حبوب الحنطة. وبخلاف دقيق الحبوب الكاملة الذي يعتمد على الحنطة بكاملها (النشا والبروتين والألياف)، يتكون الدقيق الأبيض من الجزء النشوي starchy part فقط. وأما المجموعة الصحية فهي غائبة، ويحل محلها عادة الفيتامينات B التركيبية التي تهندس من المواد الكيميائية البترولية المشتقة من القطران الفحمي، والتي تؤدي إلى اضطراب التوازن في الجسم، ويشار إلى هذه الفيتامينات التركيبية عادة كما يلي: الثيامين thiamine (الفيتامين B1) والريبوفلافين riboflavin (الفيتامين B2) والنياسين niacin (الفيتامين B3) وبانتوثينات الكالسيوم calcium pantothenate (الفيتامين B5).
بما أن الدقيق الأبيض لا يحتوي على ألياف، فهو يتحرك بصعوبة عبر الأمعاء الغليظة. ويمكن أن تؤدي الأطعمة المعالجة (المكررة) التي تحتوي غالبا على مقادير من الدقيق الأبيض إلى الإمساك وإلى زيادة هامة في زمن عبور الفضلات، مما يسمح للسموم بفرصة أكبر للدخول إلى مجرى الدم.
إن الأشخاص الذين يتناولون بانتظام الخبز الأبيض والرز الأبيض والبطاطا يكونون في خطر مرتفع للإصابة بالسكري؛ فهذه الأطعمة يمكن أن تستبدل بسهولة ببدائل من الحبوب الكاملة.
يجب أن تتفقد بحذر اللصاقات على الأطعمة عندما تتسوقها، فالكثير من المنتجات التي يشار إلى أنها “مصنوعة من الحبوب الكاملة” هي – في الواقع – مصنوعة من الدقيق الأبيض في معظمها، ولا تحتوي إلا على كمية صغيرة من الحبوب الكاملة. وتشتمل الأطعمة المصنوعة عادة من الدقيق الأبيض على الخبز والبيتزا والمعكرونة والكعك (الشابورة) والحلويات والبسكوت والتورتة… إلخ.
كيف يؤدي ملح الطعام إلى تسمم القولون؟
يدعي مركز العلوم، وهو هيئة تغذوية ربحية، بأن كلوريد الصوديوم أو ملح الطعام المعروف قد يكون “المكون الوحيد الأخطر في مصادر الطعام”. لكن هناك نمطان من الملح، ملح جيد (حي) وملح سيئ (ميت ومكرر). والملح هو مضاد حيوي طبيعي، حيث يقتل الحياة، ومن هنا يستخدم كحافظ لآلاف السنين. وبقتل الحياة الجرثومية في الطعام، يبطئ الملح عملية التفكك الطبيعية للطعام. كما أن الملح يجر الماء من مجرى الدم، مما يؤدي إلى الشعور بعطش شديد في الجسم. وهذان العاملان، بالإضافة إلى غيرهما، يساهمان في تأثيرات الملح الضارة في القولون.
كيف نزيل السموم من ملح الطعام؟
● استبدل ملح الطعام بملح هيمالايا Himalayan Salt الطبيعي أو ملح البحر السلتي Celtic Sea Salt الذي هو ملح طبيعي وغير مكرر.
● استعمل مواد طبيعية (مثل Braggs Liquid Aminos) لتنكه الأطباق، فهذا المنتج غني بالحموض الأمينية الأساسية وغير الأساسية، ويضيف نكهة إلى الوجبات.
● للحصول على مزيد من النكهة، حاول استعمال الأعشاب الطازجة وعصير الليمون أو عصير اللايم (الليمون الحامض) بدلا من ملح الطعام.
● نظف القولون بشكل دوري للوقاية من الإمساك.
تقتل الخواص المضادة الحيوية للملح المكرر الجراثيم المفيدة التي تساعد القولون عادة على معالجة الفضلات. كما أن التأثيرات المجففة للملح تعيق في الوقت نفسه امتصاص الماء، مما يؤدي إلى الإمساك وسمية القولون.
تحتوي معظم الأطعمة المعلبة وأطعمة المطاعم على مقادير كبيرة من ملح الطعام؛ ومن دواعي السرور أن انتشار الأقوات الفقيرة بالصوديوم قد شجع الكثير من الشركات وكبار الطباخين على تقديم خيارات إنقاص الملح. ولكن انتبه، فهناك فارق كبير بين “صوديوم أقل less sodium” و”صوديوم منخفض low sodium” وصوديوم منخفض بشكل حقيقي. هذا، وتسوق الأملاح الطبيعية اليوم كبديل عن ملح الطعام، ويشار إليها باسم “ملح البحر”، لكن يجب أن تدرك بأن هذه الأملاح هي مكررة كثيرا أيضا. ومن جهة أخرى، تعد المنتجات المشار إليها “بملح هيمالايا” أو “ملح البحر السلتي” منتجات حية، حيث تنتج بطرائق التجفيف القديمة، وتحتوي على المعادن الحيوية الضرورية. هذا، وتشبه السوائل في أجسامنا تركيبة ماء البحر كثيرا، وتكون هذه الأملاح – في الواقع – مفيدة للتوازن الصحيح للسوائل الداخلية لدينا.
كيف يؤدي أحادي صوديوم الغلوتامات إلى تسمم القولون؟
الغلوتامات glutamate هي حمض أميني يوجد بشكل طبيعي في الأطعمة التي تحتوي على البروتين، مثل الحليب والفطور والسمك. وأما أحادي صوديوم الغلوتامات monosodium glutamate فهو مضاف طعامي صنعي يعزز النكهة، ويتكون من ملح صوديوم الغلوتامات فقط. وينتشر أحادي صوديوم الغلوتامات بشكل واسع في صناعة الأطعمة، ويغفل ذكره غالبا، من دون لصاقات على المنتج تشير إلى وجوده. وقد ذكر حصول اضطرابات صحية خطيرة بعد تناول حتى مقادير زهيدة من أحادي صوديوم الغلوتامات: الربو والصداع وتهيج الجلد والاضطرابات الهضمية وحالات التحسس والسمنة والسكري وخلل وظيفة الغدة الكظرية والاختلاجات وارتفاع ضغط الدم وقصور الدرقية والسكتة والمضاعفات القلبية؛ فإذا ما كنت تعاني من إحدى هذه المشاكل، يجب أن تزيل أحادي صوديوم الغلوتامات من نظامك الغذائي.
كيف تحذف السموم الناجمة عن أحادي صوديوم الغلوتامات؟
● اقرأ جميع لصاقات الأطعمة في الأسواق، وتجنب المنتجات التي تحتوي على أحادي صوديوم الغلوتامات.
● عندما تتغدى في مطعم، اسأل عن وجود أحادي صوديوم الغلوتامات في الطعام.
● ابتعد عن مطاعم الوجبات السريعة، فمعظمها يستعمل أحادي صوديوم الغلوتامات في أطعمته وأشربته لجعلها بطعم أفضل وجعلك تدمن على هذه الأطعمة.
● نظف الأمعاء بشكل دوري للوقاية من تورم الأغشية المخاطية في السبيل الهضمي نتيجة أحادي صوديوم الغلوتامات.
هل أنا أطبخ الطعام بالطريقة الخاطئة؟
رجاء، أنا أحب صدور الدجاج المشوية مع الخضار المقلية؛ فمعظم الناس يطلبون لأنفسهم هذا الطبق بدلا من الهمبرغر والمقليات. وللأسف، هذا الطلب ليس صحيا مثلما تعتقد؛ فبما أن الخضار تسخن، يمكن أن تفقد وتتخرب فيها طلائع الإنزيمات والفيتامينات، ولا تعود من المصادر الحية للطاقة. وقد أشار تشارلز ديكوتي مارش Charles de Coti-Marsh إلى أن اللحم المتوازن غير المطبوخ “يعطي جميع الفيتامينات اللازمة لدفاع الجسم ضد الأمراض وللعوامل المضادة للنزلة والمضادة للشيخوخة والمضادة لالتهاب المفاصل والعوامل المضادة لزيادة الكالسيوم وفيتامينات أشعة الشمس والعوامل المضادة للعقم وعوامل إعادة البناء”.
دعنا نفكر في القيمة التغذوية لوجبة من الدجاج المحمر تبدو صحية؛ فتحمير اللحم، بالإضافة إلى شوائه وغليه، يمكن أن يعطي في الحقيقة أمينات متغايرة الحلقات heterocyclic amines، وهي عوامل مسببة للسرطان معروفة. ولقد أمكن التعرف إلى نحو 17 نوعا مختلفا من هذه الأمينات نتيجة لطبخ اللحم بدرجات حرارة مرتفعة. كما قد وجد أيضا ارتباط بين النشويات المقلية أو المشوية وتشكل المسرطنات carcinogens.
ماذا عن طبخ الطعام في فرن المايكرويف؟
عندما ترغب بتسخين المعكرونة والجبن، فأنت تلجأ إلى المايكرويف لمدة دقيقتين أو ثلاث. وعندما تخرج الطعام منه، يمكن أن تظهر المعكرونة والجبن كما هي وبالرائحة والمذاق نفسه، لكن ما فعلته هو حصولك على فضلات خالية من المغذيات؛ فأشعة المايكرويف داخل الفرن تؤدي إلى دوران الماء والدهون وجزيئات السكر بسرعة كبيرة، مما يؤدي إلى الاحتكاك الذي يولد الحرارة. كما أن هذه الأشعة تخرب الروابط الكيميائية التي تعطي تلك المواد قيمتها التغذوية.
تؤدي الأشعة إلى التأين ionization؛ ففرن المايكرويف يفسد البنية الجزيئية للأطعمة ويغيرها، ولا يمكن أن يتعامل جسمك مع هذه الجزيئات المشععة، وهي تؤدي في نهاية المطاف إلى خلل في الجهاز المناعي والجهاز الهضمي لديك.
كيف تزيل السموم من طعام وشراب المايكرويف؟
● تأكد من جميع المطاعم عما إذا كانت تستعمل المايكرويف لإعادة تسخين الأطعمة أو طبخها؛ فإذا كان الأمر كذلك، اطلب أن يكون الطعام مطبوخا بالتبخير steaming أو على الموقد أو في الفرن.
● استبدل المايكرويف بفرن عادي.
● تجنب طبخ الطعام في ورق الألمنيوم والفولاذ المقاوم وجميع الأطعمة المغلفة بالتفلون teflon-coated cookware (تحتوي معظم أفران الفولاذ المقاوم على النيكل؛ أما الفولاذ الجراحي surgical stainless المقاوم بنسبة 100٪ فهو جيد).
● اطبخ بالطريقة القديمة، واستعمل أدوات الطبخ البسيطة غير السامة، وأنا أوصي بالأدوات الزجاجية والمصنعة من الطين (من دون صقل بالرصاص) أو التيتانيوم titanium أو السيليكون أو الحديد.
● تجنب تسخين الأشربة، مثل الماء والقهوة، في المايكرويف.
والآن، انظر إلى أدلة السمية على عدة مستويات من إنتاج الطعام ومعالجته وتحضيره، فهل أنت مستعد للقيام ببعض التغيرات في عادات أكلك اليومية؟ ينبغي عليك ألا تضع جميع مقترحاتي في موضعها اليوم، وإنما أن تعود جهازك الهضمي على الطريقة الصحيحة، ولن يكون ذلك في يوم أو أسبوع. لكن التركيز على مرحلتين من التغيير في الوقت نفسه سوف يزيد مستويات الطاقة في جسمك، ويبدأ ببناء المقاومة للأمراض.
حذف السموم القولونية من المشروبات
تؤدي الكثير من المشروبات التي تستمتع بها (أو تعتقد بأنها ممتعة)، للأسف، إلى وسط شديد السمية في القولون لدينا. فكر بعلبة من الصودا، فهي ليست أحد مصادر السموم القولونية فحسب، وإنما مصدر للكثير منها.
يمكن أن تنكه الحموض في علبة الصودا التي تحبها أو تكربن الصودا، لكنها تهيج القولون لديك أيضا. وينجم هذا المذاق الحلو من السكر المكرر (السيئ بالنسبة إليك) أو بديل السكر (السيئ فعلا بالنسبة إليك). وعندما يضاف الكافيين إلى السكر، تصبح أكثر سمية للسبيل المعوي.
تؤدي القهوة، وهي شراب كافييني آخر يعتمد عليه الأميركيون، إلى عدد من التأثيرات الفعلية في الأمعاء، حيث تؤدي إلى اضطراب مجموعة الجراثيم المعوية الصحية أو النبيت المعوي. كما أن المشروبات الكحولية هي مصادر شائعة لسموم القولون. وتعد الصودا من المواد المسببة للإدمان، وكل أنواعها هي من العقاقير الإدمانية.
كيف يؤدي السكر المكرر إلى تسمم القولون؟
في عام 1998، نشر مركز العلوم في الشأن العام تقريرا أطلق عليه اسم “الحلوى السائلة Liquid Candy”، وأشار التقرير إلى “أن المشروبات المكربنة carbonated drinks هي المصدر الوحيد الرئيسي للسكريات المكررة في النظام الغذائي الأميركي… حيث تمثل الصودا للأميركي العادي سبع ملاعق من السكر يوميا، من بين ما مقداره الإجمالي عشرون ملعقة شاي تقريبا”؛ وهذا هو المقدار الوسطي فقط. وأما اليوم، فيمكن أن تحتوي علبة من الكولا أو الشراب الخفيف سعتها 12 أونصة (نحو 3.5 دسل) على 8 ملاعق شاي من السكر فعليا. كما أن العصائر التجارية للفواكه هي سيئة بالقدر نفسه، فالكثير منها يحتوي على 10٪ فقط أو أقل من عصير الفاكهة الحقيقي، أما بقية النكهة فتأتي من السكر المكرر والمنكهات الصناعية.
يمكن أن تكون قراءة اللصاقات على الأطعمة الحلوة والأشربة مسببة للالتباس، لأن الشركات غالبا ما تخفي السكر تحت اسم آخر؛ فلا تسمح لما يلي بخداعك؛ لأنها جميعا من السكاكر المكررة بالكامل؛ فالسكر المكرر يمكن تمويهه بشكل فركتوز معالج وشراب الذرة والسكروز ودبس السكر والسوربيتول والديكستروز وغير ذلك.
هل تعلم؟
● أن القولون لدى الأميركي العادي يتعامل مع 100 باوند (نحو 45 كغ) من السكر المكرر و75 باوندا (نحو 34 كغ) من شراب الذرة الغني بالفركتوز سنويا.
● أن أطباء الأسنان يذكرون بأن الأسنان الأمامية للأولاد والبنات الصغار خالية تماما تقريبا من العاج بسبب شرب الكثير من الصودا.
● استنادا إلى رابطة الأشربة الخفيفة الوطنية، يمثل استهلاك الصودا اليوم أكثر من 600 حصة مقدارها 12 أونصة (نحو 3.5 دسل) لكل شخص سنويا؛ وأن الذكور الصغار بعمر 12-16 سنة هم أكثر المستهلكين، حيث يتناولون ما مقداره 169 غالونا (نحو 640 لترا) سنويا.
● أن شركات الأشربة الخفيفة تحصل على 60 بليون دولار سنويا من مبيعات هذا العقار الإدماني.
منذ عام 1957، قدم الدكتور وليام كودا مارتين William Coda Martin الإيضاحات التالية: “من الناحية الطبية، يمثل السم أي شيء يطبق على الجسم، سواء بتناوله أو ظهوره داخل الجسم، مما يؤدي إلى المرض. وأما من الناحية الفيزيائية، فالسم هو أية مادة تثبط نشاط المواد الكيميائية أو الإنزيمات التي تنشط التفاعلات”. وقد صنف الدكتور مارتين السكر المكرر على أنه سم، لأنه يخلو من قوة الحياة فيه: الفيتامينات والمعادن.
عندما يجري تناول السكر يوميا، يعطي باهاء (وسطا) حمضيا مرتفعا بشكل مستمر للجسم؛ ثم تستجر المزيد من المعادن من الداخل في عمق الجسم في محاولة لاستعادة التوازن. وأخيرا، يتسرب الكالسيوم من العظام والأسنان بكميات كبيرة تؤدي إلى ضعف العظام ونخرها لحماية الدم، مما يؤدي إلى الفصال العظمي osteoarthritis. كما أن تناول السكر المكرر يضر بالقولون ويؤثر في نهاية المطاف في كل عضو من الجسم.
كيف نزيل السموم من السكر المكرر؟
● استبدل السكر المكرر بالمنتجات العضوية أو الزايليتول xylitol أو العسل غير المعالج الذي يستحصل عليه محليا.
● تخلص شيئا فشيئا من الأشربة الخفيفة في نظامك الغذائي اليومي، وقم بإزالة 12 أونصة (نحو 3.5 دسل) يوميا إلى أن تقلع عن هذه العادة.
● تجنب ما يدعى بأشربة الطاقة والعصائر بنكهة الفواكه، والمصنوعة من المركزات.
● اشرب الماء المقطر بدلا من المشروبات السكرية.
● قلل تناول الحلويات إلى ثلاث مرات أسبوعيا، وقم بشراء الحلويات الطبيعية تماما أو العضوية التي تحتوي على سكاكر طبيعية.
● عندما تشعر بالرغبة في الحلويات أو الصودا، تناول بعض الفاكهة الطازجة بدلا من ذلك، فهذا ما يساعد على استقرار سكر الدم لديك ويرضي رغبة الجسم.
● حاول مزج أجزاء متساوية من عصير الفواكه الطبيعي وصودا النادي club soda للحصول على أشربة خفيفة غير كحولية خاصة بك.
● اشرب شاي الأعشاب غير المحلاة مع الليمون أو الليمون الهندي أو النعناع الطازج.
● نظف القولون مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعيا بالأكسجين لتقليل الوسط الحامضي في الأمعاء وفرط تخمر السكاكر.
السموم القولونية من المحليات الصناعية
المحليات الصناعية هي مضافات طعامية تقلد نكهة السكر، لكنها لا تحتوي تقريبا على طاقة غذائية. وفي الولايات المتحدة، جرت المصادقة على بدائل السكر الخمسة التالية حاليا للاستعمال عند المستهلكين: السكرين saccharin والنيوتام neotame وبوتاسيوم الأسيسولفام acesulfame potassium والأسبرتام aspartame والسكرالوز sucralose. ويعد السكرالوز والأسبرتام هما الأكثر انتشارا وخطورة في الاستعمال.
يمكن أن يوجد السكرالوز في أنواع كثيرة من المنتجات؛ ومن اللافت للنظر أن الكثير من الشركات ذات “التوجه التغذوي” تصنع منتجات تحتوي على السكرالوز، وتشتريها الكثير من مراكز “الأطعمة الصحية”، فهل جرت المصادقة على السكرالوز؟ هل يقدم أية فائدة للمستهلكين؟ هل يساعد على إنقاص وزن الجسم فعلا مثلما يقال أحيانا؟ هل هو آمن للبيئة؟ هل هناك أية دراسات بعيدة المدى عن تأثيراته في الإنسان؟ الإجابة – وللأسف – عن جميع هذه الأسئلة هي لا.
في ما يتعلق “بالجيل اللاحق” من بدائل السكر ذات التركيز العالي، يباع السكرالوز تحت اسم سبليندا Splenda، وهو مسحوق بلوري أبيض غير حريري (غير سعري) noncaloric يشبه طعمه كثيرا طعم السكر الأبيض، لكنه أحلى منه بمقدار 600 مرة.
كيف نزيل السموم من المحليات الصناعية؟
● اذهب إلى خزانتك وثلاجتك، وتخلص من كل ما يحتوي على المحليات الصناعية التالية (حسب اللصاقة الموجودة على المنتج): الأسبرتام أو السكرالوز.
● تجنب العلامات التجارية التالية: الإكوال Equal والنوتراسويت Nutrasweet والسبليندا Splenda.
● تجنب أي منتج يدعى بأنه “قليل السعرات الحرارية” أو “للحمية” أو “خال من السكر”، أو أنه “غير محلى بالسكر”؛ فجميع هذه المنتجات تحتوي على محليات صناعية.
● استبدل بالمحليات الصناعية محليات طبيعية، مثل الزايليتول أو شراب التحلية أو العسل المحلي، واستعمل المصادر العضوية إن أمكن.
● استبدل بأشربة الحمية الماء المقطر النقي والنظيف.
● نظف القناة المعوية بانتظام.
● نظف الكبد والمرارة لإزالة السموم من الجسم.
يعد الأسبرتام، وهو الأكثر مبيعا بشكل “إكوال” أو “نوتراسويت”، مضافا طعاميا كيميائيا خطيرا آخر؛ ويحتوي ما لا يقل عن 6000 منتج في العالم على الأسبرتام: الأشربة الكربونية وغير المكربنة “للحمية” والألبان والحلوى والمحليات واللبان والحلويات المجمدة وحتى الفيتامينات وقطرات السعال. وقد جرى ربط الأسبرتام بما لا يقل عن 92 تأثيرا جانبيا مثبتا، مثل تشنج العضلات والآلام البارقة والخدر في الساقين والمعص العضلي والآلام العضلية الروماتزمية والدوار والدوخة والصداع وألم المفاصل وتشوش الرؤية ونقص الذاكرة والقلق والاكتئاب والغثيان والقيء والإسهال وخفقان القلب أو النوبات. كما جرى الربط بين الأسبرتام والسرطان وداء ألزهايمر Alzheimer’s disease والسكري وارتفاع ضغط الدم والتصلب المتعدد multiple sclerosis والتصلب الجانبي الضموري amyotrophic lateral sclerosis ومتلازمة التعب المزمن chronic fatigue syndrome.
كيف يؤثر الكافيين في القولون؟
الكافيين caffeine هو مركب إدماني شديد، يعتمد عليه الكثير من الناس للطاقة، ويوجد بشكل طبيعي في الشاي والقهوة والكاكاو، ويضاف إلى الكثير من المشروبات المكربنة أيضا؛ فالكافيين يعطي “دفعة” تمنع مادة الأدينوزين الكيميائية من إبلاغ الدماغ بالاسترخاء؛ وتكون النتيجة هبة من الطاقة غير الطبيعية، لكن الدماغ يتعلم مع الوقت ويحتاج إلى مقادير أكبر من الكافيين لتقديم زيادة مماثلة في التيقظ، مما يجعله من المواد المسببة للإدمان.
هل تعلم؟ أنه يقدر بأن كوبا واحدا من القهوة فقط يحتوي على أكثر من ألفي مادة كيميائية، معظمها من المهيجات الهضمية والعوامل المسببة للسرطان.
تحتوي ستة من أكثر من سبعة أشربة خفيفة شائعة على الكافيين، ومن السهل أن تصبح مدمنا عندما تتعرض للمشروبات الكافيينية باكرا. ومع إضافة آلات بيع الأشربة الخفيفة (غير الكحولية) في المدارس، ووجود مقاهي القهوة في كل ركن وزاوية، فنحن نوجد أمة من الأفراد المعتمدين على هذه المادة السامة. ويمكن أن يؤدي تناول المشروبات الكافيينية إلى جفاف الجسم وإعاقة عملية الهضم. كما أن السوائل الكافيينية تبطئ في نهاية المطاف زمن عبور البراز، مما يؤدي إلى انحشاره في القولون. كما يعيق الكافيين أيضا امتصاص المغنيزيوم الضروري للمحافظة على الحركات المعوية الدورية.
تنبه القهوة جهاز الهضم بشكل مفرط، ويمكن أن تكون ذات تأثير ملين عابر يؤدي إلى طرد الفضلات من الأمعاء قبل أن تحين الفرصة لمعالجتها والاستفادة من الماء والمغذيات. ويقود ذلك عادة إلى حالة مستمرة من التجفاف وسوء التغذية بين شاربي القهوة. كما تشاهد التأثيرات نفسها في الأشخاص الذين يشربون المشروبات غير الكافيينية بشكل منتظم. وتعد القهوة ذات حموضة عالية، وقد تؤدي إلى فرط إنتاج الحمض المعدي، مما قد يهيج الأمعاء بشدة. صدق أو لا تصدق أن القهوة المنزوعة الكافيين تبين أنها تحرض إنتاج الحمض أكثر من القهوة العادية؛ ومما يفاقم الأمور أن هذا الإنتاج للحمض يمكن أن يسبب – مع التأثيرات الملينة للقهوة – المزيد من تحرك حمض المعدة نحو الأمعاء، مما قد يسبب ضررا غير عكوس في المخاطية المعوية.
ملاحظة للطبيب: يمكن أن يزيل الامتناع التدريجي عن الكافيين هذه الحالات فعلا: متلازمة تهيج الأمعاء وقلس الحمض والقرحات المعدية والإسهال وداء كرون وارتفاع ضغط الدم والتهاب القولون التقرحي وصعوبة النوم والقلق.
يعتقد الكثير من الناس أنهم بحاجة إلى القهوة لقضاء يومهم فقط؛ لكن التغلب على إدمان القهوة هو من أفضل الأشياء التي يمكنك القيام بها للحفاظ على صحة القولون. وأنا أوصيك بالامتناع عن القهوة ببطء وحذفها من روتينك اليومي. حاول أن تجرب قهوة الحبوب الطبيعية كمشروب يومي، ومن الأمثلة على قهوة الحبوب نذكر شاي الأعشاب، وهي ذات فائدة إضافية تتمثل في أنها خالية من الكافيين بشكل طبيعي. كما أن قهوة الحبوب هي مزيج مسحوق لأشياء مثل الحبوب والجوز والفاكهة المجففة والنكهات الطبيعية (من دون أحادي صوديوم الغلوتامات أو الصويا). وتتوفر هذه القهوة بأسماء تجارية سريعة التحضير؛ وتأتي بعدة نكهات: جوز الفانيلة vanilla nut والجافا java والبندق ونعناع الشوكولاته واللوز… إلخ. وهناك طريقة عظيمة للانتقال إلى قهوة الحبوب، وهي بمزجها مع القهوة العادية في المسحوق الجاف؛ فإذا كنت تستعمل 4 ملاعق من مسحوق القهوة عادة، حاول استعمال 3 ملاعق منها مع ملعقة من قهوة الحبوب في الأسبوع الأول، ثم تابع الانتقال التدريجي إلى أن تتخلص من القهوة العادية.
أنا لا أوصي بالقهوة أو الشاي المنزوعة الكافيين، لأن مسرطنات معروفة تستعمل في عملية نزع الكافيين decaffeination.
هل لديك إدمان على الكافيين؟ حاول التخلص منه في حياتك الروتينية اليومية لعدة أيام، ثم لاحظ ما إذا كنت ستعاني من أعراض الانقطاع withdrawal symptoms، مثل تذبذب المزاج والصداع والتعب. ومع ذلك، لا تقلق؛ فهذه الأعراض مؤقتة، ويمكن إنقاصها بدرجة كبيرة بشرب الكثير من الماء وتناول أحد المنظفات المعوية المعتمدة على الأكسجين.
كيف يسبب الكحول سموما قولونيا؟
الكحول هو مشروب آخر متوفر بسهولة، يؤدي إلى أخطار صحية وخيمة لدى الإنسان؛ حيث يقدر أن أكثر من 100 مليون شخص في الولايات المتحدة يتناولون الكحول بانتظام، وهناك مشكلة واضحة في شخص من بين كل عشرة شاربين للكحول. هذا، وتقود المشروبات الكحولية إلى اضطراب في عدد من العمليات في الجسم، بما في ذلك مشاكل الكبد والقناة الهضمية.
الكحول مخدر أيضا؛ فإذا لم يعالج الإدمان عليه، يمكن أن تؤدي تأثيراته إلى سرطان ناجم عن الضرر الدائم الواقع على الأعضاء الحيوية، وأمراض هضمية أو تهيج أو قرحات، وفرط نمو فطور المبيضات أو الخمائر، واضطراب الوظيفة الجنسية، وإنهاك الجهاز المناعي، وأمراض الكبد، وسوء التغذية، والاكتئاب والقلق.
كيف تخلص الكحول من السموم
● توقف عن شرب الكحول.
● ثقف أطفالك حول التأثيرات القصيرة الأمد والمديدة لتناول الكحول؛ واعمل على إسداء النصح لهم بتجنبه، لأن الكحول سم.
● قم بإزالة السمية من الجسم ونظفه؛ وعندئذ ستختفي الرغبة بالمشروبات الكحولية.
● تزيد التمارين المنتظمة الإندورفينات endorphins في جسمك، مما يرفع من “طاقتك الطبيعية”.
● اشرب الكثير من الماء مع خل التفاح العضوي الطازج بدلا من أي مشروب كحولي.
● يمكن أن ينقص تنظيف القولون أسبوعيا من تأثيرات الكحول في المخاطية المعوية، مما يقي من متلازمة التسرب المعوي ومن المزيد من تخمر الأطعمة.
● إذا كنت مصابا بمعاقرة الكحول، اطلب المساعدة.
● لإزالة السمية الكبدية بسبب الترسبات الدهنية، أوصيك بتنظيف الكبد والمرارة ثلاث مرات متعاقبة.
● تناول مستحضرات الزنك والكالسيوم (بشكل أوروتات orotate).
● تذكر ما يسببه لك الكحول من شعور سيئ في صباح اليوم التالي.
نصيحة للطبيب: السكر المعوق أو صداع الكحول hangover فعليا عن التأثيرات المجففة للكحول، فضلا عن التأثيرات السمية لمادة كيميائية تظهر بشكل طبيعي خلال تخمر الكحول أو عند مرحلة ما خلال معالجته. ويدعي بعض شاربي الكحول أن منظفات القولون المعتمدة على الأكسجين، عندما تؤخذ بعد الشرب وقبل النوم، تنقص تأثيرات السكر المعوق حتى 75٪.
كما أن الكحول يترافق أيضا مع اضطرابات هضمية، لأنه يضر بالبطانة المخاطية وبوظيفة الإنزيمات الهضمية في القناة الهضمية العلوية، وبذلك يولد الكثير من حمض الهيدروكلوريك hydrochloric acid أكثر من المطلوب. وتصبح المعدة ملتهبة، وتتشكل قرحات؛ ولا تتقلون الأطعمة، فتؤذي السوائل الحامضة البطانة المعوية؛ وقد يقود ذلك إلى متلازمة التسرب المعوي leaky gut syndrome، مما يسمح للسموم غير المهضومة بالامتصاص نحو الجسم من خلال الجدار المعوي. كما يؤدي الكحول إلى اضطراب قدرة الجسم على امتصاص العديد من المغذيات الأساسية، بما في ذلك الفيتامينات A وB وD وE وK، فضلا عن الكالسيوم والزنك وحمض الفوليك.