سواء أكان الضغط أو الكرب جسديا أم عاطفيا أو روحيا، فهو مسؤول عن إحداث أو إثارة العديد من الأمراض المعوية، كما يجعل الجسم أقل قدرة على حماية نفسه من الأمراض؛ فالتأثيرات الواسعة للكرب تضعف بالتدريج الصحة من عدة أوجه.
تتضمن أعراض المرض الشائعة الصداع وخفقان القلب والأرق وخلل الوظيفة الجنسية والإعياء وضعف الذاكرة والتهيج وألم في العضلات والأكل السريع وطحن الأسنان والضجر والغضب والاكتئاب وعسر بالهضم والإمساك والتعجل والقلق والبكاء بسرعة وفرط تناول المشروب المفضل.
إن الإجهاد أو الكرب شيء شخصي تماما، فما هو مرهق لشخص ما ربما يكون طبيعيا أو حتى مريحا لشخص آخر. ولذلك، من المهم أن تعرف نفسك وتفهم حدود جسمك وعقلك. ورغم أن الكرب يأتي من المفهوم السلبي في السنوات الأخيرة التي أمضيتها، لكن لا تنس أن هناك – في بعض الأحيان – كربا جيدا أيضا؛ فالكرب الجيد (أو الكرب السوي eustress) الذي ينتج الشعور بالحماسة أو بالإنجاز أو الثقة يمكن أن يساعد الفرد على إتمام المهام بشكل فعال وكفؤ.
لقد وجد الباحثون بأن الدفقات القصيرة للكرب تستطيع أن تساعد فعليا على تحصين الجهاز المناعي. أما الكرب السيئ (أو الضائقة distress) الذي يدوم وقتا طويلا وتعاني بسببه من القلق فهو يمكن أن يتجلى بالخوف أو الغضب أو القلق أو الاكتئاب أو بالعديد من المشاكل الأخرى. ويمكن أن تؤدي المستويات المزمنة لأي من هذه المشاعر السلبية إلى قيام هرمونات الكرب stress hormones بتسريع أو تثبيط حركة الفضلات عبر القولون. ومع مرور الوقت، يمكن أن يزيد ذلك الشهية، ويقود إلى زيادة غير مرغوبة في الوزن؛ فيصبح القولون حساسا جدا لاستجابات الكرب.
حقائق حول وباء الكرب والإجهاد
● يعاني ثلاثة من كل أربعة أميركيين من الإجهاد مرة في الأسبوع.
● يعاني نصف الناس المجهدين (المضغوطين) من زيادة مستويات الكرب كل أسبوعين على الأقل.
● يعاني واحد من كل ستة أميركيين من كرب مؤذ في العمل.
● واحدة من كل أربع وصفات تكتب هي لدواء مهدئ ومضاد اكتئاب ومضاد قلق.
● يرتبط الإجهاد بالكحولية alcoholism والسمنة وإدمان المخدرات والانتحار.
● أكثر من نصف الناس الذين يموتون قبل سن 65 يكون سبب موتهم نمط الحياة المجهد.
كيف يرتبط الكرب بتسمم القولون؟
عندما يكون الناس مشغولين ومضغوطين، فهم لا يكونون قادرين على الاعتناء بأجسامهم جيدا؛ ففي خضم الحياة المزدحمة والصاخبة والعمل وواجبات العائلة، لا يذهب العديد من الناس إلى المرحاض؛ ويعد تأخير إفراغ الأمعاء واحدا من الأسباب الشائعة التي تجعل الناس يعانون من الإمساك، مما يؤدي إلى تسمم القولون. كما أن البرنامج المرهق (المجهد) يمكن أن يقود العديد من الناس أيضا إلى الأكل بسرعة. وتتضمن معظم أقوات الأطعمة السريعة جزءا كبيرا من اللحم والدهون والسكريات وجزءا صغيرا من الخضار والحبوب الكاملة والماء. وعندما يؤكل هذا النوع من الأطعمة الفقيرة بالألياف بانتظام يمكن أن يقود إلى كل من الكرب والإجهاد وتسمم القولون.
كما يترك الناس المرهقون بعض وجبات الطعام، أو يأكلون بسرعة، ولا يمضون الوقت الكافي في مضغ الطعام. وفي حين أن جدول الطعام المنتظم يقود إلى تغوط منتظم، يمكن أن تؤدي وجبات الطعام السريعة أو المتضاربة إلى الإمساك، كما يمكن أن تقود إلى مشاكل أخرى في الأمعاء.
يمكن أن يكون الإمساك نفسه نتيجة مباشرة للتغيرات المرتبطة بالكرب في الجهاز العصبي؛ فالتغوط الطبيعي ينجم عن مجموعة من الإشارات المعقدة التي ترسل عن طريق الجهاز العصبي. ويمكن أن يسبب الكرب المفرط توقف هذه الإشارات ويثبط حركة الأمعاء، مما يؤدي إلى تغوط غير منتظم.
بما أن الكرب السيئ سام لصحة القولون كلها، فماذا يحدث إذا أضيف نقص التمارين والنوم إلى الصورة؟ إن ذلك لا يبدو جيدا الآن؛ فالناس مفطورون على أن يكونوا في حركة، وليس على الأريكة. أما الأميركي النموذجي فهو يشاهد التلفاز لمدة ست ساعات في اليوم، ويقوم بأعمال لا حركة فيها؛ ويندر أن يقضي بعض الوقت في التمارين عندما يأتي إلى المنزل؛ وليس من المدهش أن تكون الولايات المتحدة أسمن الأمم في العالم.
تعطي التمارين الطاقة للجهاز اللمفي lymphatic system؛ وتتمثل الأدوار الأساسية لهذا الجهاز في تدبير الفضلات، والمساعدة على تقديم المواد المغذية، وإزالة الفضلات السامة من الخلايا. وإذا لم يؤد هذا الجهاز اللمفي وظيفته بشكل صحيح، يمكن للسموم أن تتجمع وتسمم الجسم أكثر. وإذا ما بقي الجسم بحالة سمية، يمكن أن يحدث الاكتئاب؛ والاكتئاب هو واحد من تلك المشاعر السلبية التي تفرض إجهادا لا مبرر له على القولون، ويمكن أن يقلل من رغبة الشخص بالتمارين، ولا تقتصر فائدة التمارين على الجهاز اللمفي فقط؛ فقد أفادت دراسة نشرتها جامعة التكنولوجيا بتكساس Texas Tech University، بأن “التمارين المنتظمة تقلل من خطر الموت بسرطان القولون”؛ فعضلات القولون تستفيد من التمارين المنتظمة، وهي تساهم في صحة حركات الأمعاء (التغوط). بينما يسبب نقص التمارين ضعفا في العضلات، ويجعل من الصعب إزالة الفضلات من القولون بشكل فعال. كما يمكن أن تعزز التمارين الجهز المناعي الذي يساعد على الوقاية من ظهور أمراض القولون.
يمكن أن يعقد النقص في النوم من تأثيرات الكرب، ويساهم في تسمم القولون؛ فعدم الحصول على النوم الكافي في الليل ربما يسبب اضطراب الهرمونات المنظمة للشهية، ويدفع الأفراد إلى فرط الأكل؛ ويمكن أن يؤدي فرط الأكل بدوره إلى السمنة، وهي عامل رئيسي خطر في سرطان القولون. كما يعتقد أيضا بأن الناس يصبحون أقل اعتمادا على الخيارات الغذائية الصحية عندما يكونون محرومين من النوم؛ فحشو الجسم بالطعام غير الصحي يؤدي إلى تراكم السموم في القولون ونقص العناصر المغذية التي يمتصها الجسم. وتشير الدراسات إلى أن النقص في النوم يسبب إنتاج الجسم للمزيد من هرمونات الكرب، مما يفاقم متلازمة تهيج الأمعاء، ويمكن أن يسبب الإمساك.
هل يمكن أن يسبب الكرب الناجم عن الرضوض خلل وظيفة القولون؟
يمكن أن يؤدي الإجهاد أو الكرب الجسدي إلى خسائر عديدة في الجسم؛ فالرض (مثل الألم بعد حادث سيارة أو جراحة) والكرب المزمن المرتبط بالعمل (مثل رفع الأشياء الثقيلة أو العمل لساعات طويلة) والتمارين المجهدة وخلل الترصيف misalignment الفقري، كل ذلك يمكن أن يفرط في إجهاد القولون ويربك العمليات الهضمية. والأميركيون مشهورون بعملهم لساعات طويلة، بينما يعمل العمال في العديد من المدن الصناعية الأخرى (الأفضل صحة غالبا) لساعات أقل؛ يحصل الأميركيون على أوقات عطل أقل بكثير. وليس هناك من شك بأن لدينا مشاكل كثيرة مرتبطة بالإجهاد والكرب، فليس هناك من وقت يسمح للجسم بالتجدد. كما أن الكرب الجسدي بسبب فرط الإجهاد ربما يقود إلى كرب جسدي وعاطفي أيضا.
أما عامل الكرب الجسدي الأقل وضوحا فهو سوء ترصيف العمود الفقري misaligned spine؛ فالإصابة أو نماذج النمو الشاذ في العمود الفقري تؤدي أحيانا إلى سوء ترصيف في الفقرات، ويشار إلى ذلك بالخلع الجزئي subluxation، وهو يجهد الأقراص والمفاصل والعضلات في العمود الفقري. كما يمكن أن يضطرب الجهاز العصبي أيضا، وهذا ما قد يعيق وظيفة كل أعضاء الجسم؛ فالعصب القطني الأول (في أسفل الظهر) يتحكم بفتح الصمام اللفائفي الأعوري ileocecal valve وإغلاقه، وينظم تقلصات القولون. ولهذا، يؤثر سوء ترصيف misalignment الفقرة القطنية الأولى L1 في السبيل المعوي، مما يؤدي إلى الإمساك والإسهال والتهاب القولون. وقد جرى الربط بين البواسير hemorrhoids وسوء ترصيف العصعص coccyx (العظم الذيلي). هذا، ويمكن أن يؤثر خلل الوظيفة المعوية في المرارة والكبد والمعدة والبنكرياس والزائدة والمستقيم. ولذلك، فالعلاج بتقويم العمود الفقري (إعادة الترصيف) chiropractic spinal realignment يمكن أن يفيد أي شخص مصاب بالإجهاد، لأن الجهاز العصبي يخضع لتحكم الإشارات النخاعية. وأنا أوصي كل شخص بأن يحصل على ترصيف واحد على الأقل للعمود الفقري كل شهر.
تتصف الحياة بأنها كثيرة المطالب والإلحاح، وبعض مستويات الإرهاق متوقعة. ولذلك، تؤثر السموم الناجمة من الإرهاق في القولون لديك يوميا؛ وهذا كاف ليسبب القلق. ولكن المستويات المزمنة هي الأكثر إضعافا، ويمكن أن تنتج كمية كبيرة من السموم في جسمك. ويعد القولون حساسا جدا للكرب؛ لذلك، يجب عليك أن تتخذ التدابير للتقليل من مقدار الإجهاد الذي تعاني منه يوميا.
كيف نزيل السموم الناجمة عن الكرب؟
طاقة التأمل power of meditation: إن تهدئة الذهن هي واحدة من أسرع الطرق للشعور بالارتياح من الضغط والكرب والمشاعر السلبية. لذلك، اجلس بهدوء وأغلق عينيك، ولا تفكر أبدا. اجلس مرتاحا، ويفضل أن تقوم بذلك في الصباح الباكر وفي الخارج. اترك نفسك تشعر بالأشجار والسماء والكون اللامتناهي كوحدة واحدة. وحتى تتعلم طرق التأمل، ادخل إلى الإنترنت أو قم بزيارة المكتبة.
طاقة علاج العمود الفقري power of Chiropractic: احصل على تعديل منتظم للعمود الفقري من المعالج اليدوي، وذلك لتبقى السبل العصبية نحو الأمعاء تعمل على نحو ملائم ولتشعر بالارتياح من الكرب.
طاقة الموسيقى power of music: تستطيع الموسيقى أن تساعد على الارتياح من الإرهاق. لذلك، ادخل إلى الإنترنت لتحصل على العديد من الأسطوانات الموسيقية التي تشعرك بالراحة من الكرب.
طاقة التمارين power of exercise: تزيد التمارين من الارتياح من الإندورفينات endorphins المخففة للكرب، وتعزز الهضم الصحي أيضا. لذلك، ربما يبدو أنك بحاجة إلى إضافة المزيد من التمارين إلى جدولك، ويستحق الأمر ذلك. وأنا أوصي بتمارين الارتداد rebounding (البهلوانية البسيطة mini trampoline) للارتياح من الكرب وإزالة السموم.
طاقة الضحك power of laughter: ربما تبدو غير جديرة بالاهتمام، لكنها مفيدة. لذلك، انظر إلى نفسك في المرآة، وابدأ بالضحك من نفسك، وابق على هذه الحالة وسوف تنسى قريبا الشيء الذي يسبب لك الكرب.
طاقة التدليك أو التمسيد power of massage: يعد التدليك طريقة عظيمة لإزالة التوتر وإرخاء الجسم. لذلك، حاول أن تقوم بالتدليك مرة في الأسبوع على الأقل؛ فإذا لم تتحمل التدليك، فإن اللمس أو المعانقة يريحان الجسم. احضن شخصا ما لدقيقتين، وانظر كيف تشعر.
طاقة التغيير power of change: تفحص ما الذي يسبب لك الكرب، وغير هذه العوامل الموجودة في حياتك؛ وإذا لم تكن مستمتعا بأسلوب حياتك، قم بالتعديل حتى تصبح الشخص الذي تريد أن تكون عليه. ولكن مقاومة التغيير لا تجعل منك إلا راكدا.
طاقة النوم power of sleep: لا يحصل العديد من الناس على نوم عميق ومريح؛ فإذا كنت تحتاج إلى مساعدة في النوم، جرب لصاقات النوم الطبيعية natural sleep patches.
طاقة الطبيعة والشمس power of nature and the sun: إذا كنت تعيش في مكان يسهل فيه المشي في الطبيعة، فهو الأفضل لك؛ فالحصول على نزهة لمدة 20 دقيقة صباحا تحت الشمس سوف ينشطك، كما يمكن أن يساعدك في الليل على الارتياح. قم بوضع شلال صغير في غرفة مكتبك أو في منزلك، فهذا سوف يساعدك على الارتياح من التوتر، ويذكرك بالتأثيرات المهدئة للطبيعة وبالجمال.
طاقة الحب power of love: أحدث “فضاء من الحب” لك ولعائلتك، فضلا عن حديقة طبيعية، فهذا يخفف الضغط. ويمكنك أن تقرأ كتبا في هذا المجال.
طاقة الألوان power of color : يعطي اللون الأزرق الغامق تأثيرا مهدئا للجسم. لذلك، حاول أن تلبس كنزة أو قميصا أزرق غامقا في الأيام التي تكون فيها بحالة إرهاق شديد.
العلاج بالعطور aromatherapy: تعود فوائد العطور إلى مئات السنين من التاريخ، حيث تشتمل الزيوت الأساسية التي تخفف الضغط والكرب على الخزامى lavender والياسمين jasmine والبابونج chamomile والمسك (الغرنوقي) geranium وعشب الليمون lemongrass. ضع عدة قطرات في كفك وافرك يديك مع بعضهما البعض، وضع يديك على أنفك واستنشق الرائحة بعمق 9 مرات.
طرائق التفريج النفسي Emotional Freedom Techniques والبرمجة اللغوية العصبية Neurolinguistic Programming: يمكن أن تساعدك هذه الطرق على تخفيف الضغط؛ لذلك، حاول أن تجد خبراء في هذا المجال في منطقتك.