تخير علاقاتك
إن تكوين حياة بسيطة لا يكون دائماً عن طريق بعض الخطوات البسيطة، مثل إيقاف البريد الإعلانى، أو إلقاء كل شىء فيما عدا الأسبرين، أشياء سهلة ومن الممكن أن تتم مع الأشياء الدقيقة الأخرى مثل الانتقال إلى منزل أصغر وتخير علاقاتك والتى يمكن أن تستغرق وقتاً أطول وتدرج بين الأشياء الأكثر صعوبة التى كان يجب عملها.
أنا أشير إلى الزواج المستحيل، أو علاقة لم تعد صالحة، أو التى تسبب لك الإجهاد أو الألم. إذا كنت فى مثل هذه العلاقة وتعبت من إصلاحها ولا تستطيعين أن تجدى لها مخرجاً. وإذا لم تستطيعي أن تصلى إلى قرار من نفسك فإطلبى المساعدة، تحدثى إلى المعالج أو إنضمى إلى مجموعة من الناس الذين يهمهم سعادتك وكونك بحالة جيدة. وإذا لم تستطيعى أن تجدى مثل هذه المجموعة فشكلى واحدة من تلقاء نفسك وإجتمعى على مبدأ ثابت مع الأشخاص الذين يمرون بنفس المشكلات، والذين يجتمعون لإيجاد مخرج. فيمكن أن يمدك ذلك بقوة دافعة كبيرة للخروج من العلاقة الأليمة.
وإنتقاء العلاقات ينطبق على الأصدقاء أيضاً. فربما قد حان الوقت للتفكير فى إنهاء صداقة لم تعد مفيدة بالنسبة لك.
وإنهاء صداقة ليس مثل إنهاء زواج فهو لايحتاج إلى متطلبات أو مناقشات عامة. واعتماداً على تاريخكم معاً فأحياناً يكون من السهل الإنسحاب من حياة شخص آخر.
وعندما تفكرين فى الأمر ستجدين أن الخروج من علاقة صعبة يمكن أن يكون سهلاً بدرجة ما. فأصعب ما فى الموضوع هو قرار الخروج من العلاقة نفسها. وليس هناك شىء آخر يمكن أن تفعليه ليبسط حياتك ويكون بتلك السهولة وذلك الكمال مثل إنهاء علاقة عديمة النفع.
اعتز بذاتك
هل توقفتى ذات مرة عن التفكير فى كمية الطاقة التى تستهلكينها ـ وإلى أى مدى عقدت حياتك ـ بتظاهرك أنك شخص آخر غيرك ؟ جميعنا يقوم بذلك. فهو جزء منا كإنسان، وقد كانت جزءاً كبيراً من أسلوب الحياة السريع فى فترة الثمانينات.
إنه تدريب جيد أن تجلسى وتراجعى كل المناطق فى حياتك وتقررى كيف كانت ستختلف كل منطقة إذا كان الشخص الوحيد الذى تعجبين به (هو أنت). هل ستكون لديك مهنة مختلفة ؟ وكيف كنت سترتدين ملابسك ؟ كيف كنت ستقضين وقت فراغك ؟ هل كنت ستتزوجين نفس الشخص الذى أنت معه الآن ؟ هل كنت ستصادقين نفس الأصدقاء ؟
فنحن غالباً ما نفترض مستويات متعددة من التظاهر بأشياء خارج حاجتنا الخاصة، لكن يكون ذلك بسبب شخص آخر. فكم مرة كنا فيها غير صادقين مع أنفسنا بسبب الضغوط العائلية، ومتطلبات رفقاء العمل، وإستعطاف أطفالنا ؟
إذا كان نمط الحياة يعكس فكرة شخص آخر عما يجب أن تكون عليه حياتك، خذى لحظات تخيلى فيها كم البساطة التى ستنالينها إذا أسقطت المظاهر وتعلمتى كيف تكونى أنت ذاتك.
ثق فى بديهتك
هل وجدتى نفسك ذات مرة تدخلين فى موقف وأنت تعلمين أنه ليس مناسباً لك ؟
فليس هناك شك أن كل أنواع « الأفكار « التى تستطيعين تسجيلها على ورق والتى تشير إلى استمرارك فى هذا الموقف، ولكن هناك شىء لم يبدو صحيحاً فى هذا الموضوع. إذاً أنصتى إلى بصيرتك، فيحتمل أن تشعرى بالسعادة فيما بعد لأنك لم تنصتى، وربما تندمين لأنك لم تنصتى.
كلنا نولد مزودين بصوت صغير هادىء داخلنا. ولسوء الحظ فإن أساليب حياتنا قد أصبحت محمومة وسريعة جداً لدرجة أن العديد منا نسى كيف ينصت إلى حدسه.
ومنذ عدة سنوات عندما كان يواجهنى قرار عام كنت أقوم بعمل قائمة لكل الاحتمالات، ثم أتخذ قرارى طبقاً لذلك. وأنا دائماً أفكر بطريقة منطقية. مرات عديدة نجد أن المنطق لا يصلح مع الحدس. وواحد من الأشياء التى تعلمتها من التأنى أننى إذا كنت أنصت إلى بصيرة نفسى، فليس هناك ضرورة لعمل قائمة، فقط أعرف ما على عمله.
لدى صديق عندما يحتار فى اختيار شىء بين اثنين، يقرر ببساطة الأول أو الثانى ـ فلا يهم أيهما ـ ثم يستمع إلى صوت صغير ليخبره إذا كان سعيداً بهذا القرار. وقد بذل خطوات معينة لكى يعلم أطفاله تلك الطريقة، لكى يتخذوا خطوات مبكرة فى الإيمان بحدسهم.
حد من الفوضى فى حياتك، تعلم الرفض، قضاء يوم فى الشهر فى عزلة والقيام بعمل ملاذ سنوى. والعديد من الأفكار فى هذا الكتاب ستساهم فى هدوء خطواتك، وتساعدك على أن تكونى على صلة بإلهامك، وتعلمى أن تثقى فى بديهتك فإن ذلك سيحافظ على حياتك متوازنة.
توقف عن أداء ما لا يجدى
واحد من التغييرات العديدة الإيجابية التى برزت من برنامج التبسيط هو أننى تعلمت إذا كان الشىء غير مجدى فمن الأفضل أن أتوقف عن عمله.
نشأ العديد منا على الإعتقاد المضلل، أنه إذا كان هناك شىء لم يعد صالحاً، صفقة عمل، مشاركة، أو أى نوع من المساعى، كان كل ما نستطيع عمله هو أن نعمل فيه بجد، ومن الممكن أن نحسنه بصورة ما. والتمسك بذلك الإعتقاد جعل ملايين الناس فى اختيارات صعبة فى حياتهم، وأوجد الكثير من التعاسة التى كان من الممكن تجنبها. ومن الواضح أن هناك فرقاً بين العمل الجاد الذى يؤدى إلى نتائج رائعة ومرضية والعمل الجاد الذى تدركين أنه لن ينجز ما تريدين إنجازه. فأنت لا يمكنك أن تلائمى مشبك غسيل مربع مع فتحة مستديرة. وذلك الأمر يتطلب شجاعة لتدركى أن شيئاً ما كنت تفعلينه لفترة طويلة لم يكن لصالحك وعليك أن تتركيه.
وعندما أسترجع حياتى أجد أن الأشياء التى أصبحت فيما بعد جيدة كانت فى مجملها بسيطة، وأن الأشياء التى لم تثمر بشكل جيد كانت صعبة بدرجة مستحيلة، فببساطة هم لم يعنوا أن يكونوا على هذا الشكل. أنا أعرف الآن أنه غير مجدى ومن الأفضل تركه وأن أبذل طاقتى فى مكان آخر.
فكرى فى بساطة حياتك إذا حذفتى الأشياء المستحيلة ـ الأشياء التى لا يوجد أى معنى لوجودها ـ وركزى فقط فى الأشياء المجدية.
توقف عن محاولة تغيير الناس
لدى صديقة حميمة وقعت فى مشكلة كبيرة منذ عدة سنوات وهى مازالت تحاول إنتشال نفسها منها. لكن فى الحقيقة لم تكن تحاول بجدية كما فعلت أنا. لقد أمضيت وقتاً صعباً دون جدوى على مدار السنين. فحاولت أن اجعلها ترى كيف تستطيع أن تغير حياتها إلى الأفضل، فحلول مشاكلها كانت واضحة جداً على الأقل بالنسبة لى ! وعلى الرغم من أنها تقول أشياء شفهية عن رغبتها فى التغيير فلم تكن تهتم بتنفيذ ذلك.
أحد الأشياء التى أصبحت واضحة بالنسبة لى منذ أن بدأت فى الإبطاء هو أن الناس تفعل ما تريد القيام به. وفهم ذلك جعل من الواضح بالنسبة لى أن أرى الخط الفاصل بين كونى مرشدة وكونى أعيش فى المشكلة. عندما نعيش المشكلة فإننا نستطيع تغيير الآخرين. فهم يتغيروا عندما يكونون فى وضع جيد ومستعدين لذلك. وحتماً كان علينا أن نجد مخرج من مأزقنا بأنفسنا. أكثر ما يحتاجه الناس هو غالباً سماع المساعدة. وهذا يتضمن الأطفال والأزواج.
الآن أنا أسمع فقط، فهل ذلك يبسط حياتى. لقد وفر على ذلك الكثير من الجهد الذى كنت أبذله فى مساعى مثمرة وأكثر متعة.
اختلى بنفسك يوماً واحداً فى الشهر
إذا قضيت بمفردك وقتاً ملائماً، أو إذا كنت قد قمت بتغييرات مؤثرة فى حياتك لاخراجك من الضغوط التى تسببت فى تعقيد حياتك، فربما تكونين مستعدة لقضاء وقت الخلوة التى تحتاجيها. لكن إذا كانت أيامك مليئة بالعائلة، المرور، الأصدقاء، المتطلبات الصاخبة، الضغوط، المواعيد النهائية، الجداول وموكب كبير من الناس، فمن المحتمل أن تفكرى فى قضاء يوم أو ربما نهاية إسبوع من كل شهر مع نفسك بعيداً تماماً عن تشتيت الفكر اليومى الذى يعقد حياتك.
وقضاء يوم فى خلوة يعنى أنه فى استطاعتك عمل أى شىء إبتداءً من المشى فى الشعاب الجبلية إلى الجلوس فى هدوء على مقعد فى منتزه. ومن الممكن أن يعنى أيضاً قضاء يوم تتجولى فيه عبر متاحف الفن أو الصالات الفنية أو يوم تتنقلى فيه بين الكتب المكدسة فى المكتبة المحلية.
وقضاء وقت بعيداً عن الوابل الثابت من الضغوط التى نواجهها من الممكن أن يعيدنا إلى الإتصال بما هو حقيقى. ويساعد على تخفيف توترات الحياة اليومية وبعد كل ذلك فتحرير أنفسنا من ضغوط الحياة العصرية يعتبر جزءاً رئيسياً فى تبسيط كل ما حولنا.
لمحة: إذا لم تكونين معتادة على توفير وقت لنفسك، فربما تحتاجين أن تفسرى لصديقك فى العمل أو لأفراد عائلتك ماذا تخططين أن تفعلى، ورغبتك فى أن تقضى وقت بمفردك.
فمن المهم أن يفهم أولئك المقربون منك حاجتك للخلوة كى لا يشعروا أنهم مرفوضون أو مهملون.
علم أطفالك متعة الخلوة
أى شخص لديه أطفال يعرف أن ضغوط الأطفال هذه الأيام لا تحصى.
الكحول، المخدرات من كل نوع، مرض الإيدز، العصابات، البنادق، العنف، غير التأثيرات والتدخلات المرعبة من التليفزيون التافه، الأفلام عديمة القيمة، موسيقى الروك، ومغنى الأغانى الصاخبة والمقاهى، ألعاب الحاسب الآلى وأروقة الفيديو. فكيف يجد الشاب راحة البال فى تلك الأيام أو يتعلم أن يلامس مشاعره، أو يحاول أن يجد ما هو مهم بالنسبة له ؟
وإحدى الطرق المفيدة بالنسبة للأطفال هى أن يتعلموا فى مرحلة مبكرة كيف يوفروا وقتاً هادئاً لأنفسهم. فبينما أنت تتعلمين قضاء بعض الوقت فى خلوة، علمى أطفالك أن يفعلوا نفس الشىء. إصطحبيهم فى جولات للأماكن الطبيعية، أو فى رحلات قصيرة للمعسكرات بعيداً عن الصخب المستمر للحياة الحضرية. وكونى طقوس لمراقبة غروب شمس جميل معهم.
أو علميهم كيف يقضون أوقات جميلة بالمنزل، حددى وقتاً ثابتاً فى الإسبوع يستطيعوا فيه البعد عن التأثير المتواصل من نظائرهم، وبعيداً أيضاً عن ضوضاء العصر الإلكترونى. حصنيهم بالكتب الجيدة (فى غياب التليفزيون) وتدريبات للتأمل تثير التفكير يستطيعون تأديتها وبهذا يصلون إلى إعادة الإنعكاس الشخصى، وإلى البحث عن إجابات فى قلوبهم.
وبمجرد أن يتعلم أولادك متعة الخلوة ستكون هبة يحملونها على مدار حياتهم. وتخيلى مدى البساطة التى ستكون عليها حياتك عندما يكون أطفالك قد تعلموا أن يستمتعوا بخلواتهم ويتعلمون كيف يقدروا الرغبة فى الخلوة.
قم بالتراجع مرة كل عام
إذا وجدت انه من الصعب أن تجدول وقتاً منتظماً للخلوة، فكر فى عمل تراجع سنوى.
فأنا قد وجدت بضعة أشياء جيدة للروح كذهابى بمفردى ولمدة ثلاثة أو أربعة أيام بعيداً، ليس فقط من الفوضى المادية التى نواجهها جميعاً، لكن أيضاً من الفوضى الروحية والاجتماعية والعاطفية.
فمن السهل أن نفعل ذلك بشكل يدعو للدهشة. وليس هناك ما يدعو لربطها بأى نوع من المؤسسات الدينية. التراجع عن نوع الفندق أو الحمام المعدنى يمكن أن يكون فعالاً جداً. لكن الذهاب بمفردك لتأمل حياتك لا يجب أن يكون مكلفاً.
واحد من التراجعات المنعشة التى قمت بها مؤخراً كانت رحلة مخيم فى الجبال. وقد كانت فرصة رحبت بها كثيراً لأكون على إتصال بالطبيعة كما كان إتصال بالنفس. إن تأثير يومين محاطة بالجمال والسلام والهدوء من الطبيعة هو شىء مدهش.
كذلك تأثير هذين اليومين فى منظورك العام. هناك أيضاً العديد من المنازل الجميلة والصغيرة لقضاء فترة التراجع والتى تقدم وسائل إعاشة مريحة وبسيطة لمدة ثلاث أو أربع ليالى بسعر معقول للغاية. والعديد من تلك المنازل كانت دور عبادة والتى تحولت إلى مراكز تراجع عامة. مديريهم ملتزمون بتزويدنا بوضع هادىء للنمو الشخصى والروحى.
احتفظ بصحيفة
إن الإحتفاظ بالصحيفة طريقة جديدة وفعالة لتبقى على معرفة بكيف تريد أن تعيشى حياتك.
من الممكن أن تكون الصحيفة عامة أو تنظيمية، كما ترغب أن تجعلها. ومن الممكن أن تضم إنعكاسات عشوائية وأفكارعن العالم ومكانك فيه، أو أن تكون طريقة رسمية للإحتفاظ بسجل يومى من أفكارك ومشاعرك كوسيلة للنمو الروحى. من الممكن أن تكون شىء نكتب فيه كل يوم أو يمكنك الإطلاع عليها فى أوقات تناسبك وكلما كان المزاج والحالة يتطلبانها. من الممكن أن تكون صحيفة أحلام، صحيفة فكرية أو صحيفة صحية. من الممكن أن تكون مليئة بالأفكار التى تريد أن يشاركك فيها الآخرين أو خاصة كما تريد.
العديد من الجماعات المحلية والكليات وبرامج تعليم البالغين يعرضون فصول فى كتابة الصحيفة. وعندما تنضم إلى إحدى تلك الفصول ستكون فرصة ممتازة أن تعمل مع أناس آخرين يعلموك كيفية استخدام هذا الأسلوب بطريقة فعالة فى حياتهم وأن تشارك فى الأفكار والمفاهيم الجديدة والمختلفة التى من الممكن أن تفيدك.
أو التقط قلماً وكراسة وطور نظامك فى كتابة الصحيفة ليساعد ذلك فى جعلك على صلة بما هو مهم بالنسبة لك.
لا تقم بأكثر من عمل فى وقت واحد
اعتدنا جميعاً على صورة الشاب الأمريكى الحديث أسفل الطريق العام فى سيارته الـ بى. إم. دبليو وهو يتحدث على هاتف السيارة إلى مكتبه ويسحب مذكرة مستعجلة من فاكس السيارة. فهو كان فى طور إتمام عقد رئيسى مع المسئول التنفيذى الجالس فى المقعد الأمامى بجواره. على فرض أنه وصل إلى اجتماع تقديم المبيعات فى مكتب عميل عبر المدينة فى الوقت المناسب.
أو المسئولة التنفيذية التى تسترخى فى نهاية الإسبوع فى المنزل أمام التليفزيون مع عائلتها، تغير منشفة الرضيع وتتحدث مع مديرها على الخط الدولى بينما تجعل أم زوجها تنتظرها لتحدثها. وبمجرد أن تغلق الهاتف تنهمك فى لعبة ثم تذهب للصيد مع طفلها ذو الأعوام الثلاثة. وبذلك يمكن للأطفال أن ينهوا وجبتهم الخفيفة قبل وصول ضيوف عشاء الساعة العاشرة لاجتماع العمل الذى تستضيفه لزوجها.
وكلنا يمكنه تفسير ذلك (أنا سأفعل كل شىء) الجنون الذى ساد حياتنا. هل نحن فعلاً نحصل على المزيد بمحاولتنا عمل كل شىء فى الحال ؟ ربما. هل هذا يهم ؟ ربما لا. هل نحن سعداء بهذه الخطوة المجنونة ؟ بالطبع لا. هل نستطيع عمل أى شىء حيالها ؟ نعم. فمثلما تعلمنا تدريجياً عمل عشرة أشياء فى الحال، نستطيع تدريجياً أيضاً عمل شىء واحد فى كل مرة.
إبدئى بقائمة. ليست قائمة ما يجب عمله اليوم والتى تستخدميها على مدار يومك، لكن قائمة جديدة للأشياء التى تهمك حقيقةً. قسمى القائمة إلى نصفين، ثم اختارى أهم الأشياء وقومى بتنفيذها. وبعد ذلك اسقطى القائمة، وافعلى شىء واحد كل مرة. وبقدر استطاعتك لا تسمحى بأى عوائق أو ازعاج بعد الإسبوعين الأولين، واعتبرى ذلك موائمة عامة وإذا كنت قادرة على أن تقسمى ما اخترتيه إلى جزئين مرة أخرى للأشياء التى تشعرين أن عليك تأديتها كل يوم.
وبقليل من النظام والفحص الذاتى المنتظم تستطيعين أن تتعلمى أداء شىء واحد فى كل مرة والقيام به أفضل. وأن تكونى سعيدة بأدائه.
لا تفعلي أى شىء
لا تفعلى أى شىء يبدو سهل للغاية. إننى استرجع أسلوب حياتى المجنونة منذ عامين مضوا قبل أن أقرر تبسيطها. حيث كان على عمل قوائم بطول ميل، مواعيد مستمرة، محادثات هاتفية على مدار اليوم. كل لحظة فى يومى كانت مجدولة، حتى وقت نومى. وأنا أتذكر المدة التى استغرقها منى الوصول إلى نقطة عمل لاشئ، فقد أخذت فترة كبيرة. إنها أصعب مما تبدو. إذا لم تكن لديك عادة عمل لاشئ، فكيف تبدئين ؟ إبدئى بساعة. ربما تكون ساعة الغذاء أو ساعة فى نهاية يوم عملك. أو ربما بالساعة الزائدة التى وفرتها حين بدأتى الاستيقاظ مبكراً عن موعدك ساعة.
إذا بدأتى بساعة الغذاء، فاذهبى إلى مكان هادئ واجلسى. فذلك ليس لقراءة كتاب، أو للحديث مع الأصدقاء، أو للحياكة. إنه وقت عمل لاشئ. وهذا ليس بدافع التأمل. الفكرة هى أن تكونى مع ما يدور بخلدك دون أن تضطرى لعمل شئ. طريقة جيدة أخرى لتتعلمى أن لاتفعلى شيئاً هى أن تمكثى فى مكتبك أو فى منزلك محاطة بكل الأشياء التى يجب عليك عملها ولاتفعلى شيئاً. إذا لم تكونى قد قمت بذلك من قبل فربما يستغرق منك ذلك عدة محاولات كى لاتشعرى بالذنب. وتدريجياً تستطيعين زيادة الوقت الذى لاتفعلين فيه شيئاً حتى تصلى على الأقل إلى نصف يوم أو طول اليوم مرة فى الشهر أو أكثر إذا أمكن.
وبمجرد أن تتعلمى ألا تفعلى شيئاً سوف تندهشين من النقاء الذى سوف يجلبه ذلك لحياتك، أو إلى أى مشروع تعملين فيه. إنه منعش بدرجة لا توصف، وأنا الآن لدى على الأقل يوم أو يومان كل شهر لا أفعل فيهم أى شيئاً. العديد من الأشياء سوف تصنع أسلوب الحياة المزدحم، و المحموم فى منظوم أسرع من تعلم تلك المهارة. أنصحكى أن تبدئى ولا تفعلى شيئاً.
احرص على مشاهدة الغروب
وقت الغروب يكون دائماً من أفضل الأوقات بالنسبة لى على مدار اليوم كله. فقبل أن أبسط حياتى، كنت مشغولة دائماً عن الاستمتاع به. وبعد أن أصبح عالمى أبسط فلا يفوتنى واحد من أعظم العروض الرائعة على سطح الأرض وذلك يحدث بصورة منتظمة.
هناك شئ يبعث السرور فى نفسى حول غروب الشمس، خاصة عندما يساعد الطقس والظروف الجوية على خلق تكوينات درامية من السحاب والألوان الخلابة التى تمنح عالمك كله شكلاً مختلفاً. مع رؤية الشمس الغاربة، فمشكلاتنا تبدو صغيرة حتى لو كان ذلك لبضع لحظات فقط.
الشئ الرائع عن غروب الشمس، ونفس الشئ يقال تقريباً عن شروقها، هو كونه يحدث يومياً. وحتى إذا لم يكن الغروب نفسه رائعاً فهو يشير إلى بداية النهاية لليوم. وهو وقت رائع للتريث والملاحظة. فعلمى أطفالك أن يتمتعوا بجمال شروق الشمس وغروبها أيضاً فهو يعتبر من أرخص المعارض وهو أفضل لهم من مشاهدة التليفزيون.
حاول أن ترفض
واحد من الأشياء التى وعدت بها نفسى عندما قررنا تبسيط حياتنا هى أن أقلل الإلتزامات الاجتماعية تجاه الناس بعد دائرة عائلتى وأصدقائى المقربين. وأخيراً وصلت إلى مرحلة أنه إذا طلب منى أى شخص أن أفعل أى شئ وأنا لا أريد القيام به أو طلب منى الذهاب لقضاء أمسية مع أشخاص ليس لى بهم أى اهتمام. فببساطة أقول لا. شكراً لك، ولكن لا.
فأيام الأسبوع مكرس معظمها لعملى بطريقة لايمكن تجنبها فهناك مواعيد نهائية والتى يجب أن التزم بها. لكن الأمسيات ونهايات الأسبوع فهى ملكى. وقد أصبحت أشياء مقدسة وتعلمت قول «لا» للأشياء التى لاأريد أن أفعلها خصوصاً تلك الأشياء التى أشعر دائماً أنه يجب على أن أؤديها.
إذا كانت لديك مشكلة فى قول لا، فارجعى واقرئى « عندما أقول لا فأنا أشعر بالذنب» لمؤلفه مانويل جيمس. ذلك الكتاب الكلاسيكى الأكثر رواجاً منذ فترة السبعينات سوف يمنحك الأدوات اللفظية التى تحتاجينها لتخفيض إلتزاماتك، وتجعل الوقت ملكك مرة أخرى.
إذا لم تستطع الرفض فحاول المراوغة
هل وجدتى نفسك محاصرة فى حشد اجتماعى لم تريدى حضوره، فى المقام الأول لأنك حضرت مرغمة ؟ الحقيقة أنك لاتريدين الذهاب، ولكن ليس لديك أى خطط أخرى وليس لديك أى عذر.
فقد حدث ذلك مع العديد منا. لدى صديقة لم تستطع أن تقول «لا» لعدة سنوات. سالى سيدة قوية مليئة بالحيوية، تدير عملاً ناجحاً ولم تواجه أى مشكلة فى إدارة طاقم موظفين مكون من عشرين فرداً، تتعامل بشكل واثق مع الموردين. لكن عندما يتعلق الأمر بحياتها الاجتماعية تبدو ضعيفة دائماً. فهى تعرف ذلك ولكنها لاتستطيع تحمل جرح مشاعر الآخرين.
على أى حال، وجدت نفسها مؤخراً فى حالة ملل خلال حفل عشاء آخر. وقد أدركت أنه يجب عليها تجهيز عذر اجتماعى مقبول عندما تتصل بها «مارسا» لتدعوها، فقد كان عليها أن تكون فى المنزل فى هذه اللحظة ترتاح على الأريكة مع كتاب جيد. فقررت من هنا، من جزر الكنارى المتوسطة أنها لن تقول نعم مرة أخرى عندما تريد أن تقول «لا». لذلك فقد تعلمت المراوغة. فقد أعدت الأعذار المفترضة والتى تحتفظ بها فى المنزل وهاتف المكتب. والآن عندما يتصل بها أحد لدعوتها إلى حشد ليس لديها إهتمام به، فهى تكون جاهزة. فقد نمت لديها عادة الإحتفاظ بعذرين على لسانها لتجنب أى إحاطة ربما أن تصادفها فى الشارع أو على خط الفحص فى المتجر. وهى فى النهاية قد توافقت مع حقيقة أنها ربما أحبت شخصاً ما لكنها غير ملزمة بالتخلى عن وقت فراغها لكى تكون معه إلا إذا كانت تريد ذلك.
وتعلمت أن اعتذاراً بسيطاً هو الأفضل « شكراً مارسا، لكن عندى خطة لليلة السبت « وتعلمت أيضاً ألا تضيف « ربما فى المرة القادمة « ليس هناك حاجة إلى القول أن حياتها الاجتماعية قد تضاءلت بسرعة،
لكن أصبح لديها وقت فراغ أكثر من أى وقت مضى لتقوم بعمل الأشياء التى تهمها بالفعل.
حاولي الإنسحاب من أى منظمة تخشين عواقب اجتماعاتها
بينما لم أكن ملتحقة بأى من الجماعات، ففى مرحلة من حياة جيبس كان ينضم إلى أى جماعة دعته إليها. وواحد من الأشياء التى فعلها عندما بدأنا التبسيط أنه استقال من كل الجماعات التى لم يشعر بالإنتماء إليها.
إنه لشئ مثير للدهشة سرعة تكدس العضويات والالتزامات المصاحبة للجماعات المختلفة. الاستنزاف المالى مع المستحقات اللانهائية وعشاء الدجاج باهظ الثمن مع أحاديث غير مفيدة، كل هذا يعتبر شئ واحد. ولكن الإحباط الناتج عن العمل مع أشخاص متحمسين ويفتقدون الخبرة أو المحاولات اليائسة للحديث مع أشخاص لا توجد بينكما أى صلة، يمكن أن يكون له تأثيراً سيئاً على الحالة النفسية للفرد.
نصيحة للتخلص من كل ذلك. خذى كل بطاقات العضوية (ربما تندهشين من عددهم) واجعليهم فى كومتين. الأصغر احتملى عدم وجودها، كومى بطاقات المنظمات التى على الأقل تتماشى مع اثنين أو ثلاثة معايير.
1. العضوية هى أمر مهنى.
2. أنت فى الحقيقة تتطلعين إلى اجتماعاتهم.
3. لن تجدى لنفسك عذراً أبداً لكونك عضواً.
انسحبى من المجموعة الباقية وإذا لم تستطيعى أن تنسحبى فاتركى عضويتك بشكل هادىء وسوف تجدى أنك استعدتى قطعة هامة من وقت فراغك.