هل تحب الحياة؟ إذاً لا تبدد الوقت لأنه المادة التي صُنعت منها الحياة.” بينجامين فرانكلين
إن الوقت مصدر لا يمكننا شراؤه أو بيعه أو حتى تقاسمه مع الآخرين، فلا نستطيع أخذه منهم أو الحصول على مقدار أكبر أو أقل منه. كل يوم يملك كل منا نفس المقدار من الوقت وهو أربع وعشرون ساعة. إن ما نفعله بهذا الوقت هو الجوهر الذي يصنع الفرق بيننا. قد يطبق الأشخاص الأكثر استفادة من وقتهم أساليب وتقنيات مختلفة، ولكن جميعهم يملكون شيئاً واحداً مشتركاً. إنهم يملكون رؤية واضحة للطريقة التي يريدون قضاء وقتهم بها. وهذه الرؤية تتضمن شعوراً واضحاً بالأولويات. فهم يعرفون ما يريدون فعله في وقتهم.
أسس بيتي ويكمان وزوجته لورا شركة هارفست الكبرى للخبز منذ خمسة وعشرين عاماً. وكمؤسسين كان من السهل أن يسمحوا لعملهم استهلاك كل دقيقة من حياتهم. لكن كانت لديهم رؤيتهم الخاصة لكيفية إمضائهم للوقت وإحدى أولوياتهم الواضحة من البداية كانت أنهم لن يعملوا في أيام العطلة الأسبوعية وأنهم سيستمتعون بإجازة كل سنة.
يقول السيد بيتي ويكمان المالك لشركة هارفست الكبرى للخبز: “في بدايات عملنا، كانت لدينا قوانين بسيطة، لكننا نفذناها حرفياً. وكانت إحداها عطلة اليومين في نهاية الأسبوع. ولم نخالف هذا القانون أبداً، فقد كنا نخشى تجاوز ذلك كما لو أن البرق سيطرحنا أرضاً إن فعلنا ذلك”.
منذ ذلك الحين، توسعت شركة هارفست الكبرى للخبز إلى سلسلة من 137 فرعاً. لقد دعت أولويات بيتي ولورا بامتلاكهم وقتهم الخاص إلى نماء عملهم بطريقة مدركة ومدروسة تماماً. بالنسبة لثنائي من مالكي الشركات الناجحة، فإن بيتي ولورا يمضيان وقتاً كبيراً وغير متوقعٍ بعيداً عن العمل. إن كل ما يفعلانه مصحوب بانتباه دقيق جداً لاستخدام وقتهم بفعالية. ويقول بيتي مجدداً: “إننا حقاً نحب الخطوط الواضحة بين الأشياء. فنحن نحمل بطاقات الوقت معنا ونسجل وقت حضورنا وخروجنا حتى لو كانت أقل من خمس دقائق فنحن بذلك نعلم متى نكون فعلاً نعمل. لدي جدول صغير احتفظ به ونحن نتخذ قرارات واعية كل سنة عن عدد الساعات التي سنعمل فيها لذلك العام. ففي 1996 قررنا أن نجعل ساعات عملنا تصل إلى ألف ساعة لكل منا وذلك يساوي عملاً لمدة نصف يوم. فما عدا قانون الألف ساعة فإننا ننوع جدول وقتنا كما نريد.”
تفعيل الوقت: هو قضاء وقتك بحكمة في نشاطات تقربك من أهدافك أو أنه عملية التقييم والتخطيط لكيفية استخدام وقتك لتحقيق أهدافك.
ما الفائدة من تفعيلك لوقتك؟
مهما كانت أولوياتك – سواءً أكانت قضاء وقت خاص كما هو الحال مع بيتي ولورا أو هدفاً آخر مثل زيادة المبيعات أو تطوير المنتج الجديد أو كتابة خطة عملك أو إكمال مشروعك فإن استخدامك الوقت بفعالية يساعدك في تحقيق هدفك.
قد تتساءل ما الفرق بين تفعيل الوقت وإدارته؟ إن تفعيل الوقت عبارة عن استراتيجية في استخدام الوقت بطريقة ذكية للوصول إلى أهدافك الهامة. أما إدارة الوقت فهي العملية اليومية التي نستخدمها لتفعيل وقتنا أي أنها جدولة المهام وقائمة الأشياء الواجب فعلها والتفويض وأساليب أخرى تساعدك في استخدام وقتك بفعالية. إذ أنه بدون استراتيجية العمل القائمة على الرؤية والخطة فإن إدارة الوقت قد لا تساعدك بالضرورة في بلوغ أهدافك. لذلك فإن أوّل خطوات تفعيل الوقت هي توضيح الأولويات.
لماذا نفعل ما نفعله؟
أغلبنا يملك جدول أعمال يتبعه، ومواعيد تسليم يلتزم بها، ومهاماً يحققها بفعالية وبكفاءة كل يوم. لكن لماذا نفعل هذه الأشياء التي نقوم بها كل يوم؟
كيف توصلنا نشاطاتنا وإنجازاتنا إلى أهدافنا الشخصية والمعينة؟ جرب الإجابة على هذه الأسئلة؟
– هل تستخدم وقتك لإنجاز الأشياء التي تحبها فعلاً؟
– هل تجد نفسك ببساطة تركض دون الانتقال من مكانك؟
– هل أنت في مكان ما بين التقدم للأمام ولكن التقدم ببطء وتردد؟
إذا لم تكن تستخدم وقتك لبلوغ أهدافك الهامة، إذاً حان الوقت للتغيير.
انظر بطريقة استراتيجية إلى الصورة الكبرى
إن تفعيل الوقت يعني النظر باستراتيجية إلى كيفية قضاء وقتك. إنها تعني التأكد من أنك تقضي الوقت في الأماكن المناسبة وتقوم بالأشياء الأكثر أهمية بالنسبة لك.
وهذا يعني توزيع وقتك بحيث تحصل على العائد الأكبر من الوقت المستهلك.
على سبيل المثال:
– هل تحصل على فعالية أكبر عند قيامك بالعمل بنفسك أم عند ما تدرب فريق من الآخرين على القيام به؟
– هل تجد أن قراءاتك لدليل الاستخدام لتعلم مهارة جديدة أكثر فعالية أم بضعة جلسات تعليمية مكثفة وموجهة؟
– هل تشعر بفعالية أكبر مع فريقك باستخدام سياسة – غادر إن شئت – أم سياسة تقديم الدعم لإيجاد حلول جماعية للفريق؟
ببساطة تجنب “المراوحة في مكانك” وتأكد أنك تستخدم وقتك بفعالية وبشكل مناسب.