يمكن أن يسبب التوتر أو ينشأ عن مشاكل عقلية وعاطفية متنوعة
. اجعل عقلك أكثر قوة
أساليب إدارة التوتر التي تقوى وتعزز جسمك ستساعدك أيضًا في تقوية قدرة عقلك على مقاومة الآثار السلبية للتوتر؛ لكن بعض أساليب إدارة التوتر تتعامل مباشرة مع العقل – عمليات التفكير والعواطف والذكاء وتجاوز إطار العقل، والبحث عن المعنى الروحانى.
. تجنب التوتر العقلى التقليدي
يمكن أن يسبب التوتر أو ينشأ عن مشاكل عقلية وعاطفية متنوعة، فالعمل الشاق بإفراط أو الضغط الزائد على نفسك أو اعتصار نفسك حتى آخر قطرة أو تحميل نفسك فوق ما تستطيع أو حبس نفسك في حالة من التعاسة أو القلق هى كلها أمور تفزر قدرًا مهولًا من التوتر. إن التوتر العقلى، مثل التوتر البدنى، يجعل الحياة صعبة، وكلما زادت صعوبة الأمور، زاد التوتر الذى تسببه. وبذلك تخرج من دوامة لأخرى.
. ما شكل هذه الدوامة؟
ربما تمر بصعوبات في علاقتك الشخصية، وهذا يسبب ضغوطًا؛ لكن بدلاً من التعامل مع المشكلة، فإنك تلقى بثقل نفسك في وظيفتك، وتظل تعمل ساعات طويلة وتتسلم مشروعات إضافية كثيرة. وهذا الهوس الجديد بالعمل يزيد من الضغوط في حياتك، وكذلك الساعات الطويلة وعدم النوم وضعف النظام الغذائى التي تترتب جميعها على ذلك. يبدأ جسمك في المعاناة، وكذلك عقلك. في البداية، قد تجد الراحة في العمل لأنك تنفس عن الطاقة الحبيسة في التوتر الذى تعانى منه. لكن، في النهاية، ستصل إلى درجة تحمل التوتر القصوى.
. الأشكال المختلفة للتوتر العقلي
للتوتر العقلى صور كثيرة، وتشمل الضغوط الاجتماعية: ضغوط العمل، واقتراب وقوع حدث معين، ومشاكل في العلاقات كمشاكل مع شريك الحياة أو الأطفال أو الوالدين، أو موت شخص عزيز. إن أي تغيير كبير في الحياة يمكن أن يتسبب في التوتر العقلى، بناءً على الكيفية التي يترجم بها العقل أي حدث، وحتى عندما يكون الحدث إيجابيًّا – زواج أو تخرج أو وظيفة جديدة أو رحلة بحرية – فإن التغيير الذى ينطوى عليه، حتى لو كان مؤقتًا، يمكن أن يكون مشتتا.
. تجنب هذه الآثار السلبية للتوتر العقلي
نتيجة للتوتر العقلى، فقد تعانى من فقد القدرة على التركيز أو القلق الخارج عن السيطرة، ومشاعر التوتر والذعر والحزن والاكتئاب والإرهاق والثورة بسهولة، وطائفة من المشاعر الأخرى. نعم، بعض هذه الأعراض التي يسببها التوتر، قد تكون مرتبطة مباشرة بالجسم، لكن هذه الأعراض هى، في الغالب، صادرة من العقل وتعد ترجمة للأحداث المثيرة للتوتر وهوسه أو ارتباطه بها. كيف تحصن عقلك ضد التوتر؟ والإجابة هى بالطبع من خلال إدارة التوتر.
. إدارة التوتر
إدارة التوتر للعقل والروح تستهدف بشكل خاص المساعدة في جلب السكون والهدوء للعقل المثقل بالضغوط، وتساعدك هذه الأساليب في إدراك عمليات التفكير التي تزيدمن توترك، والتوجهات التي يمكن أن تثير استجابة التوتر، والطريقة التي تميل بها للتشبث بالأفكار كما لو كانت هى ما يحافظ على حياتك. ترتبط بعض هذه الأساليب بإدارة التوتر البدنى (أساليب الاسترخاء تحديدًا) لأن العقل والجسم صنوان متلازمان؛ لكن إذا كنت تتعرض ولو لآثار سلبية بسيطة للضغوط، أو تشعر أن روحك في حاجة ماسة إلى تعزيزات وتريد الوصول مباشرة إلى المصدر، فجرب هذه الأساليب لإدارة التوتر للعقل والروح.
. لا تدع التوتر العقلى يتحول إلى توتر بدني
إذا تركت التوتر يستمر لفترة طويلة، فقد تعانى نفاد طاقتك وفقدان أي اهتمام بوظيفتك كلما تناقصت سيطرتك. قد تبدأ في التعرض لنوبات الذعر أو الشعور بالاكتئاب الشديد، أو حتى الانهيار العصبى، وهو حالة مؤقتة للمرض العقلى يمكن أن تحدث فجأة أو ببطء على مدى زمنى طويل.
يمكن أن يكون التوتر العقلى خادعًا لأنك قد تتجاهله بسهولة أكثر من تجاهل الأمراض البدنية. مع ذلك، فإنه لا يقل إيلامًا وإيذاءً لجسمك وحياتك. إن تتبع أسباب التوتر العقلى التي تتعرض لها هو مفتاح مهم لإدارة التوتر.
. ابحث عن جانبك الروحي
إن كل البشر – بصرف النظر عن ديانتهم – يدخل في تكوينهم جانب روحى. فكر في هذا الجانب كجزء منك لا تستطيع قياسه أو حسابه أو شرحه شرحًا وافيًا – إنه أنت الذى يجعلك ما أنت عليه. عندما نتجاهل الجانب الروحى فينا، فإننا نسلب أجسامنا توازنها، وعندما نتخلى أكثر عن حياتنا الروحية بسبب آثار الضغوط العقلية والبدنية – مثل، ضعف تقدير الذات والغضب والإحباط والتشاؤم ودمار العلاقات وضياع الإبداع واليأس والخوف – فإننا يمكن أن نخسر طاقة الحياة وبهجتها.
. حدد الضغوط الروحية
إن الضغوط الروحية أكثر غموضًا من الضغوط العقلية أو البدنية. فلا يمكن قياسها مباشرة، لكنها تظل شكلاً قويًّا ومؤذيًا للضغوط يرتبط بشكل لا مفر منه بالضغوط البدنية والعقلية. إذن، ما هى الضغوط الروحية؟ إنها إهمال حياتنا الروحية أو الجزء الذى يأمل ويحب ويحلم ويخطط ويبحث عن شىء أعظم وأفضل في البشرية وفى الحياة – وخسارته في النهاية. إنها ذلك الجانب غير المادى فينا، وهو الروح.
. مد روحك بالغذاء
هل قابلت في حياتك شخصًا، على الرغم مما يواجهه من عقبات لا سبيل لتجاوزها أو ألم أو صدمات أو مآس أو خسارة، يظل سعيدًا؟ مثل هؤلاء الأشخاص قاموا برعاية وتنشئة جانبهم الروحى، سواء بالاجتهاد في ذلك أو أن ذلك أمر طبيعى فيهم. بالطبع، بعض الأشخاص لا يقبل فكرة أن الناس لها جانب روحى، ويقولون: “إن كل شىء يرجع إلى العوامل الكيميائية في النهاية”. ويفضل آخرون القول بأن كل الأشياء مترابطة ومتداخلة مثل شبكة معقدة وهائلة. ما الخلاصة؟ إذا أدرت توترك ونظرت إلى نفسك نظرة شاملة، فسوف تدير التوتر إدارة كاملة وفعالة وبطريقة تناسب ذاتك الفريدة.
. امنح عقلك الصور الإيجابية ليركز عليها
التأمل والتصور البصريان هما تأملات تستخدم خيالك لإحداث تغييرات في تفكيرك، والهدف من التأمل البصرى هو أن تتخيل نفسك في مكان مختلف (الشاطئ أو الجبال أو باريس) أو في ظروف مختلفة تحدث استرخاءً فوريًّا. إن التصور هو أسلوب لتخيل شىء تريده (وظيفة مختلفة أو حب حياتك) أو تغيير تحب أن تراه في حياتك (أن تكون أقل تأثرًا بالضغوط وأكثر ثقة بالنفس ومنظمًا تمامًا). للتخيل والتصور أثران منفصلان، ألا وهما:
1. الشفاء الفورى من التوتر بسبب الشعور الإيجابى المرتبط بما تتصوره.
2. تغيرات في الحياة لأن التصور المستمر يمكن أن يساعد على تحقيق هذه التغييرات في الواقع.
حتى لو لم يكن خيالك خصبًا بما يكفى، فإنك لا تزال قادرًا على ممارسة التخيل والتصور البصريين. إنه أمر ممتع! أيًّا كان ما تستخدمهما من أجله، فإن هذين الأسلوبين لتوليد الخيال من الأساليب القوية لإدارة التوتر، على المدى القصير والطويل معًا.
. كيف تمارس التأمل البصري
اتخذ وضعًا مريحًا، إما بالجلوس أو الاستلقاء. أغلق عينيك. خذ أنفاسًا عميقة مسترخية عدة مرات، ثم كوّن صورة في ذهنك. ربما يكون المكان الذى تود لو استطعت أن تكون فيه الآن، أو مكانًا زرته في الماضى وأحببته، أو مكانًا من نسج خيالك. كيف يبدو هذا المكان؟ ماذا ترى في الأرجاء؟ ما الألوان والنقوش؟ لاحظ كل شىء يتعلق بالمكان الذى تتصوره.
ثم تخيل ملامسة الأشياء من حولك – الرمال والماء والحشائش والأشجار والأعمال الفنية العظيمة والمبانى والشخص الذى تحبه. فكر فيما تسمع في هذا المكان بعد ذلك، فكر فيما تشمه. ركز على كل واحدة من حواسك واستكشف المكان الذى جئت به أو تذكرته في ذهنك. ثم دع الصور تتلاش وافتح عينيك ببطء.
. كيف تمارس التصور
اتخذ وضعًا مريحًا، إما بالجلوس أو الاستلقاء؛ أغلق عينيك؛ خذ أنفاسًا عميقة مسترخية، ثم كوّن صورة في عقلك لنوع من التغيير الإيجابى في الحياة. ربما يكون هدفًا مهنيًّا، أو تغيرًا في الحالة الصحية أو المظهر أو الموقف أو الثقة في النفس أو أي شىء آخر. اجعل الصورة بسيطة وركز على شىء واحد، فيمكنك العمل على الأشياء الأخرى في جلسة منفصلة.
تخيل نفسك في هذا الموقف الجديد. كيف تبدو وماذا تفعل وبم تشعر؟ كيف تبدو وأنت على هذه الحالة الجديدة أو أنت على هذه الهيئة، أو وأنت في هذه الوظيفة؟ إذا كنت تحب ذلك الإحساس، وإذا كان ذلك يجعلك تشعر بالتحسن، فواظب على تصور هذه الصورة كل يوم وتخيلها بنية متحمسة وواثقة.
. تحل بالمرونة في التصور
بينما تتغير حياتك، قد تتغير تصوراتك وتنمو. لا بأس بذلك! فقد تدرك، على سبيل المثال، أنه عندما تصبح حياتك أقل ضغوطًا وأكثر عطاءً، لن تحتاج حقًّا للثراء المالى، لأنك كسبت ثروة عاطفية وروحية بدلاً منه. وتكمن الصعوبة في المواظبة كلما استخدمت خيالك، صار أقوى، مثله في ذلك مثل العضلات.
لكى تضيف القوة إلى عملية التصور، استخدم عبارة تأكيد كترنيمة ترددها في تأملك، بحيث تختار كلماتها لتدل على أن التغيير قد وقع فعلاً، وبحيث تكون كلماتها إيجابية (فبدلاً من قولك: “لن أكون مريضًا”، قل: “سأكون سليمًا”). تغن بالتأكيدات وكأنها ترنيمة أثناء تصور هدفك.
. تعلم التأمل الواعي
يمكن ممارسة التأمل الواعى في أي مكان وأى وقت، بصرف النظر عما تفعله، ويتم ببساطة بالتركيز على الوعى الكامل باللحظة الراهنة. أي شىء تفعله يمكنك أن تفعله بوعى.
إن التأمل الواعى عملية يمكنك القيام بها بسهولة لفترة قصيرة؛ ولكنه أمر يصعب القيام به لفترة طويلة، لأن عقولنا تقاوم البقاء في اللحظة الراهنة؛ لكنه نظام عقلى مجز يعلمنا التعلق بمعجزة اللحظة الراهنة والاحتفاء بها، بصرف النظر عن مدى كونها عادية، فهى أيضًا تبعث على الاسترخاء وتسبب الإشباع بأفضل ما يمكن.
. كيف تمارس التأمل الواعي
أينما تكن، يمكنك ممارسة التأمل الواعى، وذلك بأن تقرر عن وعى أن تكون مدركًا بشكل كامل لكل ما يدور من حولك. لاحظ الانطباعات القادمة من جميع حواسك – انظر واسمع واشعر وشم وتذوق. عندما يبدأ عقلك في التفكير في شىء آخر، أعده برفق إلى اللحظة الراهنة. قد تندهش مما تلاحظه بشأن نفسك والعالم من حولك.
إذا كانت ممارسة الوعى في أي مكان تبدو محيرة، يمكنك أن تبدأ ممارسته أثناء عمل شىء دقيق للغاية، مثل تناول الطعام. اختر شيئًا واحدًا لتأكله – خضراوات أو قطعة فاكهة أو قطة خبز. تناولها ببطء، ولاحظ كل ما تتضمنه العملية. كيف تضع الطعام في فمك؟ بم تشعر؟ ما مذاقه ورائحته؟ ممارسة التأمل الواعى أثناء تناول الطعام طريقة جيدة لشحذ مهاراتك في تنشيط وعيك، كما أنه أيضًا طريقة تساعدك في التغلب على تناول الطعام دون اكتراث.
. افتح ذهنك للدعاء
الدعاء عملية مركزة وتصدر عن تركيز يتم فيها التواصل أو التعبير عن المقصود أو المناجاة بينك وبين الله. يمكن أن يكون الدعاء طلبًا أو شكرًا أو ذكرًا أو ثناءً على الله، ويمكن أن يكون نية للامتنان لله. ويمكن أن تنشد به حول الله وقوته؛ أو ربما تحاول الشعور بمعية الله. وأيًّا ما كان مقصدك من الدعاء فسوف يصل إلى الله.
. واظب على الدعاء
أولاً، أحسن الظن بالله. ثم حدد المقصد من الدعاء. هل تدعو من أجل شفائك أو شفاء شخص ما؟ هل تدعو من أجل شىء تحتاج إليه أو تريده؟ هل تدعو لتشكر الله على كل شىء أنعم عليك به؟
بمجرد أن تكون لديك نية محددة في ذهنك، ابتعد عن مصادر الإزعاج إلى مكان لا يزعجك فيه شىء. ركز أفكارك واخشع، ثم ردد الدعاء بصوت مسموع أو في داخلك. حافظ على تركيزك على الدعاء والطاقة التي تستمدها منه. إن أبواب السماء مفتوحة واسترسل في الدعاء من قلبك إلى الله.