الماء، كما نعلم، هو منظف. ولكن كيف تستخدم أجسامنا هذا الماء بالضبط، ولماذا تحتاج إليه.
الكبد
الكبد هو أكبر أعضائنا الداخلية. ووظائف الكبد الرئيسية هي تنظيم عمليات الأيض، والتخلص من السموم أو التنظيف. يمتص الكبد الفضلات أو “السموم” التي تدخل أجسامنا عندما نستهلك الطعام والسوائل، أو التي نمتصها من البيئة وعن طريق الاستنشاق. ويقوم الكبد بتحويلها إلى أجسامنا لكي نستخدمها، أو نتخلص منها، أو نخزنها. وهو يتحكم في مستويات الدهون والجلوكوز في الدم. وهو يقاوم العدوى ويزيل البكتريا من الدم والجسم. وهو يعالج ويخزن جميع الفيتامينات الضرورية والحديد ويساعد في إصلاح الأنسجة التالفة.
لذا فإن للكبد وظائف مهمة وهو شديد الانشغال بها، حيث يعمل نيابة عنا على تنظيف الجسم. والكبد يعمل كأداة للحد من الخسائر، لذا فإن أي شيء لا تستطيع أجسامنا الاستفادة منه، أو يصل إلينا في حالة خطرة أو مدمرة تتم معالجته، وتعطيل فعاليته أو تحييده، ثم -إذا أمكن- الاستفادة منه إلى أقصى حد ممكن. وبعد ذلك يتم تحويل أي منتجات أو مخلفات يجب التخلص منها إلى مواد قابلة للذوبان في الماء وإخراجها إلى الأمعاء حتى يتم التخلص منها نهائياً.
وبالطبع هناك العديد من الأشياء التي نأكلها ونتنفسها والتي من المحتم على الجسم ببساطة أن يتخلص منها بأسرع وقت ممكن، والكبد هو المسئول الأول والوحيد عن هذا. تشتمل تلك المواد على الكحوليات، والمواد المضافة، والكافيين، والدخان، والمشروبات الفوارة، والعوادم، والعقاقير (الموصوفة طبياً وغير الموصوفة) وأي شيء لا نحتاج إليه حقاً ولكنه أصبح جزءاً لا يتجزأ من حياتنا.
وإذا كنا نغذي أجسامنا دائماً بتلك المنتجات “الضارة”، يعاني الكبد كثيراً في محاولة معالجتها بكفاءة مستمرة. والكبد ماهر إلى حد مذهل في ضخ تلك المواد خارج أجسامنا، ولكن الكبد يمكن أيضاً أن يتوقف عن القيام بمهامه بكفاءة، تماماً كما هي الحال في حياتنا عندما نستمر في الإضافة إلى “قوائم المهام” دون أن نتوقف أبداً فيصبح عبء العمل غير قابل لإدارته بكفاءة. فإذا اضطر الكبد إلى العمل بجهد أكثر من اللازم على مدار فترة زمنية أطول من اللازم، فإنه سيصاب بالإرهاق والكسل. حينها يتطلب الأمر وقتاً أطول من أجل معالجة الفضلات نبدأ بعده في الإصابة بأمراض صغيرة يمكن في نهاية الأمر أن تتحول إلى أمراض كبيرة؛ إلا إذا أعطينا الكبد فترة راحة في صورة برنامج للتخلص من السموم. ويمكن أن تتراوح تلك الأمراض من التعب والخمول، إلى الغثيان والإرهاق، أو حتى إلى التسمم الكحولي والفشل الكبدي.
ليس من المدهش إذن أن يؤدي تقليص كميات الأطعمة والمشروبات الضارة أو حتى التخلص منها تماماً، مع إضافة المزيد من الماء والأطعمة المغذية، إلى أن يستريح الكبد ويؤدي وظائفه بكفاءة فائقة.
الكليتان
الكلية هي عضو الجسم المميز الآخر في التنظيف. إنها تتعامل مع جميع المواد السائلة داخل الجسم، وتنظف الدم، وتحافظ على توازن السوائل عن طريق تنظيم مستويات البوتاسيوم والصوديوم. وهي أيضاً التي تؤدي الوظيفة المهمة المتمثلة في تنظيم الرقم الهيدروجيني pH؛ الذي هو توازن الحموضة والقلوية داخل الجسم. وعدم توازن أي من هذه الأشياء يمكن أن يتسبب في مشكلات خطيرة.
وبعد تنظيف الدم، تمرر الكلية الفضلات إلى الجهاز البولي لكي يتم التخلص منها. وإذا كانت الكليتان منهكتين من كثرة العمل، فمن الممكن أن نصاب بأمراض الكلى، وحصوات الكلى، وحصوات المثانة. وتلك بوضوح حالات مرضية خطيرة للغاية، ولكننا لن نشعر بأكثر من التعب والإرهاق بشكل يومي بينما يحاول الجسم التركيز على التعامل العادي مع الفضلات.
الجهاز الليمفاوي
الجهاز الليمفاوي هو جهاز التخلص من الفضلات الخاص بالجسم. إن كل شيء نستهلكه تتم معالجته بواسطة أعضاء معينة في الجسم، كما نرى، ولكن الجهاز الليمفاوي منتشر في جميع أنحاء الجسم ومسئول عن التقاط العدوى، والجراثيم، والميكروبات، والفضلات أو المواد السامة والتخلص منها وعدم السماح بعودتها إلى الدم أو الجهاز الدوري.
يمتص السائل الليمفاوي الخلايا الميتة، والسوائل الزائدة، والفضلات الأخرى ويأخذها إلى العقد الليمفاوية. هنا يتم تصفية الفضلات التي يتم تلقيم أعضاء الإخراج بها -الجلد، أو الكبد، أو الكليتين- لكي يتم التخلص منها من خلال العرق، أو البراز، أو البول.
الجلد
الجلد هو أكبر أعضاء الجسم الخارجية. إنه إحدى المحطات الأولى للتخلص من السموم، حيث يخرج الفضلات مثل الماء، والملح، والحامض البولي، والنشادر، واليوريا في شكل عرق. والجلد يشبه مصفاة كبيرة؛ حيث يخرج جميع الفضلات ويحبس المواد المفيدة داخل الجسم. فإذا كنا نحمل نظم التنظيف الداخلية للجسم ما لا تطيق، أو حتى نرهقها قليلاً بالعمل، فإن الجلد هو أحد أول الأعضاء التي تصدر الإشارات الدالة على ذلك. فيشحب الجلد أو يكتسي باللون الأصفر أو الرمادي وتظهر عليه البقع ونفقد أي شكل من أشكال التورد النضارة.
ويساعد الجلد أيضاً في تنظيم درجة حرارة الجسم من خلال قدرته على إفراز العرق. فإذا سخنت أجسامنا، فإنها تفرز العرق من أجل التبريد وخفض درجة الحرارة. وإذا شعرنا بالبرد، فإن أوعيتنا الدموية تتمدد وتقلل من تدفق الدم عند سطح الجلد لتضخ المزيد منه إلى أعضاء الجسم الداخلية. هذا يمنع انخفاض حرارة الجسم. وإذا كنا في حالة جفاف، فإننا عادة نشعر بالبرد، لأن الجسم لا يستطيع أداء وظائفه بشكل جيد، وإذا كنا نشعر بالحر الشديد والجفاف الشديد، فإن الجسم لا يستطيع أن يؤدي وظيفة التبريد بنفس الكفاءة لأنه يفتقر إلى مخزون الماء الذي يحتاج إليه لعملية التبريد.
يعكس الجلد ما يحدث داخل الجسم، لذا إذا سمعت عبارة: “تبدو رائعاً”، أو “إنك تتألق بالحيوية”، أو “إنك تبدو شاحباً”، أو “لا يبدو أنك على ما يرام”، يمكنك أن تعرف حالتك الصحية الداخلية دون شك أو ريب. إن الوجه يمكنه أن يخبر بألف شيء وأكثر تلك الأشياء أهمية هو مدى جودة صحتك. بل إن الصينيين يستخدمون الوجه والجلد لتشخيص الأمراض. وقراءة الوجه الصينية تعتمد على الخطوط والألوان، وهناك مناطق معينة يقال إنها تعكس مباشرة نشاط وفعالية النظام الهضمي والكبد؛ الذقن على وجه الخصوص.
الرئتان
على الرغم من أنه لا يتم الربط بينها وبين النظافة في المعتاد، فإن الرئة ترشح الهواء الذي نتنفسه، وهذا هو ما يجعلنا قادرين على العيش في المدينة مع كل العوادم والدخان والسموم التي تهاجمنا. تقوم الرئتان بإبطال مفعول أي منتجات مؤذية موجودة في الهواء وتساعدان الجسم في معالجتها والتخلص منها.
والرئتان مليئتان بجيوب هوائية صغيرة؛ يمكنك أن تتخيلها على أنها حقائب هوائية صغيرة. تلك الجيوب تمتلئ بالهواء الذي نتنفسه وتقوم بمبادلة الأكسجين وثاني أكسيد الكربون. فنحن نستنشق الأكسجين، وتطرد الرئتان بخار الماء وثاني أكسيد الكربون. إننا دائماً ما نستنشق مجموعة كبيرة من المواد الضارة والسموم مع الماء أثناء التنفس، منها على سبيل المثال: عوادم السيارات، ودخان السجائر، والمبيدات الحشرية، وكيماويات منتجات التنظيف المنزلي، والعطور، وغير ذلك. إن الهواء الذي نتنفسه بعيد تماماً عن كونه هواءً نقياً.
ودخان السجائر هو أحد السموم المرتبطة بشدة بالرئة. والقطران الذي تحتوي عليه السجائر لا يمكن طرده بواسطة الرئة لذا فهو يتراكم بداخلها. وهذا التراكم يمكن أن يؤدي في النهاية إلى الاحتقان وفشل الرئة.
الأمعاء
يحتاج الكبد والجهاز الليمفاوي إلى نقل الفضلات إلى مكان ما داخل الجسم حتى يتم التخلص منها. يستطيع الجلد طرد السموم مباشرة، وتستطيع الرئتان طرد الغازات مباشرة، في حين أن الكليتين تنقلان السوائل والفضلات إلى الجهاز البولي من خلال المثانة. ولكن جميع الفضلات الصلبة الأخرى يجب أن تمر عبر الأمعاء. وكما تلتقط الأمعاء الفضلات من بعض أعضاء الإخراج، فإنها أيضاً تتخلص مباشرة من الفضلات الصلبة الناتجة عن عملية الهضم. إن الطعام الذي نأكله يمر عبر المعدة إلى الأمعاء: حيث يتم امتصاص جميع المواد المفيدة وتحويلها إلى مجرى الدم، ثم يتم دفع الفضلات عبر الأمعاء إلى الجانب الآخر منها.
في الجسم الطبيعي السليم، تستغرق عملية الهضم، من تناول الطعام وحتى مرحلة الإخراج، حوالي 8 ساعات. وفي الأجسام التي تفتقر إلى التغذية المناسبة وتعاني من الجفاف، أو التي تتبع نظاماً غذائياً غير صحي، أو حتى تعاني من الضغط والإنهاك، تستغرق العملية أكثر من 24 ساعة. وعندما تتباطأ عملية معالجة الجسم للطعام، نجد أن الأمعاء تصبح مملوءة بالفضلات. والإمساك وزيادة الغازات هي مجرد قليل من الآثار الجانبية السيئة وغير الصحية لهذا البطء.
كيف يقوم الماء بالتنظيف؟
كل وظيفة من الوظائف الموضحة أعلاه يمكن تحسينها، أو زيادة كفاءتها، أو زيادة سرعتها إذا قمنا بإضافة الماء إلى أجسامنا. إن كل عضو وكل جهاز من أعضاء وأجهزة أجسامنا -الكبد، الكليتين، الرئتين، الجلد، الأمعاء- يستخدم الماء كوسيلة للتنظيف بطريقة أو بأخرى. فإذا كنت لا تشرب ما يكفي من الماء، فإن العملية سوف تتباطأ: يصبح البول داكناً وموجعاً، وتصاب بالإمساك، ويكون البراز صلباً ومؤلماً، وتصاب بالعدوى بسهولة، وتتضخم الغدد، ويصبح جلدك شاحباً. وإذا شربت الماء وبدأت في تزويد جسمك بانتظام بالمقدار الذي يحتاجه من الماء بالفعل لكي يؤدي وظائفه بكفاءة، فإن كل شيء يتغير: يصبح البول صافياً ومتوازناً من حيث الحموضة والقلوية، وتتسم حركة الأمعاء بالكفاءة وتصبح الأمعاء نفسها نظيفة، ويصبح الجهاز المناعي سليماً ومستعداً لمقاومة أي عدوى، وتصبح بشرتك مفعمة بالحيوية والتألق.
يمكنك الآن أن ترى أننا ينبغي حقاً أن نعتبر الجفاف مرضاً خطيراً للغاية يمكننا معالجته ببساطة عن طريق شرب مزيد من الماء كل يوم.
انظر الأعراض أدناه. هل تبدو أياً منها مألوفة بالنسبة لك؟ هل تنطبق أي منها عليك ولم تكن تستطيع أن تعرف لماذا يحدث هذا طوال الوقت؟ حسناً، لقد أصبحت الآن تعرف. من المألوف إلى حد لا يصدق أن تعاني من واحد أو أكثر من تلك الأعراض بشكل منتظم وأنك قد قبلت بالأمر الواقع لدرجة أنها أصبحت الآن “الوضع الطبيعي”. إن شرب المزيد من الماء يعني أنك تستطيع أن تلوح لتلك الأعراض مودعاً. وتذكر أن الماء يدخل في تكوين أجسامنا بنسبة 75%، وفي تكوين المخ بنسبة 80%، وفي تكوين العضلات بنسبة 75%، وفي تكوين البلازما بنسبة 91%، وفي تكوين الدم بنسبة 92%، وفي تكوين العظام بنسبة 22%، وفي تكوين الخلايا بنسبة 70%. لا عجب إذن أننا نشعر بالسقم عندما لا نشرب ما يكفي من الماء.
بعض الآثار الجانبية البسيطة للجفاف
• نقص التركيز
• التعب
• ارتفاع مستويات الضغط
• القلق
• الاكتئاب
• جفاف البشرة
• حكة الجلد
• المرض
• نوبات البرد
• احتباس الماء
• السليولايت
• الانتفاخ
• الغثيان
• عسر الهضم
• حرقان البول
• ألم التبول
• عدوى المثانة
• شحوب البشرة
• البقع/الاحتقان
• الارتباك
• الصداع
• ألم المفاصل