التصنيفات
صحة ورعاية الطفل

كيف تتصرف مع الطفل الذي لا يريد أن يبقى مع الحاضنة

يريد ابن الأربع سنوات أن يظلّ أهله معه طوال الوقت، ولا يمكنه أن يفهم لماذا هم بحاجة لتركِه لبعض الوقت، سواء أكان برفقتهم طول النهار أم لا. فلهذا السبب إذن نراه يثير جلبة لا أول لها ولا آخر في حال قال له أهله إنهم سيخرجون قليلاً من دونه. لذا، ولكي يستمتع كل من الأهل والولد بوقته على حدة، ينبغي على الأهل أن يبحثوا عن حاضنات يشاركن الولد إهتماماته ويتعاملن معه وفقاً لمستوى نضجه ونموّه. ويجدر بنا هنا أن نذكّر الأهل على وجوب أن تكون قبلات الوداع قصيرة ولطيفة فلا يعتاد ولدهم على التشبث بهم وهم يغادرون المنزل.

بعض النصائح المفيدة

●    ينبغي على الأهل أن يخططوا بانتظام لليلة يمضونها خارجاً فيعتاد ولدهم على البقاء مع الحاضنة.

●    ينبغي على الأهل أن يهيّئوا ولدهم مسبقاً لفكرة خروجهم ليلاً كما وينبغي عليهم أن يذكروه بهذا خلال النهار فلا يستغرب هذا الأخير لدى وصول الحاضنة ومغادرتهم المنزل.

●    قد تتحوّل العديد من الحاضنات إلى “صديقات حميمات” بالنسبة إلى الولد سيّما وإن كنَّ يحببن أن يلعبن معه وأيضاً إن كنَّ يساعدنه على اكتساب مهارات جديدة وآمنة. فالأهل وبإشارتهم إلى تلك الحاضنات على أنهنّ “صديقات” ولدهم لا حاضناته فقد يساعدون بذلك هذا الأخير على توطيد علاقته بهنّ كما وقد يساعدونه أيضاً على التغلّب على فكرة انفصاله عنهم.

حديث الأهل لأنفسهم

ينبغي على الأهل ألا يقولوا لأنفسهم:

“أنا أستاء كثيراً عندما أسمع ولدي يبكي لدى مغادرتنا المنزل”.

إن قال الأهل لأنفسهم إنهم سيستاؤون، فهم سيستاؤون لا محالة. في الواقع، إن الأهل وحدهم يقرّرون إن كانوا سيستاؤون لدى سماعهم ولدهم يبكي أم لا. غير أن استياءهم هذا قد يحول دون تمكّنهم من مساعدة ولدهم على التغلّب على مشكلة إنفصاله عنهم.

إنما يفترض بهم أن يقولوا لأنفسهم عوضاً عن ذلك:

“أنا أعلم أن ولدي لا يحبّني أن أخرج من دونه، ولكني واثقة من أنه سيتغلّب على محنته هذه”.

إن الأهل وبقولهم لأنفسهم إن محنة ولدهم هذه ليست سوى محنة مؤقتة فقد يتمكنون من تخطي هذه الجلبة؛ كما أنهم بحفاظهم على هدوئهم هذا قد يساعدون ولدهم على الحفاظ على هدوئه.

ينبغي على الأهل ألا يقولوا لأنفسهم:

“أظنّ أننا سنضطرّ للانتظار إلى أن يكبر قليلاً لكي يصبح بإمكاننا الخروج ليلاً”.

إن الأهل وبتغييرهم برامجهم تفادياً لاستياء ولدهم لن يعلّموه كيفيّة التغلّب على مشاكله، إنما سيعلمونه على العكس أنه قادر على التحكّم بقراراتهم بمجرّد إثارته جلبةً حول الموضوع.

إنما يفترض بهم أن يقولوا لأنفسهم عوضاً عن ذلك:

“من واجبي أن أساعد ولدي على التأقلم مع فكرة التغيير”.

إن الأهل وبحزمهم وتشديدهم على هدفهم البعيد الأمد قد يتمكنون من معالجة مشكلة إنفصال ولدهم عنهم معالجةً فعّالة.

ينبغي على الأهل ألا يقولوا لأنفسهم:

“أنا أشعر بالذنب لتركه وهو مستاء، خصوصاً عندما يكون قد أمضى نهاره كلّه في الحضانة”.

إن شعور الأهل بالذنب هذا ناجم عن اعتقادهم بأنهم قد ارتكبوا خطأ ما بترك ولدهم في الحضانة طوال اليوم.

إنما يفترض بهم أن يقولوا لأنفسهم عوضاً عن ذلك:

“أنا سعيدة لأني أعطي ولدي فرصة لكي يعتاد على الإحباط”.

إنها من مسؤولية الأهل أن يجدوا حاضنة كفؤة لولدهم وأن يسجّلوا لها أرقام الهاتف الملائمة وأن يمدّوها بالتعليمات اللازمة بشأن الاعتناء بولدهم وأن يطمئنوا أخيراً ولدهم بأنهم لن يتأخروا كثيراً في الخارج؛ إذ إنهم بذلك قد يحصلون على كل ما هم بحاجة إليه كما وقد يسمحون له بأن يعتاد على فكرة الإبتعاد والإنفصال عنهم.

حديث الأهل إلى أولادهم

ينبغي على الأهل ألا يستسلموا لرغبة ولدهم بقولهم:

“حسناً، إن كنت لا تريدنا أن نخرج فلن نفعل”.

إن الأهل وباستسلامهم لاحتجاجات ولدهم ونزواته لن يدعوه يتمرّن على عمليّة انفصاله عنهم، في الوقت الذي هو بأمسّ الحاجة إلى ذلك لكي يصبح في المستقبل شخصاً مستقلاً وواثقاً من نفسه.

إنما يفترض بهم أن يتعاطفوا معه بقولهم:

“أنا آسفة كونك لا تريدنا أن نخرج قليلاً، ولكني ووالدتك سنتناول الليلة العشاء خارجاً، وسنأتي ونقبّلك لدى عودتنا إلى المنزل”.

ينبغي على الأهل أن يتعاطفوا مع ولدهم إنما مع إصرارهم على فكرة خروجهم لبعض الوقت، إذ إنهم بذلك قد يظهرون له مدى اهتمامهم بمشاعره وقلقهم عليها كما وقد يطمئنونه أيضاً أنه سيكون على ما يُرام في أثناء غيابهم.

ينبغي على الأهل ألا يقلّلوا من شأن ولدهم بقولهم:

“ماذا دهاك؟ ظننتك تحبّ حاضنتك!”

ينبغي على الأهل ألا يفترضوا أن ولدهم يعاني من خطب ما لمجرّد أنه لا يريد البقاء مع حاضنته، إذ إنهم بذلك يلمحون بأن مشاعره هذه مرفوضة وبأنهم لن يسمحوا له أبداً بأن يعارضهم.

إنما يفترض بهم أن يكونوا معه أكثر إيجابية بقولهم:

“إن صديقتك المفضّلة ناديا قادمة. فأنت تحبها وتلهو كثيراً معها أليس كذلك؟”

ينبغي على الأهل أن يحوّلوا انتباه ولدهم بعيداً عن قلقه بشأن فكرة انفصاله عنهم، مساعدينه على التركيز على كل اللهو والمرح الذي سيحظى بهما مع “صديقته المميّزة”.

ينبغي على الأهل ألا يهددوا ولدهم بقولهم:

“بما أنك تثير جلبةً كلّما نريد أن نخرج قليلاً، فنحن سنغادر في المرّة التالية المنزل خلسةً من دون أن ندعك تلاحظ حتى خروجنا”.

ينبغي على الأهل ألا يعتمدوا أبداً هذه الخدعة مع أولادهم! إذ إنهم وبقولهم لولدهم إنهم لن يطلعوه بعد الآن على موعد خروجهم يقلّلون بذلك من ثقته بهم ويزيدون من قلقه بشأن موعد خروجهم. وعلاوة على هذا كله، فإن الأهل وبأسلوبهم هذا يعلّمون الولد أن لا بأس إن تسلّل خلسة من المنزل دون أن يخبرهم بذلك.

إنما يفترض بهم أن يعرضوا عليه خياراً آخر بقولهم:

“سنخرج قليلاً أنا ووالدك الجمعة مساءً. فأيّ صديقة مميّزة تريدها أن تأتي إلى هنا لتمضي الليلة معك؟”

ينبغي على الأهل أن يحثّوا ولدهم على التعاون معهم من خلال سماحهم له بأن يختار الشخص الذي يريده أن يبقى معه أثناء خروجهم؛ فهو بهذه الطريقة سيشعر بأنه مهمّ لأن أهله يهتمون لآرائه ويقدّرونها.

ينبغي على الأهل ألا يجعلوا ولدهم يشعر بالخجل من نفسه بقولهم:

“أنا خجولة بك كونك تثير هكذا جلبة أمام الحاضنة”.

إن الأهل وبقولهم لولدهم إن سلوكه يُشعرهم بالخجل قد يصعّبون عليه مسألة انفصاله عنهم، إذ إنه سيشعر بأنه قد خيّب ظنّهم فيه وبأنه عاجز عن القيام بما يطلبونه منه.

إنما يفترض بهم أن يثنوا عليه بقولهم:

“سنخرج قليلاً أنا ووالدك الليلة وستأتي حاضنة جديدة لتبقى معك إلى أن نعود إلى المنزل. أنت ولد قوي وشجاع ويمكنك أن تتغلّب على فكرة غيابنا لفترة، أليس كذلك؟”

ينبغي على الأهل أن يطلعوا ولدهم على مشاريعهم منذ الصباح الباكر، كما وينبغي عليهم أيضاً أن يؤكّدوا له قدرته على احتمال فكرة انفصاله عنهم.

تأليف: جيري وايكوف و باربرا أونيل