التصنيفات
صحة ورعاية الطفل

كيف تتصرف مع الطفل الذي لا يريد أن يخفض الصوت

قد يحتاج أولاد الخمس سنوات في بعض الاحيان_ مثل الكبار _إلى الإستماع للموسيقى بصوت عالٍ. غير أنه من الضروري أن نراعي مشاعر من حولنا، إذ يشكّل هذا ركناًً أساسياً من أركان التعايش مع الآخرين والإنسجام معهم. لذا يتعيّن على الأهل هنا وفي حال أصّر ولدهم على الإستماع إلى الموسيقى بصوتٍ عالٍ أن يعملوا على تحويل هذه المشكلة إلى لحظة تعليميّة، إنما مع احترامهم في الوقت عينه ولع ولدهم بالموسيقى.

بعض النصائح المفيدة

●    يتعيّن على الأهل أن يضعوا لولدهم نظاماً خاصّاً يحدد له الدرجة الملائمة لجهارة صوت الموسيقى. لذا ينبغي عليهم في هكذا حالة أن يذكّروه باستمرار برقم الدرجة الصوتيّة التي يفترض به ألاّ يتخطّاها، كما يمكنهم أن يشيروا إلى هذه الدرجة بواسطة شريط لاصق.

●    ينبغي على الأهل أنفسهم ألاّ يتذمّروا في حال طلب أحد منهم أن يخفضوا صوت الموسيقى.

●    ينبغي على الأهل أن يظهروا لولدهم كيف أنهم يحترمون مشاعر    الآخرين وأحاسيسهم من خلال تأكدهم من أن صوت الموسيقى غير مزعج بالنسبة لهم.

●    ينبغي على الأهل أن يفحصوا سمع ولدهم ليتأكدوا أن رغبته في الإستماع إلى الموسيقى بصوتٍ عالٍ ليست ناجمة عن مشكلة ما في سمعه.

●    ينبغي على الأهل أن يقترحوا على ولدهم فكرة وضع سمّاعة رأس، سيّما وإن كان ذوقه في الموسيقى لا يتلاءم وأذواق سائر أفراد الأسرة أو في حال كان يحب الإستماع إلى الموسيقى بصوتٍ عالٍ. إنما يتعيّن على الأهل هنا ألا يسمحوا لولدهم بالإستماع إلى الموسيقى بدرجات صوتيّة عاليّة تسبب له مشاكل في سمعه.

حديث الأهل لأنفسهم

ينبغي على الأهل ألا يقولوا لأنفسهم:

“في حال استمرّ ولدي في الإستماع إلى الموسيقى بصوت عالٍ هكذا فسيصبح أصمَّ حتى قبل أن يبلغ سنّ المراهقة”.

إن تركيز الأهل على النواحي السيئة والسلبيّة قد يدفعهم للتصرّف بطريقة غير منطقيّة فيما هم يسعون جاهدين لتصحيح هذه المشكلة بشتى الوسائل. لذا يفترض بهم في هكذا حالة أن يتخذوا خطوات منطقيّة وإيجابيّة لكي يتمكّنوا من تعليم ولدهم كيفيّة ضبط جهارة الصوت.

إنما يفترض بهم أن يقولوا لأنفسهم عوضاً عن ذلك:

“يمكنني أن أحتمل هذا الضجيج من دون أن أشعر بالضغط أو الإجهاد”.

لا شكّ في أن أهلكم قد علّموكم في صغركم كيف تضبطون جهارة الصوت؛ لذا حاولوا أن تتذكروا كيف أثّرت فيكم كلماتهم وأنتم تناقشون هذه المشكلة بلطف مع ولدكم.

ينبغي على الأهل ألا يقولوا لأنفسهم:

“إن ولدي طائش إنه لا يراعي أبداً مشاعر الآخرين؛ الأمر الذي يجعلني عاجزة عن تحمّل سلوكه هذا”.

إن الأهل وبنعت ولدهم بالطائش يجعلون من رغبته في الإستماع إلى الموسيقى بصوتٍ عالٍ مشكلة دائمة، كما وأنهم وبنعوتهم هذه يعلّمونه أن حبّهم له مشروط وأنهم لا يحبونه إلا عندما يطيعهم ويفعل بحسب مشيئتهم.

إنما يفترض بهم أن يقولوا لأنفسهم عوضاً عن ذلك:

“هدفي هو أن أعلّم ولدي كيف يراعي مشاعر الآخرين وأحاسيسهم”.

عندما يحتفظ الأهل بهدفهم الأبرز والرئيس نصب أعينهم يصبح بإمكانهم عندئذٍ أن يركزوا على مسألة مساعدة ولدهم على استخدام طبيعته العطوفة ليفكّر بمشاعر الآخرين وحاجاتهم.

ينبغي على الأهل ألا يقولوا لأنفسهم:

“أظنّ أني سأدعه يصغي للموسيقى بجهارة الصوت التي يريد؛ فقد سئمت الشجار معه حول هذا الموضوع”.

إن الأهل وباستسلامهم لرغبة ولدهم في الإستماع إلى الموسيقى بصوتٍ عالٍ يعلّمونه كيف يستسلم أمام أي صعوبة أو معارضة يواجهها في الحياة. وعلاوةً على ذلك، فإنهم وبسماحهم له بالإستماع إلى الموسيقى بجهارة الصوت التي يريد وللمدة التي يريد قد يعرّضون حاسّة السمع عنده للخطر.

إنما يفترض بهم أن يقولوا لأنفسهم عوضاً عن ذلك:

“إن استسلامي يعني تهرّبي من مسؤوليّة تعليم ولدي كيفيّة التعاون مع الآخرين”.

صحيح أن الأهل قد يشعرون أحياناً بالتعب والضغط والإجهاد، إلا أنه من المهمّ بالنسبة لهم أن يضعوا واجباتهم ومسؤولياتهم حيال أولادهم في طليعة أولوياتهم. في الواقع، إن تعليم الولد على التعاون مع الآخرين هو من أهمّ الدروس التي يمكن للأهل أن يلقّنوها لأولادهم والتي من شأنها أن تفيدهم مدى الحياة.

حديث الأهل إلى أولادهم

ينبغي على الأهل ألا يهددوا ولدهم بقولهم:

“إن لم تخفض صوت الموسيقى فسآتي وأضربك”.

يتعيّن على الأهل ألا يعمدوا أبداً إلى تهديد ولدهم بالعنف الجسدي بهدف حثّه على اتّباع الأنظمة، صحيح أن أسلوبهم هذا قد يكون مفيد على المدى القصير، ولكنه في الواقع لن يساعد الولد على تعلّم الدرس الذي يريدونه أن يتعلموه، ألا وهو مراعاة مشاعر الآخرين.

إنما يفترض بهم عوضاً عن ذلك أن يعرضوا عليه المشكلة بطريقة مبسَّطة وواضحة وصريحة بقولهم:

“أعلم أنك تحب أن تستمع إلى الموسيقى بصوتٍ عالٍ، غير أنّ هذا يؤذي أذنيّ. لذا يجب أن تخفض الصوت بعض الشيء”.

إن الأهل وبإطلاعهم ولدهم على تأثير جهارة الصوت العاليّة عليهم يحثّونه على استخدام طبيعته الطيّبة والعطوفة. إذاً وعوض أن يؤنّب الأهل ولدهم بهدف حثّه على طاعتهم، يفترض بهم أن يشرحوا له الأسباب الكامنة وراء طلبهم هذا. وسيشعر الولد بهذه الطريقة بالأهميّة كون أهله يحترمونه ويقولون له الحقيقة.

ينبغي على الأهل ألاّ يعاقبوا ولدهم بقولهم:

“سئمت هذه الموسيقى العاليّة. أعطِني جهاز الأسطوانات هذا لكي أرميه وأتخلّص منه!”

ينبغي على الأهل ألا يقولوا لولدهم إنهم سيحطّمون جهاز أسطوناته لكي يحثّوه على التعاون معهم، إذ صحيح أنه يمكن للحلّ العنيف والمتطرِّف والمدمِّر هذا أن يضع حدّاً للضجة، إلا أنه لن يساعد الولد على إدراك أهميّة التعاون. في الواقع، إن هكذا أسلوب من شأنه أن يعلّم الولد أنه إن أساء السلوك والتصرّف فقد يقوم أهله بطرده ورميه هو أيضاً خارجاً.

إنما يفترض بهم أن يلجأوا عوضاً عن ذلك إلى التعطيل أو التعليق المؤقّت بقولهم:

أنا آسفة كونك لم تتذكّر إبقاء صوت الموسيقى منخفضاً؛ لذا سأضطر الآن إلى إقفال جهاز الأسطوانات حتى الغد”.

إن الأهل وبتشديدهم على قاعدة جهارة الصوت يعلّمون ولدهم أنه يتعيّن عليه أن يستمع إلى الموسيقى بصوت منخفض لكي يتمكّن من الإستمرار في الإستماع إلى الموسيقى. في الواقع، إن تعطيل الجهاز لفترة مؤقتة هو من أكثر الاستراتيجيات فعّاليّة، إذ إنه يحثّ الولد على إدراك أهميّة اتّباعه الأنظمة.

ينبغي على الأهل عدم رشوة ولدهم بقولهم:

“إن استمعت إلى الموسيقى بصوت منخفض، سأشتري لك أسطوانات جديدة”.

إن الأهل وبرشوة ولدهم بالمزيد من الأسطوانات الموسيقيّة بهدف حثّه على الإستماع إلى الموسيقى بصوت منخفض يعلّمونه أنه من المفترض به أن يحصل على مكافأة ما لقاء طاعتهم.

إنما يفترض بهم أن يعقدوا معه إتفاقيّة بقولهم:

“يمكنك أن تستخدم جهاز الأسطوانات بشرط أن تبقي جهارة الصوت على الرقم الذي حددناه لك”.

إن الأهل وبلجوئهم إلى قاعدة الجدّة يعلّمون ولدهم أنه عندما يتّبع الأنظمة يمكنه أن يحصل على كل ما يريد.

تأليف: جيري وايكوف و باربرا أونيل