التصنيفات
صحة ورعاية الطفل

كيف تتصرف مع الطفل الذي لا يريد غسل يديه

يمكن لمسألة غسل اليدين أن تكون مهمّة صعبة جداً بالنسبة إلى الأولاد والأطفال الصغار. فالماء يتدفّق بسرعة والحنفيّة عاليّة وبعيدة بالنسبة لهم والصابونة تنزلق من بين أيديهم وهلمّا جرّاً. فلا عجب أن يعترض الأولاد على فكرة غسل أيديهم. صحيح أنّ المغسلة قد لا تكون مصمّمة لتتلاءم وحجم الطفل عموماً، ولكن وعلى الرغم من هذا كله، ينبغي على الأهل أن يظلّوا وراء أولادهم إلى أن يكتسبوا هذه المهارة، وذلك من خلال جعل هذه الأخيرة جزءًا لا يتجزّأ وغير قابل للتفاوض من عاداتهم الروتينيّة المفضِيّة إلى الصحة والنظافة.

بعض النصائح المفيدة

●    ينبغي على الأهل أن يضعوا لأولادهم أنظمة وقوانين تحدد لهم متى وكم مرّة في اليوم ينبغي عليهم أن يغسلوا أيديهم.

●    ينبغي على الأهل أن يضعوا في كل حمّام من حمّامات منزلهم كرسيّاً صغيراً يصعد عليه الولد ليبلغ المغسلة بأمان ومن دون مساعدة.

●    ينبغي على الأهل ألا يعيّروا سخّان الماء على درجة حرارة تفوق    الـ 120 درجة فهرنهايت، وذلك كي لا يحرق الولد يديه بالماء الحار جداً.

●    ينبغي على الأهل أن يعلّموا جيداً ولدهم كيف ومتى يفترض به أن يغسل يديه، كما وينبغي عليهم أيضاً أن يعلّقوا ويشددوا أمامه على أهميّة حفاظه على صحّته ونظافته.

●    ينبغي على الأهل أن يشرفوا على ولدهم وهو يغسل يديه، وذلك لكي يتحقّقوا من حسن استخدامه للصابون والماء، كما ويفترض ألا يفوتهم الثناء على عمله في حال كان جيّداً.

●    ينبغي على الأهل أن يتفادوا قدر الإمكان إخافة ولدهم بقصص الحشرات والجراثيم الخطيرة التي تعيش على مغسلته.

حديث الأهل لأنفسهم

ينبغي على الأهل ألا يقولوا لأنفسهم:

“متى سيتعلّم ولدي أن يغسل يديه من دون أن ينتظرني لكي أذكّره بذلك؟”

صحيح أن حاجة الأهل الدائمة إلى تذكير ولدهم بضرورة غسله يديه قد تشعِرهم باليأس والإحباط أحياناً، إنما يفترض بهم أن يحافظوا دائماً على موقفهم الإيجابي حيال هذا الموضوع. ففي الواقع، إن اكتساب الولد فنّ غسل اليدين قد يتطلّب منه الكثير من الوقت والتمرين.

إنما يفترض بهم أن يقولوا لأنفسهم عوضاً عن ذلك:

“يمكنني أن أتحمل مسألة تذكير ولدي بضرورة غسله يديه”.

يمكن لتذكيرات الأهل اللطيفة ألا تكون بالضرورة سلبيّة؛ إذ يمكنهم في الواقع القيام بهذه التذكيرات بطريقة لطيفة ومرحة. وبالإضافة إلى هذا كله، فإن الأهل وبتأكيد قدرتهم على معالجة مسألة معارضة ولدهم لهم قد يتمكّنون من المحافظة على هدوء وبرودة أعصابهم حيال عدائيّة ولدهم.

ينبغي على الأهل ألا يقولوا لأنفسهم:

“لقد سئمت محاوله حثّها على ضرورة غسل يديها قبل العشاء. فأنا سأغسلها لها لاحقاً عندما أحممها”.

ينبغي على الأهل ألاّ يستسلموا لرغبات ولدهم إذ إنهم بذلك قد يعرّضون صحته للخطر، كما وأنهم لن يعلّموه على العادات المفضِيّة إلى النظافة.

إنما يفترض بهم أن يقولوا لأنفسهم عوضاً عن ذلك:

“أنا أتفهّم رفض ولدي غسل يديه؛ فمن الصعب عليه في الواقع أن يفتح الحنفيّة ويزيل الصابون عن يديه”.

إن الأهل وبتعاطفهم مع المصاعب التي يواجهها ولدهم يحثّونه على التعاون معهم. وهنا يتعيّن على الأهل أن يقولوا لولدهم أنهم أيضاً يواجهون أحياناً صعوبة في إزالة الصابون عن أيديهم، إلا أنهم يثابرون ويواظبون على عملهم إلى أن يتمكّنوا في النهايّة من إنجازه.

ينبغي على الأهل ألا يقولوا لأنفسهم:

“لو كنت لا أجبرها على غسل يديها لكانت ظلّت دائماً مريضة”.

يتعيّن على الأهل ألا يبالغوا كثيراً في النتائج المحتملة، إذ إن خوفهم من الأسوأ قد يزيد من قلقهم كما وقد يدفعهم إلى ممارسة المزيد من الضغوط غير الضروريّة على ولدهم بهدف حثّه على غسل يديه. في الواقع، إن تعليم الولد عن طريق ترهيبه ليس سوى أسلوب سلبيّ وسيّء لإنجاز ما يمكن إنجازه بطريقة إيجابيّة.

إنما يفترض بهم أن يقولوا لأنفسهم عوضاً عن ذلك:

“يتعيّن عليّ أن أبقي هدف النظافة في بالي حتى عندما يرفض ولدي أن يغسل يديه”.

في حال ظلّ الأهل يركّزون على هدفهم البعيد الأمد فقد يتمكّنون من التغلّب على معارضة الولد القصيرة الأمد.

حديث الأهل إلى أولادهم

ينبغي على الأهل ألاّ ينتحبوا ويقولوا لولدهم:

“هذه المرّة السادسة التي أطلب فيها منك أن تغسل يديك. فاذهب الآن واغسل يديك على الفور”.

يتعيّن على الأهل أن يتذكّروا أن ولدهم قد يحتاج لتذكيرات عدّة قبل أن يقوم بما يطلبونه منه؛ وبالتالي فإن تذمّرهم من هذا الواقع لن يشجّع ولدهم إلا على الإستمرار في إفقادهم صوابهم.

إنما يفترض بهم أن يذكّروه بالنظام بقولهم:

“ما هو النظام بشأن ضرورة غسل اليدين بعد الذهاب إلى الحمّام؟”

عندما يطلب الأهل من ولدهم أن يقول لهم عن النظام يعودون ويذكّرونه بما ينبغي عليه فعله مشدِّدين على العادة التي يتعيّن عليه اكتسابها. والجدير بالذكر هنا هو أن الأهل لن يعودوا بحاجة إلى القيام بكل هذه التذكيرات عندما يصبح هذا السلوك تلقائياً بالنسبة للولد.

ينبغي على الأهل ألا يهددوا ولدهم بقولهم:

“إن لم تتعاون معي وتغسل يديك فسأعاقبك وأمنعك عن اللعب”.

إن الأهل وبمعاقبة ولدهم ومنعه من اللعب لرفضه غسل يديه سيزيدون من نفوره من مسألة غسل يديه ولن يعلّموه كيفيّة الإستمتاع بهذه العادة المهمّة والضروريّة. وبالإضافة إلى هذا كله، فإن الولد لن يتعلّم كيفيّة غسل يديه وهو جالس ينفّذ عقوبته.

إنما يفترض بهم أن يثنوا على سلوكه التعاوني بقولهم:

“شكراً لأنك ستذهب إلى الحمام وتغسل يديك. سأساعدك على فتح الحنفيّة إن كنت تريد ذلك”.

إن الأهل وبثنائهم على تقدّم ولدهم سيذكّرونه بهدفه كما وقد يشجّعونه على اكتساب هذه المهارة اكتساباً تاماً.

ينبغي على الأهل ألا يستسلموا ويقولوا لولدهم:

“لا آبه سواء غسلت يديك أم لا، ولكنّك ستندمين عندما تمرضين”.

إن الأهل وبقلّة اهتمامهم بولدهم يرسلون له رسالة مؤلمة وجارحة ولا يساعدونه على فهم الرابط بين ضرورة غسل اليدين من جهة والمرض من جهة أخرى. في الواقع، إن كبح الأهل حبّهم لولدهم قد يحثّ هذا الأخير على الإنصياع لأوامرهم على المدى القصير، ولكنه لن يعلّمه على قيمة التعاون البعيدة الأمد. فيتعيّن على الولد أن يعلم أن حبّ أهله له لا يشرطه شرط على الإطلاق.

إنما يفترض بهم أن يذكروه بالنظام بقولهم:

“أنا أعلم أنه قد يكون من المحبط بالنسبة لك أن تذهب لتغسل يديك في الوقت الذي أنت تتضوّر فيه جوعاً، ولكن النظام يقول إنه من المفترض بنا أن نغسل أيدينا قبل أن نجلس إلى مائدة الطعام”.

يتعيّن على الأهل أن يثبتوا على القاعدة ويشددوا عليها إنما مع إظهارهم للولد أنهم يتفهّمونه ويتعاطفون معه.

تأليف: جيري وايكوف و باربرا أونيل