التصنيفات
صحة ورعاية الطفل

كيف تتصرف مع الطفل الذي لا يريد أن يقص شعره

يا لهذا المقصّ الحادّ ولهذا الكرسي الكبير المخيف! ويا له من شعور مزعج عندما يلامس المقصّ بشرة الطفل الناعمة والطريّة! ففي الواقع، يمكن لقص الشعر أن يكون بمثابة كابوس بالنسبة إلى الطفل الذي في الثانيّة من عمره والذي يقصّ شعره للمرّة الأولى في حياته. ولكن عندما يضع الأهل أنفسهم مكان أولادهم، يصبح بإمكانهم عندئذٍ أن يفهموا سبب احتجاج هؤلاء على فكرة الذهاب إلى صالون الحلاقة. لذا يتعيّن على الأهل العثور على الشخص الملائم (سواء أكان هذا الشخص الحلاق أو مصفِّف الشعر أو أحد أصدقائهم أو هم أنفسهم) الذي يمكنه أن يحوّل خوف الولد إلى تسليّة ولهو ومرح.

بعض النصائح المفيدة

●    ينبغي على الأهل أن يلعبوا مع ولدهم لعبة الحلاّق أو مصفِّف الشعر، وذلك لكي يمرّنوه ويجعلوه يعتاد على فكرة قصّ شعره.

●    ينبغي على الأهل أن يتحدّثوا مع ولدهم عن النواحي المسليّة في عمليّة قصّ الشعر كطنين شفرة الحلاقة وهي تدغدغ عنقه أو ذاك الشعور الجميل الذي يحسّ به عندما يقوم الحلاق بتدليك رأسه.

●    ينبغي على الأهل التأكد من أن الشخص الذي يقصّ شعر ولدهم خبير في القص، وصبور، ولطيف مع الأطفال.

●    ينبغي على الأهل أن يبقوا بجانب ولدهم وهو يقص شعره لكي يساعدوه على الشعور بالأمان.

حديث الأهل لأنفسهم

ينبغي على الأهل ألا يقولوا لأنفسهم:

“ما خطب ولدي؟ لماذا لا يمكنه أن يجلس بهدوء لكي يتمكّن الحلاّق من أن يقصّ له شعره؟”

ينبغي على الأهل ألا يفترضوا أن ولدهم يعاني من خطب ما عندما يكون هذا الأخير خائف من أمور معيّنة، إذ إنه من الطبيعيّ جداً أن يخاف الولد ممّا قد يفعله له هذا الشخص الغريب بالمقص.

إنما يفترض بهم أن يقولوا لأنفسهم عوضاً عن ذلك:

“أنا أتفهّم موقف ولدي المعارض، ومن واجبي مساعدته على التغلّب على خوفه هذا”.

ينبغي على الأهل أن يتعاطفوا مع ولدهم لكي يتمكّنوا من فهّم مشاعره وأحاسيسه، إنما يتعيّن عليهم أيضاً أن يحتفظوا بهدفهم نصب أعينهم لكي يتمكّنوا فعلاً من تحقيقه.

ينبغي على الأهل ألا يقولوا لأنفسهم:

“لماذا يفعل ولدي كل هذا بي؟أتمنى لو أنه يتعاون معي ويغيّر سلوكه هذا”.

يتعيّن على الأهل ألا يعتبروا معارضة ولدهم موجَّهة ضدّهم شخصيّاً، إذ إن طريقة تفكيرهم هذه قد تحوّلهم إلى ضحيّة وتحول دون تمكّنهم من التركيز على حاجات ولدهم كما وأنها قد تحول أيضاً دون تمكّنهم من إيجاد طرق خلاّقة يساعدون من خلالها ولدهم على التغلّب على مخاوفه.

إنما يفترض بهم أن يقولوا لأنفسهم عوضاً عن ذلك:

“بإمكاني معالجة خوف ولدي من مسألة قصّه شعره”.

عندما يؤكّد الأهل قدرتهم على معالجة مسألة خوف ولدهم من قصّ الشعر يصبح بإمكانهم عندئذٍ مواجهة هذا التحدي وإيجاد حلٍّ سليم لمشكلتهم تلك. فالأهل قادرون على تعليم ولدهم التعاون، إنما يفترض بهم أولاً أن يقرّوا لأنفسهم بأنهم قادرون على ذلك.

ينبغي على الأهل ألا يقولوا لأنفسهم:

“ما الذي سيقوله الناس في صالون الحلاقة عني إن اضطررت للتعارك مع ولدي لأجبره على قصّ شعره؟

إن خوف الأهل ممّا قد يقوله عنهم الآخرون من شأنه أن يقلقهم كما ومن شأنه أيضاً أن يحوّل انتباههم عن هدفهم الأساسي ألا وهو مساعدة ولدهم. لذا ينبغي على الأهل في هكذا حالة ألا يدعوا آراء الآخرين (سواء أكانت حقيقيّة أم خياليّة) تؤثّر على سلوكهم حيال ولدهم.

إنما يفترض بهم أن يقولوا لأنفسهم عوضاً عن ذلك:

“يفترض بي ألا أشعر بالحرج عندما أتصارع مع ولدي لكي أقصّ له شعره”.

إن رفض الأهل الشعور بالإحراج قد يساعدهم على التركيز على حاجات ولدهم.

ينبغي عل الأهل ألا يقولوا لأنفسهم:

“أنا أستسلم. لم أعد آبه سواء قصّت شعرها أم لا”.

يتعيّن على الأهل ألاّ يستسلموا، إذ إنه من واجبهم تعليم ولدهم كيفيّة التغلّب على مخاوفه. وقد تتطلّب هذه المهمّة زيارات عديدة إلى صالون الحلاقة؛ لذا يتعيّن على الأهل التحلّي بالصبر.

إنما يفترض بهم أن يقولوا لأنفسهم عوضاً عن ذلك:

“أنا أحسّن مهاراتي القياديّة وأتعلّم كيف أحثّ ولدي على التعاون معي”.

إن الدور الأساسي الذي يتعيّن على الأهل تأديته هو أن يكونوا قادةً صالحين، وذلك من خلال دعم ولدهم حتى ولو لم يكن هذا الأخير ليتّبع تعليماتهم. في الواقع، إن صبر الأهل على ولدهم وحبّهم له وموقفهم الإيجابي منه كلها أمور من شأنها حثّ هذا الأخير على التعاون معهم عندما يحين موعد قصّ شعره.

حديث الأهل إلى أولادهم

ينبغي على الأهل ألاّ يتكلّموا إلى ولدهم بأسلوب الأمر بقولهم:

“ماذا تعني بقولك إنك لا تريد أن تقصّ شعرك؟ اصمت واجلس على الكرسي!”

إن عدم تعاطف الأهل مع مشاعر ولدهم قد يخفّف من قدرة هذا الأخير على تحديد طبيعة مشاعره وعواطفه نحوهم، كما وأنه قد يخفّف من مدى احترامه لهم؛ الأمر الذي قد يزيد من رغبته في عصيان أوامرهم.

إنما يفترض بهم أن يدعوه إلى التغذيّة الإسترجاعيّة بقولهم:

“قل لي ما الذي تشعر به عندما يقص لك الحلاّق شعرك”.

عندما يطلب الأهل من ولدهم أن يصف لهم مشاعره يظهرون له مدى خوفهم وقلقهم عليه. فينبغي في الواقع على الأهل أن يظهروا دائماً لولدهم أن مشاعره مهمّة بالنسبة لهم عوض أن يفترضوا أن مخاوفه “غريبة” و”خاطئة”. صحيح أنّ الأهل قد لا يعجبهم واقع أن ولدهم خائف أو أنهم قد يرغبون في رفض مشاعر ولدهم وصرف نظرهم عنها كونها تعيق سير برنامجهم، غير أن تعاطف الأهل مع ولدهم قد يخفّف من عصيان هذا الأخير أوامرهم.

ينبغي على الأهل ألا يجعلوا ولدهم يشعر بالخجل من نفسه بقولهم:

“إنك تحرجني عندما تثير كل هذه الجلبة عند الحلاّق”.

ينبغي على الأهل ألاّ يقولوا أبداً لولدهم إنه يحرجهم، إذ إنهم بذلك يزيدون من خوفه ويمكن بالتالي لذلك أن يتحوّل إلى توقّع ذاتيّ التحقيق.

إنما يفترض بهم أن يكونوا إيجابيين بقولهم:

” أنا آسفة لأنك لا تحب أن تقصّ شعرك. فلنفكّر بأمور تتسلّى بها وأنت تقصّ شعرك”.

ينبغي على الأهل أن يعلّموا ولدهم كيف يعتبر كل تحدٍّ يواجهه في الحياة بمثابة فرصة جديدة لإيجاد الحلول، كما وينبغي عليهم أيضاً أن يحثّوه لكي يلعب معهم لعبة ما فيما هو يقصّ شعره.

ينبغي على الأهل ألاّ يصنّفوا ولدهم وينعتوه بنعوت جارحة بقولهم:

“ما الذي تعنيه بأنك خائف؟ لماذا أنت جبان هكذا؟”

أتحبّون أن يوجّه لكم أحدهم كلاماً قاسياً وجارحاً كهذا؟ في الواقع، إن الأهل وبإذلالهم ولدهم قد يزيدون من حدّة مخاوفه، كما وأنهم قد يعلّمونه أن يسخر من الآخرين عندما يكونون خائفين من شيء ما. لذا يتعيّن على الأهل أن يتفادوا هكذا نتائج مهما كلّفهم الأمر من وقت، وصبر، وعناء.

إنما يفترض بهم أن يوافقوا ولدهم الرأي في مشاعره كأن يقولوا:

“أنا أعلم أنك تشعر بالخوف عندما يقصّ لك الحلاّق شعرك، ولكني أعلم أيضاً أنك ولد قويّ وشجاع ويمكنك التغلّب على خوفك هذا”.

إن الأهل وبتأكيدهم لولدهم أنه قويّ وشجاع يساعدونه لكي يصبح أكثر مرونة وثقة بنفسه.

تأليف: جيري وايكوف و باربرا أونيل