إن فترة التعطيل المؤقّت عن اللعب تنتشل الولد من وضع محبط وتساعده على استعادة هدوئه. وفي حال رفض الولد أن يبقى في فترة التعطيل المؤقّتة هذه، فقد يكون من واجب الأهل هنا أن يعيدوه بلطف إنما بحزم أيضاً إلى نطاق تعطيله المؤقّت عن اللعب، إذ إن رفضه التعاون مع أهله قد يكون عندئذٍ أكبر دليل على حاجته الماسّة إلى العزلة المؤقّتة تلك. وقد يكون من الضروري هنا على الأهل أن يحافظوا على هدوئهم وحنانهم عندما يفرضون على ولدهم فترة من التعطيل المؤقّت عن اللعب؛ كما وينبغي عليهم ألا يطردوه بطريقة غير محترَمة من نطاق اللعب. ففي الواقع، قد يكون الولد أكثر تعاوناً مع أهله في حال تمكّن هؤلاء من المحافظة على هدوئهم.
بعض النصائح المفيدة
● ينبغي على الأهل أن يراقبوا ولدهم أثناء لعبه فيتمكنون من التدخّل قبل أن تصبح حالة الإحباط عنده خارجة عن السيطرة.
● ينبغي على الأهل أن يلجأوا إلى فترة التعطيل المؤقّت عن اللعب لكي يسمحوا لولدهم بأن يستعيد هدوئه كما ولكي يخففوا أيضاً من خطر إيذائه نفسه أو الآخرين.
● ينبغي على الأهل أن يلجأوا إلى فترة التعطيل المؤقت عن اللعب على أنها نتيجة إيجابية تعزّز قدرة الولد على ضبطه نفسه، لا على أنها عقاب له على سلوكه غير الملائم والحميد.
● ينبغي على الأهل أن يلجأوا مع ولدهم إلى فترة التعطيل المؤقّت عن اللعب في حال كان سلوكه الإجتماعي غير ملائم (كأن يكون مثلاً قد ضرب أحدهم أو عضّه أو دفعه أو انتزع منه شيئاً أو شتمه) وذلك لكي يعلّموه أنه من الضروري عليه أن يحترم الآخرين.
حديث الأهل لأنفسهم
ينبغي على الأهل ألا يقولوا لأنفسهم:
“أنا أمّ غير صالحة. فلو كان بإمكاني أن أضبط ولدي لما كان يتصرّف الآن بهذا السوء ولما كنت اضطررت إلى وضعه في فترة تعطيل مؤقّت عن اللعب”.
أولاً، لا يمكن للأهل أن يضبطوا سلوك ولدهم؛ إنما يمكنهم إرشاده ليس إلاّ. وثانياً، ينبغي على الأهل أن يكفّوا عن لوم أنفسهم على سلوك ولدهم كما وينبغي عليهم أيضاً ألا يقولوا له إنه من السيء أن يضعوه في فترة تعطيل مؤقّت عن اللعب. فهم في الواقع عندما يلومون أنفسهم على سلوك ولدهم السيء فقد يجعلهم شعورهم بالذنب هذا عاجزين عن إيجاد حلّ إيجابي وفعّال لمشكلتهم تلك.
إنما يفترض بهم أن يقولوا لأنفسهم عوضاً عن ذلك:
” سألجأ إلى فترة التعطيل المؤقّت عن اللعب بغية مساعدة ولدي على استعادة هدوئه”.
ينبغي على الأهل أن يلجأوا إلى فترة التعطيل المؤقّت عن اللعب لكي يساعدوا ولدهم على استعادة هدوئه لا لكي يذلّوه ويعاقبوه على خطأ ما يكون قد ارتكبه. لذا وعوض أن يشعر الأهل بالذنب لوضعهم ولدهم في فترة التعطيل المؤقّت عن اللعب يفترض بهم أن يذكّروا أنفسهم أنهم يعلّمونه بأسلوبهم هذا على التركيز مجدداً على السلوك السليم والحميد.
ينبغي على الأهل ألا يقولوا لأنفسهم:
“يغضبني ولدي كثيراً عندما يحرجني أمام أصدقائي”.
ينبغي على الأهل ألا يلوموا ولدهم على غضبهم وإحراجهم، إذ إنّ طريقتهم هذه في التفكير قد تدفعهم إلى معاقبة ولدهم عوض أن يعلموه كيفية اعتماد السلوك المهدّئ والتعاوني.
إنما يفترض بهم أن يقولوا لأنفسهم عوضاً عن ذلك:
إني وبحفاظي على هدوئي وبرودة أعصابي في أثناء وضعي ولدي في فترة تعطيل مؤقّت عن اللعب قد أساعده على استعادة هدوئه أيضاً”.
إن الأهل وبحفاظهم على هدوئهم قد يعلمون ولدهم أن الانضباطية هي من الطرق الفعّالة التي تساعدنا على مواجهة الحالات الصعبة وتخطّيها.
حديث الأهل إلى أولادهم
ينبغي عل الأهل ألا يصنّفوا ولدهم بقولهم:
“لو لم تكن ولداً شقيّاً لما كنت اضطررت إلى وضعك في فترة تعطيل مؤقّت عن اللعب”.
إن الأهل وبقولهم لولدهم إنه فتى سيّء يولّدون لديه توقعاً ذاتيّ التحقيق. لذا ينبغي على الأهل أن يتوقّعوا من ولدهم أن يكون على مستوى توقّعاتهم.
إنما يفترض بهم أن يذكروه بالنظام بقولهم:
“أنا أعلم أنك لا تريدني أن أضعك في فترة تعطيل مؤقّت عن اللعب، ولكنّ النظام يقول إنّ مَن يضرب الغير يجب منعه عن اللعب لفترة”.
ينبغي على الأهل أن يظهروا لولدهم كيف أنّ لأفعّاله نتائج متوقَّعة ومعروفة.
ينبغي على الأهل ألا ينقذوا ولدهم بقولهم:
“حسناً، أنا أعلم أنك آسف؛ فلست مضطراً للبقاء في فترة التعطيل المؤقّت عن اللعب”.
ينبغي على الأهل ألاّ ينقذوا ولدهم من تقبّله تحمّل مسؤولية أعماله حتى ولو كانوا يظنون أنهم بذلك قد يتمكنون من حل المشكلة، إذ إنهم وبأسلوبهم هذا يعلمون ولدهم أن كل ما ينبغي عليه فعله هو قول إنه آسف لكي يتفادى فترة تعطيله المؤقّت عن اللعب.
إنما يفترض بهم أن يعقدوا معه إتفاقيّة بقولهم:
“إن بقيت في فترة تعطيلك المؤقّت عن اللعب إلى أن ترنّ الساعة فيمكنك بعد ذلك أن تعود إلى اللعب”.
إن الأهل وبلجوئهم إلى قاعدة الجدة قد يعلّمون بذلك ولدهم كيف يرجئ موعد حصوله على مبتغاه ويظهرون له مدى احترامهم لحاجته بأن يعود إلى لعبه ومرحه.
ينبغي على الأهل ألا يجعلوا ولدهم يشعر بالذنب بقولهم:
“لو كنت قد تصرّفت مثلما يُفترض بك أن تتصرّف لما كنت اضطررتني إلى وضعك في فترة تعطيل مؤقّت عن اللعب”.
ينبغي على الأهل ألاّ يذنّبوا ولدهم بهدف حثّه على التعاون معهم، إذ إنهم بأسلوبهم هذا لن يظهروا له فوائد اعتماده سلوكاً حميداً وصالحاً عند شعوره بالإحباط.
إنما يفترض بهم أن يثبتوا على موقفهم الإيجابي منه بقولهم:
“إن فترة التعطيل المؤقت عن اللعب قد تساعدك على استعادة هدوئك. فنحن عندما نكون هادئين نكون قادرين على القيام بخيارات أفضل وقد نحظى بالمزيد من اللهو والمرح”.
ينبغي على الأهل أن يشيروا لولدهم إلى فوائد التوقّف المؤقّت عن الحركة، إذ إنهم بذلك قد يساعدونه على تعلّم درس مهمّ جداً، ألا وهو كيفيّة انسحابه من الوضع المتوتّر عندما يستاء.
ينبغي على الأهل ألا يهددوا ولدهم بقولهم:
“لقد قلت لك أن تضع نفسك في فترة تعطيل مؤقّت عن اللعب! لذا عد الآن إلى هناك وإلا سأضربك!”
إن الأهل وبتهديد ولدهم بإيذائه جسدياً بهدف حثّه على التعاون معهم قد يعلّمونه أن التهديد هو أسلوب مقبول بغية ضبط سلوك الآخرين والتحكّم بهم. وعلاوة على ذلك كله فإن غضب الأهل قد يحول دون تمكّنهم من تعليم ولدهم كيفية سلوكه سلوكاً حسناً وحميداً.
إنما يفترض بهم أن يتعاطفوا معه بقولهم:
“أنا آسفة كونك اخترت ألا تبقى في فترة تعطيلك المؤقّت عن اللعب. لذا يتعيّن عليك الآن أن تعود وتبدأ فترة تعطيلك المؤقّت عن اللعب هذه من جديد”.
إن الأهل وبقولهم لولدهم إنهم آسفون قد يظهرون له بذلك مدى تعاطفهم معه، ولكنهم وبإعادته إلى فترة تعطيله المؤقّت عن اللعب فإنهم يعلّمونه أنه من المفترض به أن يتّبع النظام.
تأليف: جيري وايكوف و باربرا أونيل