التصنيفات
صحة ورعاية الطفل

كيف تتصرف مع الطفل الذي لا يريد الجلوس على النونية أو القصرية

قد تكون الأسباب الكامنة وراء هكذا احتجاج متنوعّة بتنوع الأولاد وطباعهم: فهم إما لا يريدون أن يقاطعهم أحد عن لعبهم أو إنهم يخافون من فكرة استخدام الحمامات أو المراحيض في الأماكن الغريبة عليهم أو إنهم لا يشعرون بالحاجة إلى ذلك، إلى ما هنالك من أسباب محتمَلة. لذا ينبغي على الأهل في هذه الحالة أن يسألوا ولدهم عمّا يجول في باله عندما يرفض استخدام النونيّة ليتمكنوا من تحويل هذه التجربة الصعبة والمزعجة إلى تجربة سهلة ومريحة سواء في المنزل أو خارجه.

بعض النصائح المفيدة

●    ينبغي على الأهل ألا يسألوا ولدهم باستمرار إن كان بحاجة للدخول إلى الحمام، إذ إنهم قد يجعلونه يعتاد على الاعتماد على سؤالهم هذا لكي يدخل إلى الحمام، عوض أن يأخذ تلك المبادرة بنفسه ويطلب من تلقاء نفسه الدخول إلى الحمام.

●    ينبغي على الأهل أن يحثّوا ولدهم على الدخول إلى الحمام قبل ذهابهم في نزهات أو رحلات طويلة في السيارة.

●    ينبغي على الأهل أن يتفادوا قدر الإمكان التذمّر من فكرة التوقف لبعض الوقت على الطريق للدخول إلى الحمام، إذ إن موقفهم هذا معدٍ.

حديث الأهل لأنفسهم

ينبغي على الأهل ألا يقولوا لأنفسهم:

“أكثر ما يثير غضبي هو عندما لا يطيعني ويدخل إلى الحمام عندما أطلب منه أن يفعل ذلك ومن ثمّ يحدث ما كنت أتوقّعه”.

إن الأهل وبقولهم لأنفسهم إن سلوك ولدهم يثير غضبهم يجعلون هذا الأخير مسؤول عن مشاعرهم. ولكن في الواقع، نحن وحدنا نقرّر مشاعرنا حيال أي وضع أو ظرف كان.

إنما يفترض بهم أن يقولوا لأنفسهم عوضاً عن ذلك:

“من الطبيعيّ جدّاً في سنّه ألا يرغب في الدخول إلى الحمام”.

ينبغي على الأهل ألا يعظّموا مسألة رفض ولدهم الدخول إلى الحمام، كما وينبغي عليهم أيضاً أن يحافظوا على هدوء وبرودة أعصابهم وذلك كي يتمكنوا من تعليمه كيفيّة الإعتناء بحاجاته إلى دخول الحمام.

ينبغي على الأهل ألا يقولوا لأنفسهم:

“ما خطبه ولدي؟ فسواه من الأولاد يعرفون تماماً كيف يدخلون بمفردهم إلى الحمام عند شعورهم بالحاجة إلى ذلك”.

غالباً ما ينزع الأهل إلى التفكير بأن ولدهم لن يتمكّن أبداً من أن يكون على مستوى سائر الأولاد في سنّه، خصوصاً عندما يرفض هذا الأخير القيام بما يطلبونه منه. لذا فقد يكون من الأفضل هنا على الأهل ألا يقارنوا ولدهم بسائر الأولاد وألا يقوموا بإفتراضات بشأن ما يمكن للآخرين القيام به.

إنما يفترض بهم أن يقولوا لأنفسهم عوضاً عن ذلك:

“أنا لا آبه لسائر الأولاد سواء أكانوا لا يزالون يتعرّضون لحوادث معيّنة أم لا. فأنا واثقة من أن ولدي سليم ومن أنه لا يعاني من أيّ شيء على الإطلاق”.

إن الأهل وبعدم مقارنة ولدهم بسائر الأولاد يتمكنون من دعمه في أكثر ظروفه إستثنائيّةً. وأيضاً فإن ثقتهم بقراراتهم هي سرّ نجاحهم في مساعدة ولدهم.

ينبغي على الأهل ألا يقولوا لأنفسهم:

“لقد سئمت رفض ولدي الدخول إلى الحمام عندما يكون بأمسّ الحاجة إلى ذلك؛ لذا فسأعود وأضع له الحفاض”.

إن الأهل وبتفاديهم المشكلة، سيشوّشون بذلك ولدهم كما وأنهم لن يعلموه كيفيّة استخدام النونيّة. فصحيح أن هذه المشكلة قد تكون محبطة للغاية، ولكن الوقت ملائم هنا للأهل لكي يتمرّنوا على الصبر والتسامح – وهاتان في الواقع مهارتان أساسيتان لهم في تربيتهم أولادهم.

إنما يفترض بهم أن يقولوا لأنفسهم عوضاً عن ذلك:

“ليست هذه المشكلة سوى كسائر المشاكل العابرة. فأنا واثقة من أن ولدي سيتعلّم في النهاية كيف يذهب إلى الحمام بمفرده عند حاجته لذلك”.

إن الأهل وبنظرهم إلى المستقبل نظرة أمل وتفاؤل قد يتمكنون من تقبّل فكرة رفض ولدهم الذهاب إلى الحمام من تلقاء نفسه ومن دون الإعتماد على تذكيراتهم له.

حديث الأهل إلى أولادهم

ينبغي على الأهل ألا يصيحوا بوجه ولدهم قائلين:

“عندما أطلب منك أن تدخل إلى الحمام فأنا أعني جيداً ما أقول. فادخل إذن حالاً إلى المنزل واذهب فوراً إلى الحمام”.

إن الأهل وبتسلّطهم على ولدهم يجعلونه يظنّ أنه بإمكانهم التحكّم بسلوكه، عوض أن يعلموه كيفيّة الإصغاء إلى الآخرين والتعاون معهم. في الواقع، إن كل ما يمكن للأهل التحكّم به هو ردّ فعلهم حيال سلوك ولدهم، لا سلوك ولدهم بحدّ ذاته.

إنما يفترض بهم أن يثنوا عليه بقولهم:

“شكراً لتجاوبك معي وجلوسك على النونية مثلما طلبت منك أن تفعل. فقد أصبح بإمكانك الآن أن تظلّ جافّاً، وأنا أعلم أنك تحب الشعور بالجفاف”.

إن الأهل وبشكر ولدهم لاستخدامه النونيّة وتذكيره بضرورة بقائه جافّاً سيحثّونه على المضيّ قدماً في سلوكه التعاونيّ هذا. في الواقع، وبما أن الولد يلتمس إستحسان أهله فينبغي على هؤلاء إذن أن يثنوا عليه لدى تعاونه معهم.

ينبغي على الأهل ألا يهددوا ولدهم بقولهم:

“سأغضب منك إن لم تدخل حالاً إلى الحمام؛ وأنت طبعاً لا تريدني أن أغضب، أليس كذلك؟”

إن الأهل وبلجوئهم إلى الغضب بهدف حثّ ولدهم على التعاون معهم يخففون من قدرته على التعاطف معهم ومع الغير. ولا شكّ في أن الأهل يريدون من ولدهم أن يقلق على الآخرين ويعاملهم باحترام؛ لذا فإنه من المفترض بهم هنا أن يعاملوه تماماً مثلما يريدونه أن يعاملهم.

إنما يفترض بهم أن يمرّنوه بقولهم:

“فلنتمرّن معاً على استخدام النونيّة. حسناً فلنمشِ من المطبخ إلى الحمام، ولنرفع الآن مقعد المرحاض…”.

إن الأهل وبتمرين ولدهم على المشي باتجاه الحمام من مختلف أنحاء المنزل يحثّوه على الحفاظ على جفافه. في الواقع، ينبغي على الأهل أن يحثّوا ولدهم على استخدام النونية سواء عندما يشعر بالحاجة إلى ذلك أو عندما يطلبون منه (أي قبل الذهاب في نزهة أو رحلة ما بالسيارة وقبل الخلود للنوم وهلمّا جرّاً).

ينبغي على الأهل عدم رشوة ولدهم بقولهم:

“إن جلست على النونيّة فسأعطيك شيئاً لذيذاً تأكله”.

إن الأهل وبرشوة ولدهم فإنهم يعلّمونه أنه يستحقّ مكافأة لقاء تعاونه معهم.

إنما يفترض بهم أن يعقدوا معه إتفاقية بقولهم:

“أنا أعلم أنك لا تريد أن تدخل إلى الحمام الآن، ولكنك إن فعلت فستتمكن من الاستمرار في اللعب بألعابك”.

إن الأهل وبلجوئهم إلى قاعدة الجدة يتمكنون من حثّ ولدهم على ضرورة إنجازه واجباته قبل تمكّنه من اللهو؛ وهذا في الواقع درس هامّ يتعيّن عليهم تلقينه إياه.

ينبغي على الأهل ألا يصنفوا ولدهم بقولهم:

“أنا أستسلم. فقد سئمت عنادك هذا”.

إن الأهل وبقولهم لولدهم إنه عنيد يلمّحون له أنه وسلوكه واحد. في الواقع، يمكن لسلوك الولد أن يتحوّل من ملائم إلى غير ملائم أو بالعكس، غير أنه يظل دائماً جديراً بحبنا بصرف النظر عن كيفيّة تصرّفه.

إنما يفترض بهم أن يوجّهوا له باستمرار تذكيرات لطيفة بقولهم:مثلاً،

“تحقّق من سروالك. أهو جاف؟ أليس من الجيّد أن نشعر بالجفاف؟”

إن الأهل وبطلبهم من ولدهم أن يتحقّق من جفاف سرواله فإنهم يذكرونه أنه من المفترض به أن يذهب إلى الحمام حفاظاً منه على جفافه.

تأليف: جيري وايكوف و باربرا أونيل