التصنيفات
صحة ورعاية الطفل

كيف تتصرف مع الطفل الذي لا يريد النوم أو الغفوة

لا يصبح الإستعداد للخلود للنوم جذّاباً ومثيراً للإهتمام إلا عندما لا يجبرنا أحد على القيام به. لذا يتعيّن على الأهل في هذه الحالة أن يضعوا لولدهم موعداً محدداً وثابتاً للنوم، كما وينبغي عليهم أيضاً التأكد أن ثياب نومه ملائمة ومريحة بالنسبة له. في الواقع، ينشأ الأولاد وينمون على مبادئ وأنظمة ثابتة وبإمكانهم بالتالي توقّعها.

بعض النصائح المفيدة

● ينبغي على الأهل أن يضعوا لولدهم نظاماً يحددون فيه الوقت الذي يتعيّن عليه أن يرتدي ثياب النوم فيه، كما وينبغي عليهم أيضاً أن ينذروه باقتراب هذا الموعد قبل خمس دقائق من حلوله.

● ينبغي على الأهل أن يلجأوا إلى الساعة لمراقبة دقّة سير عمليّة الخلود للنوم خطوةً خطوة.

● ينبغي على الأهل ولدى اقتراب موعد الخلود للنوم أن يلهوا ولدهم بنشاطات هادئة كقراءة القصص أو فرك الظهر أو الدعاء وهلما جراً).

● يمكن للأهل أن يعيّنوا لولدهم ثياباً خاصة يرتديها لدى خلوده للنوم؛ وبالتالي وبمجرّد وضعهم له تلك الثياب فسيتذكر هذا الأخير عندئذٍ أن موعد نومه قد أصبح وشيكاً.

حديث الأهل لأنفسهم

ينبغي على الأهل ألا يقولوا لأنفسهم:

“غالباً ما أكون في الليل مرهقةً بحيث أني لا أتحلّى بالصبر الكافي لكي أشدد كما يجب على نظام النوم”.

ينبغي على الأهل ألا يسمحوا لتشاؤمهم بأن يحطّم قدرتهم على التغلّب على تعبهم وإرهاقهم. فالإرادة سرّ النجاح؛ وبالتالي فإنهم إن قالوا لأنفسهم إنهم عاجزون عن القيام بأمر ما فسيفشلون حتماً في إنجازه.

إنما يفترض بهم أن يقولوا لأنفسهم عوضاً عن ذلك:

“يمكنني معالجة مسألة مقاومة ولدي حتى عندما أكون في غايّة التعب والإرهاق”.

إن الأهل وبتأكيد قدرتهم على التغلب على هذه المشكلة يستمدّون الطاقة التي يحتاجونها ليكسبوا تعاون ولدهم معهم. في الواقع، إن حديثهم الإيجابي لأنفسهم معدٍ.

ينبغي على الأهل ألا يقولوا لأنفسهم:

“أنا أغضب جداً من ولدي عندما لا يطيعني”.

أولاً، إنه من غير المجدي ولا المنطقي أن يطلب الأهل من ولدهم أن يتعاون معهم. ثانياً، إن الغضب يعمي الأهل ويحول دون تمكّنهم من التفكير بطرق منطقيّة لحلّ المشكلة؛ وعلاوة على هذا كله فإن الأهل وبغضبهم هذا قد يعلّمون ولدهم أن الغضب هو كنايّة عن ردِّ فعل مقبول به إزاء تحديات الحياة ومصاعبها.

إنما يفترض بهم أن يقولوا لأنفسهم عوضاً عن ذلك:

“يمكنني أن أحافظ على هدوء وبرودة أعصابي حتى عندما يرفض ولدي ارتداء ثياب نومه”.

ينبغي على الأهل أن يعرفوا كيف يضبطون أنفسهم ويتمالكوا أعصابهم حتى في الأوقات التي يكون فيها ولدهم رافضاً لفكرة النوم، إذ إنهم بذلك قد يصونون ويحافظون على علاقتهم الجيدة به، كما وأنهم قد يتمكنون من حلّ المشكلة بوعي وتروٍ.

ينبغي على الأهل ألا يقولوا لأنفسهم:

“إن لم أتمكّن من إجباره على الخلود للنوم عند الساعة الثامنة فسيفسد لي سهرتي كلها”.

إن الأهل وبموقفهم السلبي هذا، لا يضعون أنفسهم وولدهم تحت ضغط ما بعده ضغط فحسب، إنما سيضعون أنفسهم أمام حاجز غير واقعي على الإطلاق، إذ إن الأهل وحدهم يقررون إن كانت سهرتهم ستفسد أم لا، لا ولدهم.

إنما يفترض بهم أن يقولوا لأنفسهم عوضاً عن ذلك:

“أنا أتفهّم ولدي عندما لا يكون راغباً في أن تنتهي إثارة نهاره”.

إن الأهل وبتفهّمهم وجهة نظر ولدهم يتمكنون من التعاطف معه ومع رغباته حتى ولو كانت هذه الأخيرة تتعارض وبرامجهم؛ الأمر الذي قد يضعهم في موقف أفضل من حيث قدرتهم على حثّه على التعاون معهم.

حديث الأهل إلى أولادهم

ينبغي على الأهل ألا يهددوا ولدهم بقولهم:

“هل أنت أصم؟ من الأفضل لك أن ترتدي ثياب نومك هذه قبل أن أضطرّ إلى ضربك على مؤخّرتك”.

إن الأهل وبتهديد ولدهم بضربه يعلّمونه أن التهديد بالعنف من شأنه أن يساعد الناس على الحصول على مبتغاهم. فإن كان الأهل لا يريدون من ولدهم أن يلجأ إلى العنف في علاقاته مع الآخرين فيتعيّن عليهم إذن ألا يعاملوه بعنف.

إنما يفترض بهم أن يسألوه عن رأيه بقولهم له:

“قل لي ما الذي يزعجك في مسألة ارتداء ثياب النوم؟”

عندما يطلب الأهل من ولدهم أن يشاركهم أفكاره وآراءه يظهرون له مدى خوفهم وقلقهم عليه، كما ويمرّنونه أيضاً على التعبير عن آرائه تلك. وبعد أن يطلعهم على رأيه في الموضوع، يصبح عندئذٍ بإمكان الأهل أن يركّزوا على مسألة حلّهم هذه المشكلة عوض أن يكتفوا بالإحتجاج على سلوكه والتذمّر منه.

ينبغي على الأهل ألاّ يعمدوا إلى إخافة ولدهم بقولهم:

“لقد كان نهاري سيّئاً للغايّة، فلا تحاول أن تعبث معي الآن. أدخل حالاً وارتدِ ثياب النوم”.

ينبغي على الأهل ألا يلمّحوا لولدهم أنه يفترض به أن يراقب مزاجهم لكي لا يضطرّ إلى مواجهتهم. لذا يتعيّن علينا هنا أن نعود ونذكّر الأهل بأن الأحداث كلها محايدة؛ ولكنها تتحوّل إلى “جيّدة” أو “سيّئة” وفقاً لما نفكّره حيالها. ويفترض بالأهل ألا يسمحوا لنهارهم الشاقّ في العمل بأن يؤثّر سلباً على علاقتهم بولدهم.

إنما يفترض بهم أن يعودوا ويذكّروه بالنظام بقولهم:

“أنا أعلم أنك لا تريد أن ترتدي ثياب النوم، غير أن النظام يقول إنه من المفترض بنا ارتداؤها عند حلول الساعة السابعة مساءً”.

حياتنا كلّها خاضعة للأنظمة والقوانين: فلدينا مثلاً قوانين السير والأنظمة المدرسيّة وقوانين العمل – وقوانين النوم أيضاً. لذا ينبغي على الأهل هنا أن يعلّموا ولدهم أن اتّباع الأنظمة والقوانين أمر طبيعي وضروري في الحياة، وأنّ مخالفته تلك الأنظمة والقوانين قد تتسبّب له بالكثير من المشاكل.

ينبغي على الأهل ألا يعاقبوا ولدهم بقولهم:

“لا تريد أن ترتدي ثياب النوم؟ حسناً، إذن أنت معاقب. يمكنك أن تبقى جالساً هناك إلى أن تصبح مستعدّاً لارتدائها”.

إن العقاب من شأنه أن يقضي على هدف الأهل الرئيس، ألا وهو حثّ الولد على الخلود للنوم في الوقت المحدد. وبالإضافة إلى ذلك، فإنه يعلّم الولد أنه بإمكانه أن يؤخّر موعد نومه من خلال رفضه ارتداء ثياب النوم.

إنما يفترض بهم أن يلجأوا إلى الساعة بقولهم:

“إنك تخلع ثيابك بسرعة قصوى. لذا أنا واثقة من أنك ستهزم الساعة وترتدي ثياب النوم قبل أن يرنّ هذا الأخير”.

ينبغي على الأهل أن يستخدموا الساعة لكي يجعلوا ولدهم يشعر بشيء من التحدي والمنافسة، كما وينبغي عليهم أيضاً أن يثنوا على تقدّم ولدهم نحو فوزه بالسباق. وبالتالي فإن أخذهم الأمور معه باللعب قد يلهيه عن عصيانه وقد يخوّلهم بالتالي تحقيق هدفهم.

لا أريد أن آخذ سِنة (غفوة) من النوم

غالباً ما تبلغ احتجاجات ابن الثلاث سنوات على أخذه سِنة من النوم ذروتها عندما يكون في غايّة التعب والإرهاق. فلماذا يتعيّن عليه أن ينام في حين أن أهله مستيقظين ويقومون بنشاطات شتّى؟ لذا ينبغي على الأهل في هذه الحالة أن يشرحوا لولدهم أن موعد سِنة النوم هو موعد هدوء وراحة بالنسبة لهم أيضاً. وهو في حال أدرك أن أهله أيضاً سيستريحون بعض الشيء، فمن المحتمل أن يساعده ذلك ويحثّه لكي يحذو حذوهم.

بعض النصائح المفيدة

● ينبغي على الأهل أن يحددوا لولدهم وقتاً معيناً يأخذ فيه كل يوم سِنة من النوم.

● ينبغي على الأهل أن يضعوا لولدهم أنظمة محددة بشأن أوقات الراحة أو أوقات أخذه سنات من النوم، كما وينبغي عليهم أن يدعوا الساعة تحدد له الحدّ الأدنى لمدّة الراحة أو سِنات النوم تلك.

● ينبغي على الأهل أن يلهوا ولدهم بنشاطات هادئة قبل موعد أخذه سِنة من النوم، وذلك لكي يتمكّن من استعادة هدوئه وسكينته.

حديث الأهل لأنفسهم

ينبغي على الأهل ألا يقولوا لأنفسهم:

“إني متعبة بحيث أني لا أستطيع الآن أن أكون لطيفة مع ولدي. من المفترض به أن يتفهّم ذلك”.

ينبغي على الأهل ألاّ يلجأوا إلى الإرهاق كحجّة لعدم معاملة ولدهم بلطف، إذ إنهم قد يعلّمونه بهذه الطريقة درساً سيّئاً جداً، ألا وهو أن احترام الغير مشروط.

إنما يفترض بهم أن يقولوا لأنفسهم عوضاً عن ذلك:

“كلانا متعبٌ، إنما لا يمكنني أن أتحجج بالتعب لكي أعامل ولدي بطريقة نزقة وسيّئة”.

إن هذه الرسالة الإيجابيّة قد تساعد الأهل لكي لا يبرروا مزاجهم السيء بتعبهم. في الواقع، إن من واجب الأهل أن يعلّموا ولدهم أنه من المهمّ بالنسبة له أن يكون حسن السلوك والتصرّف سواء كان متعباً أم لا.

ينبغي على الأهل ألا يقولوا لأنفسهم:

“عندما لا يأخذ ولدي سِنة من النوم، فإنه يعكّر بقيّة نهاري”.

عندما يتوقّع الأهل الأسوأ فقد يتحقّق توقّعهم هذا، الأمر الذي قد يحملهم على جعل ولدهم مسؤولاً عن إفساد نهارهم.

إنما يفترض بهم أن يقولوا لأنفسهم عوضاً عن ذلك:

“إن رفض ولدي أن يأخذ سِنة من النوم فهذا لا يعني بالضرورة أن نهاري سيُفسد”.

إن الأهل هم الذين يتحكّمون بآرائهم ومشاعرهم حيال مسألة رفض ولدهم أن يأخذ سِنة من النوم. فإنهم عندما يحافظون على هدوء وبرودة أعصابهم حتى في الأوقات التي يعارضهم فيها هذا الأخير، فقد يعلّمونه بذلك كيف يتغلّب على يأسه وإحباطه.

ينبغي على الأهل ألا يقولوا لأنفسهم:

“لا يمكنني أن أحتمل رؤيته وهو يبكي هكذا؛ لذا سأسمح له بالبقاء مستيقظاً”.

كل الأهل لا يحبون أن يروا ولدهم يبكي، إلا أنهم وبسماحهم له بالبقاء مستيقظاً لن يعلّموه كيفيّة مواجهة تحديات الحياة ومصاعبها.

إنما يفترض بهم أن يقولوا لأنفسهم عوضاً عن ذلك:

“يمكنني معالجة مسألة رفض ولدي أن يأخذ سِنة من النوم، إلا أنه لا يزال بحاجة لأن يحظى بالقليل من الراحة والهدوء”.

من المحتمل جداً ألا يكون الولد بحاجة لأن يأخذ سِنة من النوم. لذا يتعيّن على الأهل في هكذا حالة أن يعرضوا عليه خياراً آخر، ألا وهو أن يحظى بفترة من الراحة والهدوء عوضاً عن ذلك.

ينبغي على الأهل ألا يقولوا لأنفسهم:

“لا يهمني أأخذ سِنة من النوم أو لم يأخذ”.

إنّ الأهل وباستسلامهم لعدم رغبة ولدهم في أخذ سِنة من النوم يعلّمونه أن معارضته ومقاومته تستحقّ العناء أحياناً.

إنما يفترض بهم أن يقولوا لأنفسهم عوضاً عن ذلك:

“صحيح أنّ ولدي يعارض فكرة أخذ سِنة من النوم، إلا أنه من الضروري بالنسبة له أن يستريح بعض الشيء”.

إن الأهل وبإدراكهم أهميّة الراحة قد يشددون أكثر على أهميّة تطبيق النظام؛ الأمر الذي قد يكون أفضل لهم ولولدهم.

حديث الأهل إلى أولادهم

ينبغي على الأهل ألا يهددوا ولدهم بقولهم:

“أدخل إلى غرفتك واخلد للنوم قبل أن أضربك”.

إن الأهل وبعدم تعاطفهم مع ولدهم وبتهديده بالضرب لن يساعدوه لكي يشعر بقدر كافٍ من الراحة والإسترخاء لكي يتمكّن من الخلود للنوم. وبالإضافة إلى هذا كله، فإنهم وبأسلوبهم هذا سيعلّمونه أنه إن كان أكبر من الآخرين وأكثر منهم قوّةً فيمكنه عندئذٍ أن يخيفهم ويكرههم على الإنصياع له.

إنما يفترض بهم أن يذكّروه بالنظام بقولهم:

“أنا أعلم أنك لا تريد أن تنام الآن، غير أن النظام يقول إنه يتعيّن عليك أن تستريح بعض الشيء إلى أن ترنّ الساعة”.

ينبغي على الأهل أن يذكّروا ولدهم بالنظام، كما وينبغي عليهم أيضاً أن يدعوا الساعة تشدّد على أهميّة الإلتزام بهذا الأخير وتطبيقه؛ الأمر الذي قد يساعد الأهل في الواقع على الحفاظ على موقفهم الإيجابي وعلى تفادي أي خلافات أو نزاعات مع ولدهم.

ينبغي على الأهل ألا يجعلوا ولدهم يشعر بالذنب بقولهم:

“لقد سئمت نحيبك وتذمّرك من أوقات الراحة والهدوء. فاصمت الآن وادخل حالاً إلى غرفتك”.

إن الأهل وبقولهم هذا يظهرون أن حبهم لولدهم مشروط، كما وأنهم يعلّمونه بذلك أيضاً على التنمّر أو الإستئساد على مَن هم أضعف منه؛ وهذا في الواقع سلوك لا شكّ في أنهم لا يرغبون في تعليمه إياه.

إنما يفترض بهم أن يعقدوا معه صفقة بقولهم:

“عندما تأخذ قسطاً من الراحة، يصبح بإمكانك عندئذٍ أن تدعو صديقك لكي يأتي ويلعب معك طيلة فترة بعد الظهر”.

ينبغي على الأهل أن يلجأوا إلى قاعدة الجدة لكي يلفتوا انتباه ولدهم إلى كل اللهو الذي من شأنه أن يحظى به في حال أخذ سِنة من النوم.

ينبغي على الأهل ألا يتذمروا من ولدهم بقولهم:

“كم مرّةً يفترض بي أن أطلب منك أن تأخذ سِنة من النوم قبل أن تفعل؟”

إن الأهل وبتذمّرهم هذا لن يحصلوا على مبتغاهم (ألا وهو تعاون ولدهم معهم)، إنما سيعلّمون ولدهم على التذمر.

إنما يفترض بهم أن يكونوا أكثر إيجابيّة معه بقولهم:

“أليس من الجيد أن يحظى كلانا الآن بقسط من الراحة والهدوء؟ فبهذه الطريقة سنعود ونتزوّد بقدرٍ كافٍ من الطاقة لما تبقّى من النهار”.

إن الأهل بموقفهم الإيجابي هذا وبمشاركة ولدهم أوقات نومه واستراحته قد يساعدونه على إدراك فوائد اتّباعه تعليماتهم.

تأليف: جيري وايكوف و باربرا أونيل