التصنيفات
صحة ورعاية الطفل

كيف تتصرف مع الطفل الذي لا يريد غسل شعره

صابون في العينين وفي الأذنين وفي الفم. فأين هو الشيء الجميل والجيّد في عمليّة غسل الشعر إذن؟ في الواقع، إن فكرة الشعر النظيف لا تعني الكثير بالنسبة إلى الولد الذي في الثالثة من عمره والذي لا يرى ضرورة لأن يحتمل كل الفوضى الناجمة عن عمليّة غسل الشعر هذه. لذا وفي حال كان الولد دائم البكاء والتذمّر في أثناء غسل شعره، فيتعيّن على الأهل هنا أن يبحثوا أولاً عن سبب إنزعاجه واستيائه لكي يتمكّنوا من حلّ المشكلة إنما من دون أن يكون ذلك على حساب هدفهم الرئيس.

بعض النصائح المفيدة

●    ينبغي على الأهل غسل شعر ولدهم عندما لا يكون منهكاً، كما ويتعيّن عليهم أيضاً أن يباشروا بعمليّة غسل شعره فور صعوده إلى حوض الإستحمام، فينتهوا من هذه المسألة أولاً.

●    ينبغي على الأهل أن يسمحوا لولدهم باختيار الشامبو الخاصّ به (إنما ضمن الحدود طبعاً) فيكون لديه نوع من السلطة على الوضع.

●    ينبغي على الأهل أن يشجّعوا ولدهم على تغطيّة عينيه وأذنيه بمنشفة ما أو ما شابه، وذلك بغيّة الحؤول دون تسرّب الماء والصابون إليها.

●    ينبغي على الأهل أن يسمحوا لولدهم بأن يقوم بنفسه بشطف شعره بمرشّة الإغتسال أو بطاسة صغيرة فيتمكّن من المشاركة في هذه العمليّة.

حديث الأهل لأنفسهم

ينبغي على الأهل ألا يقولوا لأنفسهم:

“يكاد ولدي يثير جنوني بالجلبة الدائمة التي يثيرها حول مسألة غسل شعره”.

إن تحميل الأهل ولدهم مسؤوليّة مزاجهم قد يحول دون تمكّنهم من ضبط مشاعرهم.

إنما يفترض بهم أن يقولوا لأنفسهم عوضاً عن ذلك:

“إن غضبي لن يساعدني ولن يساعد ولدي على حلّ المشكلة”.

إن الأهل وبحفاظهم على هدوء وبرودة أعصابهم قد يعلّمون ولدهم كيفيّة ضبط نفسه وتمالك أعصابه. لذا يتعيّن على الأهل في هذه الحالة أن ينظروا إلى مسألة غسل الشعر على أنها فرصة مُتاحة أمام ولدهم لكي يمرح ويلهو عوض أن يبكي، وذلك من خلال صناعته فقاقيع الصابون وتسريحات الشعر الجنونيّة.

ينبغي على الأهل ألا يقولوا لأنفسهم:

“لقد سئمت المعارك بحيث أني لم أعد آبه سواء غسل ولدي شعره أو لم يغسله”.

ينبغي على الأهل ألاّ يتفادوا القيام بمهمّة ما فقط لأن ولدهم يرفض القيام بها؛ ففي الواقع، إن استسلام الأهل هنا لن يسيء إلى صحةّ الولد فحسب، إنما سيعلّمه أيضاً كيف يستسلم أمام المصاعب التي قد يواجهها في الحياة.

إنما يفترض بهم أن يقولوا لأنفسهم عوضاً عن ذلك:

“هدفي هو تعليم ولدي كيفيّة التغلّب على الأمور التي لا يحبّها في الحياة”.

إن الأهل وبحفاظهم على هدفهم البعيد الأمد نصب أعينهم قد يتمكّنون من التغلّب على مقاومة ومعارضة ولدهم، كما وقد يتمكّنون أيضاً من إيجاد الطرق الملائمة التي من شأنها أن تحثّ هذا الأخير على التعاون معهم. وهذا الأسلوب في التعامل ليس وقفاً على مسألة غسل الشعر فحسب، إنما يساعد الأهل في الواقع على إيجاد السبل الملائمة للعمل مع أولادهم على أنهم فريق واحد.

ينبغي على الأهل ألا يقولوا لأنفسهم:

“يتعيّن عليّ أن أغسل شعر ولدي قبل أن تصل أمي وتراه في هذه الحالة. فهي دائماً تنتقدني في حال كان شعره متّسخاً”.

إن قيام الأهل بشيء ما بهدف إرضاء الغير قد يُخضِعهم للكثير من الضغط والإجهاد عوض أن يساعدهم على القيام بما هو أفضل لولدهم. لذا ينبغي على الأهل أن يبقوا أمهم خارج رأسهم (كما وخارج رأس ولدهم أيضاً).

إنما يفترض بهم أن يقولوا لأنفسهم عوضاً عن ذلك:

“أنا أصبح أماً فاضلة وصالحة عندما أساعد ولدي على التغلّب على مشكلة غسل شعره”.

إن تعليم الأهل ولدهم على التعاون هو أسلوب جيّد لكي يتعلّموا هم أيضاً الطرق والأساليب الملائمة التي تخوّلهم التغلّب على المشاكل التي يواجهونها معه. ففي الواقع، إن النعمة الأبرز التي تقدمها لنا مهمّتنا كأهل هي ما نتعلّمه من خلال عمليّة تربية أولادنا من طرق إيجابيّة وفعّالة لمواجهة تحديات الحياة والتغلّب عليها.

ينبغي على الأهل ألا يقولوا لأنفسهم:

“لماذا لا يمكنه أن يتعاون معي فحسب؟ فأنا متوتّرة بحيث أني عاجزة عن احتمال هكذا هراء وتفاهات”.

إن طلب الأهل من ولدهم الصغير التعاون معهم مصيره الفشل لا محالة. فالولد همّه الوحيد تحقيق حاجاته ورغباته بصرف النظر عن حاجات أهله ورغباتهم. لذا فإن الأهل وبتفهّمهم سلوك ولدهم الطبيعي هذا بالنسبة إلى عمره قد يخففون من حدة توتّرهم.

إنما يفترض بهم أن يقولوا لأنفسهم عوضاً عن ذلك:

“أنا أعلم أنه قد يزعجه سيلان الشامبو والماء على وجهه”.

إن تعاطف الأهل مع ولدهم قد يخوّلهم التعاطي معه بصبر وحبّ، وهما في الواقع ميزتان من شأنهما مساعدة الولد على تحمّل هذه المهمة الروتينيّة الشاقّة والبغيضة.

حديث الأهل إلى أولادهم

كيف تتصرف مع الطفل الذي لا يريد غسل شعره

ينبغي على الأهل ألا يقللوا من احترام ولدهم بقولهم:

“آخر همي إن كنت تخاف من الصابون والماء. فهذا سيّء للغايّة”.

حتى ولو كان الأهل مصمّمين على غسل شعر ولدهم بصرف النظر عن احتجاج هذا الأخير واعتراضه، فيتعيّن عليهم ألا يستخدموا معه هذا النوع من الحديث، إذ إنهم وبعدم تعاطفهم معه قد يظهرون له أنهم غير مستعدين لدعمه ومساندته حتى في الحالات التي يكون فيها مستاء أو خائفاً.

إنما يفترض بهم أن يساعدوه بقولهم:

“أنا أعلم أنك لا تحب غسل شعرك، إنما أنا مضطرّة لأن أغسله وأنظّفه لك. لذا سأحاول قدر الإمكان أن أغسله لك بلطف للحؤول دون تسرّب الصابون إلى عينيك”.

ينبغي على الأهل أن يجعلوا ولدهم يدرك أنهم بجانبه، عندئذٍ قد يصبح أيّ شيء ممكناً.

ينبغي على الأهل ألا يستخفّوا بمشاعر ولدهم بقولهم:

“علامَ تبكي؟ لا تكن سخيفاً هكذا. سأحمم لك شعرك فحسب”.

من المحتمل أن يكون لدى الولد اعتقاد بأن تحميم الشعر مؤلم؛ لذا يتعيّن على الأهل في هكذا حالة ألا يطلبوا من ولدهم ألاّ يكون سخيفاً، إذ إنهم بكلامهم هذا يستخفّون بمشاعره ويزيدون من مقاومته ومعارضته. وعلاوةً على هذا كله، فإنهم وبأسلوبهم هذا يلمّحون له بأن حبّهم له وقف على طاعته وتلبيته لأوامرهم، وهذه في الواقع رسالة أخرى مؤلمة وجارحة من شأنها أن تسيء إلى علاقة الأهل بولدهم كما وإلى حماسة هذا الأخير على التعاون معهم.

إنما يفترض بهم أن يقدّموا له الحلول بقولهم:

“أنا أعلم أنك خائف من أن يتسرّب الصابون إلى عينيك؛ لذا غطِّ عينيك بهذه المنشفة وسترى كيف أن الصابون لن يتسرّب إلى داخلهما”.

ينبغي على الأهل أن يقولوا لولدهم إنهم يتفهّمون مخاوفه وأنهم مستعدون لحمايته من أي أذى.

ينبغي على الأهل عدم رشوة ولدهم بقولهم:

“إن تركتني أحمم لك شعرك فسأعطيك المصّاصة”.

إن الأهل وبرشوة ولدهم يعلّمونه على ترقّب مكافأة ما لقاء تعاونه معهم، عوض أن يعلّموه على القيمة الحقيقيّة للتعاون. صحيح أن الرشوة من شأنها أن تؤدي إلى نتائج إيجابيّة قصيرة الأمد، غير أنها لا تسمح للولد باكتساب عادات حميدة بعيدة الأمد كما وأنها لا تساعده أيضاً على تطوير سلوكه التعاوني.

إنما يفترض بهم أن يلجأوا معه إلى قاعدة الجدة بقولهم:

“عندما أنتهي من غسل شعرك يمكنك عندئذٍ أن تلعب بألعابك الخاصة بالحمّام لفترة”.

إن الأهل وبلجوئهم إلى قاعدة الجدة يعلّمون ولدهم أن العمل أهمّ من اللعب وأن القبول بالمسؤوليات يؤمّن السعادة للجميع.

تأليف: جيري وايكوف و باربرا أونيل