غالباً ما يبدأ خوف الولد من عمليّة تقليمه أظافره خلال سنوات حياته الأولى عندما يمكن لصرخة واحدة فقط أن تكون كافيّة لإقناعه بأن هذه التجربة ليست تجربة مسليّة كما كان يظن. لذا، ولكي يتمكّن الأهل من تغيير رأي ولدهم في هذا الموضوع، يتعيّن عليهم أولاً أن يسمحوا له بمشاهدتهم وهم يشذّبون ويقلّمون أظافرهم فيتأكّد من سلامة هذه العمليّة وأمانتها؛ كما ويتعيّن عليهم أيضاً أن يلعبوا معه لعبة تقليم الأظافر، وذلك لكي يخفّفوا من حدّة خوفه من هذا الموضوع. ويتعيّن على الأهل في النهايّة أن يجعلوا من عمليّة تشذيب الأظافر جزءًا من عادات ولدهم المفضِيّة إلى النظافة، فيدرك هذا الأخير أنها هي أيضاً من المهمّات غير القابلة للتفاوض والواجب عليه إنجازها.
بعض النصائح المفيدة
● يتعيّن على الأهل أن يختاروا الوقت المناسب لكي يقوموا بتشذيب أظافر ولدهم، كأن يقوموا بذلك مثلاً بعد الحمّام أو قبل خلود هذا الأخير للنوم، فلا يقاطعوه عن إحدى نشاطاته المفضَّلة لكي يقصّوا له أظافره.
● ينبغي على الأهل ألا يحاولوا القيام بتشذيب أظافر ولدهم عندما يكون هذا الأخير جائعاً أو متعباً، إذ إنه قد يكون من الصعب عليه في هكذا حالة أن يجلس جامداً؛ الأمر الذي من شأنه أن يزيد من فرص “تأوّهاته” العرضيّة.
حديث الأهل لأنفسهم
ينبغي على الأهل ألا يقولوا لأنفسهم:
“يتعيّن عليه أن يفعل ما أقوله له على الفور!”
إن طلب الأهل من ولدهم الإنصياع الفوري لأوامرهم قد يؤدّي إلى الحرب لا محالة. لذا ينبغي على الأهل هنا أن يعيدوا وضع هذه الحالة داخل إطار جديد على أنها شيء يودّون من ولدهم أن يفعله، الأمر الذي قد يخوّلهم اتّخاذ موقف أكثر مرونة وتعاطفاً حيال هذه المسألة وبالتالي كسب تعاون ولدهم.
إنما يفترض بهم أن يقولوا لأنفسهم عوضاً عن ذلك:
“إن أمر ولدي بالتعاون معي لن يجعل الوضع أكثر سهولة”.
يتعيّن على الأهل أن يدركوا أن محاولتهم إخضاع ولدهم لأوامرهم وتعليماتهم على نحوٍ متسلّط وديكتاتوري من شأنها أن تحوّل الوضع إلى حالة حرب. لذا يتعيّن عليهم عوضاً عن ذلك أن يجدوا السبل الملائمة التي من شأنها أن تحثّ الولد على المشاركة في هذه العمليّة مشاركة ناشطة وفعّالة كأن يطلبوا منه مثلاً أن يمسك لهم مقلِّمة الأظافر فيما يتحضّرون لأن يقلّموا له أظافره.
ينبغي على الأهل ألا يقولوا لأنفسهم:
” ولدي عنيد بحيث يصعب عليّ أن أحبّه أحياناً”.
من الضروري على الأهل أن يفصلوا ولدهم عن سلوكه. فصحيح أنهم قد لا يحبّون رفضه التعاون ولكن يجب ألا يقف هذا في سبيل حبهم غير المشروط له. ويتعيّن على الولد هنا أن يدرك هذه الحقيقة.
إنما يفترض بهم أن يقولوا لأنفسهم عوضاً عن ذلك:
قد لا أحبّ معارضته ومقاومته لي عندما أحاول أن أشذّب له أظافره، ولكني لن أتوقّف أبداً عن حبّه”.
ينبغي على الأهل أن يكرّروا هذه الكلمات مراراً وتكراراً كلّما وجدوا أنفسهم مستائين بسبب تحدّي ولدهم لهم؛ فقد يساعدهم ذلك على تذكّر ما هو أهمّ بالنسبة لهم.
ينبغي على الأهل ألا يقولوا لأنفسهم:
“لا آبه سواء قلّمت له أظافره أو لم أقلّمها. فليقضمها وحسب. هذا آخر همّي”.
إن الأهل وباستسلامهم لرغبات ولدهم قد يعلّمونه أن بإمكانه التهرّب من مسؤولياته أمام أي تحدّ أو صعوبة يواجهها، كما وأنهم قد يشجّعونه بذلك أيضاً على عادة قضم الأظافر.
إنما يفترض بهم أن يقولوا لأنفسهم عوضاً عن ذلك:
“من الضروري أن أصبر على ولدي وأتعاطف معه وأعلمه كيفيّة الاعتناء بنفسه”.
ينبغي على الأهل أن يثبتوا على برنامجهم، حتى ولو كان هذا الأخير يتعارض وبرنامج ولدهم، إذ من واجبهم أن يتحلّوا بالصبر والعطف في تعاملهم مع ولدهم.
ينبغي على الأهل ألا يقولوا لأنفسهم:
“ماذا لو رأت أمّي أظافر ولدي الطويلة هذه؟ فستظنّ عندئذٍ أنني أهمله ولا أعتني به كما يجب”.
ينبغي ألا يغيب عن بال الأهل أبداً أنه من المفترض بهم أن يتّخذوا قراراتهم المتعلّقة بولدهم على أساس ما يرونه ملائماً له، كما ويتعيّن عليهم أن يكرّروا هذا الواقع لأنفسهم (أو لأي شخص آخر، إن لزم الأمر) مراراً وتكراراً، وذلك لكي يعززوا ثقتهم بأنفسهم.
إنما يفترض بهم أن يقولوا لأنفسهم عوضاً عن ذلك:
“أين المشكلة إن رأت أمي أظافر ولدي طويلة هكذا؟”
إن استسلام الأهل للضغوط الإجتماعيّة قد يحثّهم على مطالبة ولدهم بالإنصياع لأوامرهم عوض أن يعتمدوا استراتيجيات إيجابيّة لكسب تعاونه معهم. لذا ينبغي على الأهل هنا أن يتعلّموا كيف يعتمدون على غرائزهم وتجاربهم السابقة في تعاملهم مع الولد.
حديث الأهل إلى أولادهم
ينبغي على الأهل ألا يلجأوا إلى العدوانيّة بقولهم:
“سأقلّم لك أظافرك شئت أم أبيت. فابقَ جامداً الآن”.
إن الأهل وبلجوئهم إلى الأسلوب الديكتاتوري هذا قد يؤذون مشاعر ولدهم؛ الأمر الذي قد يحثّ هذا الأخير على الإستمرار في مقاومة أهله والتصدي لهم.
إنما يفترض بهم أن يدعوه إلى التغذيّة الإسترجاعيّة بقولهم:
“ساعدني لأفهم لماذا لا تريدني أن أقلّم لك أظافرك”.
إن الأهل وبطلبهم من الولد أن يشرح لهم سبب مقاومته لن يتمكّنوا من فهم طريقة تفكيره فحسب، إنما سيظهرون له بذلك أيضاً أنهم يحترمونه ويقيّمون آراءه ومشاعره كشخص؛ الأمر الذي قد يحثّ هذا الأخير على التعاون معهم. ففي الواقع، عندما يكتشف الأهل الأمر الذي يزعج ولدهم سيتمكّنون من حلّ المشكلة بطريقة إيجابيّة وفعّالة.
ينبغي على الأهل ألاّ يهددوا ولدهم بقولهم:
“إن لم تدعني أشذّب لك أظافرك فستضطرّ للبقاء في غرفتك كل اليوم”.
إن الأهل وبتهديد ولدهم الولد بعزله في غرفته لن يعلّموه القيام بما يتعيّن عليه القيام به، إنما سيسيئون إلى علاقتهم به كما وأنهم سيعلّمونه أنه إن لم يطعهم فسيضطرون عندئذٍ إلى معاقبته. غير أن الحقيقة هي أن الولد الذي لا يطيع أهله ولا يتعاون معهم غالباً ما يكون بحاجة إلى شخص يعلّمه كيف ينجز واجباته كما وإلى شخص يحثّه على اتّباع تعليمات أهله.
إنما يفترض بهم أن يأخذوا الأمور معه باللعب بقولهم:
“هيّا بنا نلعب لعبة تقليم الأظافر. سأقوم بتحضير الطاولة لكي أتمكّن من أن أقلّم لك أظافرك”.
إن الأهل وبأخذهم الأمور مع ولدهم باللعب قد يجعلون من عمليّة تقليم الأظافر عمليّة مسليّة ومرحة. ففي الواقع، يمكن للأهل أن يقوموا بأي شيء مع ولدهم في حال كانوا يتعاملون معه بحب ومرح.
ينبغي على الأهل ألا يعمدوا إلى إخافة ولدهم بقولهم:
“إن لم تدعني أقلّم لك أظافرك فستصبح هذه الأخيرة طويلة وستقوم بخمشِ أحدهم؛ الأمر الذي قد يجعلك في ورطة كبيرة”.
صحيح أن الأهل وبتهديد ولدهم بعواقب إجتماعيّة معاديّة قد يخيفونه ويحثوه على طاعتهم وتنفيذ أوامرهم، إلا أنهم بذلك لن يعلّموه على السبب الصحيح لضرورة تعاونه معهم.
إنما يفترض بهم أن يتعاطفوا معه بقولهم:
“من الضروري أن تظلّ أظافرنا نظيفة ومقلَّمة وذلك لكي لا نخمش أحداً عن غير قصدٍ. فنحن لا نريد لهذا أن يحدث”.
ينبغي على الأهل أن يعودوا ويوقظوا في ولدهم طبيعته العطوفة، وذلك لكي يساعدوه على إدراك أهميّة حفاظه على أظافرة نظيفة ومقلَّمة من أجل سلامته الخاصة كما ومن أجل سلامة الآخرين أيضاً.
تأليف: جيري وايكوف و باربرا أونيل