التصنيفات
صحة ورعاية الطفل

لا أريد مغادرة حوض الإستحمام أو البانيو: كيف تتصرف مع الطفل

إن مساعدة ابن الثلاث سنوات على اللهو في حوض الإستحمام هي من الخطوات الضروريّة لحثّ هذا الأخير على الإستحمام. ولكن وبعد أن يكون الولد قد استمتع كثيراً بحمّامه، فقد يكون من الطبيعي عندئذٍ ألا يرغب بمغادرة حوض الإستحمام. لذا ينبغي على الأهل هنا أن يجعلوا خروج ولدهم من حوض الإستحمام خروجاً مريحاً ومثيراً وحميماً، وذلك من خلال لفّه بالكثير من المناشف وأيضاً من خلال تقبيله ومعانقته فيشعر بالدفء والأمان.

بعض النصائح المفيدة

●    ينبغي على الأهل أن يحددوا لولدهم الوقت الذي يمكنه تمضيته في حوض الإستحمام، وذلك من خلال استخدامهم المنبّه أو الساعة.

●    ينبغي على الأهل البدء في ساعة مبكّرة كي لا يضطروا إلى استعجاله وهو يلهو ويمرح في حوض الإستحمام.

●    ينبغي على الأهل ألا يدعوا أبداً أطفالهم وأولادهم الصغار يلعبون وحدهم في حوض الإستحمام، وإن للحظات معدودة.

●    ينبغي على الأهل ألاّ يسخنوا الماء كثيراً، كي لا يحترق الولد بالماء الحار وهو يستحمّ.

حديث الأهل لأنفسهم

ينبغي على الأهل ألا يقولوا لأنفسهم:

“أكره أن أتعارك مع ولدي كل ليلة لاخرجه من حوض الإستحمام”.

إن استياء الأهل وامتعاضهم من ولدهم لن يؤدي إلا لزيادة غضب الأهل كما وإلى الحؤول دون رغبة الولد في التعاون مع أهله.

إنما يفترض بهم أن يقولوا لأنفسهم عوضاً عن ذلك:

“بإمكاني أن أتغلّب على رفض ولدي الخروج من حوض الإستحمام. فهو يلهو ولا أستطيع لومه على عدم رغبته في ذلك!”

إن نظر الأهل إلى الموضوع نظرة إيجابيّة فسيساعدهم ذلك في الحفاظ على برودة أعصابهم كما ومن شأن ذلك أن يساعدهم على الحفاظ على نبرة ودودة ولطيفة.

ينبغي على الأهل ألا يقولوا لأنفسهم:

“لن أتمكّن الليلة من خوض معركة حوض الإستحمام. فأنا متعبة ولا أملك القوة الكافيّة لذلك”.

ينبغي على الأهل ألاّ يتّخذوا موقفاً سلبيّاً من موعد الإستحمام، فقد يحول ذلك دون تمكّنهم من السيطرة على هذا الوضع ومعالجته بقوة ورويّة وصبر. فالذي يخاف من الدبّ يطلع الدبّ له.

إنما يفترض بهم أن يقولوا لأنفسهم عوضاً عن ذلك:

“أنا أتفهّم رغبته في اللهو واللعب بالماء”.

إن تعاطف الأهل مع ولدهم وتفهّمهم لحاجاته ورغباته قد تخوّلهم الحفاظ على علاقتهم الجيّدة به، وموقفهم الإيجابي هذا قد يحثّه على التعاون معهم.

ينبغي على الأهل ألا يقولوا لأنفسهم:

“لديّ أمور أخرى أقوم بها. لا يمكنني أن أضيّع الوقت وأنا أشاهد ولدي يلعب في حوض الإستحمام”.

إن جعل الأهل برنامجهم أهمّ من برنامج ولدهم قد يحول دون تمكّنهم من الإستمتاع معه “بتلك اللحظة”؛ الأمر الذي قد يدفع الولد إلى معارضة أهله وعصيان أوامرهم فقط لكي يلفت انتباههم إليه.

إنما يفترض بهم أن يقولوا لأنفسهم عوضاً عن ذلك:

“من واجبي أن أعلّم ولدي التعاون، وذلك من خلال تعليمه التسويّة”.

في حال لم يكن الولد مستعدّاً بعد للتوقّف عن اللعب، فينبغي على أهله عندئذٍ أن يعيّروا له الساعة لبضع دقائق قائلين له إنه عندما ترنّ هذه الساعة يكون الوقت قد حان لمغادرته حوض الاستحمام.

حديث الأهل إلى أولادهم

ينبغي على الأهل ألا يهددوا ولدهم بقولهم:

“اخرج حالاً من حوض الإستحمام قبل أن أضطرّ إلى ضربك على مؤخّرتك”.

ينبغي على الأهل ألا يهددوا ولدهم بضربه، إذ صحيح أن الأسلوب السالف الذكر قد يؤدي إلى نتائج فوريّة، غير أن الألم – جسدياً كان أم عاطفياً – سيجعل الأهل يدفعون الثمن غالياً.

إنما يفترض بهم أن يلجأوا معه إلى تعيير الساعة بقولهم مثلاً:

“عندما ترنّ الساعة يكون الوقت قد حان لكي تغادر حوض الإستحمام وتجفّف نفسك فأتمكّن من إخبارك قصّة قبل النوم”.

ينبغي على الأهل أن يعالجوا هذا الوضع أولاً من خلال تعيير الساعة لولدهم وثانياً من خلال تقديمهم حافز (كالقصة مثلاً) يحثّه على التعاون معهم؛ الأمر الذي قد يخوّل الولد النظر إلى ما وراء رغبته في البقاء في حوض الإستحمام.

ينبغي على الأهل ألا يستخفوا بمشاعر ولدهم بقولهم:

“لديّ أمور أفضل أقوم بها، لذا يتعيّن عليك الخروج من حوض الإستحمام حالاً”.

إن الأهل وبقولهم لولدهم أن لديهم أمور أهم يقومون بها يشعرونه بأنه غير مرغوب فيه وأنه غير جدير باهتمامهم. وهكذا وعوض أن يتعاون ولدهم معهم، سيبذل كل ما في وسعه لكي يعارضهم ويخالف تعليماتهم فيتمكّن أخيراً من لفت انتباههم.

إنما يفترض بهم أن يذكّروه بالنظام بقولهم:

“ما هو النظام بشأن البقاء في حوض الإستحمام؟”

إن الأهل وبإعادة تذكير ولدهم بالنظام يساعدونه على تعزيز قدرته على ضبط النفس، وهي في الواقع مهارة سيحتاجها طيلة حياته مستقبلاً. وأيضاً فإنهم وبلجوئهم إلى النظام يؤدّون دور المساعد والداعم عوض أن يؤدوا دور الحسيب أو الرقيب.

ينبغي على الأهل ألا يغضبوا من ولدهم بقولهم:

” لقد بدأت أغضب، لذا يستحسن بك أن تخرج من حوض الإستحمام قبل أن أفقد أعصابي”.

إن غضب الأهل لن يعلّم الولد لا على التعاون مع الآخرين ولا على كيفيّة تمالُكه نفسه، إنما سيعلّمه على العكس أن يثور غضباً بغيّة الحصول على مبتغاه.

إنما يفترض بهم أن يشرحوا له عواقب عمله بقولهم:

“أنا آسفة كونك قد أمضيت الكثير من الوقت في حوض السباحة. فلم يعد لدينا الآن ما يكفي من وقت لا لأن أروي لك قصة ولا لأن تتناول وجبتك الخفيفة”.

يتعيّن على الأهل أن يدعوا ولدهم يتحمّل عواقب عدم تمكّنه من تحقيق أهدافه، إذ إنهم قد يعلّمونه بذلك أن لسلوكه وتصرّفاته عواقب – منها السلبي ومنها الإيجابي؛ كما وأنهم قد يعلمونه بذلك أيضاً كيفيّة التغلّب على الفشل وخيبات الأمل.

ينبغي على الأهل عدم رشوة ولدهم بقولهم:

“إن ترجّلت من حوض الإستحمام الآن سأعطيك بعض السكاكر”.

ينبغي على الأهل عدم رشوة ولدهم بالسكاكر إذ إنهم بذلك يعلمونه أن بإمكانه أن يحدد سعراً لتعاونه معهم.

إنما يفترض بهم أن يعقدوا معه إتفاقيّة بقولهم:

“إن ترجّلت الآن من حوض الإستحمام وجففت نفسك وارتديت ثياب نومك يمكننا عندئذٍ أن نقرأ قصّة قبل الخلود للنوم”.

إن الأهل وبلجوئهم إلى قاعدة الجدة يساعدون ولدهم على تنميّة قدرته على تمالك نفسه كما وقدرته على تأخير موعد حصوله على مبتغاه، وهاتان في الواقع مهارتان من شأنهما مساعدته في التغلّب على مهمّات الحياة الضروريّة والبغيضة أحياناً.

تأليف: جيري وايكوف و باربرا أونيل