التصنيفات
صحة ورعاية الطفل

كيف تتصرف مع الطفل الذي لا يريد وضع كريم الوقاية من الشمس

قد يكون طلاء الجسد بطبقة كثيفة وزلِقة من كريم الوقاية من الشمس بمثابة كابوس بالنسبة إلى بعض الأولاد الذين في الخامسة من عمرهم! ولكن وعلى الرغم من احتجاج الولد على فكرة طلاء جسده بكريم الوقاية هذا قبل ذهابه إلى الشاطئ أو أيضاً قبل ذهابه إلى المنتزه العام مثلاً، فإنه من واجب الأهل في هذه الحالة أن يسعوا وراء سلامة ولدهم جاعلين من ضرورة استخدامه كريم الوقاية من الشمس نظاماً صارماً من الواجب عليه اتّباعه. والجدير بالذكر هنا هو أنه ينبغي على الأهل أن يطبّقوا ما يعلّمونه لولدهم وذلك من خلال سماحهم له بأن يضع لهم بعضاً من هذا الكريم على جسمهم أيضاً.

بعض النصائح المفيدة

●    ينبغي على الأهل أن يختاروا لولدهم كريماً آمناً وفعّالاً، (على أن يحتوي هذا الأخير على مادّة طاردة للحشرات).

●    ينبغي على الأهل أن يضعوا لولدهم أنظمة صارمة ومحددة بشأن الأماكن والأوقات التي يتعيّن عليه فيها استخدام كريم الوقاية من الشمس و/أو المادّة الطاردة للحشرات.

حديث الأهل لأنفسهم

ينبغي على الأهل ألا يقولوا لأنفسهم:

“أنا أكره عندما يتذمر ولدي وأنا أحاول أن أدهن جسمه بكريم الوقاية من الشمس”.

إن الأهل وبقولهم إنهم يكرهون سلوك ولدهم سيشعرون بالمزيد من الغضب والإحباط، الأمر الذي قد يحول دون تمكّنهم من التفكير بحلول إيجابية وفعّالة لمشكلتهم تلك. في الواقع من الصعب على المرء أن يتغلّب على مشاكله، سيّما وإن كان ذهنه يقول “أنا أكره” أو “لا يمكنني أن أحتمل…”.

إنما يفترض بهم أن يقولوا لأنفسهم عوضاً عن ذلك:

“يمكنني أن أتغلّب على احتجاج ولدي على فكرة طلاء جسمه بكريم الوقاية من الشمس”.

إن قدرة الأهل على مواجهة المشاكل والتغلّب عليها مرتبطة في الواقع بطبيعة الحديث الذي يحاولون أن يقنعوا أنفسهم به. لذا يتعيّن عليهم هنا أن يتحلّوا بالحكمة وهم يتحدثون إلى أنفسهم، فبقولهم لأنفسهم إنهم قادرون على التغلّب على رفض ولدهم هذا فقد ينجحون حتماً في ذلك.

ينبغي على الأهل ألا يقولوا لأنفسهم:

“ما الذي سيقوله الناس عن ولدي عندما يرونه عنيداً إلى هذا الحدّ؟”

لا دخلَ لأحد في مسألة حثّ الأهل ولدهم على التعاون معهم. لذا ينبغي عليهم في هكذا حالة ألاّ يقلقوا بشأن ردود فعل الآخرين.

إنما يفترض بهم أن يقولوا لأنفسهم عوضاً عن ذلك:

“هدفي هو حماية ولدي من مخاطر الشمس”.

ينبغي على الأهل هنا أن يعودوا ويتذكّروا السبب الذي من أجله طلبوا من ولدهم أن يضع كريم الوقاية من الشمس، فيدركوا أن عدم طاعته لهم ليس سوى مجرّد إزعاج بسيط، لا مصدر إحراج لهم.

حديث الأهل إلى أولادهم

ينبغي على الأهل ألا يستسلموا لرغبات ولدهم بقولهم:

“لقد سئمت التشاجر معك حول مسألة طلاء جسمك بكريم الوقاية من الشمس. ربما من الأفضل لك أن تحترق لكي تتعلّم في المرّة التالية أن تطيعني”.

غالباً ما تكون النتائج الطبيعية للأمور بمثابة حوافز فعّالة، إلا أنها قد تكون أحياناً خطيرة بحيث أنه قد يكون من المستحيل علينا أن نسمح بحدوثها. فالأهل وبقولهم لولدهم إنهم لا يأبهون له سواء حرقته الشمس أم لا فإنهم بذلك يلمّحون له أنهم لا يهتمون كثيراً لأمره لكي يرغموه على الإلتزام بالنظام وتطبيقه.

إنما يفترض بهم أن يذكّروه بالنظام بقولهم:

“ما الذي يقوله النظام بشأن الخروج والتعرّض للشمس؟”

إن الأهل وبطلبهم من ولدهم أن يطلعهم على النظام لن يعودوا ويذكّروه بما يريدونه أن يفعل فحسب، ولكنهم قد يساعدونه بذلك أيضاً على دمج هذا النظام بنفسه جاعلاً منه مبدءاً يهتدي به في حياته، إذ أنه قد يتحوّل لديه في النهاية إلى أمر عادي لا يحتاج إلى أحد يذكّره به.

ينبغي على الأهل ألا يهددوا ولدهم بقولهم:

“إن لم تأتِ إلى هنا في الحال فسأضربك”.

إن الأهل وبمعاقبة ولدهم لعدم تعاونه معهم يزيدون من خوفه وغضبه، عوض أن يحثّوه على تعلّم دروس مهمّة من شأنها أن تحفظ سلامته العامّة.

إنما يفترض بهم أن يطرحوا عليه الأسئلة بقولهم:

“أيمكنك أن تقول لي لماذا لا تحبّ هذا الكريم؟”

عندما يدرك الأهل الأسباب الكامنة وراء إعتراضات ولدهم يصبح بإمكانهم عندئذٍ أن يجدوا الحلول المناسبة لتلك الإعتراضات بهدف كسب ودّ هذا الأخير وتعاونه معهم. فهو إن كان مثلاً لا يحبّ رائحة الكريم فيمكنهم عندئذٍ أن يستبدلوه له بكريم آخر يتمتّع برائحة أفضل. في الواقع، إن الأهل وبأسلوبهم المتفهِّم والمتعاطف هذا قد يظهرون لولدهم مدى احترامهم لآرائه ومشاعره.

ينبغي على الأهل عدم رشوة ولدهم بقولهم:

“إن سمحت لي بأن أضع لك كريم الوقاية من الشمس فسأشتري لك هديّة كبيرة”.

إن الأهل وبرشوة ولدهم فإنهم يعلمونه أن لتعاونه معهم ثمن؛ كما وأنهم يعلمونه أيضاً أن لا بأس به إن تحكّم بالآخرين من خلال “شراء” طاعتهم وتعاونهم معه.

إنما يفترض بهم أن يعقدوا معه إتفاقية بقولهم:

“عندما تضع كريم الوقاية من الشمس يصبح بإمكانك عندئذٍ السباحة في البركة”.

إن قاعدة الجدّة تعلّم الأهل والولد على التسوية لكي يتمكّن كل منهما من تحقيق غاياته – أولاً غايات الأهل ومن ثمّ غايات الولد.

ينبغي على الأهل ألا يخيفوا ولدهم بقولهم:

“إن لم تضع كريم الوقاية من الشمس فستصاب بداء السرطان!”

صحيح أنّ الأهل وبتهديد ولدهم بنتائج خطيرة ومخيفة قد يتمكنون من حثّه على طاعتهم والتعاون معهم خوفاً من أن يصاب حقّاً بذاك الداء؛ ولكنهم لن يتمكنوا من تعليمه كيفيّة حماية نفسه من الشمس ومخاطرها.

إنما يفترض بهم أن يحافظوا على موقفهم الإيجابي من الأمور بقولهم،

“من المفترض بنا أن نحمي بشرتنا من الشمس لكي لا تحترق. لذا فإننا وباستخدامنا كريم الوقاية من الشمس نحافظ على صحتنا وسلامتنا.

إن الأهل وبتشديدهم على ضرورة اعتناء ولدهم بنفسه وبصحته يساعدونه على اكتساب عادات صحيّة وسليمة.

تأليف: جيري وايكوف و باربرا أونيل