التصنيفات
الطب البديل والتكميلي

لسعة الصقيع: عالجه بالصبار

إن وضعت مياها في الثلاجة لوقت طويل ستحصل على مكعب من الثلج. وإن عرضت جسدك للصقيع طويلا، ستصاب بلسعة صقيع. وفي الحالتين، الآلية هي نفسها: تجمّد السوائل.

ولسعة الصقيع هي من دون شك حالة طبية طارئة. إذ تستدعي الأعراض – وخز وحرقة في الجلد الذي يتخدر ويبدو أبيض متشمعا – الانتقال على الفور إلى غرفة الطوارئ. وعقب هذه المرحلة الأولى، تظهر قروح على البشرة يصاحبها احمرار بعد ذلك لتصبح في النهاية أرجوانية مع قروح أكثر عمقا.

ويقوم العلاج الطبي المعتاد للسعات الصقيع على إعادة التدفئة السريعة واستعمال المسكنات، كالإبوبروفين، الذي يعتبر مضادا التهابيا أيضا. ولكن هذا العلاج قد لا يكون كافيا للشفاء ومنع تلف الأنسجة الدائم، كما يقول ج. ب. هيغيرز، دكتور في الفلسفة، أستاذ في الجراحة وفي علم الجراثيم وعلم المناعة في جامعة تكساس الطبية في غالفستون.

وعلى كل من يعمل أو يلعب في جو بارد – أي كل من هو معرض للسعة الصقيع – أن يدرك وجود طريقة أخرى لعلاج النسيج الذي أتلفته الإصابة، وذلك بمساعدة الطب التقليدي بعلاج بيتي بديل، ألا وهو الصبار أو الألوة.

دليل العناية الطبية

تحدث لسعة الصقيع عادة بعد التعرض لدرجة حرارة تتراوح بين -4º و-10º فهرنهايت (-20 و-23.3 درجة مئوية) لأكثر من 6 ساعات. ولكن من شأن الرياح القوية أن تخفض درجة الحرارة الأكثر ارتفاعا إلى مستويات منخفضة خطيرة، بحيث يؤدي البلل أو لمس المعادن إلى تسريع عملية الإصابة بلسعة الصقيع.

وحين تتجمد البشرة، فإن السائل الموجود في الخلايا هو الذي يتجمد، مكونا بلورات جليدية صغيرة تدمر الخلايا. فيتخثر الدم، مما يوقف الدورة الدموية، ويصبح الجلد شمعيا وأبيض اللون، ويفقد المصاب الإحساس في منطقة الإصابة. وتعتبر أصابع اليدين والقدمين وحلمة الأذن والذقن ورأس الأنف هي الأكثر عرضة للإصابة. وفي حال توسع التلف، من شأن البشرة، وحتى الأنسجة الأكثر عمقا أن تموت، مما يستدعي في بعض الأحيان بتر الأجزاء المصابة.

وعلى كل من يصاب بأعراض لسعة الصقيع أن يقصد الطبيب على الفور. وتجدر الإشارة إلى وجود أربع درجات من الإصابة. فبعد مرحلة الابيضاض الشمعي، تتكون قروح واضحة على الجلد، يرافقها لاحقا احمرار، لتصبح البشرة أخيرا أرجوانية اللون مع قروح أكثر عمقا. ولكن لا تنتظر حدوث هذه التبدلات لتعرض نفسك على الطبيب. فحتى لسعات الصقيع الأقل خطورة قد تؤدي إلى تغير في لون الجلد، ألم حارق، خدر، ومشاكل في المفاصل. ومن شأن الحالات الخطيرة أن تستدعي الاستشفاء.

الصبار: يمنع التلف المستديم

بعد تلقي علاج لدى الطبيب، ادهن هلام الصبار على منطقة الإصابة أربع مرات في اليوم لتعجيل الشفاء ومنع التلف الدائم.

“فالصبار يساعد على علاج لسعة الجليد” كما يؤكد بيير برانشفيش، دكتور في الطب، طبيب شمولي في بولدر، كولورادو. ويضيف: “ويمكنك استعمال الهلام الخارج مباشرة من ورقة مقطوفة من النبتة أو ابتياع هلام الصبار الصافي 100 بالمئة. وليس عليك سوى دهنه بالكمية التي تريد على منطقة الإصابة أربع مرات في اليوم إلى أن يتم الشفاء. والصبار سيوقف الألم ويساعد على الشفاء ويمنع الإنتان”.

ما السر وراء فاعلية الصبار؟

ففي عام 1983، كان يعمل في مركز الحروق في المستشفى في جامعة كلية شيكاغو للطب في تلك المدينة العاصفة (والقارسة!). وفي أحد أيام الشتاء، ألغيت رحلات النقل المشترك لأن الرياح القارسة بلغت -62 درجة مئوية، فأصيب الأشخاص الثلاثين الذين لم يسمعوا النبأ بلسعة صقيع وهم ينتظرون وصول الحافلة. وانتهوا في مركز الحروق لتلقي العلاج.

وكان د. هيغيرز وزملاؤه يعرفون أن قروح لسعة الصقيع تحتوي على مادة الثرومبوكسان الكيميائية، وهي نفس المادة المتلفة للأنسجة الموجودة في القروح الناتجة عن الحروق. وكانوا يعرفون أيضا أن الكريم المصنوع من نبتة الصبار يستطيع أن يمنع تكون الثرومبوكسان، ويعجل شفاء الحروق. فقرروا استعمال كريم الصبار لعلاج مرضى لسعة الصقيع، وذلك بدهنه على منطقة الإصابة أربع أو خمس مرات في اليوم. وكانت النتائج رائعة. إذ يقول د. هيغيرز: “لقد شفي جميع المرضى من دون أن تخلف الإصابة تلفا كبيرا في الأنسجة”.

وفي دراسة أجريت بعد بضع سنوات، درس د. هيغيرز وزملاؤه في مركز الحروق في مستشفى Detroit Receiving Hospital عن كثب سجلات 154 مريضا عولجوا من لسعة الصقيع في المستشفى. وتبين أن 56 منهم عالجهم الفريق المهتم بحالات الحروق بالصبار والإبوبروفين، و96 عالجهم أطباء آخرون بوسائل مختلفة. فتم شفاء النسيج المصاب لدى المجموعة الأولى بنسبة 80 بالمئة، مقارنة بـ 33 بالمئة لدى الأشخاص الذين تلقوا علاجات أخرى. وبينما فقد 7 بالمئة فقط من المرضى الذين عولجوا بالصبار النسيج المصاب بصورة دائمة، بلغت هذه النسبة 33 بالمئة لدى المجموعة الثانية.

ويركز د. هيغيرز على أنه وبالرغم من وجوب علاج جميع حالات لسعة الصقيع لدى الطبيب، إلا أن للمريض الحرية في استعمال الصبار إضافة إلى العلاج، بموافقة طبيبه. ويقدم ختاما التحذير التالي: “عند دهن الصبار على الجلد، احرص على عدم فركه والتسبب بتلف النسيج أثناء ذلك، بل ادهنه بلطف شديد”.

احم قدميك بفلفل أحمر حريف (Cayenne)

احرص على وضع فلفل أحمر حريف في حذائك قبل الخروج إلى البرد القارس.

“ففي دول العالم الثالث، يعتبر هذا العلاج الشعبي هو الأكثر استعمالا لمنع الإصابة بلسعة صقيع”، كما تؤكد باميلا فيشر، مؤسسة ومديرة مركز أولون للدراسات العشبية في كونكورد، كاليفورنيا. إذ يعمل هذا الفلفل الحريف وغيره من أنواع الفلفل الحار خارجيا، وذلك بزيادة جريان الدم في المناطق التي يلمسها. ولكنها تنصح بعدم رش الفلفل في الجوارب. فأفضل طريقة برأيها هي بمزج بعض الزيت الصيني الحار (الذي يحتوي على خلاصات فلفل حار) بكمية مساوية من زيت الزيتون وفرك القدمين بالمزيج قبل الخروج في البرد. ولكن احذر من دهن المزيج على أماكن متشققة في الجلد.

وتناول الفلفل الحريف فمويا يساعد أيضا على الحفاظ على الدم جاريا في الأطراف، كما تشير فيشر. وتنصح بملء كبسولات جيلاتين فارغة بحجم 00 بربع ملعقة صغيرة تقريبا من مسحوق الفلفل الحريف للكبسولة الواحدة. تناول كبسولة مرة في اليوم.

ولكن هذا العلاج الوقائي لا يعتبر بديلا للاحتياطات المتخذة في الطقس البارد، كما يحذر ج. ب. هيغيرز، دكتور في الفلسفة، أستاذ في الجراحة وفي علم الجراثيم وعلم المناعة في جامعة تكساس الطبية في غالفستون. بل احرص على ارتداء ما يكفي من الملابس واحم رأسك وأذنيك ووجهك ويديك وقدميك. وإن ابتلت ثيابك، اخلعها فورا. كما ينصح بعدم مغادرة البيت حين يكون الطقس عاصفا وقارسا.