التصنيفات
جهاز التنفس

لقاح الانفلونزا: تحصّن ضد المرض

يمثل فصل الخريف بالنسبة للشاعر الذي يقبع بداخلي فصل الضباب والإثمار اليانع ؛ أما الطبيب الذي بداخلي فيرى أن الخريف يعني شيئا واحدا ألا وهو مرض الأنفلونزا. حقيقة لقد تم تطوير برنامج التحصين ضد الأمراض في المملكة المتحدة على مدى سنوات عديدة، ليصبح بعد ذلك حملة صحية كبيرة تقدم أكثر من ثمانية ملايين جرعة من اللقاحات أثناء بضعة أسابيع في كل خريف ؛ بينما الحقن المعادلة يتم توفيرها في شهر إبريل في أستراليا. وعلى الرغم من ذلك، فالأنفلونزا هي أكبر مرض قاتل في فصل الشتاء، ولقد ثبت بطريقة لا لبس فيها أن اللقاح يخفض حالات الوفاة الناتجة عن هذا المرض، كما أن اللقاح يقلل من حالات دخول المستشفيات أيضا، بل يحد من المضاعفات التي تنشأ عن هذا المرض.

ومع أننا جميعا قد سبقت لنا الإصابة بالأنفلونزا في وقت ما، إلا أن خطر الإصابة بالمضاعفات يزداد بين كبار السن الذين يعانون حالات طبية معينة مثل: أمراض القلب المزمنة، أو أمراض الكبد والرئتين، أو مرض السكر، أو ضعف مناعة الجسم الناتجة عن العلاجات الطبية الأخرى. وتشكل الأنفلونزا أكثر من أي مرض آخر  ما يشبه الأزمة السنوية الشتوية لهيئة الصحة القومية ؛ حيث ينتج عن هذه الأزمة نقص في أعداد الأسرة في المستشفيات. ويلاحظ المتتبع لأنماط وحالات الوفاة في الشتاء مدى ارتباطها بحدة انتشار وباء الأنفلونزا. ولقد تحسن الموقف بعض الشىء في الفترة الأخيرة مع ازدياد الاهتمام بالتحصين باستخدام اللقاح، بالإضافة إلى ضم الأصحاء من الذين بلغوا 65 – 74 عاما للمرة الأولى إلى مجموعة « من يواجهون الخطر «. وقد أوصت الأبحاث التي تم إجراؤها مؤخرا على مدى كفاءة التحصين بالحقن بالنسبة لهذه المجموعة كبيرة السن بأنه يجب إعطاؤهم اللقاح بشكل منتظم، مما دفع معظم الهيئات الصحية في المملكة المتحدة إلى أن تجعل من بين أهدافها تحصين 60% على الأقل ممن تجاوزوا الخامسة والستين.

ويعطى اللقاح كإجراء احترازي لاحتمال وصول نوبة الأنفلونزا إلى البلاد كل عام، لأنه من المعروف أن فيروس الأنفلونزا قادر على التغير والتحول أثناء اندفاعه عبر الدول من عام إلى عام.

ويؤكد كثير من المرضى أنهم أصيبوا بمرض الأنفلونزا بعد عملية التحصين باللقاح، ولذلك يترددون في أخذ التحصين ثانية. وهؤلاء للأسف مخطئون تماما لأن لقاح الأنفلونزا يخلو من الفيروسات النشطة، ولذلك فإن الإصابة بالأنفلونزا بسبب أخذ اللقاح أمر مستحيل. والاحتمال القائم للإصابة هو أن يكون قد حدثت الإصابة بالمرض قبل تعاطى اللقاح مباشرة، أو أن يكون الجهاز التنفسي قد أصيب بمرض له أعراض مشابهة، وإلا فلن توجد أية مشكلة في التحصين. إنه من النادر جدا أن تحدث أية مضاعفات خطرة لحقن اللقاح، على الرغم من أنه قد يسبب عدم الراحة وبعض التورم في مكان الحقن، بالإضافة إلى ارتفاع درجة الحرارة، مع ظهور آلام بالعضلات لمدة يوم أو يومين. ومن ثم فإن عدم احتمال نوعية معينة من أنواع التحصينات أو الحساسية تجاهها ليس سببا كافيا لعدم تعاطي اللقاح، وهذا مشابه تماما لردود أفعال بعض الناس الذين لديهم حساسية شديدة لبيض الدجاج في بعض الأحيان.

ويعطى اللقاح مجانا لكل الناس في المملكة المتحدة، وأستراليا (إلا إذا اختار الشخص أن يذهب إلى طبيب خاص أو عيادة خاصة). إن التحصن ضد الأمراض عملية وقائية، وهي أفضل من العلاج. وعليك أن تستفسر من الطبيب، أو الممرضة المتمرسة في التحصين، عما إذا كان يجب أن تتناول اللقاح ثانية، فلقاح البكتيريا التي تسبب الالتهاب الرئوي، يقي من الالتهاب الرئوي الذي يصيب بعض الناس مثل من يعانون أمراض القلب، ومرض الداء السكري.

إن مرض الأنفلونزا قد يسبب الوفاة، وأكثر الناس عرضة لهذا الخطر هم كبار السن. ومن ثم عليك أن تقي نفسك من ذلك الخطر بواسطة التحصين السنوي ضد هذا المرض، حيث يتميز بالسرعة، وعدم الألم، وهو متوافر مجانا.