يعتبر حليب الثدي هو الوجبة المثالية للأطفال البشريين حديثي الولادة.
لماذا تعتبر الرضاعة الطبيعية أفضل؟
• معد خصيصًا. حليب الثدي معد كي يلائم الاحتياجات الغذائية للأطفال الصغار، وهو يحتوي على الأقل على 100 مكون غير موجود في حليب الأبقار، ولا يمكن استنساخه بدقة على هيئة حليب صناعي تجاري. وتتغير مكونات حليب الثدي على عكس الحليب الصناعي باستمرار لتطابق حاجات الطفل المستمرة في التغيير: حيث يكون مختلفًا في الصباح عما هو عليه بعد الظهر، ويختلف في بداية الرضاعة عما هو عليه في نهايتها، ويختلف في الشهر الأول عما هو عليه في الشهر السابع، ويختلف بالنسبة للطفل حديث الولادة قبل موعد الولادة عن الطفل حديث الولادة بعد قضاء مدة الحمل كاملة. ويتغير مذاقه بالاعتماد على ما تتناولينه (مثلما كان يحدث في السائل السلوي في أثناء الحمل)، فهو غذاء فريد من نوعه لطفلك الفريد.
• يسهل هضمه. حليب الثدي مخصص ليلائم الجهاز الهضمي الجديد لطفلك حديث الولادة؛ حيث يسهل هضم البروتين والدهون الموجودة في حليب الثدي مقارنة بالموجود في اللبن الصناعي، كما يسهل امتصاص عناصره الغذائية الدقيقة بسهولة أكبر.
• مهدئ للبطن. الأطفال المعتمدون على الرضاعة الطبيعية لا يصابون بالإمساك تقريبًا أبدًا بفضل سهولة هضم حليب الثدي أكثر، كما تندر إصابتهم بالإسهال حيث يبدو أن حليب الثدي يقلل من خطورة الإصابة بنزلات معوية؛ حيث يقضي على البكتيريا الدقيقة الضارة ويحفز على نمو النافعة. هل تعرفين المكملات الغذائية الموصي بتناولها بشدة التي تضاف إلى بعض الأغذية؟ إنها موجودة بشكل طبيعي في حليب الثدي.
• لا تصدر عنه رائحة كريهة. على المستوى الجمالي البحت، الأثداء التي ترضع طبيعيًّا تفوح منها رائحة أجمل (على الأقل حتى البدء في إطعامه مواد غير سائلة).
• حماية من العدوى. في كل مرة ترضع الأم صغيرها رضاعة طبيعية يحصل على جرعة من المضادات الحيوية تقوي جهازه المناعي ضد جميع الأمراض (لهذا السبب تعتبر الرضاعة الطبيعية أحيانًا الجهاز المناعي الأول للطفل). الأطفال الذين يعتمدون على الرضاعة الطبيعية تقل إصابتهم بالبرد والتهابات الأذن وعدوى الجهاز التنفسي وعدوى الجهاز التناسلي وجميع أنواع الأمراض الأخرى مقارنة بالأطفال الذين يعتمدون في غذائهم على الألبان الصناعية، وعندما يمرضون يتعافون عادة أسرع، وتقل المضاعفات التي تصيبهم. كما تحسن الرضاعة الطبيعية من استجابة الجهاز المناعي للتطعيمات ضد معظم أنواع الأمراض (مثل التيتانوس والدفتريا وشلل الأطفال). بالإضافة إلى ذلك قد تمثل حماية ضد متلازمة موت الرضيع المفاجئ.
• تحمي من السمنة. الأطفال الذين يعتمدون على الرضاعة الطبيعية تقل احتمالية تراكم الدهون في أجسامهم، ويرجع السبب جزئيًّا إلى أن الرضاعة الطبيعية تترك شهية الطفل تتحكم في طريقة تناول الغذاء (وكذلك في الجرامات المكتسبة)؛ فالطفل الذي يعتمد على الرضاعة الطبيعية يتوقف عن الرضاعة عندما يشعر بالشبع، بينما الأطفال الذين يعتمدون على الحليب الصناعي يستمرون في الرضاعة حتى تفرغ زجاجة الحليب الصناعي. أيضًا يتحكم حليب الثدي بشكل مذهل في عدد السعرات الحرارية؛ حيث صمم حليب اللبأ منخفض السعرات الحرارية (الحليب في أول الرضعة) لإشباع الشعور بالعطش. بينما صمم حليب آخر الرضعة عالي السعرات الحرارية (الحليب في نهاية الرضعة) لإشباع الشعور بالجوع، ويشير إلى المرضعة بأن وقت الرضاعة انتهى. وتشير الأبحاث إلى أن فوائد التغلب على الدهون يستمر تأثيرها من الرضاعة وحتى مرحلة المدرسة الثانوية، وأوضحت الدراسات أن الأطفال الذين يعتمدون على الرضاعة الطبيعية يقل احتمال معاناتهم من زيادة الوزن في مرحلة المراهقة – وكلما ازدادت فترة رضاعتهم الطبيعية، انخفضت احتمالية إصابتهم بزيادة الوزن. وإحدى الفوائد الصحية الإضافية المحتملة طويلة المدى من أجل المرضعات أنها ترتبط الرضاعة الطبيعية بانخفاض مستويات الكوليسترول وانخفاض ضغط الدم فيما بعد في الحياة.
• تمنع الإصابة بالحساسية. لا يصاب الأطفال بحساسية على الإطلاق تقريبًا من حليب الثدي (ومع ذلك في بعض الأحيان قد يعاني الطفل حساسية تجاه شيء تناولته والدته). هل انقلبت الأمور رأسًا على عقب؟ أكثر من 10٪ من الأطفال يعانون الحساسية تجاه حليب الأبقار (ويحل هذه المشكلة التحول إلى حليب الصويا أو الحُلامة، ولكنه ليس مثاليًّا، حيث تختلف كل من هذه التركيبة عن التركيبة المعيارية الذهبية: حليب الثدي). وهناك المزيد من الأخبار الجيدة حول الحساسية – تشير الأدلة إلى أن الأطفال الذين يعتمدون على الرضاعة الطبيعية تنخفض نسبة إصابتهم بالربو أو الأكزيما. محفز عقلي. يبدو أن الرضاعة الطبيعية طبقًا لبعض الأدلة تزيد بنسبة ضئيلة معدل ذكاء الطفل على الأقل حتى عمر 15 عامًا، وربما بعده. وهذا لا يقتصر على الأحماض الدهنية الموجودة في حليب الأم التي تساعد على نمو العقل، ولكن كذلك على التقارب والتفاعل بين الأم والرضيع الذي يترتب على الرضاعة الطبيعية، ما يُعتقد أنه يساهم في تحفيز النمو العقلي للمولود.
• آمن تمامًا. تستطيعين الاطمئنان أن الحليب يأتي من ثدييك مجهزًا دائمًا كما يجب – وليس فاسدًا أو ملوثا أو منتهي الصلاحية أو مرتجعًا.
• مصنوع من أجل الرضع. يستغرق وقتًا أطول لتفريغ الثدي بالمقارنة مع زجاجة الحليب الصناعي، ما يشبع رغبة حديثي الولادة في المص المريح الذي يتوقون إليه، بالإضافة إلى ذلك، يستطيع الطفل المعتمد على الرضاعة الطبيعية الاستمرار في إشباع رغبة المص من الثدي الذي يوشك على نفاد الحليب منه – وهذا شيء لا تقدمه زجاجة الحليب الفارغة.
• يزيد من قوة الفم. صنعت حلمات ثدي الأم وفم الرضيع من أجل بعضهما – وبينهما تطابق طبيعي مثالي. ولا تستطيع أكثر حلمات زجاجات الحليب الصناعي تطورًا الوصول لنفس مستوى حلمة الثدي، ما يساعد الطفل على تقوية فكيه ولثته وأسنانه وسقف حلقه – وهذا التدريب يضمن النمو الفموي المثالي، بالإضافة إلى بعض الفوائد الأخرى فيما يخص أسنان الطفل (مثل وجود تراصف أفضل). إحدى الفوائد الأخرى التي تعود على الفم من الرضاعة الطبيعية: تنخفض احتمال إصابة الأسنان بالتسوس.
• تزيد من نمو براعم التذوق في وقت مبكر. هل ترغبين في تربية متذوق نهم مغامر؟ ابدئي من الثدي. الاعتماد على حليب الأم من أجل نمو هذه البراعم الصغيرة الخاصة بالتذوق التي تستشعر نكهة أي شيء تتناولينه أنت قد يدفع طفلك إلى الاستعداد المبكر لعالم النكهات؛ فقد وجد الباحثون أن الأطفال الذين يعتمدون على الرضاعة الطبيعية تنخفض نسبة خشيتهم من الأذواق المختلفة عن الأطفال الذين يعتمدون على الحليب الصناعي بمجرد وصولهم إلى مرحلة الجلوس في كرسي تناول الطعام – ما يعني زيادة ميلهم إلى فتح فمهم لهذه الملعقة من طعام الأطفال المهروس (أو هذه الشوكة من الدجاج بالكاري) في وقت لاحق.
فوائد الرضاعة الطبيعية للأم والأب
• الملاءمة. حليب الأم هو الطعام الأكثر ملاءمة على الإطلاق – متوافر طوال الوقت، وجاهز للتقديم، ويقدم بدرجة حرارة مثالية. وهو كذلك طعام سريع التحضير: لا توجد تركيبة لإعداده، أو البحث عنه في المتاجر، أو انتظار وصوله، ولا توجد زجاجات لتنظيفها أو إعادة ملئها، ولا يوجد مسحوق لخلطه، أو وجبة لتسخينها (على سبيل المثال عندما تتلقين مكالمة جماعية، وصوت إجهاش الطفل بالبكاء في الخلفية). أينما كنت – في السرير أو الطريق أو المركز التجاري أو الشاطئ – كل الغذاء الذي يحتاج إليه طفلك جاهز لامتصاصه بلا فوضى (أو اضطراب) ولا جلبة. وإذا لم تكوني أنت وطفلك في المكان نفسه في الوقت نفسه – إذا كنت في العمل أو المدرسة أو تعدين العشاء أو حتى مسافرة في نهاية الأسبوع – يمكن تخزين زجاجات من حليب الثدي المعصور.
• أموالك في جيبك. أفضل الأمور في الحياة هي الأشياء المجانية، وهذا يتضمن حليب الأم، وتوصيل حليب الأم (افتحي فم الطفل، وضعي ثديك). بينما الرضاعة من زجاجات الحليب الصناعي (بمجرد اعتمادك على الحليب الصناعي والزجاجات وحلمات زجاجات الإرضاع وأدوات التنظيف) قد تكون باهظة الثمن. لا يوجد إسراف في الرضاعة الطبيعية، في جميع الأحوال – حيث إن ما سيتركه الطفل ولا يتغذى عليه في هذه الرضعة سيظل صالحًا للشرب حتى الرضعة التالية، وكذلك الأطفال الذين يعتمدون على الرضاعة الطبيعية يتمتعون بصحة أكبر – ما يجعلك توفرين أموال تكاليف الرعاية الصحية (وخسارة الراتب كذلك؛ حيث تنخفض نسبة تعرضك لتفويت العمل بسبب مرض طفلك).
• شفاء أسرع بعد عملية الولادة. من الطبيعي أن الرضاعة الطبيعية هي الأفضل للأمهات حديثات الولادة أيضًا – ففي النهاية هذه هي النهاية الطبيعية لدورة الحمل، والولادة. كما ستساعد رحمك على التقلص مرة أخرى من وضعية الحمل أسرع، ما سيقلل في المقابل من تدفق سائل الهلابة (السائل الدموي النفاسي بعد الولادة)، ما يقلل من فقد الدم. وبفضل حرقه حوالي 500 وحدة حرارية إضافية في اليوم الواحد، تساعد الرضاعة الطبيعية على التخلص من دهون الحمل أسرع، كما أن بعض هذه الجرامات يخصص لاحتياطي الدهون من أجل إنتاج الحليب – وحانت فرصتك الآن لاستخدامها.
• بعض الحماية ضد الحمل. ليس أمرًا أكيدًا، ولكن الرضاعة الطبيعية لطفلك قد تحجب تبويضك (ودورتك الشهرية) لعدة شهور. هل هذه مخاطرة بالتحكم في الولادة ترغبين في أخذها من دون وجود خطة احتياطية؟ لا، على الأرجح، إلا إذا كانت الولادة المتتابعة هي هدفك.
• فوائد صحية للأم. توجد العديد من الفوائد هنا؛ فالأمهات اللاتي يرضعن أطفالهن رضاعة طبيعية تقل خطورة إصابتهن بسرطان الرحم وسرطان المبيض وسرطان الثدي السابق لانقطاع الطمث، كما تنخفض نسبة تعرضهن للإصابة بمرض السكري النوع الثاني، والتهاب الشرايين الروماتويدي وهشاشة العظام بالمقارنة مع الحوامل اللاتي لا يرضعن رضاعة طبيعية. إحدى الفوائد الأخرى للأمهات اللاتي يرضعن رضاعة طبيعية: تذكر الأبحاث أن النساء اللاتي يرضعن رضاعة طبيعية تنخفض نسبة معاناتهن من اكتئاب ما بعد الولادة (بالرغم من أن اكتئاب ما بعد الولادة يمكن أن يصيب الأم التي ترضع رضاعة طبيعية، ويمكن كذلك إصابة الأم بعد الفطام؛ حيث تتقلب الهرمونات مرة أخرى).
• الرضاعة في الليل التي تستمر لفترة قصيرة (نسبيًّا). هل يشعر طفلك بالجوع الساعة الثانية صباحًا؟ هذا سوف يحدث. وعندما يحدث، ستشعرين بالامتنان على مدى سرعة انتهائك إذا اعتمدت على الرضاعة الطبيعية. لن تحتاجي إلى التعثر في المطبخ لإيجاد زجاجة الحليب في الظلام. بل سوف تضعين ثديك الدافئ فحسب في فمه الصغير الدافئ.
• سهولة تعدد المهام في النهاية. يحتاج إرضاع صغيرك بالتأكيد إلى كلتا ذراعيك في البداية، وأيضًا إلى إيلائه تركيزًا كبيرًا في البداية. ولكن بمجرد اعتيادك أنت وصغيرك الرضاعة الطبيعية، ستصبحين قادرة على فعل كل شيء إلى جانب إرضاع طفلك في وقت واحد – بداية من تناول العشاء وحتى اللعب مع أولادك الآخرين.
• رابطة مدمجة. أكثر فائدة تعود بالنفع من الرضاعة الطبيعية التي سوف تشعرين بالامتنان عليها هي الرابطة بينك وبين صغيرك. فهناك تواصل بالتصاق الجلد ببعضه والعين بالعين، وفرصة أكبر للاحتضان والهمس في أثناء كل رضاعة. وتستطيع الأمهات اللاتي يعتمدن على التغذية بزجاجات الحليب الصناعي (والآباء) الوصول إلى نفس نسبة القرب مع أطفالهم – ولكن قد يستغرق هذا جهدًا أكبر (هناك إغراء كبير منطقي بإسناد الزجاجة عندما تكونين مشغولة أو ترك الزجاجة في فمه عندما تشعرين بالإرهاق).
اتخاذ قرار الرضاعة الطبيعية
القرار واضح بالنسبة لبعض الأمهات المستقبليات؛ حيث تفضل بعضهن الرضاعة الطبيعية أكثر من استخدام الحليب الصناعي قبل حملهن بفترة طويلة، بينما تختار بعضهن الرضاعة الطبيعية بمجرد معرفتها بفوائدها الكثيرة. ولا تتخذ بعض الأمهات قرارها إلا بعدما توشك على الحمل بل والولادة. وحتى الأمهات المقتنعات بأن الرضاعة الطبيعية ليست ملائمة لهن يبقين عاجزات عن التخلص من هذا الشعور الداخلي بأن عليهن تجربتها في جميع الأحوال.
ألم تقرري بعد؟ ضعي هذا الاقتراح بعين الاعتبار: جربيه – قد يعجبك. يمكنك دائمًا التوقف عن الرضاعة الطبيعية وقتما تشائين، ولكن بعد التخلص من هذه الشكوك الداخلية. والأهم من كل هذا، ستجنين أنت وطفلك إحدى أهم فوائد الرضاعة الطبيعية على الإطلاق حتى ولو لوقت قصير.
تأكدي فحسب من إعطاء الرضاعة الطبيعية فرصة عادلة. الأسابيع القليلة الأولى قد تكون صعبة حتى على الأمهات المرضعات الأكثر حماسًا، وهي عملية تعلم بالخبرة (ومع ذلك فالحصول على مساعدة خبير إرضاع قد يسهل من الأمور أكثر إذا واجهت صعوبة). تتراوح مدة الرضاعة الطبيعية اللازمة لبناء علاقة رضاعة طبيعية ناجحة وإعطاء الأم فرصة الوصول إلى قرار أن حليب الثدي ملائم أم لا في النهاية بين 4 إلى 6 أسابيع.
ضعي بعين الاعتبار كذلك أن الرضاعة الطبيعية ليس من الضروري الاعتماد عليها اعتمادًا كليًّا أو لا. فالجمع بين الرضاعة الطبيعية والرضاعة بالحليب الصناعي هو المزيج المثالي بالنسبة لبعض الأمهات.