هل اتبعت حمية من قبل، أو أنقصت وزنك، ثم اكتسبت ما فقدته ثانية وفقدت حافزك؟ لم يفت الأوان أبداً على تغيير رأيك. غير توجهك الفكري تجاه الحمية، واستخدم عقلك للمضي قدماً.
لدي صديقة كانت تتبع الحميات بحماس شديد: فكانت تتناول حساء الكرنب، ومقادير هائلة من البروتينات، ووجبات تتناسب مع فئة دمها، وكانت تلجأ إلى بدائل الوجبات، وما إلى ذلك. ولكن المشكلة هي أنها لم تغير توجهها الفكري العقيم تجاه اتباع الحمية.
فهي تتعامل مع الحميات كما لو كانت حافلات، فتنتقل من واحدة إلى الأخرى. فإذا فاتتها واحدة، فسرعان ما تجد بديلاً لها في دقيقة واحدة. هل فقدت وزنها؟ نعم، لقد فعلت، ولكنها اكتسبت ما فقدته ثانية حتى الفترة التالية التي مارست فيها الحمية حيث تكرر الدورة نفسها.
ما السر وراء أن أغلب الحميات تبدو وكأنها تفيد بشكل مؤقت فقط؟ المشكلة في رأيي تكمن في أن هذه الحميات لا تعلمك الكثير حول تناول الطعام بشكل صحي، ولا تساعدك على تبني توجه فكري صحي تجاه الطعام نفسه. فكثيراً ما يتم استبعاد مجموعات كاملة من الأطعمة كلياً، وهو ما يمكن أن يكون غير صحي بالمرة وفقاً لطبيعة هذه المجموعة، أو حتى يمثل خطراً إذا اتبع لفترة طويلة. إن بدائل الوجبات، على الرغم من أنها مصممة في أيامنا هذه بحيث تكون آمنة من الناحية الغذائية، لا تعطي متبع الحمية أية فكرة حقاً عن طبيعة الوجبة الصحية. فإذا وعدت حمية ما بإنقاص وزنك بسرعة، أراهنك أنها ستركز على استهلاك سعرات حرارية أقل بكثير. فلن ينقص وزنك نتيجة وجود إنزيم سحري حارق للدهون يوجد في فاكهة نادرة الوجود، أو أياً كانت وجهة النظر! علاوة على ذلك، فإنك لن تفقد سوى السوائل وكتلة عضلات قليلة الدهون، ولذا فإن هذا النقصان لن يكون مستديماً بضرورة الحال.
ومن الممكن أن تبعث الحميات على الضجر خاصة إذا كانت شديدة التزمت حيال ما يمكنك تناوله وما لا يمكنك تناوله. ولا يقتصر الأمر على شعورك بالضجر والبدء في تخيل الغوص في الهلام والكريم (مممم، ويا حبذا لو أضيف إليه القليل من الشيكولاتة أيضاً)، ولكنها من الممكن أن تجعل من تناول الطعام خارج البيت مهمة صعبة خاصة إذا كنت بصدد زيارة أصدقائك. فيجب أن تكون رفيقاً مسلياً حقاً كي تعوض رفاقك عن طلباتك المزعجة فيما يتعلق بالطعام. لنواجه الحقيقة: قد يكون من الصعب أن تتفق الحمية وأسلوب حياتك، خاصة إذا كان لديك عائلة تعولها، أو إذا كنت تعمل لساعات طويلة أو غير معتادة. ويأتي بعد ذلك عامل الجوع، والمعدة المتقلبة، والتقلصات المؤدية إلى الدوار التي تفضي كلها في النهاية إلى الإسراف في الاتجاه المعاكس، فالشعور بتأنيب الضمير، ثم الانتقال إلى حمية أخرى على أمل أن تؤتي ثماراً أفضل.
كثير من الناس ممن يودون حقاً إنقاص وزنهم يخفقون في الالتزام بحميتهم أو نظامهم الغذائي. ما الأسلوب الناجح إذن؟ لا يوجد وسيلة واحدة فقط لإنقاص الوزن بنجاح. فأنت في حاجة إلى أن تطور مجموعة من الحيل التي تؤتي ثمارها بالنسبة لك، وتقبل نقاطاً أساسية معينة. أول هذه النقاط هي ضرورة تغيير وجهة نظرك حيال مفهوم الحمية وإنقاص الوزن كلياً. إن أنواع الحميات السالف ذكرها لن تساعدك. فلكي تفقد وزنك وتمنع زيادته مرة أخرى، يتعين عليك تغيير عادات أكلك وأسلوب حياتك إلى الأبد. وقبل أن تصرخ قائلاً إن هذا أمر أصعب حتى من حمية مضغ الزنابير، تذكر أن جوهر فقدان الوزن هو العمل الدءوب على المدى البعيد، لا اتباع حمية سريعة لا تستغرق سوى أربعة أسابيع. لا توجد علاجات سريعة لمشكلة زيادة وزنك، ولكن إذا أدخلت على حياتك تعديلات بسيطة على مدار فترة من الوقت، فستتراكم لتحقق لك نتائج مبهرة.
يجب أن تتحرى الواقعية بعد ذلك حيال أهداف إنقاص وزنك. وليكن هدفك الوصول إلى أفضل هيئة يمكنك الوصول إليها؛ أي أن تتمتع بالسلامة الصحية، لا أن تبدو كعود من القصب. تناول مجموعة متوازنة من الأطعمة مع التركيز على الفواكه، والخضراوات، والبروتينات، والكربوهيدرات، والتقليل من الدهون. إن الحمية المتوازنة مهمة للحفاظ على الصحة، فضلاً عن أنها تجعل التجربة مثيرة بالنسبة لك، وتضمن أنك لن تعاني من رغبات ملحة لا نهاية لها نظراً لحرمان نفسك من أطعمة بعينها. تذكر أنك لست في حاجة إلى تحجيم الحصص التي تتناولها. وستسدي لنفسك معروفاً رائعاً أيضاً إذا صرت نشطاً بدنياً بشكل أكبر. فالتمارين الرياضية تجعلك تشعر بالرضا عن نفسك وتحسن من هيئتك، وتساعدك على السيطرة على شهيتك، وبجانب تناول الطعام بشكل معقول، فهي تساعدك على فقدان الوزن بشكل أسرع. إذا اتبعت هذه الإرشادات، فمن المفترض أن يتقلص وزنك ببطء ولكن بخطى ثابتة، دون أن تشعر كما لو كنت قد عطلت حياتك كلها لمواكبة حمية قصيرة المدى. وربما بلغ بك الأمر إلى الاستمتاع بهذه التجربة أيضاً!
احرص على شرب عصير الفواكه بدلاً من الكولا.
فوفقاً للأبحاث الجديدة التي أجرتها جمعية السكر الأمريكية، فإن علبة واحدة من أي مشروب غازي يومياً كافية لزيادة فرصة إصابتك بمرض السكر بنسبة 85 %. والعلبة الواحدة يومياً من الممكن أن تؤدي إلى زيادة في الوزن توازي 14 رطلاً في غضون أربعة أعوام.
إذا لم أكن أتبع حمية صارمة يُمنع فيها تناول أطعمة معينة، فهل يمكنني تناول الوجبات السريعة أو خلاف ذلك كما أشاء؟
مهلاً. هناك فرق شاسع بين الحصول على قدر بسيط مما تحبه من طعام، والحصول على جائزة أشهر زبون لدى محلات بيع شطائر اللحم المشوي! فمفتاح السر يكمن في أن تجعل من الأطعمة الدسمة، غير الصحية، أمراً عارضاً وليس طعاماً منتظماً، وأن تكتفي بحصص محدودة من هذه الأطعمة. فبهذه الطريقة، لن تشعر بأنك حرمت من شيء. تحرَّ المرونة في تعاملك مع الأمر. فإذا تناولت الطعام بشكل معقول أغلب الوقت، فإن الشذوذ عن هذا النمط لن يمثل فارقاً يذكر.
كيف يمكنني القضاء على شعوري الدائم بالجوع؟
جرب هذه الحيلة الذهنية للتحايل على شهيتك: تخيل قرصاً عليه أرقام يمثل حالة الجوع التي تنتابك من 0-10. تمثل الأرقام 8-10 حالة النهم، و 5-7 حالة الجوع، وما دون 5 حالة عدم الجوع. أين يجب أن يستقر القرص كي تتناول طعامك حالياً؟ لعله يتأرجح حول رقم 4، وحينئذ يجب أن تضبطه على رقم أعلى بقليل بحيث لا تتناول طعامك سوى عندما ينتابك الجوع حقاً. أعد ضبط قرصك في مخيلتك، ربما على الرقم 6 في البداية. وفي كل مرة عندما تشرع في تناول شيء ما، ألقِ نظرة على قرصك وحدد موقعك عليه من حيث درجة الجوع. على مدار فترة من الوقت، ستجد أنك كففت عن الأكل متى كان القرص يشير إلى رقم أدنى من 5. فكر قبل أن تتناول طعامك، ولا تأكل إلا إذا كنت تشعر بالجوع!