لا شك بأن سرطان البروستات يحدث تبدلا كاملا في حياة المريض. فمن شأنه أن يسيطر يوما بعد يوم على تفكيره ويؤثر على نشاطاته. فيكسر روتينه اليومي ويمتحن عواطفه ويقضي على علاقاته بالآخرين.
غير أنّ المصاب غير مضطر للاستسلام للمرض ونتائجه. بل يمكنه أن يتعلم كيفية مكافحة السرطان وتخفيف آثاره متسلحا بنصائح الأطباء ومن سبق لهم الإصابة بالمرض. فالحياة تستمر أثناء المرض وبعده، ويمكن للمريض أن يستمتع بها.
التحضير لزيارات المراجعة
من أكثر الأمور التي يخشاها المصابون بالسرطان هي مراجعة الطبيب لإجراء الفحص الطبي الروتيني. فيأخذون بالقلق قبل عدة أيام من الزيارة خشية أن يكتشف الطبيب تفاقم الحالة. وكلما دخلوا العيادة الطبية، تذكرهم الأدوات والأصوات والروائح بأمور يتمنون نسيانها.
الواقع أنّ هذه الأحاسيس طبيعية، ولكن على المريض أن يتعلم الموازنة بين الأفكار السلبية التي تجتاح ذهنه وبين أفكار أخرى إيجابية. تذكّر مثلا بأن العلاج الطبي الذي تلقيته وما زلت تتبعه هو علاج جيد، يساعدك على البقاء على قيد الحياة. واطرح على الطبيب ما بدا لك من الأسئلة في مراجاعاتك الأولى، كأن تسأل عن عدد الزيارات التي عليك القيام بها لاحقا وعن الفحوصات المطلوبة منك، لتكون أقل توترا في الزيارات اللاحقة.
وسيتوجب عليك في البداية مراجعة الطبيب كل ثلاثة أو أربعة أشهر. أما في ما بعد، فسينخفض عدد الزيارات إلى زيارة واحدة أو اثنتين في السنة. وإضافة إلى الفحص الفيزيائي، تتضمن المراجعة صورة أشعة سينية وفحص لمستضد البروستات النوعي للتأكد من أنّ الورم لم يعد إلى الظهور أو يتطور. ويمكن للطبيب أن يجري فحصا دوريا للكشف عن أنواع أخرى من السرطان، كسرطان القولون مثلا. فالكشف المبكر يسمح بشفاء أنواع السرطان الأخرى أو السيطرة عليها.
أسئلة تطرحها على الطبيب
إن كان لديك ما تسأله حول ما يمكن أن تتوقعه بعد العلاج من سرطان البروستات، اطرحه على الطبيب حتى ولو بدا لك تافها. إليك عشرة أسئلة بوسعك البدء بها:
1. كم مرة عليّ مراجعة الطبيب؟
2. ماذا ستتضمن المراجعة، وهل ستتم دوما بالطريقة نفسها؟
3. ما هي بعض علامات عودة المرض أو تطوره؟
4. ما مدى احتمال ظهور هذه العلامات أو الأعراض؟
5. ما هي التغيرات التي قد ألحظها والتي لا تعتبر خطرة؟
6. هل عليّ تعديل نظامي الغذائي؟
7. هل عليّ تعديل روتيني اليومي؟
8. ماذا أفعل إن شعرت بالألم؟
9. كيف أتصل بك عند الحاجة؟
10. هل من شخص آخر يمكنني التحدث إليه في حال عدم تواجدك؟
التغلب على التأثير العاطفي للسرطان
ما من طريقة محددة للتصرف أو الإحساس عند الإصابة بالسرطان. إذ يولد المرض عواطف متنوعة تختلف باختلاف الأشخاص. والأهم هو أن يكون المريض مدركا ومتقبلا لتصرفاته وعواطفه وأن يعثر على طرق سليمة للتعامل معها.
الأحاسيس المتوقعة
في ما يلي بعض الأحاسيس التي تصاحب عادة سرطان البروستات:
عدم التصديق
عندما يكتشف المريض إصابته بسرطان البروستات فإن الصدمة هي أول شعور يسيطر عليه. فيعجز عن التصديق بأنه مصاب بالمرض، وقد يجد نفسه في حالة أشبه بالحلم لأسابيع، غير قادر على التركيز أو اتخاذ القرارات.
الفزع
يتبع الصدمة شعور مضن بالخوف يصاحبه قلق حاد. فكل ما يفكر فيه المصاب هو السرطان. وتجتاح ذهنه صور مرعبة لما يمكن أن يسببه له المرض. فهو قد يموت أو يقضي بقية حياته يصارع الألم. وقد يعتقد بأن المرض سيجرده من كرامته ومن قدرته على العناية بنفسه أو يمنعه من القيام بالأشياء التي يحبها.
الغضب
فور قبول المريض لحقيقة كونه مصابا بالسرطان يغمره شعور مفاجئ بالغضب رفضا لحالته. وقد يصب جام غضبه على الأشخاص الذين يحاولون مساعدته، كالعائلة أو الطبيب لكونهم أمامه معظم الوقت. والواقع أنه من الطبيعي أن يشعر المريض بالغضب، ولكن إن استسلم لهذا الإحساس وسمح بأن يتملكه فإنه سيربك حياته أكثر من المرض نفسه.
القلق
إذا عانى المريض من الآثار الجانبية للعلاج، كالعنانة أو السلس البولي، فإن التحدث عنها، إضافة إلى المرض، سيسبب له الإحراج.
فمن شأن العنانة والسلس البولي أن يضعفا الثقة بالنفس وأن يحجبا المصاب عن الآخرين وعن الحياة الاجتماعية والعملية خوفا من أن يسبب لنفسه الإحراج. وهي مشاكل يصعب تخطيها على من اعتاد الثقة بنفسه.
الضياع
إن الخضوع لجراحة لاستئصال البروستات يسبب للمريض شعورا بالضياع يصعب وصفه، خاصة إن سببت الجراحة العجز الجنسي. فيحس المصاب بفقدان الذكورة، تماما كما تحس النساء اللواتي يخضعن لاستئصال الرحم أو الثدي بأنهن أقل أنوثة.
فمن شأن علاج سرطان البروستات أن يقلص أو يوقف إنتاج الهرمونات الذكرية، وخاصة التستوستيرون. وقد ينعكس ذلك على كيفية استجابتك للأحداث اليومية. فقد تعجز عن الشعور بالحماس تجاه الأحداث التي كانت تثيرك في ما مضى، كاستلام مشروع جديد في العمل أو الخروج مع الأصدقاء المقربين. وقد يؤدي ذلك إلى إرباك المريض وعائلته لفقدانه متعة الحياة.
الإحباط
يعتبر الإحباط ظاهرة شائعة بين مرضى السرطان. فيشعر المصاب بالحزن العميق واليأس نتيجة لما يعانيه. وقد يصبح متشائما بالنسبة إلى المستقبل. وقد تدوم هذه الحالة لوقت قصير أو تختفي ثم تعود إلى الظهور أو تطول لأسابيع أو شهور.
والواقع أنه من شأن استمرار حالة الإحباط أن يسبب اضطرابا في حياة المرء. فيغرقه في دوامة من اليأس المتفاقم، ويمنعه من بذل أي مجهود لمكافحة مشاكله اليومية. وحين تزداد المشاكل، يتفاقم الإحباط الذي يعاني منه.
ويعاني المصاب بالإحباط من بعض أو كل الأعراض التالية:
● الشعور بحزن دائم.
● فقدان الاهتمام أو اللذة بالقيام بمعظم النشاطات.
● إهمال المسؤوليات الشخصية والعناية بالنفس.
● عصبية ومزاج متقلب.
● تغير في الشهية ونقص أو زيادة في الوزن.
● استيقاظ مبكر متكرر في الصباح أو تغيرات أخرى في نظام النوم.
● شعور بعدم الراحة.
● إحساس بفقدان الأمل أو اليأس.
● تعب شديد أو نقص في الطاقة أو بطء الحركة.
● نظرة سلبية للعالم والآخرين.
● إحساس بانعدام القيمة وشعور غير مبرر بالذنب.
● نقص القدرة على التركيز أو الانتباه أو التذكر.
● ازدياد الشكاوى الجسدية.
● التفكير بالموت أو الانتحار.
وعلاج الإحباط ضروري، وهو يشتمل عادة على أدوية مضادة للإحباط ويؤدي إلى تحسن حوالى 80 بالمئة من الحالات وذلك في غضون أسابيع. غير أنّ معظم الأشخاص لا يخضعون لأي علاج إما لأنهم غير مدركين لحالتهم أو لأنهم لا يجدون في الإحباط مشكلة خطيرة، بل يظنون بأنهم قادرين على تدبر الأمر بأنفسهم.
ما يمكنك القيام به
قد لا تتمكن من التخلص من مشاعر الإحباط التي تسيطر عليك. ولكن يمكنك إيجاد طرق إيجابية لتخطيها ومنعها من التحكم بحياتك. ومن شأن الخطط التالية أن تساعدك على مواجهة بعض مصاعب السرطان:
كن مستعدا
اطرح على الطبيب الأسئلة التي تراودك واقرأ عن سرطان البروستات وعن آثاره الجانبية المحتملة. فكلما قلّت المفاجآت كان التكيف مع المرض أسرع.
حاول قدر الإمكان عدم تغيير روتينك اليومي
لا تسمح للسرطان أو للآثار الجانبية للعلاج أن تغير حياتك اليومية. بل حاول المحافظة على روتينك وعلى نمط حياتك الذي كنت تعيشه قبل اكتشاف الإصابة بالسرطان. عد إلى العمل أو قم برحلة أو اخرج مع أطفالك أو أحفادك. فأنت تحتاج في هذه المرحلة إلى نشاطات ذات هدف ومعنى بالنسبة إليك. ولكن الحركة ستتعبك في البداية، لذا عليك أن تبدأ ببطء وأن تزيد من قدرتك على التحمل تدريجيا.
لا تستسلم لمشاعر الحزن
بل اسع إلى الترفيه عن نفسك، وقم بعمل ممتع مرة في اليوم على الأقل، كممارسة هواية. بالتالي خطط لنشاطات تستمتع بها وتتحمس لها.
مارس التمارين الرياضية بانتظام
إذ تساعد التمارين على مكافحة الإحباط ناهيك عن كونها وسيلة جيدة لتخفيف التوتر والعدوانية.
حاول إيجاد طرق للتأقلم مع حالتك
فإن كنت تعاني من سلس البول، اجلس في المقاعد الخلفية من قاعات الاجتماعات عوضا عن المقدمة. فبهذه الطريقة يمكنك الانسحاب بسرية أكبر لدخول الحمام. واتخذ في الطائرة أو القطار مقعدا لك في الصف المحاذي للممر. وإن لم تكن متأكدا من القدرة على الجلوس قرب الحمام احرص على ارتداء ملابس واقية. وأخيرا تجنب تناول المنتجات المحتوية على الكافيين لأنها تدر البول.
افتح قلبك لأحد الأصدقاء أو أفراد العائلة أو المستشار الطبي
فمن الصعب عليك أن تتحمل وحدك هموم المرض. وفي بعض الأحيان من المفيد التحدث مع شخص آخر عن المشاعر والمخاوف التي تراودك. وبما أنّ الذهن والجسد مرتبطان ارتباطا وثيقا، فإن تحسن الوضع النفسي العام ينعكس إيجابا على قدرة الجسد على مكافحة المرض.
لا تنقطع عن ممارسة الجنس
قد تعمد إلى تجنب أي اتصال جنسي كردة فعل طبيعي للإصابة بالعنانة. ولكن ليس عليك الاستسلام لهذا الشعور. فقد تصبح المداعبة والعناق أكثر أهمية بالنسبة إليك وإلى شريكتك. ومن شأن الحميمية التي تولدها هذه الممارسات العاطفية أن تفوق كل ما شعرت به من قبل. فثمة طرق عديدة للتعبير عن الرغبة الجنسية.
لتكن نظرتك إلى الحياة إيجابية
ليس من الضروري أن يمثل السرطان تجربة سلبية من جميع وجوهها، بل ثمة بعض النقاط الإيجابية فيها. فمن شأن المواجهة مع المرض أن تجعلك تنمو عاطفيا وروحيا، وأن تحدد الأمور الهامة فعليا بالنسبة إليك. كما أنها تدفعك إلى إنهاء الخلافات الطويلة وقضاء وقت أطول مع الأشخاص الذين تحبهم.
استرداد القوة
يشكل التعب أثرا جانبيا شائعا لسرطان البروستات وللعلاج. ومن الممكن أن يمثل بالنسبة إلى المريض عائقا محبطا أثناء كفاحه للحفاظ على برنامجه اليومي وعلى حياته الطبيعية. وينجم التعب عن مجموعة من الأسباب:
● التوتر والإحباط الذين يرافقان تشخيص المرض.
● الصعوبة في النوم.
● العلاج بالجراحة أو بالأشعة.
● اضطرابات الأيض الناجمة عن السرطان أو العلاج.
● انخفاض عدد كريات الدم الحمراء (فقر الدم) نتيجة السرطان أو العلاج.
العناية الذاتية لحالات التعب
لتخفيف التعب، اتبع الخطوات التالية:
أخبر الطبيب
لا تخفي تعبك ولا تحاول تجاهله. فقد يكون ناجما عن مشكلة جسدية قابلة للعلاج، كفقر الدم.
خذ قسطا من الراحة
لا تكافح التعب، ولا تترد في أخذ قيلولة قصيرة من وقت إلى آخر أثناء النهار إن شعرت بالحاجة إلى ذلك.
ضع أمامك أهدافا يمكنك تحقيقها
لا ترهق نفسك بالعمل، ولا تجلس أيضا من دون فعل شيء، لأن الخمول يسبب الإرهاق هو أيضا.
الاستعانة بالآخرين
قد تفضل أن تطلب من الآخرين القيام ببعض الأعمال التي كنت مسؤولا عنها في السابق، كقص الأعشاب أو إزالة الثلوج من مدخل البيت.
مارس تقنيات الاسترخاء. فمقاومة الانفعالات العنيفة، كالقلق والخوف، يساهم في زيادة التعب. تحدث بالتالي إلى الطبيب أو الممرض أو المستشار الطبي حول تقنيات تخفيف التوتر والإجهاد النفسي لاختيار ما يناسبك منها.
حاول النوم جيدا أثناء الليل
وإليك بعض الاقتراحات التي تساعدك على النوم بصورة أفضل:
● تعود على الخلود إلى النوم والاستيقاظ في الوقت نفسه يوميا. فهذه الطريقة تساعد على برمجة الجسد ليتبع مواعيد منتظمة في النوم.
وسائل بسيطة للاسترخاء
يساعد الاسترخاء على تخفيف التوتر الذي يمنعك من التركيز أو النوم أو الشفاء. وثمة طرق عديدة للاسترخاء، وفي ما يلي بعض منها:
التنفس العميق
إنّ التنفس العميق من الحجاب الحاجز يساعد على الاسترخاء أكثر من التنفس من الصدر. كما أنه يستبدل كمية أكبر من ثاني أكسيد الكربون بالأكسيجين ليعطيك طاقة أكبر. وللممارسة التنفس العميق قم بما يلي:
1. اجلس بوضعية مريحة واضعا قدمك على الأرض.
2. أرخ الملابس المشدودة حول البطن والخصر.
3. ضع يديك في حجرك أو على الجنبين.
4. أغمض عينيك إن كان ذلك يساعدك على الاسترخاء.
5. استنشق الهواء ببطء من أنفك وأنت تعد من 1 إلى 4. ودع بطنك يتمدد أثناء التنفس.
6. أمسك نفسك لثانية واحدة ثم ازفر بشكل طبيعي من فمك.
7. كرر هذه العملية حتى تشعر باسترخاء أكبر.
استرخاء العضلات التدريجي
تقوم هذه التقنية على إرخاء سلسلة من العضلات في كل مرة. في البداية، ارفع درجة توتر مجموعة من العضلات، كالذراع أو الساق، بشدها ومن ثم إرخائها ببطء. وركز على إزالة التوتر من كل عضلة. انتقل بعد ذلك إلى مجموعة عضلية أخرى.
تكرار الكلام
اختر كلمة أو جملة تساعدك على الاسترخاء ثم كررها بشكل متواصل. حاول أثناء ذلك أن تتنفس بعمق وببطء وفكر بأشياء تحرك فيك مشاعر ممتعة من الدفء والراحة.
التخيل
تمدد بهدوء وتخيل نفسك في مكان ممتع وهادئ. ثم حاول أن تشعر بالمكان بجميع حواسك وكأنك فيه بالفعل. تخيل مثلا بأنك تستلقي على شاطئ البحر، وحاول أن ترى السماء الزرقاء الصافية وأن تشم رائحة المياه المالحة وأن تسمع صوت الأمواج وتشعر بالنسمات الدافئة على جلدك. فالرسائل التي يتلقاها الدماغ تساعدك على الاسترخاء التام.
● تعوّد على القيام بأمور معينه قبل الخلود إلى النوم، كقراءة كتاب أو أخذ حمام دافئ أو الاسترخاء أمام التلفاز. فهذا الروتين يرسل إلى الدماغ إشارات بأن موعد النوم قد حان.
● تجنب تناول الأطعمة أو المشروبات التي تقلق نومك. فكل ما يحتوي على الكافيين، كالقهوة أو الشوكولا، قد يمنعك من الاستغراق في النوم.
● حاول القيام بنشاط جسدي لمدة 30 دقيقة يوميا على الأقل، ومن المستحسن قبل 5 إلى 6 ساعات من الخلود إلى الفراش، وحافظ على نشاطك أثناء النهار. فالنشاط الجسدي يساعد على النوم بصورة أفضل ليلا.
● إعمد أثناء الليل إلى إغلاق باب غرفتك لكي لا تشعر بالضجيج أثناء النوم. واجعل حرارة الغرفة مريحة وقلّل من السوائل قبل النوم فتقلل من مرات الذهاب إلى الحمام في الليل.
الغذاء والصحة
يوفر الغذاء السليم الطاقة التي تسمح للجسد بالحفاظ على قوته وبأداء وظائفه على أكمل وجه. بالتالي فإن للأطعمة المغذية أهمية خاصة بالنسبة إلى المصابين بالسرطان. فإن كان الطعام الذي يتناوله المريض غير كاف أو غير مناسب، يستنفد الجسد مخزونه من المغذيات. وهذا ما يضعف دفاعاته الطبيعية ضد الإصابات الفيروسية والبكتيرية، التي تشكل خطرا كبيرا يهدد المصابين بالسرطان. إضافة إلى ذلك، كلما كانت نوعية الغذاء أفضل، صار المريض أقدر على تحمل جرعات أكبر من العلاج، كالعلاج بالأشعة، مما يزيد من فرص تدمير الخلايا الخبيثة.
والواقع أنّ ما يتناوله المصاب بالسرطان وعدد المرات التي يجب أن يأكل فيها، يختلف عما لو كان صحيحا. فعادة، تؤكد النصائح الغذائية على ضرورة الإكثار من الفاكهة والخضار والحبوب والتوقف عن أكل الدهون والسكر والملح. ولكن بالنسبة إلى المرضى بالسرطان، فإن الغذاء السليم يقوم على التركيز على الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية لزيادة القوة والطاقة، وعلى تناول كمية أكبر من الأطعمة الغنية بالبروتيين. إذ تساعد البروتينات على ترميم أنسجة الجسم.
زيادة البروتينات والسعرات الحرارية
لزيادة البروتينات والسعرات الحرارية في غذائك:
ركز على مشتقات الألبان
فالحليب والقشدة والجبن والبيض المسلوق هي مصادر جيدة للسعرات الحرارية والبروتين.
أكثر من زبدة الفول السوداني
تناولها مع التوست أو الخبز أو التفاح أو قطع الموز أو البسكويت الهش أو الكرفس. فزبدة الفستق غنية بالسعرات الحرارية والبروتينات.
تناول اللحوم المشوية أو المقلية
فلحم البقر أو الدجاج أو السمك المحضر بهذه الطريقة يحتوي على كمية أكبر من السعرات الحرارية. ناهيك عن أنّ اللحوم تشكل مصدرا جيدا للبروتيين.
أضف إلى طعامك مقبلات غنية بالسعرات الحرارية
أضف إلى الحبوب الهشة (سيريال) السكر المحروق أو العسل أو الكريما. أضف الكريما المثلجة أو المخفوقة إلى الحلوى والكاتو والجيلاتين، وضع على الفاكهة السكر أو الكريما.
تناول مشروبات غنية بالسعرات الحرارية
وتشتمل هذه المشروبات على الحليب وعصير الفاكهة والمشروبات المحتوية على نكهة الفاكهة ومنقوع الشعير والمشروبات غير الكحولية والكاكاو وشراب البيض. أما الماء والقهوة والشاي فلا تحتوي على سعرات حرارية.
تناول مشروبات مغذية
هذه المنتجات، المتوفرة على شكل سائل أو مسحوق، تباع تحت أسماء عدة مثل: Ensure وboost وCarnation Instant Breakfast. وهي غنية بالسعرات الحرارية والبروتينات كما تحتوي على كمية إضافية من الفيتامينات والمعادن.
ماذا عن الأقراص المغذية؟
هل يتوجب عليّ تناول الأقراص المحتوية على الفيتامينات أو المعادن أو الأعشاب؟ وهل تساعد هذه الأقراص على مكافحة السرطان؟ الواقع أنّ الجواب على السؤالين سلبي عموما.
فالأشخاص الذين يعتمدون غذاء سليما أثناء فترة العلاج من السرطان هم أكثر قدرة على مواجهة المرض والآثار الجانبية للعلاج. مع ذلك، ما من دليل علمي على أنّ ملحقات الفيتامينات أو المعادن أو الأعشاب يمكنها أن تشفي المرض أو تساعد على تحمل العلاج بشكل أفضل.
وينصح المعهد الوطني لمكافحة السرطان بأن تستمد حاجتك من الفيتامينات والمعادن والمغذيات الأخرى من الأطعمة أو المشروبات عوضا عن الملحقات. ذلك أنّ الإكثار من بعض الفيتامينات أو المعادن قد يشكل خطرا على الصحة شأنه في ذلك شأن العوز لها. وتشير الدراسات إلى أنّ الجرعات المفرطة من بعض الفيتامينات والمعادن والأعشاب قد تعيق العلاج وتؤثر على فاعليته. بالتالي لا تتناول اية ملحقات من دون استشارة الطبيب أو الخبير الغذائي.
ويمكن استعمال المشروبات الغذائية كبديل لوجبة الطعام إن شعرت بعدم الرغبة في الأكل. كما يمكن تناولها بين الوجبات لتحسين نوعية الغذاء والحصول على عدد أكبر من السعرات الحرارية والبروتينات وغير ذلك من المغذيات. وبما أنّ هذه المشروبات لا تحتاج إلى التبريد، يمكنك حملها في تنقلاتك وتناولها عند الشعور بالجوع أو العطش. ويمكن تثليجها أيضا.
إلا أنّ بعض الأشخاص يجدون صعوبة في تناول هذه المشروبات المغذية لأنهم لا يحبون نكهتها. فإن كنت منهم يمكنك تغيير الطعم بإضافة قطعة من الفاكهة أو ملعقة من البوظة إلى العصير ومزجهما في الخلاطة ومن ثم تناول الخليط مع الثلج.
أما إن لم تكن أكيدا من الفائدة التي تجنيها من هذه المشروبات فناقش الأمر مع الطبيب أو مع خبير غذائي.
تنشيط الشهية للطعام
من الشائع فقدان الشهية في فترة المرض أو الشفاء. فالغثيان والتقيؤ والإحباط والتعب الذي ينجم عن العلاج من السرطان قد يقلل من شهيتك للطعام. ولتحسين نظامك الغذائية وزيادة شهيتك قم بما يلي:
كل كلما شعرت بالجوع
قد تكون معتادا على تناول ثلاث وجبات في اليوم. ولكن أثناء مكافحة السرطان، قد لا تحتمل الالتزام بهذا البرنامج المحدد. فإن طرأ اضطراب على شهيتك وذوقك في الطعام، قد يكون من الأفضل بالنسبة إليك تناول عدة وجبات صغيرة أثناء اليوم. خذ مثلا بضع لقمات من الطعام المناسب لك أو عدة جرعات من المشروبات الغذائية كل ساعة تقريبا. صحيح أنّ الناس لا يأكلون عادة قبل الخلود للنوم، ولكن لا تلتزم بهذه القاعدة إن شعرت بأنك قادر على الأكل.
حضّر بعض الوجبات وجلدها مسبقا
فهذه الطريقة تسمح لك بتناول وجبة سريعة وسهلة التحضير في الأيام التي لا ترغب فيها بطبخ الطعام.
اختر الأطعمة ذات الشكل الجيد والرائحة الشهية
يغير علاج السرطان في بعض الأحيان الإحساس بالذوق والرائحة. فإن لم تعد تشتهي اللحم الأحمر، استبدله بمصادر أخرى للبروتيين، كالدجاج أو السمك أو مشتقات الألبان.
كما أنّ معظم مرضى السرطان يستسيغون تناول الحساء والأطعمة السائلة لسهولة أكلها وهضمها. جرب مثلا الأطباق الخفيفة التوابل والمحضّرة من مشتقات الحليب والبيض والدجاج والمعكرونة. فهذه المأكولات سهلة الهضم عادة.
جرب نماذج جديدة من الأطعمة
فقد لا تعجبك بعض الأطعمة التي كنت تستلذها في السابق، ولكن العكس صحيح أيضا. فتجد نفسك قد بدأت تستسيغ أنواعا كنت تتجنبها.
لا تجبر نفسك على أكل طبقك المفضل
خاصة إذا كنت تعاني من الغثيان. فتناولها في هذه الحالة قد يدفعك إلى تجنبها إلى الأبد لأنك ستربطها دائما بالآثار الجانبية التي سببتها. من الأفضل بالتالي الاحتفاظ بهذه المأكولات للأوقات التي تكون فيها بصحة جيدة.
حسّن نكهة الأكل
قد تشعر في بعض الأحيان بأن ما تأكله لا طعم له. جرب إضافة قليل من التوابل إلى طبقك. كما يمكنك نقع اللحم بعصير الفاكهة أو الصلصات.
قلل من الشراب مع الوجبة
فالمشروبات ضرورية، إذ عليك تناول ما بين 6 و8 أكواب من السوائل يوميا. ولكن حاول تخفيف السوائل مع الطعام لأنها تسبب إحساسا بالشبع، وأرجئها إلى نهاية الوجبة.
غيّر الأجواء أثناء الأكل
فتناول الطعام بأجواء مختلفة قد يحرك شهيتك. قم مثلا بدعوة صديق لمشاركتك الطعام أو أضئ بعض الشموع أو شاهد الفيديو أو برنامجك التلفزيوني المفضل.
وإن بقيت تعاني من مشاكل لبضعة أسابيع بعد العلاج، اطلب نصيحة الطبيب. فقد يوصيك باستشارة خبير غذائي متخصص في مساعدة مرضى السرطان ليضع لك برنامجا غذائيا يلائم ذوقك وحاجاتك الغذائية الخاصة.
علاج الغثيان والإسهال
تساهم الأشعة والأدوية والقلق جميعها في تسبيب الغثيان والإسهال. في ما يلي بعض النصائح العملية لمكافحة هذين العارضين:
الغثيان
● خزن في الثلاجة والخزائن أطعمة مهدئة كالصودا غير الملونة والحساء والبسكويت الهش.
● تناول شيئا جافا، كقطعة توست أو بسكويت مالح، بعد الاستيقاظ.
● تناول المأكولات المملّحة بدل المأكولات المحلاّة.
● تجنب أكل الأطعمة الساخنة أو الدهنية أو المحتوية على البهارات أو القوية الرائحة.
● بعد الأكل اجلس من 10 إلى 20 دقيقة حتى يستقر الطعام في المعدة.
الإسهال
● أكثر من السوائل غير الملونة.
● تناول كميات قليلة من الطعام أثناء النهار عوضا عن ثلاث وجبات كبيرة.
● تناول أطعمة وسوائل تحتوي على البوتاسيوم والصوديوم، وهما من الأملاح المعدنية الهامة غالبا ما يطرحهما الجسم أثناء الإسهال. وتشتمل السوائل الغنية بالصوديوم على المرق والحساء. أما الأطعمة والسوائل الغنية بالبوتاسيوم فتشتمل على الموز ورحيق الدراق أو المشمش والبطاطا المسلوقة أو المهروسة. ويحتوي عصير الفاكهة على كميات كبيرة من الصوديوم والبوتاسيوم.
● تجنب الأطعمة الغنية بالدهون أو المحتوية على جلود أو بذور، والخضار المسببة للغازات كالبروكولي والملفوف والقنبيط.
● جرب تناول اللبن والجبن والأرز والمعكرونة والحبوب الدافئة وزبدة الفستق الطرية والخبز الأبيض والدجاج أو الديك الرومي المنزوع الجلد ولحم البقر الطري.
ملاحظة: في بعض الأحيان تؤدي الأشعة أو وسائل العلاج الأخرى إلى تلف الأمعاء مسببة فقدان القدرة على تحمل مادة اللاكتوز. وفي هذه الحالة يعجز الجسم عن هضم أو امتصاص سكر الحليب المسمى لاكتوز. وتشتمل أعراض عدم تحمل اللاكتوز على إسهال وغازات وتشنجات تبدأ بعد وقت قصير من تناول المأكولات المحتوية على اللاكتوز. بالتالي، إن لاحظت بأن حالات الإسهال التي تعاني منها ناجمة عن عدم قدرتك على تحمل اللاكتوز، يمكن للخبير الغذائي أن يضع لك برنامجا غذائيا غنيا بالوحدات الحرارية وينخفض فيه معدل اللاكتوز.
العودة إلى العمل
إنّ الإصابة بالسرطان لا تضع حدا للقدرة على العمل. فاستنادا إلى التقديرات، فإن 8 من كل 10 مصابين بالسرطان يعودون للعمل من جديد. كما تشير الدراسات بأن إنتاجية هؤلاء تعادل إنتاجية الأشخاص الأصحاء وأنهم لا يأخذون عددا أكبر من الإجازات المرضية.
الواقع أنّ العمل يشكل جزءا هاما من حياتك. فهو يؤمن لك المدخول المادي والمتعة والشعور بأنك عضو مساهم في المجتمع. ناهيك عن أنّ الوظيفة ترفع من معنوياتك وتزيدك ثقة بالنفس، خاصة إن عوملت على أنك عضو منتج في فريق العمل. لذا، يجد كثير من المرضى بأن العودة إلى العمل تساعدهم على الشعور باستعادة حياتهم الطبيعية.
في البداية، قد تشعر بالحاجة إلى إجراء بعض التعديلات، غير أنك ستصبح في ما بعد قادرا على الالتزام ببرنامج أعمال منتظم. لذا، قبل العودة إلى العمل:
● ناقش مع الطبيب حجم المجهود الذي يمكنك بذله. فمن الأفضل غالبا العودة إلى برنامج العمل تدريجيا.
● ناقش مع مديرك إمكانية تعديل ساعات العمل أو حجم الواجبات في بداية عودتك.
● فكر مسبقا بردّة فعلك حين يستفسر زملاؤك عن مرضك وحالتك. فالتدرب على الكلام عن وضعك الصحي قد يسهل عليك الحديث أمامهم.
التواصل مع الأهل والأصدقاء
للسرطان تأثير خانق عندما ترغب بالتحدث عنه. وقد يجد أفراد العائلة صعوبة في تقبل مرضك ويعجزون بالتالي عن التحدث معك في الأمور الهامة. أما أصدقاؤك المخلصون فلا يعرفون ماذا يقولون أو يفعلون لمساعدتك ويخشون إيذاءك بحديثهم، مما يدفعهم إلى تجنب التكلم معك عن وضعك الصحي، حتى أنهم قد يحاولون قضاء وقت أقل معك.
إليك بعض الطرق لكي تسهل على الأهل والأصدقاء تقديم المساعدة اللازمة لك:
احترم حاجة أحبائك للوقت
قد ترغب بمناقشة مسائل هامة متعلقة بمرضك قبل أن يكون بعض أفراد العائلة أو الأصدقاء جاهزين لذلك. حاول هنا أن تفسر لغة الجسد، كقدرتهم مثلا على النظر في عينيك. فإن وجدتهم غير جاهزين للكلام، أعطهم مزيدا من الوقت للتكيف مع الفكرة.
وبالمقابل، إن كان بعض المقربين منك مستعدين للحديث قبلك، حاول تأجيل الأمر من دون الإساءة إليهم، كأن تقول مثلا:” أعلم مدى اهتمامك بي وأنه علينا اتخاذ بعض القرارات الهامة بهذا الشأن، ولكني غير جاهز بعد للحديث في الموضوع. أنا أحتاج فعلا إلى مزيد من الوقت.”
والواقع أنّ الانفتاح والمشاركة ليسا من الصفات الموجودة في جميع العائلات. فقد تكون مقربا جدا من أحد أفراد عائلتك وتجد مع ذلك صعوبة في مناقشة مشاعرك معه.
لذا، من الأسهل في بعض الأحيان التحدث إلى شخص من خارج محيط العائلة والأصدقاء، كالمستشار الطبي أو شخص أصيب سابقا بالسرطان.
اتصل بالأهل والأصدقاء أو قم بزيارتهم
قد تظن بأنه على هؤلاء أن يقوموا هم بزيارتك والاطمئنان على صحتك. والواقع أنّ هذا ما يحدث بالنسبة إلى أفراد العائلة والأصدقاء المقربين. ولكن حاول تذكر أشخاص آخرين من معارفك مروا بأوضاع صحية حرجة وكم كان من الصعب عليك أن تجد ما تقوله أو تفعله لمساعدتهم.
حاول من جهة ثانية تسهيل الحديث على أهلك وأصدقائك
اسأل صديقا عن أعماله مثلا أو قم بدعوة صديق لا يحب الثرثرة لمساعدتك في بعض الأعمال، كتنظيف موقف السيارة مثلا. واسأل الأصحاب الذين يعانون من مشاكل خاصة بهم عن أحوالهم.
اقبل المساعدة من الآخرين ولا تتردد في طلبها
ثمة مناسبات يكون فيها التعاون ضروريا. ومكافحة السرطان هي من الأمور التي لا يمكن للمريض أن يقوم بها بمفرده. والواقع أنّ الأهل والأصدقاء غالبا ما يكونون بانتظار إشارة منك لمساعدتك. فعندما يقولون لك: “أخبرني إذا كنت أستطيع عمل أيّ شيء من أجلك”، لا تتردد بقبول المساعدة. فمعظمهم سيجد سعادة في إظهار اهتمامه بك بطرق عملية، وكل ما يحتاجونه هو دعوة منك تكسر الحاجز الذي تقيمه حولك.
نظم حياتك
من الطبيعي بعد تشخيص الإصابة بالسرطان، وحتى ولو كانت التوقعات إيجابية، أن ترغب بتنظيم حياتك. فتراجع بوليصات التأمين الصحي أو تعدّل وصيتك أو تنظف مخزن البيت وتتخلص من الأغراض التي لم تعد بحاجة إليها.
والواقع أنّ ردة الفعل هذه طبيعية. إذ يدفعك المرض إلى التفكير بحياتك وما يهمك فيها فعلا وما ترغب بتحقيقه، وفي حال كان من المقدر لك أن تموت، كيف تسهل الأمر على عائلتك. فالتخطيط للمستقبل هو أمر مستحب، خاصة وأنه يجنّب العائلة لاحقا الوقوع في خلافات يمكن تفاديها. ولكن عليك الانتباه إلى أنّ التحضير لهذه الأمور قد يسبب القلق لأفراد عائلتك، الذين قد يظنون بأنك فقدت كل أمل بالحياة. لذا، من الأفضل التحدث إليهم لشرح ما تقوم به وتجنيبهم القلق والحزن. وفي حال أردت إبقاء بعض التذكارات، سيكون أفراد العائلة مسرورين بالاحتفاظ بها.
الاشتراك في مجموعات الدعم النفسي
لا يحتاج جميع مرضى السرطان إلى مجموعات دعم نفسي. فالعائلة والأصدقاء يوفرون في معظم الأحيان كل الدعم الذي يحتاجه المريض. إلا أنّ بعض الأشخاص يستفيدون من وجود أناس من خارج محيطهم المباشر يستطيعون التحدث إليهم.
وتنقسم مجموعات الدعم النفسي عموما إلى فئتين، مجموعات بإشراف اختصاصي في الصحة، كالطبيب النفسي أو الممرض، ومجموعات بإشراف أعضاء المجموعة. وتعتبر بعض المجموعات أكثر تنظيما وخبرة، كما تشتمل جلساتها على مناقشات لوسائل علاج جديدة. وتركز مجموعات أخرى على تقديم الدعم العاطفي والنفسي للمريض والحديث عن التجارب الشخصية. كما تركز بعض المجموعات على نوع واحد من الأورام السرطانية، كسرطان البروستات مثلا، بينما تشتمل أخرى على مصابين بأنواع مختلفة من السرطان.
إضافة إلى ذلك، توجد على شبكة الإنترنت مجموعات دعم افتراضية تتيح للمريض التحدث مع مرضى آخرين والحصول على معلومات عن أحدث وسائل علاج السرطان وذلك عبر الحاسوب. ولكن احترس من المعلومات التي تأتيك من مجموعات الدعم الموجودة على الشبكة. فبالرغم من إمكانية كونها مصادر موثوقة للحصول على نصائح قيمة، إلا أنك قد تحصل أحيانا على معلومات غير دقيقة، لا بل مؤذية لصحتك. تجنب بالتالي التعاطي مع أية مجموعة تعدك بالشفاء التام من السرطان أو توحي لك بأن مجموعة الدعم تشكل بديلا للعلاج الطبي. وابحث عوضا عن ذلك عن مجموعات مرتبطة بمنظمات طبية معروفة أو يديرها خبير طبي.
فمهما تنوعت المجموعات يظل الهدف واحد، ألا وهو مساعدة مرضى السرطان على مكافحة المرض والتأقلم معه.
ماذا تقدم مجموعات الدعم النفسي
تشتمل فوائد مجموعات الدعم على:
إحساس بالانتماء والراحة
ثمة رابط مميز بين الأشخاص الذين يمرون بالمحنة نفسها، إذ تنشأ بينهم رابطة صداقة وتعاطف. وعندما تشعر كيف أنّ الآخرين يقبلونك كما أنت، يسهل عليك تقبل وضعك.
أشخاص يفهمون ما تمر به
فالأهل والأصدقاء والأطباء يتعاطفون مع مشاكلك ولكنهم لم يختبروا يوما مشاعرك ومخاوفك.
أما المصابون بالسرطان فهم يتشاركون أمورا عديدة. وأعضاء مجموعات الدعم يعرفون تماما مشاعرك ومعاناتك. وهذا ما يجعلك تشعر بحرية أكبر في التعبير عما يخالجك من أحاسيس من دون أن تخشى إيذاء مشاعرهم أو حدوث سوء تفاهم.
تبادل النصائح
قد تشكّك بالنصائح التي يسديها لك أصدقاؤك المقربون لأنهم لم تسبق لهم الإصابة بالسرطان. بينما يوحي لك أعضاء المجموعة بثقة أكبر لأن نصائحهم نابعة عن خبرة فعلية. وبوسعهم بالتالي أن يخبرونك عن وسائل المكافحة التي نجحت معهم وتلك التي لم تكن ذات فائدة.
فرصة للتعرف على أصدقاء جدد
فقد تلتقي بأصدقاء تجد معهم المتعة ويقدمون لك الدعم اللازم عندما تحتاج إلى أذن تصغي إليك أو شخص يساعدك أو يرافقك في تمارينك الرياضية.
هل أنت بحاجة إلى مجموعة دعم؟
إن الاشتراك بمجموعة دعم لمرضى السرطان قد يشكل خطوة إيجابية بالنسبة إليك، ولكن ليست مجموعات الدعم مفيدة بالنسبة إلى الجميع. فالحصول على الفائدة القصوى منها يستلزم الاستمتاع بالجلسات والاستفادة منها. أما إن لم تشعر بالارتياح، فاركن إلى أحاسيسك وتوقف عن حضور الاجتماعات.
إضافة إلى ذلك لا تقدم كل المجموعات الفائدة المرجوة إلى المرضى. إذ يجب أن توفر المجموعة جوا من التفاؤل والإيجابية. فبعض المجموعات التي لا تتم إدارتها بشكل سليم تتحول إلى مكان لتناقل الأحاديث السلبية فقط مما يسبب لك الإحباط ويضاعف من يأسك.
أما أعظم مساوئ مجموعات الدعم الموجودة على الشبكة فهي جهلك لهوية المتحدث معك وما إذا كان عليك تصديق كل ما تقرؤه.
إيجاد مجموعة دعم
إنّ اختيار مجموعة الدعم يعتمد كثيرا على المجموعات المتوفرة في منطقتك. لاختيار مجموعة دعم تنتسب إليها:
● اطلب مساعدة الطبيب أو الممرض أو مرشد صحي آخر.
● ابحث في دليل الهاتف أو الجرائد عن لوائح لمجموعات الدعم.
● اتصل بالمراكز الاجتماعية أو المكتبات.
● اسأل أشخاصا آخرين مصابون بالمرض أو أصيبوا به سابقا.
وتجدر الإشارة إلى أنّ الانتساب إلى معظم هذه المجموعات يتم مجانا أو يجمع تبرعات اختيارية أو يفرض رسما زهيدا لتغطية التكاليف.
النجاة من السرطان
يطلق تعبير الناجي من السرطان عادة على الشخص الذي لم يتبين لديه أي دليل على وجود خلايا سرطانية ناشطة بعد خمس سنوات من انتهاء العلاج. وبالرغم من الراحة التي يشعر بها من تمكن من محاربة المرض بنجاح، إلا أنّ الشفاء قد يحمل معه تحديات نفسية أخرى.
فأثناء فترة العلاج والشفاء من المرض تكون علاقاتك مع الأهل والأصدقاء مركزة حول وضعك الصحي. وإعادة تركيز هذه العلاقات على مسائل أخرى ومستقبل جديد معهم يتطلب نظرة مختلفة إلى الأمور. فقد تجد صعوبة في بادئ الأمر في استعادة مكانك في العائلة ودائرة الأصدقاء. ومن المهم هنا التحدث مع الآخرين عن مشاعرك ومواجهة مخاوفهم وأسئلتهم بصدر رحب.
فالحقيقة أنّ كثيرا من المعتقدات المتعلقة بالسرطان لا تزال سائدة. فعليك مثلا أن تذكّر أصدقاءك وزملاءك في العمل أنّ السرطان مرض غير معد وأن الدراسات قد أظهرت بأن مرضى السرطان منتجون كغيرهم من الناس.
أخيرا، قد يعني الشفاء من السرطان إبعاد المخاوف والشكوك القديمة ومواجهة تحديات جديدة. ولكن مع تأقلمك مع هذه التغييرات، سيغمرك دون شك إحساس بالرضى والانتصار.
إجابات على بعض تساؤلاتك
ماذا لو ارتفع معدل مستضد البروستات النوعي بعد أشهر على العلاج؟ هل يدل ذلك على عودة المرض؟
هذا ممكن. فارتفاع معدل مستضد البروستات بعد استصال البروستات الجذري قد يشير إلى بقاء بعض من أنسجة البروستات التي يتم استئصالها. وقد تكون هذه الأنسجة سرطانية أو سليمة. أما في حال عدم استئصال البروستات، فقد يشير ارتفاع معدل مستضد البروستات إلى أنّ السرطان يتقدم.
متى يمكنني العودة إلى ممارسة التمارين الرياضية بعد إجراء الجراحة؟
قد يتواصل الشعور بالتعب من 3 إلى 6 أشهر بعد الجراحة. وتعتمد قدرتك على المشاركة في التمارين والمناسبات الرياضية على الحدث الذي تود المشاركة فيه وعلى وضعك الصحي قبل الجراحة. فبعد التئام الجرح، بوسعك المشي إن شعرت بالقدرة على ذلك. وفي الفترة المتراوحة بين ثلاثة وستة أشهر بمقدورك الهرولة أو لعب الغولف أو السباحة أو لعب التنس ولكن من دون بذل كثير من الجهد. غير أنك قد تحتاج لشهور عديدة قبل أن تصبح قادرا على ركوب الدراجة أو امتطاء الحصان، لأنهما من الرياضات التي تسبب ضغطا على أسفل الحوض، حيث يوجد الجرح.