أحيانا أفكر بعمق في الشىء الوحيد الذي يمكنني أن اختاره إذا حكم علي بالنفي إلى جزيرة صحراوية غير مأهولة ؛ إن كان علي أن أختار شىء واحد فقط.. فسوف يكون الأسبرين هو أنسب اختيار، خاصة إذا كنت أعانى أمراض القلب.
يعتبر الأسبرين أحد أقدم الأدوية التي نعرفها، وقد يندهش الكثير من الناس عندما يعلمون أنه مازال يطلق عليه العقار الحديث العجيب في عالم الإعلام. ولكن على الرغم من حقيقة أن يشتهر بأنه يساعد على الوقاية من النوبات القلبية، والسكتة الدماغية، فإن أقل من نصف المرضى الذين ترتفع لديهم نسبة الإصابة بهذه الأمراض يوصف لهم هذا الدواء. ولقد قامت إحدى الدارسات التي نشرت في المجلة الطبية الإنجليزية بتقدير أن ثلاثة آلاف حالة وفيات يمكن منعها على مستوى المملكة المتحدة وأربعين ألف حالة على مستوى العالم إذا وصف الأسبرين كثيرا. وبالنسبة للأشخاص الذين يواجهون خطر الإصابة بنوبة القلب أو الذين أصيبوا بالفعل، فإن خصائص الأسبرين المرققة أو المسيلة للدم تساعد على تحسين تدفق الدم عبر الدورة الدموية وبذلك تقلل من خطر المشكلة في المستقبل. ويمكن أن يستخدم الأسبرين أيضا هؤلاء الذين يعانون مرض الشرايين المحيطية الطرفية (بعيدة عن المركز)، أو الذبحة المستقرة، أو الاختلال الليفي الأذيني (عدم انتظام ضربات القلب). هناك أيضا عمل مثير ويتم إنجازه في هذه اللحظة يؤكد بأن الأسبرين قد يفيد في تقليل نمو سرطان البروستاتا، وذلك بإعاقة نشاط مادة كيماوية معينة في الجسم تسمى Cox-II، ويعتقد أن هذه المادة تعمل على نمو خلايا سرطان البروستاتا.
هل يجب علينا إذا جمع وتخزين الأسبرين ؟ لا، حيث إننا لا نفضل من الناحية الطبية استخدام هذا الدواء عشوائيا على المدى الطويل لأنه يمكن أن يساهم في تكوين قرح المعدة، والنزيف من الأمعاء. وبالنسبة للأشخاص الأصحاء ولكنهم معرضون لخطر الإصابة بأمراض القلب لسبب ما ـ مثل وجود تاريخ للمرض في الأسرة ـ يظل الأمر غير واضح إذا ما كانت كافة فوائد الأسبرين تفوق المخاطر. لكن ما هو يقيني أن الأطباء الآن بحاجة إلى ضمان أن الأسبرين ـ أو أى دواء يخفف من لزوجة الدم ـ يمكن التفكير فيه من أجل المرضى الذين قد يكونون بحاجة إليه. إذا كان لديك تاريخ لمرض الذبحة، أو أمراض القلب، أو نوبات قلبية، أو سكتات دماغية، ولم تكن تتناول أسبرين ؛ فيجب عليك أن تسأل الطبيب عما إذا كان هناك أي سبب لتجنب تناوله، فإن تناول الأسبرين يوميا يمكن أن يكون حاسما لدوام صحتك سالمة.
يبدو أن الأسبرين لا يستخدم كعلاج وقائي طويل المدى ضد نوبات القلب والسكتات الدماغية. ولكن إذا سبق أن عانيت هذه الحالات وكان لك معها تاريخ ؛ فيجب عليك أن تسأل الطبيب عما إذا كان يمكن أن تستفيد من هذا الدواء أم لا.