التصنيفات
صحة ورعاية الطفل

مرحلة الطفولة المبكرة: الرفض والعناد، اللعب والألعاب، إثبات الذات، أسئلة الطفل

يتضح في مرحلة الطفولة المبكرة، أو كما يطلق عليها البعض مرحلة ما قبل المدرسة السرعة في نمو الطفل العقلي والمعرفي، فكما بينت بعض الدراسات أن 50 بالمائة من ذكاء الطفل وقدراته العقلية يتكون في الفترة ما بين الميلاد والعام الرابع، و30 بالمائة يتكون ما بين سن (4 – 8 سنوات).

تزداد في هذه المرحلة مفردات الطفل اللغوية بشكل سريع، ويبحث عن المعرفة من الوالدين والآخرين المحيطين به، فيكثر من الأسئلة المتعلقة بالطبيعة ومعنى الوجود والأشياء التي تدور حوله. كما أنه ينمو سريعاً من الجانب الاجتماعي ويبدأ في استيعاب قوانين العلاقات مع الآخرين المحيطين به والأقران. ويميل للعب الخيالي والإبداعي واللعب ضمن مجموعات، ويدرك معاني الصواب والخطأ والخير والشر. يميل إلى تأكيد ذاته وإثبات وجوده، يظهر ذلك في ميله للعناد والغضب إن مُنع من عمل يرغب فيه، وتعبيره عن الرفض والإكثار من قول كلمة (لا)..

إذاً مرحلة الطفولة المبكرة لها خصوصية معينة، وتتطلب من الأم والأب أيضاً الاهتمام بتوجيه الطفل والإجابة عن أسئلته بصدق، وإشباع فضوله للمعرفة، واحترام شخصيته، ووضع القواعد والقوانين لضبط سلوكه وتربيته.

وسأوضح فيما يلي، أهم المحاور التي يمكن أن تلقي الضوء على الجوانب الأساسية من مرحلة الطفولة المبكرة، والمرتبطة بدور الوالدين في توجيه أطفالهم وإخراج العملاق من داخلهم. والمحاور هي: 1– إثبات الذات وتأكيد وجودها. 2– أسئلة الطفل وميله للاستكشاف. 3– أهمية اللعب والألعاب.

1– إثبات الذات وتأكيد وجودها:

عندما يصل الطفل إلى نهاية العام الثاني وبداية العام الثالث تولد ذاته، فيدرك أنه شخص آخر منفصل عن الأم، ويتزامن ذلك مع قدرته على استعمال اللغة، وظهور مجموعة من السلوكيات التي تدل على ميله إلى إثبات ذاته وتأكيد وجودها، من قبيل: قوله لكلمة (لا) بكثرة وميله للعناد والرفض، كرفض الطعام ورفض لباس معين ورفض غسل اليدين بعد الأكل ورفض النوم.. ميل الطفل إلى الرفض دليل على وجود أزمة نمو وصراع داخلي مع أمه أولاً، والآخرين الحميمين ثانياً، سرعان ما تتلاشى عندما يكون التواصل بينهما طيباً ومبنياً على أسس من الاحترام والتفهم لطبيعة الطفل والمرحلة التي يمر بها.

وأيضاً من علامات ميل الطفل لإثبات ذاته، إدراكه لنفسه كشخص بين أشخاص آخرين، ويبدأ في استيعاب قواعد العلاقات الاجتماعية كالتعاون والمشاركة والرغبة في كسب قبول ورضا الوالدين والمحيطين به عموماً، والتلاعب بمشاعر وأحاسيس الأم من أجل التحكم في المواقف لتلبي طلباته ورغباته. وتلعب الأم والأب دوراً أساسياً في توجيه الطفل ليتمكن من تجاوز أزمة الميلاد النفسي والصراع والرغبة في الرفض، وليتعلم كيف يعتمد على نفسه ويتحمل مسئوليتها ومسئولية علاقته بالآخرين.

ميل الطفل للرفض والعناد وقول كلمة (لا)

يظهر الرفض والعناد لدى الطفل في بداية العام الثالث مع أزمة ميلاد الذات وإحساس الطفل بتفرده ووجوده كشخص مستقل ومنفصل عن الأم.

خلال تلك الأزمة قد يتعامل الكثير من الأمهات والأباء كرد فعل لتصرفات أطفالهم، فتميل أساليبهم التربوية للسلبية، القسوة والعنف والتهديد وسحب الحب والصراخ.. وهي أساليب لا تجدي نفعاً وتجعل الطفل يستمر في عناده ورفضه، بل والأكثر من ذلك قد تظهر لديه مشاكل سلوكية أخرى كالعدوانية والانسحاب والخوف ونوبات الغضب.. نظراً لأن الصراعات ستصبح حتمية بينه وبين والديه في مثل هذه الحالات.

سلوكيات العناد والرفض من قبل الطفل يجب أن لا تؤخذ على أنها غير مقبولة وتستحق العقاب، بل يجب أن تؤخد على أنها تحمل في مضمونها رسائل خفية، تهدف إلى تبليغ الوالدين أن الطفل يعاني من أزمة نفسية بسبب إدراكه لوجوده المنفرد وحاجته لمشاعر الأمان، لذلك أساليب الوالدين يجب أن تميل للمرونة والاستجابة للرسائل لا للسلوكيات بحد ذاتها. فالطفل يحتاج للحب والحنان من جهة، ومن جهة أخرى يحتاج إلى قواعد وقوانين تنظم سلوكياته كي يستوعب نظام العلاقات وطريقة التعبير عن احتياجاته.

فمثلاً، في مواقف العناد، لو أخذنا الجانب الإيجابي لهذا السلوك لوجدنا أنه يدل على قوة شخصية الطفل، وحاجته الأساسية للاستقلالية والتي هي مطلب من مطالب النمو الطبيعي. في هذه المواقف يجب على الأم (والأب) أن تمنح اختياراً قدر المستطاع (تريد كأساً من عصير البرتقال أو التفاح) (يمكنك مشاهدة التلفاز لمدة نصف ساعة قرر أنت ما الذي ترغب في مشاهدته). ويجب عليها أيضاً أن تتقبل مشاعره (أرى أنك غاضب، ما الذي أزعجك؟) لا تحاول الاستهانة بتلك المشاعر باستخدام أساليب القسوة والصراخ، أو الضغط المباشر الذي يولد العنف ويؤدي إلى تحطيم شخصية الطفل وهي لا تزال في بداية تكوينها، وإلى مشاعر الإحباط، ومن ثم تظهر المشاكل السلوكيه والنفسية، وفي المراهقة تتصاعد تلك المشاكل وتأخذ أشكالاً أخرى في التعبير عنها.

إن استخدام أساليب الحل الوسط وتقديم الاختيارات والحوار وتقدير المشاعر والاحترام والثناء والحزم والتركيز على الرسائل والنية بدل التسرع في معاقبة الطفل على سلوكه… كلها أساليب تساعد الطفل على تأكيد وجوده على أسس سليمة وتساعد على بناء علاقة طيبة بوالديه (سأوضح تلك الأساليب بالتفصيل في الجزء الثاني).

الاعتماد على النفس وفهم قواعد اللعبة الاجتماعية

تظهر لدى الطفل في نهاية العام الثالث ومع ميلاد ذاته، سلوكيات تدل على ميله إلى الاعتماد على نفسه، وميله لفهم قواعد اللعبة الاجتماعية.

يميل الطفل إلى أن يعتمد على نفسه في إنجاز المهام المتعلقة بارتداء ملابسه وربط حذائه وتناول طعامه.. فنراه يبذل مجهوداً كبيراً في المحاولة والخطأ إلى ان يتقن ما يقوم به، وقد يستمر ذلك لعدة شهور. ويتطور في ميله إلى الاعتماد على نفسه خلال مراحل نموه، ليصل إلى أن يستحم لوحده ويؤدي واجباته ويرتب غرفته ويساعد والديه… كل الأمور التي يتعلمها والتي قد تبدو بسيطة وتساعده على التصرف باستقلالية، من شأنها أن تزيد من ثقته في كفاءته وقدرته على النجاح في هذا العالم.

ويلعب الوالدان دوراً أساسياً في تدريب الطفل على الاعتماد على نفسه وتحمل مسئوليتها. يلعب الوالدان هذا الدور من جهتين: من جهة، التحمل والصبر لينجز الطفل ما يقوم به دون التسرع في التدخل والقيام نيابة عنه بما يمكنه هو أنه يتقنه خلال أيام أو شهور مع تكرار المحاولات. ومن جهة أخرى، تدريبه على القيام بمهمات جديدة مناسبة لسنه وتسير في اتجاه ما هو قادر بالفعل على إنجازه حتى تلك الفترة.

الكثير من الأمهات ينفذ صبرهن بسهولة، ويجدن أنه من الأسهل لهن التدخل وإتمام العمل الذي يمكن لأطفالهن إتقانه مع تكرار المحاولات، وبهذه الطريقة يشكلن عائقاً أمام إمكانياتهم للتدرب على مهارات الاستقلال وتحمل المسئولية، ودون قصد منهن وعن حسن نية يسببن الكثير من الإحباط والشعور بالعجز وعدم الكفاءة والأذى لأطفالهن.

يحتاج الطفل إلى مساندة ودعم الوالدين في كل خطوة من خطوات التدرب على المهارات الجديدة (كمهارة قيادة الدراجة أو السباحة..) لمساعدته على التخلص من مشاعر الخوف والإحباط، تلك المشاعر المرتبطة بكل ما هو جديد وغير مألوف، فالطفل بطبيعته يرغب في التعلم والتجربة والاكتشاف، لكن هذه الرغبة يجب أن تحاط برعاية الوالدين وتوجيهاتهما، كي تعمل على تطور الطفل من جميع النواحي العقلية والاجتماعية والجسمية، وتنمية ثقته وتقديره لذاته.

وتدريجياً يتمكن الطفل من فهم قواعد اللعبة الاجتماعية، كالتعاون والتفاوض والمشاركة والصداقة والتعاطف.. لذلك لا بد من تدريبه على تلك المهارات..

قبل كل شيء أنت قدوة لأبنائك، عندما تتحلى بالمهارات الاجتماعية، كالإنصات والتحدث والتحكم في الغضب والتعاطف والتسامح والتعاون واحترام وجهة نظر الآخر واحترام القانون وتقديم المساعدة لمن هم في حاجة إليها والقدرة على تكوين صداقات، فإن أطفالك تلقائياً يقلدونك.

امنح طفلك مسئوليات داخل البيت، كإعداد المائدة وجمع الألعاب وترتيب الغرفة، شعوره بأنه قادر على تقديم العون لوالديه وإخوته يساعده على تقدير ذاته والثقة في إمكانياته الاجتماعية.

اجعل طفلك يدرك أن السلوكيات التي تؤذي إخوته أو تسيء إليهم لا يحق له القيام بها، كالعض والدفع والضرب، فعندما تسمح له بضرب أخته فإنه سوف يؤذي الآخرين، ويجب أن يدرك أن تلك التصرفات خاطئة ونتائجها سلبية.

علمه معنى التفاوض للوصول إلى الحل الوسط، معنى الأخذ والعطاء. على سبيل المثال: «إذا أردت أن تذهب إلى الغابة ساعدني في ترتيب الغرفة»، أو «إذا توقفت عن البكاء سأعطيك قطعة من الشوكولا».

درب طفلك على مهارات تكوين الأصدقاء والتعامل مع الأقران. أهمية أن يشارك الأطفال الآخرين ألعابه، ويتحكم في غضبه، وكيف يمكنه التوصل لتفاهم مشترك وحل وسط، وكيف يقول كلمة (لا) دون أن يجرح الآخر. وكيف يدافع عن نفسه من الطفل المعتدي ليقف واثقاً من نفسه ويقول له (لا تضايقني) أو (ابتعد عني)، فالمتنمر يصل لغايته عندما يرى ضحيته تنكمش وتخاف منه. ساعده ليكون فرداً ضمن مجموعة لعب سواء في النادي أو المدرسة أو داخل الأسرة، وعلمه كيف يكون إيجابياً ومحبوباً داخل تلك المجموعة. فلكي يكون الطفل ناجحاً اجتماعياً يجب أن يتحلى بالصفات التالية:

– يمتلك مهارات التواصل كالإنصات والتحكم في الغضب وتقبل وجهة نظر الآخر.

– يميل للتعاون والمشاركة وقادر على تلبية احتياجات الآخر العاطفية.

– جذاب ومحبوب، وفي نفس الوقت واثق من نفسه ويدافع عن حدوده ضد الأطفال العدوانيين والمتنمرين.

وختاماً أنت النموذج لأطفالك فهم يحذون حذوك، تعلم كيف تقول لهم أنت كلمة (لا) لتضع الحدود والقواعد، وكيف تحمي نفسك من مطالبهم التي قد لا تنتهي. من خلال تصرفاتك توضح لهم أنك تمتلك تقدير ذات كاف لوضع الحدود وحماية نفسك من أن تكون ضحية، وأن لكل منكما احتياجاته المشروعة. وأفضل شيء تستطيع فعله في كل مرحلة من مراحل نموه هو مشاركته والاستمتاع بصحبته، فمن خلال علاقته بك يتعلم فن التواصل.

2– أسئلة الطفل

يميل الطفل في مرحلة الطفولة المبكرة من سن (2 إلى 7 سنوات) إلى توجيه الكثير من الأسئلة لوالديه، وللأشخاص المهمين في حياته والمحيطين به. أسئلة من قبيل: «لماذا يجب أن أنام باكراً؟» أو «كيف يطير العصفور؟».. أسئلة الطفل هي دليل على ميله لاكتساب المعلومات عن العالم والأحداث من حوله، وقدرته على استيعابها. لذلك ينبغي الإجابة عن أسئلته بطريقة مبسطة وصادقة لنضمن له نمواً معرفياً سليماً.

ومن الأخطاء التي قد ترتكب في حق الطفل هي تجاهل الرد عن أسئلته، واعتبارها غريبة ومملة، أو إعطاء إجابات خاطئة وغير صحيحة، أو إسكاته وقمعه، كل ذلك قد يسبب له شعوراً بالذنب، ويؤدي إلى تأثيرات سلبية على تطوره المعرفي والعقلي والإبداعي.

في بعض الأحيان قد تكون أسئلة الطفل محرجة بالنسبة للوالدين، كأسئلته المتعلقة بأعضائه التناسلية والجنس. تلك الأسئلة قد تواجه بالتعنيف أو التجاهل، أو قد تعطى له تفسيرات خاطئة. ومن أجل نموه المعرفي الإيجابي يجب الاعتماد على المعلومات العلمية عند الإجابة عن استفسارات الطفل المحرجة، وبشكل مبسط مناسب للمرحلة العمرية التي يمر بها، فالمعلومات التي يسمعها في هذه المرحلة يأخذها كحقائق مسلم بها ولا تمحى، وهي تشكل أساسيات يبني عليها قيمه ومعتقداته ومشاعره.

أيضاً في بعض الأحيان للإجابة عن تساؤلات الطفل يمكن الاستعانة بالكتب والانترنيت والصور والموسوعات، كما أنه من الممكن جعل الرحلات إلى المتاحف والمناطق الطبيعية وزيارة المسجد والمكتبة والمستشفى فرص للتعلم ولتزويده بالمعلومات. وفي أحيان أخرى يمكن تدريب الطفل ليحصل على المعلومات بنفسه، بالقراءة أو مشاهدة التلفاز، تحت إشراف وتوجيه والديه.

وختاماً فإن الإجابة عن تساؤلات الطفل، وإدخال روح المرح والتسلية في تلك الإجابات، وتوفير بيئة تشجع على تلقي المعلومات وتجعلها متعة بالنسبة للطفل، كل ذلك يساعد على نمو التفكير الإبداعي والنقدي لديه، كما أنه يقوي العلاقة بينه وبين والديه والمحيطين به.

القراءة مصدر للمعلومات

تعتبر القراءة مصدر مهم للمعلومات، ويجب تدريب الطفل عليها في السنوات الأولى من عمره، لتصبح هواية يمارسها ويتمسك بها كوسيلة من وسائل تحقيق ذاته. وتعتبر القراءة حاجة ملحة في عصرنا الحالي المتصف بالإنفجار المعرفي، فهي تمكن الفرد من التعلم والإطلاع على ما تنتجه البشرية من معارف وعلوم، كما أنها تساعد الفرد للقضاء على وقت الفراغ والتسامي بالفكر والشخصية.

ويتطلب تعويد وتحبيب الطفل في القراءة ما يلي

– القدوة مهمة دائماً بالنسبة للطفل فهو يميل للتقليد، لذلك عندما يميل المحيطون به للقراءة، وخاصة الوالدان، يميل هو تلقائياً لأن يتعامل مع الكتب ويُقبل على قراءتها.

– تجهيز مكان مخصص للكتب داخل البيت، مكتبة صغيرة، لينمو الطفل وهو مدرك لمدى أهمية الكتاب والقراءة لدى أعضاء أسرته.

– شراء الكتب المناسبة لعمر الطفل الصغير، والتي تتصف بالإخراج الجميل والصور الجذابة والحروف الكبيرة.

– ترغيب الطفل في زيارة المكتبات، ومساعدته على شراء الكتاب المناسب لسنه.

– عدم الإفراط في شراء الكتب للطفل، لا يُشترى له كتاب إلا بعد إنتهائه من الإطلاع على السابق. وتعليمه كيفية المحافظة عليها من أن تتمزق وتتسخ.

– رواية القصص وقراءة الكتب بصوت مسموع للطفل في سن مبكر، من الأشهر الأولى، ولبضع دقائق في اليوم، تجعله يستمتع ويتبرمج على حب الكتاب والمعرفة لارتباطهما لديه بمتعة حضور الأم أو الأب وبالارتياح الناتج عن علاقته الطيبة بهما.

– موضوع الحكاية يجب أن يكون ضمن دائرة اهتمام الطفل حسب سنه. فمثلاً، في بداية العام الثالت تشده الحكايات المتعلقة بالحيوانات وبالأطفال المتعاونين مع والديهم.

– يجب أن يكون الطفل في وضع مريح من حيث النظافة والغذاء عند قراءة القصة له، وأن تتم القراءة بصوت هادئ وضمن أجواء مريحة بعيدة عما يمكن أن يشتت انتباهه، كوجود التلفاز مثلاً.

– تشجيع الطفل ليبحث عن المعلومات بنفسه، تعليمه كيف يتعلم، تعليمه طرق فك رموز الكتابات التي يجدها في المجلات والكتب ولافتات الشوارع أو المحلات التجارية ومساعدته على تهجيها، وليكن ذلك مصحوباً بروح المرح واللعب.

– استعمال اللعب التخيلي كوسيلة لتحبيب الطفل في القراءة والبحث عن المعلومات، كما تنمي التفكير الإبداعي لديه، بهدف مساعدته على توليد أفكار جديدة. ويتم ذلك عن طريق طرح أسئلة متنوعة تعتمد على قدرة المخ الهائلة على إيجاد الروابط الذهنية بين الأمور، وتحتاج لتفكير وبحث من قبله، وهي طريقة تحفز مخ الطفل ليبدع، فالأطفال بفطرتهم أعظم المبدعين، يستخدمون خيالهم في اللعب والبحث، وعلينا مساعدهم ليستمروا عبر مراحل حياتهم مبدعين وباحثين عن المعرفة وليعتادوا على التفكير بتلك الطريقة، على سبيل المثال: ما هي العلاقة بين الطاولة والأكل؟ وبين السكين والخبز؟ ما هي أوجه الشبه والاختلاف بيني وبين القطة؟ وبين الرضيع والطفل الأكبر؟ رأيت أمك غاضبة فكر في 5 أسباب جعلتها غاضبة في تلك اللحظة؟… وهكذا.

– مساعدة الطفل على اكتشاف متعة القراءة بدلاً من الإدمان على التلفاز والألعاب الالكترونية والانترنيت.

التلفاز كوسيلة للترفيه واكتساب المعرفة

أصبح التلفاز جزءاً لا يتجزأ من الأثاث المنزلي، كما أنه مصدر ترفيه لجميع أفراد العائلة. إنه وسيلة ترفيهية وتعليمية وتربوية، ووسيلة لمعرفة ما يجري حول العالم من أحداث.

مثلما التلفاز يشد الكبار فإنه يشد الأطفال أيضاً حتى الرضع منهم قد يستمتعون بوجوده، فمن أهم مميزاته أنه يعتمد على الصوت والصورة واللون والحركة… ومن منطلق هذه الميزة تتضح خطورته كأداة متنوعة البرامج ومختلفة الاتجاهات والقيم، لذلك هو في حد ذاته ليس شراً لكن إدمان الأطفال على مشاهدته قد تشوه نظرتهم للواقع. فعدم رقابة الأهل للبرامج التي يراها أبناؤهم، وللفترة الزمنية التي يقضونها أمامه، إضافة إلى أنهم هم أنفسهم قد يقضون معظم وقتهم أمامه فتصبح مشاهدة التلفاز بالنسبة للأبناء الوسيلة الأفضل للترفيه، كل ذلك يجعل تأثيره السلبي أمراً مؤكداً.

يميل الكثير من الأطفال إلى الإدمان على مشاهدة التلفاز، خاصة وأن بعض الأمهات يجدن فيه الوسيلة الأفضل لإلهاء أبنائهن، فمن أجل أن يستطعن القيام بأعمالهن، لا يراقبن نوعية البرامج التي يراها أطفالهن، ولا يراقبن طول الفترة الزمنية التي يقضونها أمامه.

لذلك فالتلفاز بالنسبة للأطفال هو سلاح ذو حدين، من ناحية هو مفيد لما يتضمنه من برامج ثقافية وألعاب تربوية وترفيهية تساعد على تنمية التفكير والخيال، ومن ناحية أخرى فإن تأثيره قد يكون سلبياً في غياب رقابة الأهل، وفي حالة الإدمان على مشاهدته، ومن أهم سلبياته ما يلي:

– من أهم مساوئه أن الشخص لا يتفاعل مع الأحداث (فعل ورد فعل) لكنه متلق فقط. فهو يرى ويسمع وهو مستلق وجالس، لذلك قد يؤثر ذلك على حيوية مخيلة الطفل وإبداعه خاصة عندما تتجاوز مشاهدته التوقيت المناسب. والتوقيت المناسب هو نصف ساعة بالنسبة للأطفال الذين أعمارهم أقل من 4 سنوات وساعة بالنسبة للأطفال الأكبر، فالطفل بحاجة للعب وتنمية الهوايات كالقراءة والرياضة. كما أنه يؤثر على نشاط الطفل الجسمي فيميل للاسترخاء والكسل.

– مشاهد العنف في التلفاز، كالقتل والحرب والشجار، تدخل العقل الباطن وتصبح صوراً تتكرر في ذهن الطفل فيميل للعنف. وقد بينت الكثير من الدراسات النفسية أن جلوس الأطفال والمراهقين لفترات تتجاوز (3 ساعات) أمام الشاشة يومياً، وهم يشاهدون مشاهد العنف، هم أكثر ميلاً لسلوكيات العنف والعدوانية مقارنة بأقرانهم. كا أن تلك المشاهد تسبب الخوف والقلق لديهم.

– الإفراط في مشاهدة التلفاز قد تؤثر على نظر الطفل وقدرته على التركيز. كما أنها تؤثر على قدرته في تنمية الهوايات الأخرى والتي تعتبر أكثر أهمية بالنسبة له، كالقراءة والرياضة واللعب مع الأقران.

– تواجد التلفاز مفتوحاً طوال اليوم يؤثر سلباً على تفاعل أعضاء الأسرة بعضهم ببعض، حيث يقل الحوار أو يكاد ينعدم، والمتضرر الأول من تلك الوضعية هم الأبناء.

ومن أجل أن تجعل من التلفاز أداة مفيدة وبناءة لأطفالك، عليك أن تراقب ما يشاهدونه وتتحكم في الفترة الزمنية التي يقضونها أمامه. وأوضح ذلك في ما يلي:

– يجب أن تكون أنت المتحكم في استعمال التلفاز. متحكم في الفترة الزمنية التي يقضيها طفلك أمام التلفاز، ومتحكم في نوعية البرامج التي يشاهدها.

– لا تسمح لطفلك قبل نومه بمشاهدة أفلام الرسوم المتحركة أو أية برامج أخرى، كي لا يزداد نشاطاً وإثارة، فيصعب نومه في الوقت المحدد له، من الأفضل قبل نومه أن تحكي له حكاية هادفة.

– لا تستخدم التلفاز كأداة لإبعاد طفلك عن إزعاجك، أو كوسيلة إلهاء.

– لا تشعر بالذنب إن وجدت طفلك مصراً على ترك التلفاز مفتوحاً، امنعه باستخدم السلطة الحازمة وتعلم كيف تقول كلمة (لا)، وساعده كي يختار بدائل أخرى من الأنشطة والألعاب المتوفرة لديه.

– لا تسمح له بمشاهدة البرامج العنيفة والمخيفة، راقب ما يشاهده باستمرار، فالأطفال في هذه المرحلة من السهل برمجتهم على ما يرونه من مشاهد ويسمعونه من أقوال.

– في كثير من الأحيان شارك طفلك ما يراه من برامج. إنها فرص لتبادل الحوار وتوجيهه، وفرص لإدخال روح المرح والضحك في علاقتكما، وتعميق أواصر التواصل والمحبة بينكما.

إذاً يتضح مما سبق، ميل الطفل في مرحلة الطفولة المبكرة إلى توجيه الكثير من الأسئلة لوالديه وللمحيطين به، ومدى شغفه بحب الاستكشاف والبحث عن المعرفة. لذلك لا بد للوالدين من الإجابة عن تساؤلاته، وتدريبه ليحصل على المعلومات بنفسه من خلال القراءة ومشاهدة التلفاز تحت إشرافهما وتوجيههما.

3– أهمية اللعب والألعاب

اللعب هو نشاط موجه، أو غير موجه، يمارسه الطفل من أجل تحقيق المتعة والتسلية. وللعب دور رئيسي في تكوين شخصية الطفل من جميع النواحي النفسية والمعرفية والاجتماعية والجسمية، ويساهم في نمو مهاراته اللغوية.

لقد اهتمت الكثير من النظريات بتفسير ظاهرة اللعب عند الأطفال، فرأى بعض العلماء أن وظيفة اللعب الأساسية هي: التخلص من الطاقة الزائدة. ويرى بعضهم الآخر أن للعب وظيفة بيولوجية وإعداداً للحياة المستقبلية، فالطفل يدرب أعضاءه للعمل الجدي في المستقبل، والطفل الذكر سيصبح حامياً ومدافعاً عن الوطن والأسرة، والطفلة الأنثى ستصبح أماً مربية، وحسب هذه النظرية يميل الولد للعب الخشن كالجري والتسلق، وتميل البنت للعب الهادئ كترتيب الدمى وهدهدتها. وهناك من يرى أن اللعب يساعد على اكتمال نمو الأعضاء ولاسيما المخ والجهاز العصبي. واللعب كما يرى آخرون هو تعبير رمزي عن رغبات محبطة ومتاعب لا شعورية يعاني منها الطفل، فيميل للعب ليخفف عن ما يعانيه من قلق وتوتر.

اللعب وسيلة الطفل للمتعة وتطوير مهاراته الحركية واليدوية والإبداعية، كما أنه وسيلته لاكتشاف العالم من حوله، ووسيلته لتعلم قوانين اللعبة الاجتماعية والتواصل مع الأقران الآخرين. والتساؤلات التي يمكن أن تطرح، ما هي فوائد اللعب؟ وما هي أنواع اللعب؟ وما هو دورنا كمربين في مجال توجيه اللعب لدى الأطفال؟

فوائد اللعب

يولد الطفل وهو مزود بكل الإمكانيات البيولوجية ليكون ذاتاً إنسانية، ومن خلال تفاعله مع الآخرين، أولهم الأم والأب، يكتمل نموه الجسمي والعقلي والاجتماعي. ويستمر نموه طوال مرحلة الطفولة التي تمتد من الميلاد إلى سن (11 – 13 سنة)، ليصبح في أواخر مرحلة المراهقة الطفل الذكر رجلاً والطفلة الأنثى امرأة. وللعب فوائد كثيرة أساسية من أجل اكتمال نمو إمكانياته البيولوجية، فباللعب يمرن الطفل أعضاءه ويتعلم كيف يواجه أدواره المستقبلية وكيف يواجه تحديات الحياة. من أهم فوائد اللعب ما يلي:

– تساعد ألعاب القفز والركض والجري والتسلق، على تقوية جسم الطفل وتنمية عضلاته.

– ينمي اللعب الجانب العقلي المعرفي لدى الطفل، فمن خلال نشاطه الموجه وغير الموجه يتعلم طرق حل المشكلات ووضع الفروض واستنباط النتائج.

– ينمي اللعب الذكاء الابداعي لدى الطفل، ويتمثل هذا النوع من الذكاء في قدرة الطفل على توليد أفكار جديدة والربط بين الأمور والتخيل. فمثلاً، لو أعطينا طفلاً صندوقاً من الكرتون، من خلال اللعب قد يصبح بالنسبة له منزلاً أو مخبئاً سرياً أو كهفاً أو قارباً أو حجراً لبناء.. فالأطفال هم أعظم المبدعين. ومؤخراً أجريت تجربة في أمريكا على مجموعة من الأشخاص في أعمار مختلفة لدراسة نمو الإبداع خلال مراحل الحياة المختلفة، فتبين ما يلي:

نسبة الإبداع لدى أطفال الحضانة (95 – 98 بالمائة)، ونسبة الإبداع لدى أطفال الابتدائي (50 – 70 بالمائة)، أما بالنسبة لطلاب الثانوي والجامعات فالنسبة هي (30 – 50 بالمائة)، ونسبة الإبداع لدى الراشدين فهي (20 بالمائة). فالنتائج توضح أن الأطفال الصغار هم أعظم المبدعين، وربما الأساليب التربوية السلبية التي يستخدمها الأمهات والآباء هي التي تحد من قدراتهم الإبداعية خلال مسيرة نموهم.

– يساعد اللعب مع الأقران على نمو مهارات الطفل الاجتماعية كالتعاون والنظام والمشاركة والتفاوض. فالأطفال عندما يلعبون مع بعضهم البعض يتحاورون ويتشاجرون ليضع كل منهم حدوداً للآخر، كما أنهم يضعون قوانيناً للعب لا يُسمح لأي منهم تجاوزها، ويُعاقب كل من يتجاوز تلك القوانين بالرفض من قبل أقرانه. لذلك يظهر داخل مجموعة اللعب، الطفل المحبوب والمرفوض والمهمل، بناءً على مدى مهارة الطفل في التعامل مع الأقران الآخرين.

– يساعد اللعب الطفل على الترويح عن النفس والتسلية وتصريف الطاقة الزائدة الناتجة عن نموه السريع.

– يساعد اللعب الطفل على توطيد علاقاته الحميمية مع أقرانه وإخوته ووالديه والمحيطين به الذين يشاركونه ألعابه.

أنواع اللعب

تختلف أنواع اللعب حسب سن الطفل، وحسب طبيعة الألعاب التي يلعبها. وسأوضح تلك الأنواع في التالي:

أنواع اللعب حسب سن الطفل

يبدأ نشاط اللعب لدى الطفل منذ الأسابيع الأولى من عمره، فنجده يحرك رأسه في كل اتجاه ويلعب بيديه ويرفس برجليه، وهي حركات تلقائية يمارسها الرضيع باستمرار وتجعله مع مرور الأيام والشهور يتقن تلك الحركات. وترتبط عادة تلك الممارسات بالفرحة والمتعة.

يزداد نشاط الرضيع في النصف الثاني من العام الأول، فنجده يضرب الأشياء بيديه ويقذفها ويضعها في فمه، ويبتهج عندما يسمع أصواتها. كما أنه يلعب بصوته ويصدر أصواتاً شبيهة بالتنغيم والزغاريد قبل أن يتقن الحروف ثم الكلمات والجمل. وفي نهاية العام الأول تعجب الرضيع لعبة الإختفاء والظهور ولعبة القرب والبعد ويشعر بالمرح والرضا خلال ذلك. وهكذا بالنسبة للحبو والمشي، نجد الرضيع يلعب ويكرر بعض الحركات كالمشي حول الطاولة وصعود السلالم وهبوطها، وكأنه بذلك يدرب جهازه العصبي من خلال اللعب إلى أن يتقن المهارات المرتبطة بنضج الأعضاء المدربة.

اللعب الاجتماعي: يبدأ عادة هذا النوع من اللعب في بداية العام الثالث، فيميل الطفل إلى مشاركة الأقران الآخرين ألعابه والاستمتاع بصحبتهم. ومع نمو الطفل، يستمر تطور هذا النوع من اللعب، وخلال ذلك يتعلم قوانين اللعبة الاجتماعية. ومن أمثلة الألعاب الاجتماعية: كرة السلة، وكرة القدم، ولعبة الحجرة، ولعبة (كاش كاش)..

اللعب التخيلي: يعتبر هذا النوع من اللعب دلالة من دلالات التطور العقلي لدى الطفل، ويبدأ في نهاية العام الثالث ويستمر إلى سن الثامنة والتاسعة. فنجد الطفل يمثل دور المعلمة ويصرخ على أطفال آخرين أمامه، أو يصفف الوسادات متخيلاً أنها حافلة، أو يؤلف قصة خيالية هو بطلها..

واللعب لا يعني فقط اللهو بالدمى والأشياء، بل كذلك نزهة في الهواء الطلق والرسم واللعب بالصلصال والجري والتسلق..

أنواع اللعب حسب طبيعة الألعاب

اللعب قد يكون موجهاً أو غير موجه. ويقصد بالموجه، الألعاب التي يخطط لها الكبار ويلعبها الصغار من أجل الوصول إلى أهداف معينة. من أمثلة تلك الألعاب، ألعاب الفك والتركيب والتجميع (كالليكو والبازيل) والتي تباع في محلات تجارية خاصة، وتساعد تلك الألعاب على تنمية الذكاء الإبداعي والتفكير العلمي. ومن بين الألعاب الموجهة أيضاً، الألعاب الجماعية التي تنظم من قبل الكبار على شكل فرق، كفريق كرة القدم وفريق السباحة..

أما الألعاب غير الموجهة فهي التي تكون من ابتكار الطفل نفسه ومن نسيج خياله، وهي ألعاب تلقائية يمارسها الطفل لتلبي احتياجاته لصرف الطاقة الزائدة وتدريب عضلاته وأعضائه، كالجري والتسلق واللعب الخيالي..

دور الوالدين في توجيه اللعب لدى الأطفال

يبدأ نشاط اللعب لدى الطفل في الأسابيع الأولى من عمره، وتختلف طبيعة هذا النشاط من مرحلة عمرية لأخرى، فاللعب جزء لا يتجزأ من عملية النمو.

يحتاج الطفل في السنوات الأولى من عمره إلى توفير بيئة آمنة وملائمة لإشباع حاجته للاكتشاف واللعب، كما يحتاج إلى تعليمه كيفية اللعب وشروطه. لذلك دور الوالدين أساسي في توجيه نشاطه، وخاصة دور الأم، فانشغالها عن الطفل نظراً لما تقوم به من أعباء، وخوفها عليه من أن يؤذي نفسه، قد يجعل طريقته في اللعب موضوعاً مثيراً للكثير من المتاعب لكل منهما. لذلك توجيهاتها الإيجابية أساسية من أجل أن يخدم اللعب الهدف من ضرورة وجوده، وأوضح ذلك في الآتي:

– عندما يبدأ الرضيع في الزحف ثم المشي، فإن هناك دائماً خطراً من أن يؤذي نفسه، فهو كثير الحركة يشد ويدفع الأشياء الموجودة في متناول يده، ولا يدرك ما يمكن أن يترتب عن نشاطه من خطورة. في هذه الفترة يحتاج إلى الكثير من المراقبة من قبل الأم في كل خطوة من خطواته، لذلك من الضروري أن توفر له مكاناً آمناً، سواء أكان غرفة أو ركناً تضع فيه حاجزاً يمنعه من تخطي المكان المخصص، أو أن تستعمل القفص الخاص بالأطفال في بعض الأحيان.

– يجب على الأم أن لا تستعمل أساليب الصراخ أو الضرب أو الحماية المبالغ فيها عند توجيه الطفل في طريقة لعبه. و لا تبالغ في قول لا تلمس لا تكسر توقف.. لأن اللعب حاجة طبيعية لديه، وتخريبه للأشياء وتعرضه للخطر أمر وارد.

– شاركي طفلك اللعب، دعيه يقود اللعبة أحياناً، قلديه واركضي معه وتخلي عن الجدية عند اللعب معه. فذلك يقوي العلاقة بينكما ويساعده على التعلم.

– لا تشتري للطفل ألعاباً غالية الثمن، أو ألعاباً قابلة للكسر، كي لا تضطري لمعاقبته إن أفسدها دون قصد منه.

– الكثير من الأشياء البسيطة قد تكون أكثر فائدة ومتعة عندما يلعب بها الأطفال كالعلب الفارعة وقطع من الورق المقوى.. وفي نفس الوقت تفتح المجال لخيالهم وإبداعهم.

– توجيه الطفل إلى الألعاب التي تنمي الذكاء والإبداع، والتي تعتمد على الفك والتركيب والتجميع والتلصيق.. من قبيل تجميع السيارات الصغيرة المتعددة الأشكال والألوان أو الصدف أو تركيب قطع من البلاستيك أو الكرتون..

– اصطحاب الطفل لزيارة بعض الأماكن العامة كالمتاحف والمساجد والمكتبات والأماكن التاريخية.. واعتبارها فرصة من أجل النشاط والمرح، وفرصة من أجل تزويده بالمعلومات، والإجابة عن تساؤلاته، وتدريبه على طرق اكتساب المعرفة.

– الخروج بصحبة الطفل إلى الحدائق والأماكن المفتوحة، لينطلق ويلعب فهو يحتاج إلى النشاط الحركي الذي يرفع مستوى اللياقة البدنية كالقفز والجري والتسلق، كما أن ذلك يرفع مستوى الطاقة النفسية خصوصاً عندما يكون ذلك مصحوباً بنشاط ودعم الوالدين.

– تنظيم مكان مخصص لألعاب الطفل، وإشراكه في ترتيبها وفرزها في علب مختلفة ذات أحجام وألوان مختلفة لتسهل عليه عملية التنظيم.

– لا تعطي للطفل مجموعة ألعاب في المرة الواحدة، فالهدف ليس كمية الألعاب، بل اتقان طريقة اللعبة. وساعديه في البداية إلى أن تستهويه اللعبة، ومن ثم يلعبها بمفرده، أو مع آخرين.

– لا تجبري طفلك على اللعب بألعاب تفوق إمكانياته، فقد يجعله ذلك معرضاً للإحباط.

– لا تجعلي من شراء الألعاب وسيلة للتعويض عن شعورك بالذنب تجاه الطفل، هذا الشعور قد يكون بسبب غيابك العاطفي أو الفعلي عنه.

– شجعي طفلك على التعاون معك في الأعمال المنزلية، وباستعمال أساليب المدح والثناء والمرح، واعتبار ذلك نوع من أنواع اللعب.

– دور الأب في اللعب مع طفله مهم جداً، فهو وسيلة من الوسائل التي يمكنها أن تقوي العلاقة بينهما، وفرصة لتدريبه على اتقان بعض الألعاب التي قد تتحول إلى هواية، وفرصة لتعليمه وتنمية مهاراته.

إذاً يتضح مما سبق، أن اللعب لدى الأطفال مطلب من مطالب نموهم، وجزء لايتجزأ من طبيعتهم، يساعدهم على تطوير مهاراتهم الحركية والمعرفية والاجتماعية والإبداعية. ويلعب الوالدان دوراً أساسياً في توجيه اللعب لدى أطفالهم ليحقق النتائج المتوخاة منه.

تأليف: د. فاطمة الكتاني