التصنيفات
صحة ورعاية الطفل

مرض أبو كعب، النكاف Mumps

يعرف هذا المرض بـ أبو كعب أو أبو كعيب باللغة العامية، والنُكاف بالمصطلح العلمي الطبي. هو مرض إنتاني حاد، وبائي، شديد العدوى ومن يصاب به يكتسب مناعة شبه دائمة.

عرف منذ أقدم العصور، في القرن الخامس قبل الميلاد، وأول من أشار إليه الطبيب الشهير «أبقراط».
يصيب المرض الغدد اللعابية Salivary glands وهي على ثلاثة مستويات من كل ناحية من الوجه: وراء وتحت صيوان الأذن من الأسفل وهي الغدة النكفية Parotid glands، تحت الفك وتحت اللسان، ولكن أكثر الإصابات حدوثاً تحصل في الغدة النكفية ومن هنا جاءت التسمية.

سبب الداء فيروس ينتمي إلى فصيلة Paramyxovirus ومنه يتحدر أيضاً فيروس البارا أنفلونزا وفيروس الحصبة.

تنتقل العدوى بمرض النكاف عبر عوامل عديدة منها: الهواء، رذاذ الفم عند التكلم، العطس أو السعال، أو مباشرة عن طريق اللعاب إذ إن الغدة النكفية تفرز اللعاب في الفم عن طريق قناة تتواجد في الغشاء الداخلي للخد.

ينتشر المرض في جميع دول العالم ويصيب الذكور والإناث على السواء، وبلغت نسبة الإصابة في العقود الماضية 85 % من الأولاد دون سن الخامسة عشرة، وذلك قبل وضع اللقاح قيد التداول. يمكن للمرض أن يصيب البالغين والشباب، ما يستوجب العزل الصحي للوقاية من العدوى التي يحدثها في المدارس والمعاهد الجامعية وأماكن العمل.

فيما مضى كانت إمكانية حصول المرض واردة في كل الفصول، ولكنها كانت تسجل بنسبة عالية في فصلي الشتاء والربيع.

أما عن الفيروس فيمكن عزله في لعاب المصاب بالنكاف في الأيام الستة التي تسبق وحتى الأيام التسعة التي تلي حدوث انتفاخ الغدة اللعابية (أي ظهور المرض سريرياً).

عند المرأة الحامل التي أصيبت بالمرض في طفولتها، أو لقحت ضده، يحصل انتقال المناعة من الأم إلى الجنين ويكون الطفل محمياً لمدة لا تتجاوز الشهر الثامن من العمر.

ينتقل الفيروس إلى أعضاء الجسم عن طريق الجهاز التنفسي حيث يدخل ويتكاثر في هذا الجهاز، ومنه يعبر إلى الدورة الدموية العامة ومن ثم إلى عدة أعضاء، في مقدمتها الغدد اللعابية.

ما هي العلامات السريرية للمرض؟

بعد فترة حضانة في الجسم تتراوح بين 14 و24 يوماً، تبدأ الأعراض السريرية للمرض على شكل ارتفاع متوسط في درجة الحرارة (38 إلى 38.5)، مع توعك عام يصاحبه صداع. يرافق ظهور المرض ألم واحتقان في واحدة أو اثنتين من الغدد النكفية الموجودة تحت وما وراء الأذنين، ويزداد الألم كلما زاد الاحتقان، أي الانتفاخ خصوصاً خلال علك الطعام. يمكن للانتفاخ أن يمتد إلى الجلد والأنسجة المحاذية للغدة المصابة، هذا ما يظهر جلياً للطبيب المعاين الذي يستنتج في أغلب الأحيان الانتفاخ من خلال المعاينة وقبل الجس (يتم ذلك عندما يراقب الطبيب المريض وهو في وضعية الجلوس، من الخلف حيث يبدو له بوضوح الانتفاخ وراء الأذن لاسيما في حال الإصابة من ناحية واحدة).

ما هي مضاعفات المرض؟

• من أهم مضاعفات النكاف، التهاب السحايا والالتهاب المخي الشوكي، وهي تشكل أهم الاختلاطات عند الأطفال والأولاد (ثلاثة بالألف) ونسبة حصول الإصابة عند الذكور 5 مرات أكثر من الإناث.

• أما التهاب الخصية فهو نادر الحصول قبل سن البلوغ، ولكنه موجود في حوالي 20 % من الإصابات عند البالغين والمراهقين. في 30 إلى 40 بالمئة من الحالات تؤدي إصابة الخصية إلى تعرضها للضمور، بالتالي فإن نسبة الإصابة بالعقم تصل إلى 13 % حسب الإحصاءات الأميركية.

• يمكن للنكاف أن يصيب العديد من أعضاء الجسم بالخلل أو الاضطراب ومنها: التهاب البنكرياس، الكلية، الغدة الدرقية، القلب، الرئة والقصبة الهوائية.

ما هي سبل الوقاية؟

تجدر الإشارة إلى أن نسبة الإصابات بالنكاف تدنت منذ البدء بإدخال اللقاح ضده في العام 1968، هنا تكمن أهمية التلقيح ضد أبو كعب نظراً للنتائج المهمة التي أحدثها اللقاح منذ ما ينوف على أربعة عقود، إذ إن نسبة الحماية، في البلاد المتطورة صحياً، وبعد التلقيح وحملات التحصين وخصوصاً في المدارس والمعاهد التربوية، بلغت 95 % حسب الدراسات الأوروبية والأميركية.

يتكون اللقاح من حقنة تعطى بالعضل أو تحت الجلد للأطفال ابتداء من عمر السنة من ضمن اللقاح الفيروسي الثلاثي (حصبة، حصبة ألمانية وأبو كعب)، ليعاد اللقاح في سن من 4  6 سنوات كلقاح تحصيني، كما يمكن إعطاء الدفعة التحصينية قبل هذا السن في حالات خاصة، ولدى المراهقين، الفتيات أو الشبان الذين لم يحصلوا على اللقاح خلال فترة الطفولة.