التامور كيس يحيط بالقلب وبأجزاء من الأوعية الكبيرة؛ وهو يثبّت القلب في مكانه من الصدر، ويحميه من الالتهاب المجاور، وينقص الاحتكاك الناجم عن نبضان القلب. قد يكون التامور موضعا للمرض الناجم عن الالتهاب أو تراكم السوائل (الانصباب) أو التيبّس (التضيّق)؛ وتحدث هذه الاضطرابات منفردة أو مجتمعة.
التهاب التامور
أكثر ما يحدث التهاب التامور لدى الذكور بين عمري 20 و50 سنة، ويكون ذلك بعد عدوى تنفسية أحيانا.
أسباب التهاب التامور
تشتمل أسباب التهاب التامور على العدوى – الفيروسية عادة – أو الأمراض الالتهابية الواسعة (كـ الذئبة الحمامية الجهازية Systemic Lupus Erythematosus)؛ كما قد ينجم التهاب التامور عن السرطان أو الأشعة المستعملة في معالجة بعض أنماط السرطان؛ لكن السبب يكون مجهولا في معظم الحالات.
أعراض التهاب التامور
يؤدي التهاب التامور إلى مجموعة مميّزة نسبيا من الأعراض والنتائج بالفحص السريري؛ ويكون الألم الصدري هو العرض الرئيسي، لكنه يختلف كثيرا عن الذبحة؛ كما يكون ألما حادا وثاقبا بشكل نموذجي، ويشعر به المريض في وسط الصدر أو في الجهة اليسرى منه؛ وقد يمتدّ الألم إلى الكتف اليسرى ويتفاقم بالتنفّس العميق؛ ويمكن أن يخفّ بالجلوس والانحناء إلى الأمام ويتفاقم بالاضطجاع.
رغم أن هذا هو النموذج التقليدي، لكن قد يكون الألم غادرا أو بطيئا؛ وقد تظهر لديك حمى خفيفة، وتشعر بوجود وعكة صحية فقط؛ ويشعر بعض المصابين بألم خلال البلع.
ما مدى خطورة التهاب التامور؟
يدوم التهاب التامور الحاد من أسبوعين إلى ستة أسابيع عادة، ولا يؤدي إلى أي مشاكل أخرى؛ وينكس المرض نحو خمس المرضى خلال شهور أو حتى خلال سنوات في أحوال نادرة؛ ويميل كل نكس إلى أن يكون أقلّ شدة إلى أن تتوقف العوارض في نهاية المطاف.
الانصباب (تراكم السوائل) التاموري
يعني الانصباب التاموري تجمّع سائل حول القلب ضمن الكيس التاموري؛ ويعتمد نمط السائل الموجود في الكيس التاموري على السبب المستبطن؛ وقد تؤدي العدوى إلى تجمّع القيح؛ أما الورم الذي يمتد إلى التامور، أو تمزّق القلب بعد نوبة قلبية مع تسرّب الدم، فقد يؤديان إلى الانصباب التاموري الدموي.
يمكن أن يضغط الانصباب التاموري أو لا على القلب بما يكفي للحدّ من حركته ضمن الكيس؛ فعندما يتراكم السائل ببطء بحيث يمكن أن ينتفخ الكيس التاموري، يمكن ألا ينضغط القلب؛ لكن، عندما يكون تراكم السائل سريعا بحيث يبلغ حجما كبيرا، يمكنه أن يضغط القلب وينقص كفاءته.
ولا يستطيع القلب في هذه الحالة التمدّد بشكل كاف خلال الانبساط للامتلاء؛ وبذلك، يكون الدم المتاح للضخ قليلا في الضربة اللاحقة؛ وعندما يصاب القلب بهذه الطريقة، تدعى الحالة اندحاس القلب.(Cardiac Tamponade)
أسباب الانصباب التاموري
يمكن أن ينجم الانصباب التاموري عن التهاب التامور، بالإضافة إلى عوامل أخرى تشتمل على النوبات القلبية والسرطان الممتد إلى التامور والقصور الكلوي.
يمكن أن يحدث الاندحاس القلبي عند حدوث نزف بعد الجراحة القلبية أو الأمراض المعدية أو السل أو المعالجة بالأشعة في بعض أنماط السرطان أو الرضوض.
أعراض الانصباب التاموري
إذا لم ينضغط القلب بتجمّع السائل، قد لا تظهر أعراض.
يؤدي اندحاس القلب إلى أعراض قصور الوظيفة القلبية، لأن القلب لا يعود قادرا على ضخ الدم بكفاءة إلى الرئتين والجسم؛ ويبدو المصابون بالاندحاس متوعّكين بشدة، حيث قد يظهر الجلد ملوّنا بالأزرق نتيجة نقص الأكسجين، كما قد يحدث ضيق التنفّس والقلق والدوخة أو الدوام، ويمكن أن تحدث الصدمة.
علاج انصباب التامور والتهاب التامور
اضغط هنا للاطلاع على خيارات العلاج
تضيق التامور (التيبّس)
يعدّ حدوث تيبّس التامور الشديد أحد التأثيرات التالية لبعض حالات التهاب التامور.
وهو يشبه ما ينجم عن تشبّع حذائك الجلدي بالمطر، حيث يصبح جلد الحذاء قاسيا. ويؤدي تيبّس التامور إلى نقص قدرة العضل القلبي على التمدّد بين التقلّصات والامتلاء بالدم. وهو يحدث في كافة الأعمار، لكنه يكون أكثر شيوعا بعد الثلاثين من العمر.
أسباب التضيق التاموري
من الأرجح أن يؤدي التهاب التامور الناجم أساسا عن عوامل معدية (مثل السل) أو عن التعرّض للإشعاع خلال معالجة السرطانات في الصدر أو عن حالات التهابية إلى التضيّق التاموري.
أعراض التضيق التاموري
يشمل التضيّق التاموري كلا البطينين، لكن الأعراض الأكثر وضوحا هي تلك الخاصة بقصور البطين الأيمن عادة، مثل تورّم البطن والساقين؛ كما أن ضيق التنفّس والتعب هما من الأعراض الشائعة، ويحدثان قبل التورّم.
ما هي خطورة التضيق التاموري؟
في حالات قصور القلب، يمكن أن يحتاج التامور إلى الاستئصال جراحيا؛ وفي حال القيام بذلك، لا يوجد ما يدعو للقلق، حيث يمكنك أن تعيش من دون التامور، مثلما يمكن أن تعيش من دون الزائدة أو المرارة.
معلومة
يجب أن تتخذ النساء اللواتي لديهن قصة مرض قلبي أو نفخة قلبية أو حمى رثوية أو ارتفاع في ضغط الدم احتياطات إضافية عند أخذ قرار بالحمل؛ فمن المهم بشكل خاص قبل الحمل وخلاله الترتيب لزيارات دورية إلى مركز الرعاية الصحية.
كما أن النساء المصابات بمرض قلبي خلقي يبدين زيادة في خطر إنجاب أطفال مصابين ببعض أنماط العيوب القلبية؛ ويمكن أن يحتجن إلى إجراء بعض الاختبارات التشخيصية، مثل تصوير الجنين بصوت فوق سمعي، ويمكن أن يحتاج الأمر إلى القيام بشيء ما لرعاية الطفل لاحقا.