قضت الأمهات أسابيع، أو أشهرًا، أو سنوات أحيانًا في تعليم أبنائهن الطريقة اللائقة للتبول، وبعيدًا عن تندر الأطفال والمراهقين عن البول؛ فإنه بعد أن يتعلم الفرد كيفية التحكم في عضلات المثانة، فقلما تمثل له عملية التبول أية مشكلة. ونحن في غنى عن الاهتمام الكبير بالبول كما كان يفعل أطباء العصور الوسطى الذين أولوا فحص بول مرضاهم كل عناية وتقدير، ومع ذلك فيمكننا أن نتعرف على حالتنا الصحية إذا لاحظنا ما يخرج من أجسامنا.
والتبول – مثل التبرز – له أسماء متعددة منها المقبول اجتماعيًا، ومنها الدارج. والآن دعونا نلقِ نظرة على البول.
حقيقة مهمة
يقوم جهاز الصرف الداخل في أجسامنا بتنظيف مائتي كوارت من سوائل الجسم يوميًا يعود منها كوارتان نظيفان إلى جهازنا الدوري والباقي يخرج كبول.
البول الملون
قد تعجبنا الملابس وردية اللون، أما أن نتبول بولاً ورديًا فهذه قصة أخرى، إن تناول الأطعمة والأدوية الملونة قد يكون سببًا في أن يصبح لون بولك ورديًا، أو برتقاليًا، أو أخضر، أو بلون الشاي، ومع ذلك فأحيانًا ما تدلنا ألوان البول بمعلومات قيمة على مشكلات نظام الصرف في أجسامنا، أو ما بها من عدوى أو حتى إصابات في الأعضاء الداخلية.
البول الأخضر كالبازلاء
البول أخضر اللون قد يكون – كغيره من البول متغير الألوان – ناتجًا عن تناول أطعمة أو مشروبات ملونة كالهليون الذي – كما يعرف الكثيرون – قد يجعل رائحة البول غريبة، والبول الأخضر رد فعل شائع لعدد من الفيتامينات المتعددة، وبعض عقاقير الاكتئاب، والحساسية، والتقيؤ، والألم، والالتهاب. وأحيانًا ما يكون البول الأخضر بعد الجراحة نتيجة للتخدير (ويكون ورديًا لدى البعض الآخر).
وقد يدل البول الأخضر أيضًا على تراكم البيليروبين، وهو المادة المائلة للخضرة في العصارة الصفراء التي يفرزها الكبد، والمسئولة أيضًا عن مرض اليرقان. وقد تدل زيادة البيليروبين على أمراض الكبد، والبنكرياس.
البول الأحمر أو الوردي
البول الأحمر أو الوردي لا يعنى دائمًا وجود دم، حيث قد تحول الأغذية الغنية بمكونات حمراء كالشطة، والتوت، والبنجر البول إلى اللون الأحمر. والبول بلون البنجر يظهر أحيانًا لدى المصابين بنقص الحديد أو متلازمة سوء الامتصاص.
وقد تجعل نباتات السنامكي والرواند البول وردى اللون لاحتوائها على مادة الأنثراكوينون التي تستخدم كصبغة، وملين قوى، والبول الأحمر أو الوردي قد يكون أيضًا رد فعل للعديد من العقاقير النفسية، والعقاقير المضادة للسرطان التي تحتوي على الأنثراكوينون.
والمؤسف أن البول الأحمر أو الوردي قد يدل على وجود دم في البول – وهي الحالة المعروفة طبيًا باسم البول الدموي – مما قد يدل على إصابة بالكلى. لكن الدم قد يوجد في أي مكان من مجرى البول، وقد يكون دلالة مبكرة مهمة تحذر من عدة أمراض خطيرة للكلى، أو الكبد، أو المثانة، والتي منها العدوى، والحويصلات، والأورام، بل والسرطان.
البول الأرجواني
قد يدل البول الأحمر الداكن – أو الأرجواني – على مجموعة نادرة من اضطرابات الدم الوراثية المعروفة باسم داء الفرفيرين، وهي شائعة بين عدة عائلات ملكية أوروبية، بل وبين عامة الشعوب.
والمثير أن البول قد لا يتحول للأرجواني حتى يتعرض للضوء لفترة. ويصدر عن داء الفرفيرين عدة دلائل جسمية تتدرج من الحساسية الطفيفة والرشح إلى الآلام الحادة بالبطن، والتشوشات العقلية، ونوبات الصرع الحادة، بل والشلل.
البول ذهبي اللون
يجب أن يكون لون البول أصفر فاتحًا أو صافيًا، فإذا كان أصفر داكنًا أو برتقاليًا، فقد يكون نذيرًا بالجفاف الحاد. ورائحة البول الغريبة من الدلائل القوية الأخرى على الجفاف، وكذلك قلة البول دلالة مهمة على الجفاف
وقد يدل البول الأصفر الداكن على تناول كمية من البيتاكاروتين، سواء في صورة أغذية أو مكملات غذائية. ويأتي في مقدمة العقاقير المضادة للتدرن والتي تحول البول إلى اللون البرتقالي الفاقع عقار الريفامبين، والوارفارين، وبعض عقاقير السرطان.
دلالة تحذير
قد لا تعتقد أنك أصبت بجفاف ولكن عندما تعطش تكون على وشك الإصابة به، ويؤدى الجفاف إلى نوبات مرضية، وتلف المخ، بل والموت، والجفاف خطير جدًا على الأطفال ومن تجاوز الستين.
البول بلون الشاي
يدل البول بلون الشاي على عدة أمراض مهمة مثل الجفاف، أو قد يدل – مثل غيره من أنواع البول الملون – على تناول أطعمة وعقاقير معينة، حيث قد يجعل الرواند – مثلًا – لون البول داكنًا، أو أحمر، أو ورديًا. وقد تسبب مادة الكينا تحول البول إلى لون الشاي أيضًا، وهذه المادة توجد في بعض المشروبات والعقاقير، بل وبعض المضادات الحيوية خاصة الفلاجيل الذي يستخدم لعلاج العدوى المعوية مثل الجيارديات، والدوسنتاريا، وعدوى وحيدات الشعر المهبلية.
وقد يدل البول بلون الشاي على عدة أمراض خطيرة مثل نزيف الكلى وتوقف المثانة عن العمل مما يجعل الدم يختلط بالبول فيحوله للون البنى، بالإضافة إلى أمراض الكبد من التهاب وبائي، وتليف مزمن. واصفرار العينين، والجلد، والبراز دلائل لونية أخرى ترتبط بأمراض الكبد.
وقد يدل البول بلون الشاي على مرض السكر، وأخيرًا، عادة ما يُعتبر البول بلون الشاي أول دلالة على الورم العضلي المخطط، وهو اضطراب خطير تتكسر فيه الألياف الهيكلية للعضلة وتتسمم، وتتسرب إلى مجرى الدم، وتنتج عادة عما يسمى “إصابة ناتجة عن صدام” – وهو نوع حاد من تلف العضلات يحدث بعد التعرض لصدم سيارة أو الاصطدام بشىء ثقيل، ومدمنو الكحوليات المصابون بالهذيان الرعاش قد يصابون بهذه الحالة أيضًا.
والإجهاد الناتج عن أنشطة حادة كالماراثون أو رفع الأثقال قد يؤدى لمثل هذا الاضطراب. وينتج الورم العضلي المخطط أساسًا عن أي مرض، أو إصابة، أو خلل في بنية العضلة، والأخبار الجيدة هنا أن هذه الحالة تقبل العلاج إذا اكتشفت مبكرًا، لكن إذا لم يحدث ذلك فقد تكون النتيجة تلف العضلة أو العصب، أو الفشل الكلوي، أو اضطرابات تجلط الدم المميتة، أو عدم انتظام نبضات القلب.
دلالة صحية
قد تعتقد أن الأصفر هو اللون الطبيعي للبول، وهذا خطأ؛ فالبول الصحي صافٍ أو أصفر فاتح وليس رغويًا أو فقاعيًا.
دلالة تحذير
إذا كنت تتعاطى أدوية لتقليل الكولسترول، ولاحظت أن بولك بلون الشاي، وأن عضلاتك ضعيفة متيبسة وتؤلمك، فقد يكون ذلك دلالة على الورم العضى المخطط.
البول كريه الرائحة
قد تكون رائحة البول كريهة بسبب أطعمتنا المفضلة، فالهليون، والكرنب، والقرنبيط، والثوم كلها تجعل رائحة البول منفرة. ومع ذلك، فإن بعض روائح البول الكريهة وغير المقبولة قد تنذرك بمشكلات طبية إذ قد يكون من المعتاد شم رائحة الأمونيا في الحمام، ولكن إذا كانت رائحة بولك تشبه رائحة الأمونيا، فقد تدل على الجفاف.
وقد تدل الرائحة المنفرة للبول أيضًا – خاصة في أول تبول للفرد بعد استيقاظه من النوم – على عدوى مجرى البول.
والبول ذو الرائحة التي تشبه رائحة السمك يدل على اضطراب أيضي يُعرف باسم متلازمة رائحة السمك.
البول الحلو
إزالة رائحة العرق باستخدام العطور من الفروض اليومية لدى كثيرين، لكن ماذا إذا كانت رائحة العرق في البول؟ قد يدل هذا على مضاعفات مرض سكر، ويعرف باسم أحماض الكتيون السكرية، حيث يتجمع الكتيون في الدم ويضفى على النَفَس، والبول، بل والجلد رائحة مميزة تشبه العرق أو الأسيتون، والبول الداكن والتبول المتكرر من الدلائل الأخرى على هذه الحالة. وإذا لم يعالج هذا المرض فقد يؤدى إلى نوبات قلبية، أو فشل كلوي، أو إغماء، أو يفضي إلى الموت.
البول الرغوي
إذا رأيت رغوة على البول في المرحاض، فلا تفترض أن هذا بفعل صابون تنظيف الحمام. قد يكون البول الرغوى دلالة أولية على مرض البول البروتيني، وهو تجمع أملاح المرارة أو زلال البروتين في البول.
والبول البروتيني يدل على تلف الكلية، أو مرض القلب خاصة لدى مرضى السكر أو ضغط الدم المرتفع. وغالبًا ما يكون البول الرغوي الدلالة الأولى على متلازمة مرض الكلى، وهو مرض خطير يدمر نظام التنقية بالكلية بسبب العدوى الفيروسية، والسكر، ومرض الذئبة مما يؤدى إلى زيادة البروتين في البول. والبول الرغوى قد يدل على الناسور، وهو ارتباط غير طبيعي بين المثانة والرحم أو المستقيم. ويسبب الناسور العديد من الأمراض بما فيها مرض كروهن، أو الورم.
البول المتعكر
تعكر البول يدل على عدوى مجرى البول، وأحيانًا ما تكون رائحة البول كريهة أيضًا. وقد تبدأ العدوى في المثانة وتظل فيها وهي حالة تسمى التهاب المثانة، وقد ينتقل المرض ليصيب الكلية – وهي حالة تسمى التهاب الكلية. ويعود تعكر البول إلى البكتريا والمخاط في البول. وقد توجد العدوى في أماكن أخرى من مجرى البول مثل: الإحليل، والحالب، وعادة ترتبط بالنشاط الجنسي.
البول المتعكر أو الأحمر عند الرجال قد يدل على التهاب البروستاتا، وهي حالة تنتج عادة عن عدوى مجرى البول، وأحيانًا بسبب الأمراض المنتقلة جنسيًا. والرجال ذوو البروستاتا المتضخمة – والتي تسمى النمو النسيجي الحميد للبروستاتا – أكثر عرضة لالتهاب البروستاتا نتيجة عدوى مجرى البول في العادة. وفى حالة النمو النسيجي الحميد للبروستاتا – التي تنتشر بين الرجال مع تقدمهم في السن – فإن غدة البروستاتا المتضخمة تعيق تدفق البول. ومن الدلائل البولية الأخرى على التهاب البروستاتا أيًا كانت الحالة: صعوبة التبول، وإحساس بالحرقان، أو التقطير أثناء التبول والإحساس بعدم تفريغ المثانة. ولم يتضح بعد وجود صلة بين التهاب البروستاتا وسرطان البروستاتا.
وتدل عدوى مجرى البول لدى النساء على نشاط جنسي عنيف أو متواصل، حيث تندفع البكتريا عبر قناة مجرى البول أثناء المعاشرة. وقناة مجرى البول لدى النساء قصيرة نسبيًا – بعكس الرجال – مما يسمح بسرعة دخول البكتريا إلى المثانة، وهو ما يبرر زيادة عدوى مجرى البول بين النساء عن الرجال. أما الرجال الذين لديهم النمو النسيجي الحميد للبروستاتا فتتزايد لديهم المخاطر لأنهم عادة ما لا يفرغون مثاناتهم بالكامل، فيصبح البول المتبقي أرضًا خصبة لنمو البكتريا، ومرضى السكر وذوو جهاز المناعة الضعيف معرضون لمرض عدوى مجرى البول.
دلالة صحية
بول الشخص الصحيح بدنيًا يكاد يكون خاليًا من البكتريا وعديم الرائحة عندما يخرج من جسمه.
دلالة تحذير
الدلائل البولية الشائعة على عدوى مجرى البول:
● حرقان أثناء التبول.
● الإحساس بالحاجة للتبول أكثر من المعتاد.
● الإحساس بالحاجة إلى التبول مع عدم القدرة أو التبول بالقليل.
● تسرب البول.
● بول دموي، ومتعكر، وكريه الرائحة، وداكن.
إن التعرض لعدوى مجرى البول يجعل الحالة تتكرر، والمؤسف أن تكرار الإصابات دليل تحذيرى مبكر على إصابات في مجرى البول والكلية. وقد تؤدى العدوى بالكلية إلى تلف دائم بها.
دلالة تحذير
الانتظار الطويل قبل إخراج البول يزيد من احتمالات الإصابة بعدوى مجرى البول، حيث تتمدد المثانة الممتلئة مما يضعف العضلات التي تتحكم في التبول مما يؤدى إلى العجز عن التفريغ الكامل، كما أن البول المتبقي في المثانة مرتع خصب لنمو البكتريا.
التبول المتكرر
لا شىء أكثر حرجًا من الذهاب إلى اجتماع هام وأنت متيقن من أن البول سيقطع عليك الاجتماع، لكن الأسوأ إذا كنت تلقى خطابًا وتعين عليك أن تذهب أكثر من مرة لتتبول أثناء إلقاء الخطاب. إذا كان هذا يحدث لك فهذه دلالة تقليدية على البول المتكرر.
وهذه من الدلائل النمطية على الحمل لدى النساء، ومع ذلك لا ينبغي للسيدة الحامل أن تتجاهل هذه الدلالة (وليس معنى ذلك أنها تستطيع تجاهلها)، فتكرار التبول لدى الجنسين – خاصة إذا صحبه الإحساس بالعطش دلالة مبكرة مهمة على مرض السكر.
وتكرار التبول قد يدل على عدوى مجرى التبول، أو الأمراض المنتقلة جنسيًا. وفى كلتا الحالتين قد يكون المصاب مصابًا أيضًا بالرشح.
وتكرار التبول لدى المسنات دلالة شائعة جدًا على انقطاع الطمث، فعندما تتضاءل معدلات الإستروجين تضعف قناة مجرى البول، والعضلات الحوضية المحيطة مما يؤدى إلى تكرار التبول، وغيره من المشكلات البولية التناسلية كعدوى تخمر المهبل، وعدوى مجرى البول.
يحتاج كبار السن من الرجال للتبول كثيرًا، وقد يكون هذا دلالة على النمو النسيجي الحميد للبروستاتا، حيث تتضخم البروستاتا (الغدة التي في حجم الجوزة وتقع أسفل المثانة وتحيط بقناة مجرى البول)، وتضغط على قناة مجرى البول مما يعيق تدفق البول وتكون النتيجة عدم تفريغ المثانة فيحس الرجل بالحاجة للتبول كثيرًا.
والنمو النسيجي الحميد للبروستاتا عادة ما يتطور تدريجيًا بتقدم الرجل في السن، والحق أن ما يقرب من 90% من الرجال يصابون به في العقد الثامن من حياتهم. وتلك الحالة – كما يوحى اسمها – ليست خطيرة إلا أنها مقللة للراحة.
فى حين أن الذهاب المتكرر إلى الحمام أمر مزعج، فإن الاستيقاظ المتكرر من النوم لنفس السبب هو الأسوأ. والاضطرار إلى التبول المتكرر ليلًا يسمى التبول الليلي، وهو جرس إنذار حميد في بعض الحالات، وليس كذلك في حالات أخرى، فقد يكون – مثلًا – رد فعل غير مرغوب لبعض العقاقير الشائعة كمدرات البول، وأدوية القلب، وبعض الأدوية النفسية. وقد يدل على نفس الحالات التي تسبب التبول المتكرر نهارًا مثل السكر، والنمو النسيجي الحميد للبروستاتا. والتبول الليلي قد يدل أيضًا على مرض الكلى، بل وقصور القلب. وليس غريبًا أن يدل على كثرة تناول السوائل خاصة مشروبات الكافين أو الكحوليات.
دلالة تحذير
الدلائل البولية النمطية للنمو النسيجي الحميد للبروستاتا:
● حاجة ملحة للتبول.
● بداية بطيئة للتبول.
● تنقيط حتى بعد الانتهاء من التبول.
● الإحساس بعدم تفريغ المثانة بالكامل.
لأن عدوى مجرى البول ترتبط عادة بالنشاط الجنسي الزائد؛ فإنها تسمى أحيانًا “التهاب مثانة شهر العسل”.
حقيقة مهمة
أي جزء – سفلى أو علوي – من الجهاز البولي معرض للعدوى:
● الكليتان: العضوان المنتجان للبول.
● الحالب: أنبوب طويل يصل الكليتين بالمثانة.
● المثانة: مخزن البول.
● قناة مجرى البول: الأنبوب الذي يخرج به البول من المثانة.
سلس البول
إذا قلت لأحدهم إنك تتبول في سراويلك فسيكون هذا من باب الفكاهة، لكنه ليس من قبيل الفكاهة أن تعلم أن ثلاثة عشر مليون أمريكي يبولون في سراويلهم. وهذه الحالة اسمها سلس البول. إن معاناة هؤلاء لا تقتصر على هذه الحالة، بل تمتد إلى التعرض للعديد من المواقف الاجتماعية السخيفة. وهذه الحالة قد تتعب كبار السن أكثر من غيرهم؛ لأن 30% من النساء و5% من الرجال تقريبًا بين الخامسة عشرة والرابعة والستين يعانون من تسرب البول من حين لآخر.
ولا تتشابه مشاكل سلس البول، فإذا سقطت قطرات قليلة أثناء الضحك، أو السعال، أو العطس، أو التمارين – مثلًا – فقد يكون سلس الضغط وفى هذه الحالة لا تتحمل العضلات الواقعة تحت المثانة ضغط مثانة ممتلئة بالبول لعدة أسباب كعدم انغلاق قناة مجرى البول بالشكل الملائم وتكون النتيجة خروج البول نتيجة لأقل ضغط.
وسلس البول الناتج عن الضغط هو أكثر حالات تسرب البول انتشارًا بين الصغيرات ومتوسطات العمر خاصة بين الحوامل، وهو يتكرر أيضًا بعد الولادة أو إجراء جراحة بالحوض، خاصة استئصال الرحم. وهو دلالة شائعة على انقطاع الطمث أيضًا، حيث إن هبوط معدلات الإستروجين يسبب إضعاف قدرة قناة مجرى البول على كبح تدفق البول مما يؤدى لتساقط قطرات بول قليلة. ومع ذلك فليس الرجال محصنين ضد سلس التوتر، بل عادة ما يحدث لديهم نتيجة المضاعفات المؤسفة لجراحة البروستاتا.
ويسارع البعض بمجرد الإحساس بالرغبة في التبول بالذهاب إلى الحمام. وهذه دلالة محرجة على السلس الملح أو زيادة نشاط المثانة – وهي حالة تصيب البعض بحساسية مفرطة لأصوات معينة ودلائل أخرى تحفز المثانة على التفريغ حتى لو كانت فارغة وهي تعرف بين الناس باسم متلازمة باب المرآب أو متلازمة المفتاح في القفل. وزيادة نشاط المثانة يصيب السيدات أكثر من الرجال، خاصة من لم يبلغن الستين، فيضطررن إلى الذهاب للحمام مرارًا، بل وبلل الفراش ليلًا (السلس الليلي).
وقد تكون زيادة نشاط المثانة نتيجة لأحد العقاقير، خاصة مدرات البول، والمشروبات التي تحتوي على الكافيين، والكحوليات، والمسكنات – وجميعها لها أثر مدرات البول.
وقد تدل أيضًا على عدة أمراض كعدوى مجرى البول، وعدوى المهبل، والأمراض المنتقلة جنسيًا، وسرطان البروستاتا. وقد تكون مضاعفات للعلاج الإشعاعي، أو جراحة في البروستاتا. وهي أخيرًا دلالة على حالات مزمنة متعددة كمشكلات القلب، والكلى، والسكر، ومرض باركينسون، وتصلب الأنسجة المضاعف.
ليس كل البول مخلفات عديمة الفائدة، فهو:
● يُختبر لدى النساء للتعرف على تبويضهن.
● يُختبر لتحديد الحمل.
● يُجمع بول من انقطع طمثهن لوفرة المواد المستخدمة في علاج الخصوبة به.
● يُجمع بول الحوامل لتصنيع عقاقير الخصوبة منه.
● وأخيرًا وليس آخرًا، يُجمع بول الفرس الحامل كمصدر للإستروجين المستخدم في العلاج الهرموني الإحلالي لمن انقطع طمثهن.
دلالة صحية
الشخص العادي يتبول سبع مرات يوميًا، وإذا قل العدد أو زاد فهذه مشكلة.
حقيقة مهمة
يشيع تسرب البول بعد الولادة، حيث تظل 15% من السيدات لثلاثة أشهر بعد الولادة مصابات بالتسرب.
دلالة توقف
ممارسة تمارين كيجيل من الطرق الجيدة لعلاج التبول اللاإرادي، حيث تعمل على تقوية عضلات سطح الحوض التي تحكم المثانة، وإضافة إلى ذلك، فهي تساعد النساء على علاقات حميمية أفضل.