نستعرض دلائل وأسباب مشاكل الثدي لدى المرأة والرجل.
الثديان غير المتماثلين
إذا كنت قد نظرت من قبل عن كثب لثدييك في المرآة، فربما لاحظت أنهما لا يعكسان نفس الشكل، فغالباً ما يكون أحدهما أكبر، أو أكثر انخفاضاً، أو أكثر بعداً عن المركز من الآخر، أما إذا لاحظت أن أحدهما مختلف الحجم عن نظيره، فقد يكون هذا دلالة على حالة حميدة في العادة – وإن كانت حالة صعبة الحل على صعيد التجميل – تعرف باسم الثدي اللامتماثل. وهذا الاختلاف في حجم الثدي أو شكله قد يظهر في أية مرحلة عمرية، إلا أنه غالباً ما يظهر لأول مرة أثناء البلوغ حينما ينمو الثدي طبيعياً، أو أثناء الحمل حينما يستعد للإرضاع.
وبرغم أنها حالة نادرة، إلا أن عدم تماثل الثدي قد يدل على عيب خلقي يطلق عليه متلازمة بولاند، وهي حالة لا تنمو فيها عضلات أحد جانبي الجسم النمو الكافي. وعلى الرغم من أن هذه الحالة توجد منذ الميلاد، وأحياناً ما تكون وراثية، إلا أنها قد لا تُلاحظ حتى سن البلوغ عندما يبدأ نمو الثديين، وهي أكثر شيوعاً بين الرجال عن النساء.
ومن الدلائل المعتادة الأخرى على متلازمة بولاند الأصابع الملتصقة (اتحاد الأصابع) على جانب الجسم الذي به الثدي الصغير. ولا تسبب متلازمة بولاند – عادة – مشكلات خطيرة، إلا أن بعض المصابين بها يعانون أيضاً من مشكلات في الكليتين والمثانة. وأخيراً فإن الثدي اللامتماثل – سواء لدى النساء أو الرجال – دلالة تحذيرية مهمة على سرطان الثدي.
دلالة تحذير
ينبغي أن تحرص السيدات ذوات الثدي اللامتماثل على الكشف عليه بالأشعة، حيث توصلت إحدى الدراسات البريطانية مؤخراً إلى أن الانحراف – وإن كان طفيفاً – في الثدي عن الشكل الطبيعي والمتماثل من خلال الأشعة قد يكون دلالة مهمة على زيادة خطورة التعرض لسرطان الثدي.
ورم الثدي
إن سبق أن شعرت من قبل بورم في ثديك، فربما أنك شعرت أيضاً بضعف في قلبك، وغصة في معدتك، وضعف في ركبتيك. وبرغم أن ورم الثدي قد يكون دلالة على السرطان، إلا أن كل ثماني حالات من أصل عشرة أورام يتم إزالتها يثبت في النهاية أنها لم تكن سرطانية. وقد تكون أورام الثدي دلالة على عدد من الحالات الحميدة (لكن هناك أيضاً بعض الحالات غير الحميدة).
ليست النساء فقط من يعانين من أورام الثدي أو حتى سرطان الثدي، فالرجال أيضاً يعانون من ذات الحالة. وعلى الرغم من ندرة تعرض الرجل لسرطان الثدي، فإن من تتراوح أعمارهم بين الستين والسبعين تزداد احتمالية إصابتهم به. والمثير أن20% من الرجال المصابين بسرطان الثدي تعاني قريبات لهم من النساء من نفس المرض.
الثدي متعدد الأورام
يلاحظ الكثير من النساء تعدد الأورام على أثدائهن في أوقات معينة. أثناء الدورة الشهرية – مثلاً – وفى مرحلة انقطاع الطمث، وقد تكون بعض هذه الأورام سرطانية، ومع ذلك فإن وجود كثير من الأورام في الثدي غالباً ما يدل على حالة حميدة تسمى بـ (مرض الثدي الليفي) أو التغيرات الليفية تحديداً، وتمر نسبة 30% من النساء الأمريكيات بهذه التغيرات. ورغم أن السبب الأكيد لهذه الحالة غير معروف، إلا أن البعض يعتقد أنها ترتبط بالتغيرات الهرمونية الدورية. وغالباً ما تصف المصابات بهذه الحالة إحساسهن بثقل ثديهن أو خفته، وخاصة أثناء الدورة الشهرية، ويصف بعضهن إحساسهن بوجود “حصى كبيرة” في الثدي، وأحياناً ما تحس المصابة برشح حلمة ثديها. ومرض الثدي الليفي – الذي يؤثر على أحد الثديين أو كليهما – عادة ما يتلاشى بعد انقطاع الطمث.
وإذا كان الجلد حول هذا الورم أحمر أو أزرق، فقد يدل هذا قد على التنكرز الدهني، أي موت الأنسجة الدهنية. وتنتج هذه الحالة عن إصابة عضوية بالثدي تؤدى إلى تحطم أنسجة الثدي الدهنية. وقد لا تدرك المرأة – خاصة البدينات– أنها تعاني من ورم بثديها، ومع ذلك قد تلاحظ بعض النساء رشح حلمة ثديها المصاب.
والثدي متعدد الأورام سمة مميزة لحالتين حميدتين أخريين، وهما: التكيس (وهي أكياس مملوءة بسائل)، والورم الغدى الليفي (وهو كتل صلبة بالثدي). وفى حين تظهر أكياس الثدي في شكل مجموعات، فإنه يظهر ورم غدى ليفي. وكلا النوعين مستدير الشكل، وصغير الحجم، وثابت، ويتحرك منتقلاً إذا ضُغط عليه (والحق أن الورم الغدى الليفي قد يكون متحركاً جداً لدرجة يطلق عليه معها فأر الثدي). وهذه الأورام تظهر وتختفي بانتظام مع الدورة الشهرية. والورم الغدى الليفي شائع حتى بين الفتيات المراهقات، إلا أنه غالباً ما يكون أكبر أثناء الحمل والإرضاع. وقد تشهد المسنات مزيداً من الأكياس بعد انقطاع الطمث سواء كن يعالجن بالإحلال الهرموني أو كن نحيفات جداً.
الثدي المنتفخ ومتباين اللون
على الرغم من أن انتفاخ الثدي دلالة عامة على أن المرأة على مشارف استقبال دورتها الشهرية، إلا أن الثدي الأحمر المنتفخ – خاصة إذا كان دافئ الملمس – قد يكون دلالة على نوع خطير من سرطانات الثدي اسمه سرطان الثدي الالتهابي، كما قد يدل على تلك الحالة الثدي قرمزي اللون، أو الأرجواني المائل للحمرة أو الزرقة.
ومن الدلائل التقليدية الأخرى على هذا النوع المميت وسريع النمو من سرطانات الثدي ما أسماها الأطباء قشرة البرتقال نظراً لتشابه بشرة ثدي المصابة به بالنقر الطفيفة والفجوات الدقيقة على قشرة البرتقالة. وتتضمن الدلائل الأخرى على هذه الحالة الإحساس بثقل الثدي أو خفته، وحرقان الثدي، والرغبة في حكته، والألم به، والتغير في حجمه أو شكله، والحلمة المقلوبة. وعلى الرغم من أن الكثير من تلك الدلائل تحدث في فترة الحيض إلا أنها لا تظهر وتختفي، بل – وبالعكس – تظهر فجأة ثم تزداد بسرعة في غضون أسابيع أو شهور.
وغالباً ما يتم اكتشاف حالة سرطان الثدي الالتهابي، أو يُساء تشخيصها على أنها عدوى أو – حتى – لدغة حشرة؛ لأن دلائلها عادة ما تُرى على سطح الثدي. ومما يصعِّب تشخيصها أن الدلائل الكبرى لمعظم سرطانات الثدي – ورم الثدي – ليست شائعة لدى من يعانين منها.
وسرطان الثدي الالتهابي – على عكس الكثير من أنواع السرطان – غالباً ما يصيب الشابات خاصة الأمريكيات من أصول إفريقية، وهو لا يصيب الرجال عادة، إلا أنه إذا أصابهم فعادة ما يصيبهم في سن متقدمة.
حقيقة مهمة
متوسط العمر الذي يتم فيه تشخيص إصابة المرأة بسرطان الثدي الثانية والستون، أما سرطان الثدي الالتهابي فهو الثانية والخمسون.
دلالة تحذير
تشير التقديرات إلى أن نسبة الإصابة بمرض سرطان الثدي الالتهابي تتراوح بين خمسة وعشرة بالمائة من حالات سرطان الثدي في الولايات المتحدة. وتشير أيضاً إلى أن نسبة اكتشاف المرض والشفاء منه قد زادت في تسعينات القرن الماضي مما يدل على زيادة الوعي، وفحص الثدي بأشعة إكس.
تضخم ثدي الرجل
يرى البعض أن كبر ثدي المرأة دلالة على الجاذبية، أما الثدي الكبير في الرجال – المعروف طبيا باسم التثدي – فغالباً ما يثير السخرية. وحالة التثدي قد تتضمن كبر أحد ثديي الرجل أو كليهما، بل قد يكون أحدهما أكبر من الآخر مما يؤدى إلى عدم تماثل الثديين، إن الرجال الذين يعانون من تلك الحالة غالباً ما تكون لديهم دلائل أخرى أقل ظهوراً كوجود ما يشبه زر القميص أو ورم قرصى الشكل تحت الحلمة أو حول اللعوة.
وهذه الحالة شائعة بين الرجال البدناء، ولكن المثير أن نحو 70% من الصبية يمرون بنوع معتدل من هذه الحالة أثناء فترة البلوغ، إلا أن هذا عادة ما يكون دلالة حميدة على التقلبات الهرمونية الطبيعية للبلوغ. وتُلاحظ هذه الحالة من كبر حجم ثدي الرجل المرتبطة بالهرمونات على رجال راشدين وهي دلالة على ما يعرف طبياً باسم التوقف الذكورى – وهو المقابل لانقطاع الطمث، فكما يقل إفراز النساء لهرمون الإستروجين مع تقدم السن يقل إفراز الرجال لهرمون الإندروجين مع تقدم السن أيضاً.
ولا يعاني ربع الرجال ذوي الثدي الكبير من أية مشكلة طبية تسبب هذه الحالة، لكن الباقين قد يعانون من مشكلة؛ فقد يدل التثدي مثلاً على الإصابة بمشكلة جينية نادرة تعرف باسم متلازمة كلينفليتر، وهي السبب الأساسي في عقم الرجال، وتزيد من خطورة تعرض الرجال لسرطان الثدي. وقد يكون التثدي أيضاً دلالة تحذيرية على ورم بالغدة النخامية، أو خلل بالكبد، أو حتى سرطان الخصية كما قد يكون رد فعل مضادًا لكثير من الأدوية التي توصف للرجال كأدوية علاج الصلع، والقرحة، وحرقان فم المعدة، وارتفاع ضغط الدم، والاكتئاب، وقصور القلب، ومشكلات البروستاتا. وقد تدل على تعاطى المخدرات أو السيترويدات.
وأخيراً، قد يشير الثدي الكبير في الرجال – كما في النساء – إلى اختلالات غير سرطانية بالثدي مثل الورم الحليمي، والورم الغدى الليفي (وهي أورام غير سرطانية في قنوات اللبن. لكن هذه الحالة قد تكون أيضاً دلالة تحذيرية على سرطان الثدي.
دلالة تحذير
إن الرجال الذين يعانون من متلازمة كلينفلتر معرضون لخطر الإصابة بسرطان الثدي؛ نظراً لارتفاع مستويات الإستروجين لديهم بدرجة أكبر من الطبيعي؛ فإذا كنت تعاني من هذا الخلل، فلابد أن تنتبه لدلائل سرطان الثدي مثل الثدي المنتفخ ورشح الحلمة.
إن الرجال الذين يعانون من اختلالات بالكبد معرضون للإصابة بالتثدي، وسرطان الثدي نظراً للدور المهم الذي يلعبه الكبد في الأيض الهرموني.
الثدي الزائد
يُعجب الكثير منا عند رؤية مجموعة من الجراء الصغيرة ترضع من حلمات ثدي أمها، الحقيقة أن هناك بعض الناس لديهم بالفعل ثدي أو ثديان زائدان– وهذه الحالة معروفة طبياً باسم تعدد الأثداء، كما تعرف أيضاً باسم الأثداء الزائدة، وقد يكون للأثداء الزائدة حلمة أو لعوة أو لا يكون لها. وغالباً ما لا تُلحظ هذه الأعجوبة الثديية حتى مرحلة البلوغ عندما يبدأ الثدي في النمو كاستجابة للهرمونات الجنسية.
ولا يظهر الثدي الزائد على الصدر فقط، بل قد ينمو على الأرداف، أو الرقبة، أو الكتفين، أو الظهر، ويصيب الرجل والمرأة على السواء. ورغم أن تعدد الأثداء مشكلة جمالية أساساً، إلا أن أية مشكلة في الثدي الطبيعي – بما في ذلك السرطان – قد تحدث بالثدي الزائد أيضاً. وأحياناً ما يصاب متعددو الأثداء باختلالات في الكلى وغيرها من الأعضاء.
الحلمات الثلاثية
“الرفقة اثنان، وإن زادت فهي ضجيج.”. هذا المثل صادق، وإن كان أكثر صدقاً فيما يتعلق بالدلالة الغريبة المتمثلة في الحلمات الثلاثية – المعروفة طبيًا باسم تعدد الحلمات، أو الحلمات الزائدة – إذ غالباً ما تكون شذوذاً دقيقاً جداً يحدث مع الميلاد. وتوصف هذه الحلمات الزائدة اللاوظيفية أحياناً بأنها نسخ مصغرة مشوهة للحلمة الحقيقية، وهي عادة ما تظهر على الصدر، أو أسفل البطن بمحاذاة مع ما يعرف باسم “خط اللبن” – وهو المكان الذي تتركز فيه الحلمات عادة في باقي الثدييات. وقد تظهر الحلمة الزائدة أيضاً على الرقبة، أو تحت الإبط، أو في أي مكان بالجسم، بل إنها أحياناً ما تظهر على الجبهة حيث تبدو كنمش صغير أو بثرة. ولكن أحياناً ما تنمو الحلمة الزائدة والأنسجة الموجودة أسفلها وتتحول إلى ثدي كامل النضج أثناء نشاط الهرمونات الجنسية أثناء البلوغ أو الحمل، والأكثر من ذلك وجود تقارير تثبت إفراز اللبن من الحلمات الزائدة والثدي الزائد أيضاً.
إن الحلمات الثلاثية أو الرباعية أو حتى ما يزيد على ذلك ليست شيئاً غريباً، فقد قدرت نسبة الأطفال الذين يولدون بهذه الحالة بـ 5% وهذه الحالة أكثر شيوعاً بين نساء سكان أمريكا الأصليين.
وعلى الرغم من أن الحلمات الزائدة عادة ما تكون حميدة، إلا أنها قد تكون دلالة على الكثير من الحالات الطبية – بدءاً بالتشوهات في الجهاز العظمى إلى القرحة، ومن الصداع النصفي إلى مشكلات المرارة. والحلمات الزائدة – شأن الأثداء الزائدة – قد تدل على وجود اختلالات جينية نادرة في الكلى، أو قصور بالجهاز البولي، وهذه الاختلالات أكثر شيوعاً بين الرجال المصابين بالحلمات عن النساء المصابات بها.
حقيقة مهمة
إذا أردت أن تعرف إذا كان النتوء الزائد في الثدي مجرد نمش أم أنه حلمة ثلاثية، فضع عليه مكعب ثلج. وإذا برز فهو حلمة ثالثة وليس نمشاً.
الحلمات المقلوبة
جميعنا يتوقع أن تكون حلمة الثدي متجهة للخارج، إلا أنها أحياناً ما تشبه النقرة، وهي الحالة المعروفة طبياً باسم الحلمة المقلوبة. وهذه الحالة دلالة إما حميدة وإما تشير لحالات أكثر خطورة.
ليس هناك ما يدعو لقلق النساء والرجال ممن ولدوا بحلمات “للداخل” وليس “للخارج” على الرغم من أن النساء قد يشعرن بحرج من هذه الحالة ويجدن صعوبة في إرضاع أطفالهن. أما إذا تغيرت الحلمة الطبيعية البارزة للأمام، وانقلبت للداخل، فقد تكون هذه دلالة تحذيرية على سرطان الثدي خاصة إذا كان ذلك مصحوباً بإفراز دم، أو وجود ورم بالقرب من الحلمة.
دلالة صحية
الأوردة المائلة للزرقة على الثدي دلالة صحية على الحمل، بل ومن الدلائل المبكرة عليه، حيث إنها تشير إلى أن الثدي يستعد لإفراز اللبن.
الحلمات القشرية
ينبغي أن تكون الحلمة وما حولها من لعوة جلداً ناعماً، أما إذا ظهر بعض الجلد القشري أو المحرشف، فقد يكون هذا دلالة على مرض باجيه بالثدي (أو مرض باجيه في الحلمة)، وهو نوع من سرطانات الثدي، فالجلد القشري يحتوي فعلاً على خلايا سرطانية، وهذه الحالة شائعة أساساً بين النساء، وينبغي عدم الخلط بينها وبين مرض آخر اسمه مرض باجيه؛ فهذا الأخير يطلق على خلل في العظام.
غالباً ما يصيب مرض باجيه بالثدي حلمة واحدة فتصبح مسطحة أو مقلوبة، وقد تفرز إفرازات بلون القش أو بلون أحمر زاهٍ. ومن الدلائل الأخرى لهذا المرض الجلد المقشر، واحمراره، والإحساس بحرقان فيه – وهي الدلائل التي تشبه كثيراً دلائل مرض الإكزيما. وهذه الدلائل قد تظهر وتختفي مما يجعل المصابة – وأحياناً طبيبها– تعتقد أنها تعاني من مرض جلدي دوري، لكن المؤسف أن كثيرات ممن يعانين من هذا المرض تظهر عليهن هذه الدلائل التحذيرية لمدة ستة أو ثمانية أشهر قبل أن يتم تشخيص إصابتهن بالسرطان، وقد يكون سبب هذا إرجاءهن الذهاب للطبيب، أو أن يعزو الطبيب هذه الدلائل لمرض آخر.
وكما هو الحال مع سرطانات الثدي الأخرى، فإن هذا المرض يمكن تصنيفه بطريقتين: إما على أنه ورم سرطاني قنوى موضعي، وهي مرحلة مبكرة جداً لسرطان الثدي الذي يتضمن خلايا سرطانية من شأنها أن تسد قنوات اللبن، أو على أنه ورم سرطاني قنوي مقتحم، وهي المرحلة المتأخرة للسرطان الذي قد استشرى من قنوات اللبن وحتى أنسجة الثدي المحيطة بها.
دلالة تحذير
لا ينبغي تجاهل الحلمة التي يبدو أن بها إكزيما، فالمؤسف أن تسعًا من كل عشر سيدات ممن لديهن هذه الدلالة يصبن بسرطان الثدي.
حقيقة مهمة
إليك – بجانب ورم الثدي – الدلائل الأخرى على سرطان الثدي:
● الحلمات القشرية والمحرشفة.
● الحلمات المقلوبة.
● إفرازات دموية من الحلمات.
● احمرار وانتفاخ الثدي
● جلد ثدي يشبه قشرة البرتقال.
● عدم تماثل الثدي.
● قرحة على الثدي لا تندمل.
الحلمات الراشحة
تعلم المرضعة ومن سبق لها الإرضاع أن رشح الثدي دلالة واضحة على أن طفلها يحتاج إلى أن يرضع، أو أنها في حاجة إلى تفريغ اللبن فوراً. ورغم أن الحلمة الراشحة لدى الأم حديثة العهد بالأمومة دلالة صحية على إدرار اللبن، إلا أن إفرازات الحلمة لدى غيرها قد تكون تحذيراً في أحسن الأحوال ودلالة على بعض الحالات الخطرة في أسوأ الأحوال. والجدير بالذكر أن نوع إفرازات الحلمة، وخروجها من ثدي واحد أو من الاثنين، ومكان خروجها من الحلمة له تفسيرات لأهمية الدلالة، إن الإفرازات التي تخرج من الحلمة تصنف إما إلى إفرازات لبنية أو غير لبنية، وفى حين تبدو الإفرازات اللبنية بشكل اللبن الطبيعي، فإن الإفرازات غير اللبنية تتلون باللون الأصفر، أو لون القش، أو الأخضر، أو البنى، أو القرمزي، أو الأحمر الزاهي. ومما يزيد الأمر تعقيداً هو احتمالية حدوث أنواع مختلفة من الإفرازات في بعض اضطرابات الثدي. وبصفة عامة، تُعتبر إفرازات الحلمة حالة مرضية إذا حدثت تلقائياً، أو خرجت من قناة لبنية واحدة، أو تكرر حدوثها، أو إذا كانت هذه الإفرازات دموية.
حقيقة مهمة
تعاني نسبة تقل عن 10% من النساء اللاتي لديهن إفرازات غير طبيعية للحلمة من سرطان الثدي، وكلما زاد عمر المصابة بإفرازات الحلمة، زادت احتمالية أن تكون إفرازات الحلمة دلالتها الوحيدة على سرطان الثدي.
الإفرازات اللبنية
إن الإفرازات اللبنية لحلمة في سيدة ليست حاملاً أو ترضع أو في الرجال هي حالة طبية معروفة باسم الإسهال اللبني، وعادة ما تحدث هذه الحالة في كلا الثديين، وتكون إفرازاتها مائية القوام وضاربة للبياض، أو ربما تكون صفراء أو خضراء. وعلى الرغم من أن هذه الحالة عند الراشدين عادة ما تكون دلالة على حالة طبية، إلا أنها قد تصيب كلاً من الفتيات والصبية أثناء مرحلة البلوغ وتكون من النوع الحميد. والمثير أنه توجد إفرازات لبنية في حوالي 5% من الأطفال حديثي الولادة.
وعادة ما تحدث حالة الإسهال اللبني في كلا الثديين، وتكون إفرازاتها بسيطة وضاربة للبياض، وقد يرشح الثدي بعد حكه، أو عصره، أو رضاعته بقوة. وفى هذه الحالة تكون الإفرازات دلالة حميدة.
وقد يكون الإسهال اللبني رد فعل لكل من الأدوية سواء بوصفة طبيب أو الأدوية المخدرة مثل: حبوب منع الحمل، والعلاج الإحلالي الهرموني، ومضادات الذهان، ومضادات الاكتئاب، وأدوية ضغط الدم، والماريجوانا، والمسكنات والستيرويدات. وقد تدل الإفرازات اللبنية أيضاً على كثرة تناول النباتات الطبية المتضمنة إستروجين نباتيًا مثل القراص، والشمار، والشوك المبارك، والينسون، وبذور الحلبة؛ حيث قد يؤدى الإستروجين الموجود في هذه الأعشاب الطبية إلى إفراز اللبن. ويدل رشح اللبن أيضاً على حالات مرتبطة بالهرمونات بما في ذلك ورم الغدة النخامية، وزيادة إفرازها.
حقيقة مهمة
يمكن للنساء ممن يكفلن أطفالاً أن يرضعنهم من خلال استثارة أثدائهن لعدة أسابيع بمضخة يدوية أو آلية – وهي الطريقة المعروفة باسم استحضار اللبن. وغالباً ما لا ينتج عن هذه الطريقة إلا كميات قليلة من اللبن، ومع ذلك فإن نجاحهن فيها يُمكن هؤلاء الأطفال من التمتع بالمزايا العاطفية والصحية لعملية الرضاعة.
دلالة تحذير
الإفرازات اللبنية في الرجال غالباً ما تكون الدلالة الوحيدة على سرطان الثدي، أما النساء اللاتي يتعرضن لإفرازات لبنية دون وجود دلائل أخرى يقل احتمال دلالة هذه الإفرازات على مشاكل خطيرة.
الإفرازات غير اللبنية
قد تشير الإفرازات الخضراء، أو الداكنة، أو الكثيفة، أو اللزجة للحلمة إلى الالتهاب وانسدادات القنوات اللبنية وهي عبارة عن حالة طبية حميدة لكنها مقززة معروفة باسم تمدد القنوات الثديية. وفى هذه الحالة تخرج الإفرازات من واحد أو أكثر من القنوات الثديية الدقيقة التي توصل إلى الحلمة، أما الإفرازات كريهة الرائحة والتي تشبه الصديد فقد تدل على التهاب الثدي، أما الإفرازات الحمراء بلون الدم والتي تخرج من قناة لبنية واحدة فقط من الحلمة، فهي دلالة شائعة على الورم غير السرطاني المعروف باسم الورم الحليمي داخل القنوات.
وقد تكون الإفرازات الحمراء – خاصة التي تخرج من قناة لبنية واحدة – دليلاً خطرًا على نوعين من سرطان الثدي وهما مرض باجيه بالثدي، والورم السرطاني القنوي الموضعي، وعموما، سواء كانت إفرازات الحلمة الناتجة عن عدة قنوات لبنية دموية أو غير دموية، فإنها تعتبر دلالة عامة على التغييرات الليفية الكيسية، أو غيرها من حالات الثدي الحميدة.
والإفرازات التلقائية من قناة لبنية واحدة – سواء كانت دموية أم لا – فهي الدلالة على الورم الحليمي داخل القنوات؛ وهو ورم غير سرطاني بالقناة اللبنية. وبرغم أن هذه الحالة عادة ما تمر دون ملاحظة إلا أن بعض السيدات قد وصفن رؤيتهن لأورام تشبه الثآليل خلف حافة الحلمة أو بالقرب منها، ومثل هذه الأورام قد تظهر على أحد الثديين أو على كليهما. والمثير أن السيدات الشابات يصبن بعدة أورام في حين أن المتقدمات في السن عادة ما يصبن بورم واحد فقط.
حقيقة مهمة
الطريقة الوحيدة لتحديد إذا كان تغير شكل الثدي شيئاً حميداً، أم خطيراً هى الطريقة المعروفة طبيا باسم “الاختبار الثلاثي”، وتشمل:
● الفحص العيادي للثدي، والذي يقوم به محترف في الرعاية الصحية.
● التصوير أي تصوير الثدي بالأشعة السينية أو الموجات فوق السمعية.
● الفحص غير الجراحي من خلال fine–needle aspiration and/or core biopsy أو بكليهما معاً.
إذا جاءت إحدى النتائج إيجابية، فينبغي إجراء المزيد من التحاليل، وتذكر أنه ليست الأورام وحدها ما يحتاج لفحص؛ فهناك غيرها الكثير مثل الرشح والتغيرات في الشكل والحجم أو الجلد أو الإحساس.