التصنيفات
الجلد | الشعر | الأظافر

مشاكل الشعر: الأسباب والدلائل

إن الشعر يميزنا أكثر من أي عضو آخر من أعضاء الجسم، فهو يكشف للآخرين قدرًا هائلًا من المعلومات عنا مثل: عمرنا، وجنسنا، والعرق الذي ننتمي إليه، وحالتنا الاجتماعية، وانتماءاتنا الدينية والاجتماعية، وعاداتنا في النظافة الشخصية، وأخيرًا وليس آخرًا حالتنا الصحية.

ومع ذلك، فإن الآراء التي يصدرها الآخرون عنا اعتمادًا على شعرنا قد تكون خاطئة؛ لأن عيونهم قد تخدعهم، فبإمكاننا أن نصبغ الشعر الرمادي لنبدو أصغر سنًا، أو أن نقصه فيصبح قصيرًا جدًا أو ندعه يسترسل في الطول إلى منتهاه فيصبح تحديد جنسنا عملية صعبة، ويمكننا أن نفرد الشعر المجعد أو أن نجعد الشعر المفرود ونترك الآخرين متحيرين في تحديد العرق الذي ننتمي إليه. وعندما نحاكي طريقة المشاهير والأغنياء في تصفيفهم لشعرهم فإننا نبدو كما لو كنا ولدنا بملعقة من ذهب بينما نحن في الحقيقة نحاول جاهدين توفير حاجاتنا الضرورية.

والشعر عضو تفيض منه الرموز الجنسية والمعاني الثقافية، فالناس عبر أنحاء العالم يغطون الشعر أو يزيلونه بالكامل تمشيًا مع العادات إن لم يكن ذلك لأسباب دينية، فالمحامون الإنجليز – مثلًا – يرتدون الباروكات في المحاكم، والنساء في العديد من الديانات مطالبات بتغطية رؤوسهن، وليس حلق الرأس بالموس مقصورًا على رجال الدين في بعض الديانات فحسب، لكننا نرى بعض الشباب يحلقون شعر رءوسهم أيضًا.

وعلى الرغم من انشغالنا الدائم بما يبعثه شعرنا للعالم الخارجي من خلال تغطيته، أو قصه أو تجعيده، أو تلوينه؛ فعلينا أيضًا أن نهتم بالرسائل التي يرسلها شعرنا إلينا نحن أنفسنا. إن شعرنا الطبيعي الذي لم تطرأ عليه أية تغييرات من الممكن أن يمدنا بسيل هائل من المعلومات الحيوية التي علينا أن نلتفت إليها ونعتني بقراءتها. إن سننا، وجنسنا، وعِرقنا البشرى، ومكان معيشتنا، ومنتجات الشعر التي نستخدمها جميعًا تؤثر على التركيبة المعدنية لشعرك.

يحتوي الشعر على مجموعة متنوعة من المعادن بداية من الألومنيوم وحتى الزنك. وكان تحليل الشعر يستخدم على مدار عدة سنوات لإثبات التسمم بالزئبق أو الزرنيخ. ولقد تمكن الباحثون في الآونة الأخيرة من تشخيص اضطرابات تناول الطعام من خلال عينات الشعر.

ويمكن الاستدلال من خلال صحة الشعر وكثافته ولونه على مدى التمتع بحالة صحية جيدة؛ لذلك لا عجب إذا قيل إن الشعر هو مقياس الصحة.

تغير في ملمس الشعر

يتكون الشعر أساسًا من بروتين ميت (كيراتين)، لكن هذا لا يعنى أنه خامل، والشعر الجاف المقصف غير المتسق من النهايات قد يدل على أننا نسىء التعامل معه في التصفيف، أو الغسل، أو التجفيف، أو الصبغ، أو التقصير، ومع ذلك فإن اضطرابات عمد الشعرة – كما يطلق عليها – قد تكون دليلًا أيضًا على التعرض للضغوط، أو التغيرات الهرمونية، أو نقص التغذية، أو اعتلال الغدة الدرقية.

إذا لاحظت أن خصلات شعرك التي كانت مسترسلة من قبل قد أصبحت الآن متلبكة، أو خشنة، أو مقصفة، أو جافة؛ فلا تتعجلي وتذهبي لشراء أغلى وأحدث منتجات الشعر، فربما كانت الحقيقة أنه ظهرت عليك دلائل الإصابة بقصور في الدرقية – وهي حالة شائعة ولكن قلما يتم تشخيصها خاصة بين النساء. عندما يحدث قصور في إفراز هرمون الغدة الدرقية – المسئولة عن تنظيم عملية التمثيل الغذائي فإن الشعر يبطؤ نموه، وكذلك تبطؤ سائر وظائف الجسم الأخرى. وقد يدل تغير ملمس الشعر على نقص اليود أيضًا – وهو العرض المصاحب لمرض الغدة الدرقية.

والمؤكد أن تغير ملمس الشعر قد لا يدل إلا على تغييرات هرمونية طبيعية ناتجة عن الحمل أو انقطاع الطمث، فقد يصبح الشعر الجاف أثناء الحمل دهنيًا أو براقًا، بينما يصبح الشعر الدهني جافًا وخشنًا. وقد يصبح الشعر المجعد مفرودًا، والشعر المفرود مجعدًا، بل إن الشعر قد يصبح أكثر كثافة نتيجة لتباطؤ التساقط المعتاد للشعر، وهو التباطؤ الذي يحدث بشكل نمطي في فترة الحمل.

عندما يقل إفراز الإستروجين في فترة انقطاع الطمث تلاحظ العديد من النساء أن الشعر ينقصه النعومة واللمعان، حيث قد تسبب قلة الإستروجين نحول عمد الشعر وجفافه؛ لذلك فإن الشعر الذي ينمو بعد ذلك يكون أضعف وأقل انسيابية، وكذلك يتناقص نمو الشعر الجديد تدريجيًا.

والتغير في ملمس الشعر وفقدانه أيضًا رد فعل شائع للعلاج الكيميائي أو الإشعاعي للسرطان، لكن الجيد في هذا الأمر أن هذه التغيرات عادة ما تكون مؤقتة.

دلائل تحذيرية

•    حتى الشعرة الواحدة قوية؛ لأنها تتكون من الكيراتين المقاوم بشدة للتمزق والتقصف، فهو نفس المادة المرنة التي تكون ريش، ومخالب، وأظافر، وحوافر الحيوانات.

•    إذا كنت حاملًا وبدا شعرك نحيلًا أكثر من المعتاد، فأخبري الطبيب بأقصى سرعة، فربما أنك تعانين من نقص في الفيتامينات أو المعادن مما يؤثر على حملك.

حقائق مهمة

•    مصفف شعرك قد يصبح صديقك بأكثر صورة؛ لأنه غالبًا أول من يلاحظ التغيرات التي تظهر على ملمس شعرك، والتي قد تعتبر دليلًا مبكرًا على اضطراب إفراز الغدة الدرقية، وغيره من الاضطرابات التي لم يتم تشخيصها.

•    ينفق الأمريكيون عشرة ملايين دولار سنويًا على تحليل الشعر للوقوف على حقيقة حالتهم الصحية والغذائية.

تغير في لون الشعر

لون الشعر مثله مثل لون الجلد والعينين، يعتمد في المقام الأول على قدر الميلانين (الصبغة التي تفرز اللون) الذي نرثه من أبوينا.

إذا كان لون شعرك يتغير دون أن تصبغه، فهذا دلالة على عدد من العوامل الخارجية والداخلية، فقد يتغير لون الشعر – وملمسه – مؤقتًا بسبب العلاج الكيميائي، عندئذٍ تشعر الشقراء بالذعر عندما تجد أن شعرها قد أصبح بنيًا، أو أسود، وتنتشى ذات الشعر الأسود عندما تجد شعرها قد أصبح أشقر. وقد يدل تغير لون الشعر أيضًا على اضطرابات جينية، أو في التمثيل الغذائي، أو في الغذاء، أو غير ذلك. وقد ينتج تغير لون الشعر عن عوامل بيئية.

الشعر الباهت

الشعر الباهت

يتشوق الكثيرون في الغرب إلى أن يصبح شعرهم باهتًا بفعل شمس الصيف، لكن إذا أصبح لون شعرك باهتًا أكثر من البلاتين، فإن هذا ليس بفعل الشمس بل على الأرجح يكون بسبب زيادة تركيز الكلور في حمام السباحة الذي تستحم فيه أو تسرب النحاس مع المياه من الأنابيب إلى حمام السباحة، فالشعر الباهت شائع بين العاملين في الرصاص والنحاس.

إذا كنت لم تمارس السباحة مؤخرًا، فإن شعرك الباهت قد يكون دليلًا على أنك استمتعت بحمامك في حوض سباحة مياهه ذات نسبة عالية من الكلور. وإذا لم يكن شعرك الرمادي نتيجة للسباحة في ماء مالح، أو في حوض سباحة، فقد يكون دلالة جادة على تعرضك الزائد للزئبق مما قد يؤدى إلى تلف في الأعصاب، والعضلات، والحواس، والقدرات المعرفية.

دلالة توقف

شطف الشعر بعصير الليمون أو الخل قد يعيد الشعر الباهت إلى لونه الطبيعي.

حقيقة مهمة

يحمل أغلب الراشدين ما بين مائة إلى مائة وخمسين ألف شعرة على رءوسهم. وفى المتوسط يحمل الشُّقر مائة وأربعين ألف شعرة في حين يحمل ذوو الشعر الأحمر تسعين ألفًا.

الشعر المنقسم إلى خطوط

الشعر الباهت قد لا يكون خطيرًا طبيًا، لكن الأمر مختلف مع انقسام الشعر إلى خطوط. والشعر المنقسم إلى خطوط شعر سيئ أو باهت اللون، وغالبًا ما تكون تلك الخطوط – الشقراء، أو الرمادية، أو الحمراء في العادة –دلالة تحذيرية على سوء التغذية، كنقص في البروتين أو الحديد مثلًا. وعلى الرغم من أن الشعر المنقسم إلى خطوط أكثر انتشارًا في الدول الأقل نموًا، إلا أنه موجود أيضًا لدى الأطفال الفقراء في الأماكن المختلفة في العالم.

وقد يكون الشعر المنقسم إلى خطوط دلالة على قرحة القولون، أو أي شىء آخر له علاقة بنقص البروتين مثل متلازمة اضطراب الأمعاء، أو إجراء جراحة كبرى في الأمعاء. وقد يكون الشعر المنقسم إلى خطوط أيضًا دلالة خطيرة على اضطرابات تناول الطعام أو ما يسمى بفقدان الشهية العصبي، والتي تحرم الشخص من إمدادات البروتين.

الشعر مبكر الشيب

عندما يتحول شعر أغلب الناس إلى اللون الرمادي فهذا دلالة طبيعية وإن كانت غير مرغوبة على التقدم في السن. ومع التقدم في السن تقل لدينا إفرازات الميلانين – وهو الصبغ الذي يعطى شعرنا وجلدنا لونهما، أما عندما يشيب الشعر قبل أوانه، فقد تكون هذه حالة وراثية غير ضارة، أو دلالة تحذير من وجود شىء خطأ. ويختلف الأطباء في تعريفهم للشيب المبكر، فالبعض يعرفونه بأنه تحول نصف الشعر إلى اللون الرمادي عند سن الأربعين، ويقول البعض الآخر إنه تحول الشعر إلى اللون الرمادي قبل سن العشرين عند البيض وقبل سن الثلاثين عند السود.

يعاني بعض الناس ممن يشيبون قبل الأوان – دون أن يعرفوا – من الأنيميا الخبيثة؛ وهو نوع خطير من الأنيميا يتمثل في نقص حاد في خلايا الدم الحمراء بسبب عدم قدرة الجسم على امتصاص فيتامين ب12، وهي أكثر شيوعًا بين كبار السن. ومن الدلائل الشائعة الأخرى على الأنيميا الخبيثة: الضعف، والشحوب، ومشكلات الفم واللسان، والإحساس بتخدر ووخز في اليدين والقدمين، وعدم ثبات المشية. وإذا لم يتم علاج هذه الحالة، فقد تسبب مشكلات عصبية ومعوية حادة، ولكن الأخبار الجيدة أنها سهلة العلاج، والأكثر من ذلك أن العلاج منها يجعل الشعر يعود إلى سابق لونه.

والشيب المبكر يدل أيضًا على اضطرابات مناعية مختلفة مثل مرض جريفز – أكثر أشكال اضطراب إفراز الغدة الدرقية شيوعًا ولقد توصلت دراسة أيرلندية حديثًا إلى أن الشيب المبكر للشعر دلالة على انخفاض كثافة معادن العظام (نقص كتلة العظام) عند السيدات المصابات بمرض جريفز، ومن الاضطرابات المناعية الأخرى التي يدل عليها الشيب المبكر البقع البيضاء على الجلد – مرض البهاق، وهو حالة حميدة، إلا أن واحدًا من كل ثلاثة مصابين بالبهاق يعاني أيضًا من مرض في الغدة الدرقية.

ومن الاضطرابات المناعية الأخرى القرع الجزئي وتتمثل في فقدان الشعر في بقع معينة دون الأخرى وهي ملحوظة في الشباب الذين شاب شعرهم مبكرًا.

هناك أيضًا بعض الأدلة الجديدة المزعجة على أن الشيب المبكر دلالة تحذير مبكرة على مرض السكر، وأمراض الشرايين التاجية، وتزايد مخاطر التعرض لأزمة قلبية (اعتلال عضلة القلب).

يعتقد الكثيرون أن الشيب المبكر للون دلالة على التعرض للضغوط، وهذا القول فيه شىء من الصحة؛ فهناك نظرية تقول إن التعرض للضغوط قد يتولد عنه بعض الأمراض المناعية وغيرها من الحالات السابق ذكرها من مسببات الشيب المبكر.

حقائق مهمة

•    الشعر هو ثاني أسرع أنسجة الجسم نموًا بعد نخاع العظم.

•    يشيب شعر ذوي البشرة البيضاء في منتصف الثلاثينات، وشعر الآسيويين في أواخر الثلاثينات، وشعر ذوي البشرة السمراء في منتصف الأربعينات، ويشيب شعر الرجال قبل شعر النساء.

•    تغير لون الشعر بما في ذلك الشيب المبكر ليس مستديمًا في كل الأحوال، فأحيانًا ما يعود الشعر إلى لونه بعد علاج المشكلة الداخلية أو بعد إنهاء برنامج علاج كيميائي أو إشعاعي، ولكن ليس الشعر الموجود هو الذي يعود للونه الأساسي، بل ينمو شعر جديد أكثر سوادًا؛ لذلك فالتغيير يأخذ فترة من الوقت.

دلائل تحذيرية

•    يرتبط التدخين بفقدان الشعر وشيبه المبكر، حيث تدمر العناصر السامة في دخان التبغ الحمض النووي لبصيلات الشعر والأوعية الدموية الصغيرة التي تغذى الشعر والجلد مما يعجل مع غيره من العوامل من الشيخوخة.

•    قد تكون تركيبة الشعر الرمادي جذابة، لكن الرجال أصحاب هذه التركيبة اللونية ترتفع لديهم مخاطر الإصابة بالسكر وفقا لما توصلت إليه دراسة ألمانية حديثة.

تحول الشعر إلى أبيض في غضون ليلة

على الرغم من أن التعرض للضغوط يلعب دورًا في الشيب المبكر، لكن هذا لا يحدث بين عشية وضحاها. يقال إن شعر مارى أنطوانيت وسير توماس مور قد شاب بأكمله في الليلة التي سبقت إعدامهما، وعلى الرغم من هذا الحكايات التاريخية فليس هناك دليل طبي يثبت إمكانية شيب الشعر كليًا أو جزئيًا بمثل هذه السرعة، فعندما تخرج الشعرة من بصيلتها يكون من الصعب أن يتغير لونها. وقد يكون أصل هذه القصص انتشار القرع الجزئي – وهي حالة تنتج عن التعرض للضغوط الذي يؤدى إلى تساقط مكثف وسريع للشعر. إذا كان هناك شخص لديه شعر رمادي ومصبوغ وأصيب بهذه الحالة فإن الشعر المصبوغ سيتساقط على ما يبدو ويخلف وراءه الشعر الرمادي أو الأبيض.

فقدان الشعر الرمادي

ينمو شعر رؤوسنا كل شهر بمعدل نصف بوصة تقريبًا، ونسبة 90% تقريبًا من شعرنا في حالة النمو هذه (طور التكوين) الذي يستمر من سنتين إلى ست سنوات، أما نسبة العشرة بالمائة المتبقية فتكون في حالة الراحة أو (الكمون) التي تستمر من شهرين إلى ثلاثة أشهر ثم تسقط بعد ذلك. وعلى أساس هذا المعدل فإن فروة الرأس تسقط يوميًا ما بين خمسين إلى مائة شعرة، ويتوقف العدد عادة على عوامل لا يمكن التحكم فيها مثل: الوراثة، والسن والجنس، والأصل العرقي. وسواء كان الشعر يسقط بكثافة ودفعة واحدة أو تدريجيًا؛ فإن معظمنا يتساقط شعرهم على مدار حياتهم، حيث يفقد أكثر من نصف النساء خصلات من شعرهن عند سن الخمسين، ولكن الأسوأ من نصيب الرجال، حيث يفقد 75% من الرجال بعض شعرهم، و25% منهم يصابون بالصلع في تلك السن.

دلالة صحية

إذا لم تتعرض للشيب فقد تبدو في سن أصغر وتعيش حياة أطول، فقد أثبتت دراسة دانماركية كبيرة أن معدل الوفيات بين الرجال ذوي الشيبة أقل من معدلها بين غيرهم.

دلالة تحذير

إذا كنت من الرجال الذين يتناولون عقار فيناسيرايد لإعادة الشعر – والمعروف تجاريًا باسم “بروبيشيا Propecia” – فاحرص على إعلام طبيبك بهذا قبل إجراء الفحص التليفزيوني لسرطان البروستاتا لأن العقار قد يؤثر على دقة نتائج الاختبار.

فقدان الشعر على شكل بقع أو لطع

إذا لاحظت تساقط شعر رأسك على شكل بقع أو لطع، فقد تكون هذه دلالة على الثعلبة، وهي اضطراب مناعي تهاجم فيه خلايا الدم البيضاء بصيلات الشعر وتجعلها تتوقف عن إنبات الشعر. ولكن لا يقتصر التأثر على فروة الشعر وحدها.

بعض الناس يفقدون الشعر في جميع أجزاء أجسامهم، وهي الحالة المعروفة طبيًا بالثعلبة الشاملة. وبعض حالات الأشكال البسيطة لحالات الثعلبة المختلفة قابلة للعلاج، بل إنه أحيانًا ما ينمو الشعر من جديد دون أية مساعدة خارجية. والأخبار السيئة هنا أن المصابين بفقدان الشعر مصابون أو قد يصابون بأمراض مناعية أخرى، خاصة مرض الغدة الدرقية، والسكرى، والتهاب المفاصل الروماتويدي.

قد تدل البقع المفقودة من الشعر (هوس قصف الشعر) على معاناة المصاب بها من حالة جنونية تجبره على اقتلاع شعر رأسه، بل وربما رموشه. وهذه الحالة السلوكية – الموجودة لدى نسبة تتراوح بين 3: 5% من الشعب الأمريكي – غالبًا ما تصيب الأطفال أكثر من البالغين، ومع ذلك فهي تحدث في أي سن. وأحيانًا ما يظن من يراها أنها ثعلبة، إلا أن العلامة الفارقة بين هذا الجنون والثعلبة هو اختلاف أطوال الشعر في الرأس لدى المصابين بها إضافة إلى وجود شعرات متبقية في موضع الصلع في حالة الثعلبة. وغالبًا ما يعاني المصابون بهذه الحالة من مشاكل كالاكتئاب، والقلق، والسلوكيات القهرية، ومتلازمة توريت – وهي اضطراب عصبي يبدأ في الطفولة غالبًا، ودلائله نفس دلائل الاضطرابات الحركية والصوتية. وهذه الحالة وراثية في أغلب الأحوال رغم أن الدراسات قد أثبتت مؤخرًا أن التغير الجيني لنوعين من الجينات قد يكون السبب في بعض الحالات.

إذا كنت تفقد شعرك في بعض البقع، فربما كانت هذه رسالة قوية تنبهك إلى أنك تبالغ في العناية بشعرك في الدهان، أو التصفيف، أو الصباغة، ويعرف هذا النوع من فقدان الشعر طبيًا باسم ثعلبة الصدمة. وهذا مثال جيد على أنه لا ينبغي أن تسمع للخرافات التي تنصحك بتصفيف شعرك مائة مرة يوميًا؛ لأنك إن فعلت فقد يبدو شعرك أكثر إشراقًا إلا أنه قد يسقط أيضًا. وارتداء القبعات الضيقة وغيرها من أغطية الرأس قد تسبب تقصف الشعر وفقدانه أيضًا.

والفقدان الموضعي للشعر قد يدل أيضًا على حالة تسمى الثعلبة المفزعة وهي حالة تدمر فيها بصيلات الشعر ويحل محلها آثار ندوب، والمؤسف أن الشعر لا ينمو مرة أخرى في هذا النوع من الإصابات. الثعلبة المفزعة قد تنتج عن حروق، أو إصابات، أو أي شىء آخر قد يسبب ندوبًا في أي مكان بالجسم، وقد تدل أيضًا على الإصابة بعدوى بكتيرية أو فطرية – بما فيها فطر القراع – وغيره من الأمراض الجلدية مثل الذئبة الحرارية الدائرية، وهو نوع من اضطرابات المناعة التي تصيب النساء الشابات. وعلى العكس من أشكال أمراض الذئبة الشائعة التي تصيب أعضاء مختلفة من الجسم، فإن الذئبة الدائرية تصيب الجلد فقط مما ينتج عنه ندوب وفقدان الشعر.

الصلع عند الرجال

إذا كنت شابًا صغيرًا وأصبت بالصلع، فقد تشعر بالفزع من فقدان جاذبيتك مع كل خصلة تسقط من شعرك، لكن صلع الرأس قد يكون إرثًا غير مرغوب انتقل إليك عبر سلسلة طويلة من الأجداد سواء لأبيك أم لأمك. وصلع رءوس الرجال المعروف طبيًا باسم قرع الإندروجين لا يدعو للقلق – طبيًا على الأقل – لأنه حالة جينية نتجت عن زيادة الإندروجين (تفرز النساء هرمون الإندروجين أيضًا، ولكن بنسبة أقل).

ومع ذلك فقد أوضحت دراسة أجريت مؤخرًا على الرجال في منتصف الأربعينات من المصابين بالصلع أن الرجال المصابين بالصلع من الأمام تزيد لديهم نسبة الإصابة بأمراض الشريان التاجي مقارنة بمن لم يصابوا بالصلع، وتزيد خطورة الإصابة بالمرض بزيادة الصلع. والأصلع في أعلى رأسه المصاب بارتفاع الكولسترول وضغط الدم أشد عرضة للإصابة بالشريان التاجي من غيره.

حقيقة مهمة

الرجال اليابانيون أقل إصابة بالصلع من الرجال ذوي البشرة البيضاء، كما أن اليابانيين صلع الرؤوس يفقدون شعرهم بعد عشرة أعوام تقريبًا من أقرانهم ذوي البشرة البيضاء.

فقدان الشعر لدى النساء

هل ترين انفراجة كبيرة في رأسك عندما تقسمين شعرك؟ إن فروة الرأس اللامعة لدى النساء دلالة على صلع النساء، وهو – مثل صلع الرجال – يعرف طبيًا بالقرع الإندروجينى وقد يكون موروثًا من أحد الأبوين. ونظرًا لارتباطه بهرمون الإندروجين؛ فقد يكون صلع النساء أول علامات التحذير من أحد أنواع مرض السكرى التي ترتبط بزيادة الإندروجين.

ومع ذلك، فهذا النوع من صلع النساء يختلف اختلافًا كبيرًا عن صلع الرجال، حيث إن رءوس المصابات به تحمل شعرًا نحيلًا في مقابل البقع أو تراجع خط منبت الشعر كأهم سمات الرجال المصابين بالصلع.

وقد يكون فقدان الشعر لدى النساء دلالة طبيعية على التقدم في السن والتغيرات الهرمونية التي تحدث بعد ميلاد طفل أو أثناء انقطاع الطمث. ويفقد العديد من النساء شعرهن بعد بضعة شهور من التوقف عن تناول حبوب منع الحمل، أو العلاج بالتعويض الهرموني. والمثير أن فقدان الشعر يقل ويزيد نمو الشعر أثناء الحمل، فيكون شعر الحامل أكثر كثافة واكتمالًا. ولكن المؤسف أن هذا الفيض الغزير من الشعر لا يدوم؛ لأنه بعد ثلاثة أو أربعة شهور من الوضع يبدأ الشعر الزائد في السقوط السريع. والأخبار الجيدة هي أن نمو الشعر سوف يعود بمعدلاته الطبيعية وستصبح رءوس الأمهات مزينة بالشعر الغزير مرة أخرى وربما يصبح هذا هو حال أبنائهم أيضًا.

تساقط الشعر

إن كثرة الشعيرات الساقطة على أرضية الحمام، أو على وسادتك، أو في مشطك ليس منظرًا سارًا، وتعرف هذه الحالة طبيًا باسم انبعاث التيلوجين، وهو ثاني أكثر أشكال فقدان الشعر شيوعًا (بعد نمط الصلع الرجالي). في هذه الحالة تدخل الشعيرات التي تكون في طور النمو في مرحلة السكون، وتكون النتيجة سقوط شعرات أكثر من المعتاد، ويحدث سقوط الشعر في جميع أنحاء فروة الرأس ولا يتبع الشكل النمطي للصلع الرجالي.

وفقدان الكثير من الشعر في لحظة واحدة قد يدل أيضًا على أنك تخضع لضغوط نفسية هائلة، أو أنك تعاني مؤخرًا من أزمة صحية مثل حادث سيارة، أو جراحة كبيرة، أو اضطرابات جلدية مثل التقرح الجربى، أو الأكزيما.

والمؤسف – وكما يعلم الكثيرون – أن الفقدان المفاجئ للشعر قد يرجع إلى العلاج الكيميائي والإشعاعي من السرطان، فهذا العلاج يوقف النمو السريع لخلايا الشعر مثلما يوقف الخلايا السرطانية سريعة الانقسام من الانتشار، وتكون النتيجة فقدان أكبر قدر من الشعر، والتي قد تصل إلى 90% منه، وعادة ما يكون هذا خلال الشهر الأول من العلاج. ولكن الأخبار الجيدة أنه في فترة تتراوح بين ستة أشهر وسنة من علاج السرطان ينمو الشعر مجددًا.

وقد يدل السقوط المفاجئ للشعر على الإصابة الحديثة بالحمى، أو التعرض لعدوى بكتيرية، أو فطرية، أو فيروسية. وفى هذه الحالات يُحتمل وجود دلائل مصاحبة أخرى كالحمى، أو الألم، أو الحكة، أو هياج الجلد. وقد يكون أيضًا علامة تحذيرية مبكرة على اضطراب هرموني، وخصوصًا في الغدة الدرقية، أو نقص إفراز الغدة النخامية، حيث إن كل الاضطرابات الهرمونية تقريبًا قد تسبب سقوط الشعر.

إذا كنت قد غيرت عاداتك الغذائية، أو تفرض على نفسك حمية غذائية قاسية، ووجدت أنك تفقد شعرك ووزنك، فقد تكون هذه دلالة على معاناتك من مشاكل غذائية مثل نقص الحديد، أو البروتين، أو الزنك. وقد يكون فقدان الشعر أيضًا دلالة تحذيرية على أنك تفرط في تناول البيض النيئ. إن الإفراط في تناول بياض البيض النيئ أو الأغذية التي تحتوي عليه مثل المايونيز، أو حلوى الموسيه، أو شرائح اللحم التتري، أو سلطة قيصر المتبلة، حيث قد تؤدى هذه الأطعمة إلى حالة نادرة الحدوث وهي نقص البيوتين (متلازمة الإصابة ببياض البيض). وتشمل الدلائل التحذيرية الأخرى: جفاف الجلد، أو الطفح الجلدي، أو الشعر الخفيف المقصف. وقد تتطور الحالة ما لم تُعالج مسببة مشكلات عصبية، ومعوية في غضون أسبوع؛ لذلك لا تتناول بياض البيض إلا مطهوًا فتستفيد مرتين؛ الأولى: تقليل مخاطر الإصابة بمتلازمة بياض البيض، والثانية: تجنب التسمم الغذائي بالسالمونيلا.

وليس نقص التغذية المتهم الوحيد بهذه الحالة، ففقدان الشعر قد يكون الوسيلة الوحيدة التي يخبرك جسمك من خلالها بأنك تبالغ في تناول أشياء جيدة. والحق أن الإفراط في تعاطى أدوية معينة أو حتى الفيتامينات والمعادن الأساسية (خاصة فيتامين أ، أو السيلينيوم) قد يسبب سقوط الشعر.

حقيقة مهمة

إذا كنت مصابًا بصلع رجالي، فقد لا تتمتع بمظهر الرأس اللامع المقبب كرأس “يول برينر”، أو “مايكل جوردون”، أو “بروس ويلز” إلا إذا حلقت رأسك بالموسى، حيث إن الصلع الرجالي دائمًا ما يترك حافة تشبه الحدود حول فروة الرأس وهو ما يسمى قبعة الناسك.

الشعر: مواضع وجوده، ومواضع عدمه

إن عدد شعرنا، ومواضع وجوده، ومواضع عدمه تعتمد إلى حد كبير على جيناتنا الوراثية، فوجود الشعر وعدمه يعود غالبًا لعوامل وراثية أو عرقية، حيث إن وجوه الرجال من السكان الأصليين لأمريكا – مثلًا – ليس على وجوههم إلا القليل من الشعر إن وُجد أصلًا، ورجال شرق إفريقيا لديهم من شعر الوجه أكبر مما لدى نظرائهم في غرب إفريقيا. ويتباين الموقف من شعر الصدر وفقًا للعرقية، حيث تنتشر الصدور المشعرة بين رجال الشرق الأوسط، وجنوب آسيا، والمنحدرين من أصول أوروبية.

وللعرقية دور أيضًا في نمو الشعر لدى النساء؛ فالنساء الآسيويات، ونساء سكان أمريكا الأصليين يغلب على أجسامهم الشعر الخفيف بينما نساء الشرق الأوسط وحوض البحر المتوسط يغلب عليهم وفرة شعر الجسم.

المولود دون شعر

إذا كنت الرجل الوحيد في أسرتك وبين أصدقائك الذي لا يحتاج إلى حلق ذقنه، وليس لديه الكثير من شعر الصدر، أو العانة، أو الإبط؛ فقد تكون مولودًا بدون شعر وهو ما يسمى متلازمة كلينفيلتر، وهذه حالة نادرة الحدوث نسبيًا. وتتضمن الدلائل الأخرى لهذه المتلازمة طول الجسم، وهيئة للجسم على شكل الكمثرى، وصغر حجم الأعضاء التناسلية، كبر حجم الثدي أحيانًا. والرجال المصابون بهذه المتلازمة قد لا يلتفتون إلى هذه الدلائل أو يتجاهلونها، حتى يضطروا هم وزوجاتهم إلى استشارة متخصص في الغدد الصماء، أو الأمراض التناسلية، أو أي متخصص آخر في الخصوبة لأنه لم يحدث حمل. والمصابون بمتلازمة كلينفيلتر يغلب عليهم انخفاض كبير في مستويات هرمون التيستوستيرون، وارتفاع معدلات الإستروجين؛ لذلك يعانون من عدم الخصوبة والقصور الجنسي.

حقيقة مهمة

اللحية أسرع شعر جسم الإنسان نموًا، وقد يصل طول اللحية لدى الرجل إذا تركها دون حلق إلى ثلاثين قدمًا في المتوسط.

دلالة تحذير

الرجال المصابون بمتلازمة كلينفيلتر تزيد لديهم مخاطر الإصابة بهشاشة العظام وبعض الاضطرابات المناعية الأخرى مثل روماتيزم المفاصل، والذئبة، وتزيد لديهم أيضًا فرص الإصابة بسرطان الثدي، وسرطان الخصية، وأمراض الرئة، والجرثومة المدمرة للخلايا التناسلية، وأورام نادرة قد تتحول إلى سرطانية.

والأخبار الجيدة هي أن الكثير من الرجال المصابين بهذه الحالة الذين يعانون من عدم الخصوبة قد يتمكنون من الإنجاب بالاستعانة بالتقنيات التخصيبية المتقدمة. والعلاج الهرموني بالتيستوستيرون يمكن من نمو الشعر لديهم والتمتع بحياة جنسية أفضل.

فقدان الحاجبين أو الرموش

إذا لاحظت أن حاجبيك أو رموشك التي كانت كثيفة لم تعد كذلك، فهذه دلالة مكدرة على تقدمك في السن.

أما فقدان الرموش، فقد يكون دلالة تحذيرية مبكرة على نقص إفرازات الغدة الدرقية، أو على الإفراط في استهلاك فيتامين أ. وإذا كان تساقط شعر الحواجب مقصورًا على الطبقة الخارجية منها، فقد يكون هذا دلالة على الإصابة بمتلازمة هاشيموتو، وهي حالة نقص مزمن في إفرازات الغدة الدرقية.

فقدان شعر الصدر والجسم

كان قدماء اليونان والرومان يعتبرون الصدر الأملس الخالي من الشعر نموذجًا جماليًا، ربما لأنه يعتبر دليلًا على الشباب، أما الآن فقد أصبح الصدر المشعر لدى الرجال دلالة تقليدية على الذكورية ومصدرًا للفخر في العديد من الثقافات. وكما هو الحال مع شعر الرأس فإذا بدأ شعر الصدر في السقوط، تهتز ثقة الرجل برجولته. وفقدان شعر الصدر أو الجسم قد يكون دلالة على التقدم في العمر، أو على نقص هرمون الإندروجين الذي يرتبط أيضًا بالتقدم في السن، وقد يكون دلالة أيضًا على الثعلبة.

فقدان شعر العانة

يقرر الكثير منا التخلص من الشعر غير المرغوب بنتفه، أو حلقه، أو حرقه – بما في ذلك شعر العانة لدى الشابات. ومع ذلك، فإذا سقط شعر العانة من تلقاء نفسه، فربما تكون هذه الحالة غير مرغوبة لنا.

ونحول شعر العانة لدى النساء من دلائل التقدم في السن، وهو يشير إلى تناقص معدلات هرمون الإستروجين بعد انقطاع الطمث. وعلى الرغم من أن الرجال قد يفقدون شعر العانة مع التقدم في السن، إلا أن ذلك لا يُلحظ عادة كما يُلحظ عند النساء.

نقص شعر العانة والإبط لدى أي الجنسين في أية مرحلة عمرية قد يكون دليلًا على ضعف إفرازات الغدة النخامية، وقد يشير أيضًا إلى اضطراب هرموني حاد ونادر الحدوث يسمى مرض أديسون، وهو مرض مهدد للحياة ويتضمن تدمير غدد الأدرينالين، ويؤثر على الأغشية المخاطية والجلد والشعر.

نمو الشعر في غير موضعه

كان للنساء من ذوات اللحى فقرة ثابتة في السيرك والعروض الساخرة بغرض الإثارة، ولكن إذا لاحظت المرأة نمو اللحية على ذقنها التي كانت ملساء من قبل، أو شاربًا ينمو تحت أنفها فلن تكون مُثارة بالتأكيد.

إن النمو غير المرغوب لشعر الوجه لدى النساء دلالة على تقدمهن في السن. وعلى الرغم من أن كثيرًا من النساء يعانين من نحول أو فقدان الشعر في فترة انقطاع الطمث، فإن بعضهن قد يحدث له عكس ذلك عندما يقل إفرازهن للإستروجين ويزيد إفرازهن للإندروجين. يفرز كلا الجنسين الإندروجين والإستروجين، إلا أن معدلات ونسب كل منهما هي ما يحدد كثافة الشعر وأماكن وجوده.

إذا نما الشعر حيث لا ينبغي أو إذا نما بمعدلات زائدة في أي مكان، فهذه دلائل على زيادة الإندروجين، وهو المعروف طبيا باسم الشعرانية، وهو يحدث لدى الجنسين. وقد لا تمثل هذه الحالة مشكلة للرجال، لكنها بالنسبة للنساء مشكلة تحرجهن. والشعر غير المرغوب لدى النساء غالبًا ما يكون أسود وخشنًا وينمو بسرعة في أماكن ظهور الشعر عند الرجال: على الذقن، أو الصدر، أو الشفتين، أو الفخذين، أو الأذنين، أو الوجه، أو حول الحلمتين.

النساء المصابات بالشعرانية ذوات صوت أجش، وعضلات ضخمة، وأثداء صغيرة، وبظر ضخم، وغير منتظمات الحيض. وجميع هذه الأشياء دلائل على اضطراب إفراز هرمون الإندروجين الذي يسمى الذكورية.

وسواء وجدت هذه الدلائل أو لم توجد فإن الشعرانية قد تكون أثرًا جانبيًا سلبيًا للعقاقير التي تحتوي على هرمونات مثل حبوب منع الحمل، والأدوية السيترودية، وأدوية الخصوبة، والأدوية للعلاج بالتيستيستيرون. وليس من المستغرب أن يكون النمو المفرط للشعر من الآثار الجانبية للمينوكسيديل، والمعروف تجاريًا بالروجاين (Rogaine) – وهو عقار مضاد لارتفاع ضغط الدم، كما أنه شائع الاستخدام أيضًا كعلاج لفقدان الشعر. وقد تكون الشعرانية أيضًا دليلًا على سوء استخدام السيترويدات البنائية.

وزيادة نمو شعر الجسم والوجه لدى النساء غالبًا ما يكون دلالة على الإصابة بمتلازمة المبيض متعدد الأكياس، أو متلازمة شتاين–ليفيندال؛ وهي واحدة من أكثر الحالات التي يساء تشخيصها أو لا تلقى التشخيص المناسب لدى النساء في سن الخصوبة. ومن الدلائل الشائعة الأخرى على هذه الحالة زيادة الوزن، وحب الشباب. النساء المصابات بمتلازمة المبيض متعدد الأكياس، والناتج عن زيادة إفراز الإندروجين يعانين من عدم انتظام فترات الحيض أو انقطاعه. والحقيقة أن هذا المرض سبب رئيسي لعدم الخصوبة.

والشعرانية دلالة على نوع آخر من الاضطرابات الهرمونية المعروف بمتلازمة كوشنج، أو زيادة إفراز القشرة الكظرية، وبدلًا من أن يكون الإندروجين سبب النمو المفرط للشعر كما هو الحال في متلازمة المبيض المتعدد الأكياس، فإن سببه في متلازمة كوشنج يرجع إلى إفراز غدد الأدرينالين المزيد من هرمون الكورتيزول الناتج عن الضغوط. وتصيب متلازمة كوشنج كلًا من النساء والرجال، وغالبًا ما تكون الإصابة بين سن العشرين والخمسين، والنساء المصابات بهذا المرض غالبًا ما يوجد شعر على وجوههن، ورقابهن، وصدورهن، وبطونهن، وأفخاذهن. ومن الدلائل الشائعة الأخرى على الإصابة بهذه المتلازمة: انقطاع الحيض أو عدم انتظامه، والمشكلات الجلدية مثل حب الشباب، وزيادة الوزن في منطقتي الوسط وأعلى الظهر.

والنمو المفرط للشعر قد يكون دليلًا على وجود أكياس مبيضية، وهذه الأكياس الممتلئة بالسوائل والتي تحدث خلال سنوات الإنجاب لدى المرأة عادة ما تكون غير سرطانية، أما إذا أصيبت النساء المتقدمات في السن بأكياس المبيض، فتزيد خطورة إصابتهن بسرطان المبيض. لذلك؛ فإن ظهور الشعر على وجه المرأة في مرحلة انقطاع الطمث دلالة تحذيرية على الإصابة بسرطان المبيض.

حقائق مهمة

•    دورة نمو شعر فروة الرأس ما بين سنتين إلى ست سنوات أما الرموش والحواجب فتستغرق من شهر إلى ستة أشهر.

•    هل تعرف سبب عدم نمو شعر الذراعين، والإبطين، والصدر، والقدم نموًا طويلًا؟ لأن الشعيرات تستمر في طور النمو لبضعة شهور لكنها تظل في حالة السكون لسنوات.

دلائل تحذيرية

•    الزغب أو الشعر الذي يغطى حديثي الولادة يظهر أحيانًا على المراهقين. وإذا حدث هذا فهو دلالة على فقدان الشهية العصبي.

•    النساء اللواتى يزيد إفراز الإندروجين لديهن كالمصابات بمتلازمة شتاين–ليفيندال، أو متلازمة كوشنج أكثر عرضة للإصابة بسرطان الرحم، ومقاومة الأنسولين، وارتفاع معدلات الكوليسترول، كما أن هذه المتلازمة دلالة تحذيرية مبكرة على أمراض القلب.

•    إذا أصيب أحدهم بشعر كثيف، وحب شباب زائد على الحد مصحوبين بإرهاق وآلام شديدة فقد يكون مصابًا بالتهاب كبدى مزمن أو أية اضطرابات حادة أخرى.

الرجل المشعر

وكما أن السيدات ذوات اللحية – أو المستذئبات كما يطلق عليهن – كن يجذبن المتفرجين في العروض، فإن فرط ظهور الشعر بين الرجال هي حالة نادرة الحدوث أيضًا، حيث يندر وجود رجل مصاب بالزيادة الخلقية لنمو الشعر، وهي الحالة المعروفة طبيًا باسم غزارة الشعر الخلقي. ومع ذلك، فهناك حالة أخرى شائعة ولكنها أخف وطأة من سابقتها وتعرف باسم غزارة الشعر المكتسبة، والتي قد تنتج عن الاستخدام الموضعي للسيترويدات، والمضادات الحيوية، ومهدئات الصرع، وأدوية نمو الشعر، إلا أن التوقف عن تناول هذه الأدوية سيحد من زيادة نمو الشعر. كثافة نمو الشعر لدى الرجال قد تدل أيضًا على مرض جلدي يسمى الطفح الجلدي البسيط، والذي يتضمن كثافة الجلد أيضًا. وإضافة إلى هذا، فإن النمو الزائد للشعر عند الرجال قد يكون دليلًا على مرض جلدي ناتج عن التمثيل الغذائي يسمى الخلل البورفينى الجلدي المتأخر، والذي يؤدى أيضًا إلى نمو بثور على المناطق المعرضة للشمس. وترتبط هذه الحالة بالعديد من مشكلات الكبد مثل الفيروس الكبدي (سى) والذي قد يؤدى إلى تليف الكبد أو إصابته بالسرطان في حالة عدم علاجه.

دلالة تحذير

الإناث ممن لهن أقارب من الرجال المشعرين قد يتعرضن للإصابة بمتلازمة أكياس المبيض.

الخاتمة

مما سبق يتضح لك أن مشكلات الشعر لا ينبغي التعامل معها على اعتبار أنها أمور جمالية فحسب. وعلى الرغم من أن فقدان الشعر لا يمثل تهديدًا فوريًا لحياتك، فعليك – إذا رأيت أية دلائل أخرى تتصل بالشعر – أن تحددها ثم تتوجه فورًا إلى الطبيب الأساسي لك، وغالبًا ما يستطيع علاج المشكلة، وإن لم يجد فسيحولك إلى طبيب متخصص. وفيما يلي المتخصصون المدربون على تشخيص وعلاج العديد من المشكلات المرتبطة بالشعر وفروة الرأس.

● طبيب الأمراض الجلدية: طبيب متمرس في تشخيص وعلاج أمراض الجلد والشعر (لا تنس أن الشعر ما هو إلا جلد).

● طبيب الغدد الصماء: طبيب متخصص في تقييم وعلاج الاضطرابات الهرمونية التي تتسبب في العديد من مشكلات الشعر.