بما أن جودة البصر هي شرط حيوي للحفاظ على استقلاليتك، من الأهمية بمكان المحافظة على العينين والعناية بهما. فالعينان تتغيران مع مرور الزمن، شأنهما في ذلك شأن باقي أعضاء الجسم. فتقل مرونتهما وقدرتهما على التركيز على الأشياء القريبة. وفي حال لم تحتج إلى نظارات لبعض الوقت على الأقل بعد سن الخامسة والستين، فلا شك بأنك استثناء على القاعدة. كما يزداد ضعف النظر مع التقدم في السن. وتشير الإحصاءات إلى أن أكثر من ربع الذين تجاوزوا الخامسة والثمانين يعانون من ضعف ملحوظ في نظرهم.
إعتام العدسة (المياه البيضاء) Cataracts
تنجم هذه الحالة عن إعتام عدسة العين أو تشوهها. ويعاني منها حوالى نصف الأميركيين الذين تتراوح أعمارهم بين 65 و75 عاما وذلك بدرجات متفاوتة. وتسبب المياه البيضاء رؤية ضبابية أو مزدوجة وتسبب المشاكل عادة عند القيادة ليلا.
المياه الزرقاء (الغلوكوما) Glaucoma
هي عبارة عن تراكم السائل داخل كرة العين مسببا ضغطا مرتفعا بشكل غير طبيعي، مما يؤدي إلى تضييق مجال الرؤية وقد يسبب عمى العين إن لم يتم تشخيصه وعلاجه بصورة صحيحة. ولا يسبب المرض أعراضا ملحوظة، إلا أن بعض الأشخاص يعانون من ألم أو احمرار في العينين ويرون هالات ملونة حول الأضواء. ووفقا للإحصاءات فإن حوالى 3 بالمئة ممن تجاوزوا الخامسة والستين مصابون بالمياه الزرقاء.
تلف بقعة القرنية
هو السبب الرئيسي وراء العمى بين الأميركيين الذين تجاوزوا الخامسة والستين. ويسبب المرض فقدان النظر المركزي مع الحفاظ على الرؤية الجانبية (أو المحيطية). وتشتمل أعراضه على رؤية ضبابية ورمادية اللون مع بقعة عمياء في الوسط.
العناية الذاتية
مع التقدم في السن، تحتاج العينان إلى ضوء أقوى عند القراءة، حتى في حال عدم وجود مشاكل في النظر. استعن بالتالي بمصباح مرن، ذي عنق، لتوجيه الضوء على ما تقرأه أو تعمل عليه. وتتوفر مجموعة منوعة من النظارات الثنائية البؤرة والثلاثية البؤرة والعالية القوة للمساعدة على تحسين الرؤية. أما المكبرات فتأتي بأشكال عديدة، منها ما يحمل باليد أو الثابت أو ما يعلق بسلسلة حول العنق.
كما تتوفر أدوات وأجهزة ذات كتابة بخط كبير الحجم، بما في ذلك أقفال وهواتف وأوراق للعب وكتب.
العيش مع المياه الزرقاء ممكن ويكمن السر في معرفة الوقت الذي يصبح معه العلاج واجبا. ويحدث ذلك عادة حين يفرض عليك المرض تغييرات كبيرة في حياتك اليومية. فإن تطورت الحالة لدرجة منعتك من اجتياز اختبار النظر لتجديد رخصة القيادة مثلا، سيكون الوقت قد حان على الأرجح للتفكير بإجراء جراحة. ولحسن الحظ فإن طرق الجراحة الحديثة جعلت من عملية إزالة المياه البيضاء واحدة من أكثر العمليات الجراحية نجاحا في أيامنا.
وتعتبر فحوصات العين الروتينية والكشف المبكر أفضل طرق الوقاية من المياه الزرقاء وتلف بقعة القرنية. ومن شأن العلاج المبكر، الذي يشتمل على الجراحة والأدوية، أن يمنع الإصابة بضعف خطير في النظر نتيجة للمياه الزرقاء.
أما بالنسبة إلى تلف بقعة القرنية، فما من علاج يمكنه إصلاح الضرر الناجم عنه. غير أن اعتماد نظام غذائي غني بالخضروات ذات الأوراق الخضراء اللون وارتداء نظارات واقية من الأشعة فوق البنفسجية والامتناع عن التدخين من شأنه أن يقلص خطر الإصابة بالمرض. ويمكن إجراء فحص ذاتي لاكتشاف علامات المرض وأعراضه وذلك بواسطة شبكة أمسلير Amsler