التصنيفات
صحة المرأة

مشاكل العين والرؤية والنظر خلال الحمل، تشوش الرؤية، الرمد الساري

التغيرات في الرؤية eye changes

قد تؤثر بعض التغيرات التي يمر بها الجسم في أثناء الحمل في العينين والرؤية، إذ تصبح الطبقة الخارجية للعين (القرنية) أسمك نوعا ما, كما أن ضغط السوائل داخل كرة العين (الضغط داخل المقلة intraocular pressure) يقل بحوالى 10 %, وقد تؤدي تلك التغيرات في بعض الأحيان إلى تغيم بسيط في الرؤية.

وبالإضافة إلى تغيم الرؤية، قد تصادف التغيرات التالية في العينين:

●   التغيرات الانكسارية في الرؤية. قد يحدث تغير مؤقت في قوة النظارات أو العدسات اللاصقة التي تحتاجينها بسبب التغير في مستوى الهرمونات.

●   جفاف العينين. قد تصاب بعض الحوامل بجفاف العينين, وقد يشمل ذلك الحس بالوخز أو الحرقان أو الاحتكاك, وقد يزداد تهيج العينين أو تعبهما, وربما يصبح استعمال العدسات اللاصقة أكثر صعوبة.

●   انتفاخ الجفنين. قد يحدث انتفاخ حول العينين بسبب احتباس الماء في أثناء الحمل, وقد يؤثر انتفاخ الجفنين في الرؤية المحيطية.

على العموم، يجب مراقبة الرؤية بشكل جيد في أثناء الحمل، إذ إن مضاعفات الداء السكري مثل اعتلال الشبكية السكري Diabetic retinopathy – الذي يخرب شبكية العينين – قد تتفاقم في أثناء الحمل, لذا فمن الضروري فحص العينين في أثناء الحمل إذا كانت الحامل مصابة بالداء السكري؛ كما أن الحوامل المصابات بارتفاع ضغط الدم (فرط الضغط hypertension) يكن معرضات أيضا لحدوث مشاكل في الرؤية؛ لذا، فإن فرط الضغط في أثناء الحمل يحتاج إلى مراقبة عن كثب؛ وقد يكون تغيم الرؤية في آخر الحمل – الحاصل منذ فترة قريبة – إشارة إلى ارتفاع خطير في ضغط الدم في بعض الأحيان.

الوقاية والرعاية الذاتية عند حدوث التغيرات في الرؤية eye changes

في الحقيقة، لا يوجد سبب ذو شأن يستدعي القلق أو الحاجة لتغيير وصفة النظارات أو العدسات اللاصقة التي تستعملينها عندما تواجهين مشكلة ما بسبب تغيم الرؤية أو تغير ما فيها، وذلك في وقت مبكر من الحمل؛ ولعل مما يطمئنك العلم بأن الرؤية تعود إلى حالتها الطبيعية بعد الولادة.

ومما يساعد على تخفيف الألم الحاصل بسبب جفاف العينين استعمال القطرات العينية المزلقة، والتي تعرف أيضا بالدموع الاصطناعية artificial tears؛ وتعد تلك القطرات العينية المزلقة – ولله الحمد – آمنة الاستعمال في أثناء الحمل, كما أن جفاف العينين حالة مؤقتة سرعان ما تختفي عقب الولادة.

ويمكنك تنظيف العدسات اللاصقة بشكل متكرر باستخدام منظف إنزيمي، وذلك عند شعورك بعدم الراحة بسبب جفاف العينين وتهيجهما؛ ولكن، لا تقلقي حتى وإن لم يجد ذلك، لأن الرؤية ستعود إلى حالتها الطبيعية بعد أسابيع قليلة من الولادة.

متى تحتاجين إلى المساعدة الطبية بسبب التغيرات العينية

يجب مراجعة مقدم الرعاية الصحية في الحال عند حدوث تغيم مفاجئ في الرؤية أو ظهور بقع عمياء في أي وقت من الحمل, كما يجب عليك التعاون مع مقدم الرعاية الصحية لمراقبة الرؤية عن كثب في حال وجود إصابة بالداء السكري أو ارتفاع في ضغط الدم؛ وننوه إلى أن اعتلال الشبكية السكري يستدعي المعالجة قبل الحمل وفي أثنائه وبعده؛ وللتقليل من المضاعفات المتوقع حدوثها في الرؤية بسبب اعتلال الشبكية retinopathy، يجب مراجعة طبيب العيون بانتظام, ويمكنك بشكل عام أيضا مراجعة طبيب العيون عند شعورك بالقلق تجاه أي تغير في الرؤية لديك.

تشوش الرؤية Blurred Vision

قد تسبب التغيرات التي تحدث في العينين في أثناء الحمل تغيما خفيفا في الرؤية، إذ تصبح الطبقة الخارجية من العين (القرنية) أكثر سماكة بحوالى 3% من السماكة الطبيعية, وذلك نتيجة لاحتباس كمية إضافية من السوائل في الجسم في أثناء الحمل.

وقد يصبح ذلك التغير واضحا في الأسبوع العاشر من الحمل، ويستمر لمدة قد تصل إلى ستة أسابيع من ولادة الطفل, هذا بالإضافة إلى أن ضغط السوائل داخل المقلة (الضغط داخل المقلة intraocular pressure) ينقص في أثناء الحمل؛ وبسبب التغيرات السابقة، قد تتشوش الرؤية في بعض الحالات النادرة.

وقد تصبح العدسات اللاصقة – لا سيما الصلبة منها – غير مريحة حين وضعها بسبب التغيرات السابقة.

الوقاية والرعاية الذاتية في حال تشوش الرؤية

قد تفضلين استعمال النظارات بشكل أكثر من المعتاد إذا أصبحت العدسات اللاصقة غير مريحة لك, ولكن من غير الضروري تغيير وصفة عدسات العين في أثناء الحمل لأن الرؤية تعود إلى طبيعتها بعد الولادة.

متى تحتاجين إلى المساعدة الطبية بسبب تشوش الرؤية

يجب عليك إجراء فحص لعينيك في حال حدوث تشوش مفاجئ في الرؤية, ويصبح ذلك أمرا ضروريا إذا كنت تعانين من الداء السكري diabetes؛ وعند ذلك، يجب عليك التناقش مع مقدم الرعاية الصحية في مسألة الضبط الجيد للسكري ومراقبة سكر الدم, هذا بالإضافة إلى إطلاعه على أية مشكلة تواجهينها في الرؤية.

وقد يحدث تشوش الرؤية بسبب مقدمات الارتعاج preeclampsia (الانسمام الحملي)؛ وهو مرض يؤدي إلى زيادة ضغط الدم, لذلك ننبه مرة أخرى إلى ضرورة مراجعة مقدم الرعاية الصحية عند ملاحظة أي تغير مفاجئ في الرؤية أو تغيم شديد فيها أو عند مشاهدة بقع أمام العينين, وذلك لأن ضغط الدم المرتفع قد يؤدي إلى حدوث مشاكل حملية خطيرة.

الرمد الساري (التهاب الملتحمة المعدي الحاد) Pinkeye

الرمد الساري (التهاب الملتحمة) التهاب أو عدوى في الملتحمة، ذلك الغشاء المرهف والرطب الذي يبطن الجزء الداخلي من الجفنين, كما يغطي الجزء الأبيض من العينين (الصلبة)؛ وتشتمل أعراض الرمد الساري على احمرار العينين والحكة أو التهيج والشعور كما لو أن رملا في العينين وعلى إدماع العينين؛ وغالبا ما يكون الرمد الساري عند البالغين ناجما عن عدوى بكتيرية أو فيروسية, كما قد يحدث بسبب الأرجية أو المهيجات الكيميائية أو بسبب استعمال العدسات اللاصقة، لا سيما تلك المديدة الاستخدام؛ ولا تؤثر إصابة الحامل بالرمد الساري – ولله الحمد – في جنينها.

ولكن الولدان قد يصابون بالتهاب الملتحمة عند تعرضهم للباكتيريا في أثناء عملية الولادة، إذ قد تصل الباكتيريا إلى عيني الرضيع من خلال المهبل في أثناء عملية الولادة؛ وغالبا ما يكون السبب في تلك الحالة تلك الباكتيريا المنتقلة عن طريق الجنس، مما يؤدي إلى حدوث عدوى بالمتدثرة Chlamydia أو داء السيلان gonorrhea. وتجدر الإشارة إلى أنه يجب معالجة الرضع المصابين بالتهاب الملتحمة في الحال، وذلك لمنع حدوث أذيات وخيمة في العينين وللمحافظة على حاسة البصر.

ولمنع حدوث أية عدوى في العينين، يعطى الولدان عند الولادة قطرات من نترات الفضة silver nitrate eyedrops في العينين؛ وقد تحدث نوبة قصيرة من الرمد الساري نتيجة للتهيج الحاصل بسبب تلك القطرة، إذ يبدأ ذلك بعد 6 – 12 ساعة من الولادة عادة، ثم يزول في غضون يومين.

الوقاية والرعاية الذاتية في حال الرمد الساري

لابد للحامل أن تتأكد من أنها لا تعاني من أي مرض منقول جنسيا active sexually transmitted disease، والذي من شأنه أن يؤثر في رضيعها قبل الولادة وبعدها.

ومما يساعد في الوقاية من التهاب الملتحمة البكتيري أو الفيروسي اتباع الاحتياطات التالية, لا سيما إذا كان أحد أفراد العائلة مصابا بالرمد الساري:

●   الحرص على بقاء اليدين بعيدتين عن العينين.

●   غسل اليدين بشكل متكرر.

●   عدم الاشتراك مع أي شخص في ملابس الاستحمام أو المناشف أو أغطية الوسائد, والتبديل المتكرر لتلك الأشياء, وغسلها باستخدام ماء ساخن ومادة مطهرة.

●   تغيير حاوية ماكياج العينين وأدواتها بانتظام.

●   الاستعمال والاعتناء الجيدين بالعدسات اللاصقة.

وللتخفيف من إزعاج الرمد الساري، يمكن وضع كمادات (قطعة قماش نظيفة منقوعة في ماء دافئ أو ساخن) على العين المغلقة؛ ومن الأفضل استعمال الماء الدافئ عندما يكون التهاب الملتحمة بكتيريا أو فيروسيا، بينما يفضل استخدام الماء البارد عندما يكون السبب أرجيا؛ ومع أن تلك الطرق قد توفر بعض الراحة، إلا أن حالات الرمد الساري تحتاج إلى عناية طبية لاستبعاد الأسباب الخطيرة.

الرعاية الطبية عند حدوث الرمد الساري

يعتمد علاج الرمد الساري على المسبب، حيث يعالج الشكل البكتيري باستخدام المضادات الحيوية antibiotics على شكل قطرات أو مراهم عينية؛ وقد تستخدم المضادات الحيوية الفموية في بعض الأنواع البكتيرية؛ أما بالنسبة للشكل الفيروسي، فإنه يشفى بعد عدة أيام دون أي علاج.

وأما التهاب الملتحمة الأرجي allergic conjunctivitis فقد يعالج أحيانا بتجنب المهيج الذي يسبب الأرجية؛ فعلى سبيل المثال، إذا كان التفاعل الأرجي يحدث بسبب مادة ما في صنف معين من محاليل العدسات اللاصقة، يمكن حينئذ حل المشكلة بتغيير ذلك الصنف.

وقد يفيد شطف العينين بالماء في علاج التهاب الملتحمة الناتج عن بعض المواد الكيميائية، إلا أن بعض أنواع التهاب الملتحمة الكيميائي chemical conjunctivitis قد يحتاج إلى علاج فوري؛ ولكن، يجب – على كل حال – شطف العين بالماء بلطف عند تعرضها لمادة كيميائية مع المحافظة على جريان الماء لمدة 15 دقيقة على الأقل, ومن ثم التوجه إلى المستشفى بعد تغطية العين بضمادة نظيفة.

وبالنسبة للرمد الساري عند الرضع الناتج عن استعمال قطرات نترات الفضة، فإن العلامات تكون بسيطة جدا في العادة، وتختفي في غضون عدة أيام؛ ولكن، في حال استمرارها، يجب مراجعة مقدم الرعاية الصحية.