التصنيفات
الباطنية

مشاكل الغدة الدرقية: علاجات طبيعية

وزن زائد رافقك لسنوات، بالرغم من جهودك لتخفيفه. كسل معظم الوقت، خاصة في أول الصباح. برودة في اليدين والقدمين. جفاف في البشرة والشعر. إمساك، صعوبة في التركيز، اكتئاب.

تنتج جميع هذه الأعراض (وكثير غيرها) عن نقص في نشاط الغدة الدرقية أو قصور الغدة الدرقية. فالهرمونات التي تفرزها الغدة الدرقية تنظم حرارة الجسم. بالتالي، حين ينخفض مستوى هذه الهرمونات تنخفض حرارة الجسم بدورها بدرجة أو اثنتين.

عندما تنخفض حرارة الجسم، تعجز كثير من الأنزيمات المنتجة للطاقة عن أداء وظائفها. وفي هذه الحالة لا يعمل الجسم بشكل طبيعي أيضا ويتباطأ عمل جميع أجهزته، من الدماغ وحتى الأمعاء.

والواقع أن تحاليل الدم التي يستعملها الأطباء التقليديون لكشف قصور الغدة الدرقية، لا تعطي نتائج موثوقة لاستبعاد المشكلة، برأي الأطباء البديلين.

“يتزايد عدد المرضى الذين تعطيهم تحاليل الدم نتائج طبيعية بالرغم من كونهم يعانون من قصور الغدة الدرقية”، كما يشير رالف لي، دكتور في الطب، طبيب عائلي متخصص في الطب الوقائي والعلاج الغذائي في مارييتا، جورجيا.

بالطبع، يحتاج علاج الغدة الدرقية إلى عناية أخصائي، ولكن ثمة علاجات بيتية بديلة من شأنها أن تساعد الطبيب في عملية الشفاء.

دليل العناية الطبية

إن عانيت من التعب، جفاف في العينين، انتفاخ، أوجاع وتشنج في العضلات، ألم مفاصل، أوجاع بطن، تقلبات في المزاج، اكتئاب، وصعوبة في التركيز، فربما كنت مصابا بقصور الغدة الدرقية، وعليك أن تقصد الطبيب على الفور للمعاينة.

“ما يتعلمه الأطباء التقليديون عن مشاكل الغدة الدرقية خاطئ أساسا”، برأي كينيث بلانشارد، دكتور في الطب، دكتور في الفلسفة، طبيب غدد صماء في نيوتاون، ماساشوستس. “فكثيرة هي الأعراض والحالات والمرضية التي تنجم عن قصور الغدة الدرقية، ولكن المشكلة غالبا ما تفوت الأطباء لأن تحاليل الدم تعطي نتائج طبيعية لدى أغلب مرضى قصور الغدة الدرقية”.

فالتحاليل المعتمدة لكشف قصور الغدة الدرقية ليست دقيقة بما يكفي لكشف معظم حالات نقص نشاط الغدة، كما يعتقد رالف لي، دكتور في الطب، طبيب عائلي متخصص في الطب الوقائي والعلاج الغذائي في مارييتا، جورجيا. ويعني ذلك أن كثيرا من المرضى الذين يعانون من أعراض قصور الغدة الدرقية يقال لهم بأنهم غير مصابين بالحالة، كما يقول د. لي. إضافة إلى ذلك، وحتى عند علاج المشاكل الدرقية، يتم ذلك عادة إلا بواسطة الهرمون الدرقي الصناعي Synthroid، الذي لا يزود المريض إلا بهرمون واحد من مجموعة الهرمونات الدرقية، استنادا إلى د. لي.

فإن شككت بأنك تعاني من قصور في الغدة الدرقية، عليك أن تجرب العثور على أخصائي طبي ذو توجه بديل أو طبيب أخصائي في العلاج الطبيعي على استعداد لإجراء التحليل الطبية التي تكشف المشكلة بدقة، وسيفكر بعلاج الحالة بواسطة Armor Thyroid، خلاصة غير صناعية للغدة الدرقية الحيوانية تؤمن تكملة تامة للهرمونات الدرقية، كما ينصح د. لي.

تمرين الطاقة: عبّر عن نفسك

الغدة الدرقية هي واحدة من سبعة أعضاء تؤلف جهاز الغدد الصماء (أي الباطنية الإفراز) المنتجة للهرمونات، وتقع في الحلق تحت الحنجرة تماما. وذلك هو أيضا موقع “شاكرا” (chakra) الحلق، واحد من سبعة مراكز للطاقة النافذة في الجسم والتي تتطابق مواقعها مع مواقع الغدد الصماء، كما تقول جولي كلير هولمز، دكتورة في الطب الطبيعي، طبيبة أخصائية في العلاج الطبيعي ومعالجة سريرية في التنويم المغنطيسي في كولي، هاواي.

“لإعادة التوازن فعلا إلى الغدة الدرقية، على المريض أن يكون راغبا بموازنة الطاقات المرتبطة بشاكرا الحلق، ألا وهي طاقات التعبير”، كما تقول.

وفيما يلي تمرين طاقة بسيط تصفه د. هولمز لهذا الغرض.

تمدد على مكان مريح، كالسرير أو بطانية مطوية فوق السجادة. استرخ ودفئ حجابك الحاجز – مصدر النفس والصوت – عبر تدليك منطقة أعلى البطن برفق لدقيقة تقريبا. ضع بعد ذلك إحدى يديك على حلقك وابدأ مع كل زفير بإصدار صوت – أي صوت – ودعه ينطلق من حلقك.

“قد يبدأ الصوت على شكل أنين أو تأوه، وكأن ثمة شيئا محبوسا يحاول أن يتحرر”، كما تقول د. هولمز. واصل إصدار الصوت مع كل زفير (ومن الأهمية بمكان أن تتذكر بأن شكل الصوت غير مهم). تخيل في الوقت نفسه بأن الصوت يخرج مباشرة من غدتك الدرقية وبأن خلاياها ترج مع الصوت وكأنها أوتار في آلة موسيقية. مارس هذا التمرين لخمس أو عشر دقائق يوميا.

“فغالبا ما يكبت مرضى قصور الغدة الدرقية حديثهم وقدرتهم الطبيعية على التعبير خجلا من الآخرين”، كما تشير د. هولمز. ولكن بهذا التمرين ترتخي الطاقات المكبوتة وتتحرر، وتتغذى الغدة بعمق، كما تعتقد.

نور الشمس: تعرض له باكرا

اخرج في الصباح الباكر وانظر باتجاه الشمس. فالضوء ينشط الغدة الصنوبرية (وهي غدة صماء في وسط الدماغ)، مما يؤثر بدوره إيجابيا على جميع الغدد الصماء الأخرى، استنادا إلى د. هولمز.

وهي توصي بالخروج إلى الهواء الطلق خلال الساعة الأولى بعد شروق الشمس وبالنظر باتجاه الشمس (وليس إليها مباشرة) لمدة 10 دقائق.

ولن تنفع هذه التقنية إن نظرت عبر النافذة أو عبر النظارات، بل يجب أن يدخل النور في عينيك مباشرة، كما تشير د. هولمز.

الغذاء: اختر أطعمة عضوية أو خالية من المواد الاصطناعية

تحتوي معظم اللحوم ومستخرجات الألبان والبيض على هرمونات اصطناعية من شأنها أن تؤثر على توازن الغدة الدرقية ووظيفتها، كما تقول د. هولمز. لذا اختر اللحوم ومستخرجات الألبان والبيض العضوية أو الخالية من المواد الاصطناعية لعدم احتوائها على هرمونات اصطناعية.

البروجسترون: يخفف الأعراض

إن كنت تعانين من متلازمة ما قبل الحيض أو دخلت فترة ما قبل انقطاع الحيض (حيث يكون الطمث غير منتظم ولكنه لم يتوقف بعد)، فإن استعمال كريم يحتوي على بروجسترون طبيعي من شأنه أن يساعد على تخفيف أعراض قصور الغدة الدرقية، استنادا إلى د. هولمز. (فهرمونا البروجسترون والإستروجين يسيطران على الدورة الشهرية.) وتقول: “إن نقص البروجسترون، وهو أمر شائع جدا، قد يؤثر على الغدة الدرقية، والعكس بالعكس”.

اتبعي التعليمات الخاصة بالاستعمال وبالجرعة على الوصفة، واستعمليه ابتداء من 14 يوما قبل بدء الدورة الشهرية.

التيروزين Tyrosine: مقاربة متوازنة

يرتبط هرمون التيروزين بالأيودين لتأليف الثيروكسين، وهو هرمون درقي، استنادا د. هولمز. عليك أن تتناول 500 إلى 1000 ملغ من التيروزين من مكمل صاف من الحمض الأميني المتوازن مع نسبة جيدة من البروتين في غذائك، كما تقول، ذلك أن للتيروزين نفسه تأثيرات جانبية محتملة عند استعماله بجرعات كبيرة. وهي توصي باستعمال التيروزين لمدة 3 إلى 6 أشهر قبل إعادة تقويم حالتك لدى أخصائي طبي.

الأحماض الدهنية: مفيدة للهرمونات

تشترك هذه المركبات الدهنية في إنتاج الهرمونات الدرقية، كما يشير د. لي. استعمل إما زيت بزر الكتان أو زيت السمك، وكلاهما غني بالأحماض الدهنية. اتبع التعليمات الخاصة بالجرعة على الوصفة، وحاول أن تحصل على ما بين 3000 و6000 ملغ في اليوم، كما يقول. “وفي الطقس البارد، عليك أن تأخذ جرعات أكبر. ولا بأس أيضا من استعمال الزيتين معا لتحصل على فوائد كل منهما، ولكن احرص على عدم تخطي الجرعة الإجمالية”.

استعمل الفحص المنزلي

وحده الطبيب الخبير في علاج قصور الغدة الدرقية يستطيع أن يؤكد لك ما إذا كنت تعاني من نقص في نشاط الغدة الدرقية. ولكن إن كنت تعاني من كثير من الأعراض الشائعة لهذه الحالة، كالوزن الزائد، الإمساك، جفاف البشرة والشعر، التعب، الاكتئاب، وبرودة اليدين والقدمين، يمكنك أن تقوم بفحص منزلي بسيط لترى ما إذا كانت مشكلة الغدة هي المسؤولة المحتملة عن أعراضك، كما يقترح رالف لي، دكتور في الطب، طبيب عائلي متخصص في الطب الوقائي والعلاج الغذائي في مارييتا، جورجيا.

خذ حرارة جسمك الأساسية يوميا لعدة أيام. فالغدة الدرقية تنظم حرارة الجسم، بالتالي، إن كانت حرارتك الأساسية منخفضة دوما بدرجة أو اثنتين عن الحرارة الطبيعية، فتلك إشارة أكيدة إلى كون الغدة لا تعمل كما ينبغي.

أنت تحتاج أولا إلى ميزان حرارة زئبقي من الزجاج. قبل أن تذهب للنوم، هزه وضعه بقرب السرير. وحين تستيقظ صباحا، لا تتحرك، بل مد يدك وتناول الميزان وضعه تحت إبطك لعشر دقائق. “إنها أفضل طريقة لقياس حرارة الجسم الأساسية”، بحسب د. لي.

قم بذلك كل صباح لمدة ستة أيام. وفي حال كانت حرارتك منخفضة باستمرار – ما بين 36 و درجة مئوية (سنتيغراد) – “فتلك إشارة جيدة إلى نقص في نشاط الغدة الدرقية، حتى وإن أثبتت تحاليل الدم بأن الغدة طبيعية”، كما يشير د. لي. وقد حان الوقت برأيه لرؤية طبيب خبير في وسائل العلاج.