التصنيفات
الأسنان، الفم و اللثة

مشاكل الفم والحلق

نستعرض بشكل سريع الإصابات والاضطرابات الفموية

التهاب الحلق

إن الإحساس بضيق أو تشوك في الحلق هو إشارة مألوفة لإصابة وشيكة بالزكام أو الأنفلونزا. ويزول التهاب الحلق عادة في غضون بضعة أيام، ويحتاج أحيانا لأقراص مص أو محلولات غرغرة غير موصوفة.

وتعود معظم حالات التهاب الحلق إلى نوعين من الإصابات، فيروسية وبكتيرية، بيد أنها قد تنجم أيضا عن التحسس والهواء الجاف. وعندما يشتمل التهاب الحلق على تضخّم وألم في اللوزتين، تدعى الحالة أحيانا بالتهاب اللوزتين.

الإصابات الفيروسية

تمثل عادة مصدر الزكام والأنفلونزا والتهاب الحلق الذي يرافقهما. ويزول الزكام عادة خلال أسبوع من دون علاج، عندما يكون الجهاز المناعي أجساما مضادة تقضي على الفيروس. أما المضادات الحيوية، فلا تنفع لعلاج الإصابات الفيروسية.

ومن أبرز أعراض هذه الإصابات:

–  شعور بالألم أو التشوك أو الجفاف.
– بحة.
–  سعال وعطاس.
– سيلان أنفي (أنف سيال) وتقطر خلف الأنف.
–  ارتفاع طفيف أو عدم ارتفاع في الحرارة.

الإصابات البكتيرية

هي أقل شيوعا من الإصابات الفيروسية ولكنها أكثر خطورة. ويعتبر الحلق العقدي من أكثر الإصابات البكتيرية شيوعا. وغالبا ما يتم التقاط الإصابة من شخص مصاب، تظهر أعراضها في خلال يومين إلى سبعة أيام. ويعتبر الأطفال الذين تتراوح أعمالهم بين الخامسة والخمسة عشرة، الملتحقين بصفوف مدرسية أو مجموعات أخرى، أكثر عرضة للإصابة بالحلق العقدي. والواقع أن البكتيريا تنتقل عادة عبر إفرازات الأنف أو الحنجرة. ونادرا ما تنتقل من خلال الأطعمة أو الحليب أو الماء الملوث بالمكورات العقدية، وهو اسم العامل البكتيري.

ومن أعراضها:

–  تورم اللوزتين وغدد العنق.
– شعور بالألم عند البلع.
–  احمرار مؤخرة العنق مع ظهور بقع بيضاء.
–  ارتفاع في الحرارة لأكثر من 37.95 درجة مئوية غالبا، مصحوب بقشعريرة.

وتنتشر معظم التهابات الحلق بالاحتكاك المباشر. إذ ينتقل البلغم واللعاب الملوثان من يد المصاب إلى الأشياء ومسكات الأبواب وسطوح أخرى، ومنها إلى اليدين والفم أو الأنف.

كثرة وحيدات النواة في الدم: مرض منهك

ينتقل داء وحيدات النواة الإنتاني عبر القبل، وأكثر عبر التعرض للعدوى من خلال السعال أو العطاس أو مشاركة كأس أو فنجان مع شخص مصاب.

وتنجم عدوى كثرة وحيدات النواة عن فيروس إبشتاين بار. ومن شأن أي كان أن يصاب به. فاستنادا إلى بعض التقديرات، 95 بالمئة من البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين الخامسة والثلاثين والأربعين قد سبق والتقطوا الفيروس، وولدوا أجساما مضادة له. بالتالي، كون هؤلاء مناعة ضد الفيروس ولن يلتقطوه مجددا. وتعتبر إصابات كثرة وحيدات النواة بكافة أعراضها شائعة لدى المراهقين والشباب خصوصا. والأطفال الذين يلتقطون الفيروس قبل سن 15 قد لا يعانون سوى من أعراض شبيهة بأعراض الأنفلونزا.

يعاني معظم المصابين بكثرة الوحيدات من التعب والضعف. وتشتمل الأعراض الأخرى على التهاب في الحلق وحمى وتورم في العقد اللمفاوية في العنق والإبطين هذا بالإضافة إلى تورم اللوزتين وصداع وطفح جلدي وفقدان للشهية. وتزول معظم الأعراض في غضون 10 أيام، ولكن لا تتوقع استعادة النشاطات اليومية والرياضية قبل ثلاثة أسابيع، وذلك لاحتمال تضخم الكبد أو الطحال وإصابته. وقد تستغرق عودتك التامة لحياتك الطبيعية شهرين إلى ثلاثة شهور. ويتمثل العلاج الوحيد بالراحة والتغذية السليمة.

إن دامت الأعراض لأكثر من أسبوع أو أسبوعين، أو عاودك المرض، استشر الطبيب.

العناية الذاتية

–  ضاعف استهلاكك للسوائل. فالسوائل ترقق البلغم وتسهل إخراجه من الفم.
–  تغرغر بالماء المالح الدافئ. امزج ½ ملعقة صغيرة من الملح مع كوب من الماء الدافئ وتغرغر به ثم ابصقه. فهذه الطريقة تلين الحلق وتساعد على تنظيفه من البلغم.
–  تناول أقراص مص أو سكاكر قوية النكهة أو علكة خالية من السكر. فالعلك والمص يحفزان إفراز اللعاب الذي يغسل الحلق وينظفه.
–  تناول مسكنات للألم. فالمسكنات غير الموصوفة كالأسيتامينوفين والإبوبروفين والأسبيرين تسكن ألم الحلق في غضون أربع إلى ست ساعات. ولكن احذر من إعطاء الأسبيرين للأطفال أو المراهقين.
–  أرح صوتك. إن كان التهاب الحلق قد امتد إلى الحنجرة، من شأن الكلام أن يسبب مزيدا من التهيج وفقدانا مؤقتا للصوت، وهذا ما يدعى بالتهاب الحنجرة.
–  رطب الهواء. إذ تعمل زيادة رطوبة الهواء على منع الأغشية المخاطية من الجفاف الذي يسبب تهيجا وصعوبة في النوم. ويعتبر رذاذ الماء المالح للأنف نافعا أيضا.
–  تجنب الدخان وباقي ملوثات الهواء. إذ يؤدي الدخان إلى تهيج الحلق الملتهب. امتنع بالتالي عن التدخين وتجنب جميع أنواع الدخان والبخار الصادر عن المنظفات المنزلية أو الطلاء. وتجنب تعريض الأطفال للدخان الصادر عن المدخنين.

للوقاية

–  اغسل يديك تكرارا، خاصة في مواسم الزكام والأنفلونزا.
–  أبعد يديك عن وجهك تلافيا لنقل البكتيريا والفيروسات إلى الفم أو الأنف.

العون الطبي

من شأن إصابات الحلق الخطيرة، كالتهاب الفلكة، أن تسبب تورما وانسدادا في مجرى الهواء. بالتالي، اقصد العون الطبي إن رافق التهاب الحلق أي من الأعراض التالية:

–  سيلان لعاب أو صعوبة في البلع أو التنفس.
–  تيبس وتصلب في العنق مع صداع حاد.
–  ارتفاع في الحرارة لأكثر من 38.3 درجة مئوية لدى الأطفال دون الستة أشهر و39.4 درجة مئوية لدى الأطفال الأكبر سنا.
–  طفح جلدي.
–  بحة متواصلة أو قروح في الفم تدوم لأسبوعين أو أكثر.
–  احتكاك بشخص مصاب بحلق عقدي مؤخرا.

في حال شك الطبيب بإصابة عقدية، سيأمر بأخذ خزعة من الحلق. إذ يتم حف قطعة من القطن على مؤخرة الحلق وتحليل الإفرازات التي تمتصها في المختبر. وقد تحصل على النتيجة قبل مغادرة العيادة، في غضون ساعة عادة. ولكن، بما أن هذا الاختبار يفشل في كشف 30 بالمئة من حالات الحلق العقدي، من الضروري غالبا إجراء زرع للحلق يستغرق يوما أو اثنين لتأكيد النتيجة. وثمة فحص حمض نووي عقدي (DNA) يجري في مايو كلينك يعطي نتيجة نهائية وأكيدة في غضون 8 ساعات تقريبا.

ونادرا ما يتم استئصال اللوزتين، ما لم تؤدّ الإصابات المتكررة إلى مشاكل خطيرة.

تحذير

يجب أخذ الدواء طيلة المدة المحددة من قبل الطبيب. فالتوقف عن متابعة العلاج قد يتيح لبعض البكتيريا البقاء في الحلق. ومن المحتمل بالتالي معاودة المرض وحصول مضاعفات أخرى كحمى الروماتيزم أو إنتان الدم.

وفي حال كان الطفل يتناول المضادات الحيوية ل 24 ساعة على الأقل، وكان لا يعاني من ارتفاع في الحرارة ويشعر بالتحسن، بإمكانه العودة إلى المدرسة أو الحضانة.

النفس الكريه

جميعنا يود التمتع بنفس طيب. وبما أن الحفاظ على نفس منعش هام بالنسبة إلينا، يبيع صانعو سكاكر النعناع وسوائل غسل الفم بملايين الدولارات سنويا. غير أن مفعول هذه المنتجات ليس سوى مؤقت. وهي في الواقع أقل فعالية من مجرد غسل الفم وتنظيف الأسنان بالفرشاة والخيط.

وثمة كثير من الأسباب للنفس الكريه. أولا قد يكون الفم نفسه هو السبب. فمن شأن التحلل البكتيري لجزئيات الأطعمة وغيرها من البقايا، داخل الأسنان وحولها، أن يصدر رائحة كريهة. كذلك يتيح جفاف الفم، أثناء النوم أو نتيجة لبعض العقاقير أو التدخين، للخلايا الميتة أن تتراكم على اللسان واللثة والخدين. فتحلل وتصدر رائحة للفم.

كما يخلف تناول أطعمة تحتوي على زيوت ذات رائحة قوية رائحة كريهة. ويعتبر البصل والثوم أفضل مثل على ذلك، هذا بالإضافة إلى أنواع أخرى من الخضار والبهارات.

ومن شأن اعتلال الرئة أن يسبب نفسا كريها أيضا. إذ تصدر الإصابات المزمنة في الرئتين نفسا كريها جدا. ويصاحب هذه الحالات عادة إفراز كثير من البلغم. والواقع أن من شأن كثير من الأمراض أن تسبب رائحة مميزة في الفم. إذ يصدر الفشل أشبه برائحة السمك. أما المصابون بداء السكر فيحمل نفسهم رائحة الفاكهة. وهي نفس الرائحة التي تصدر عن فم الأطفال المرضى الذين عانوا من سوء في التغذية لعدة أيام. ويتم التخلص من النفس الكريه في هذه الحالات عبر علاج المشكلة الكامنة خلفه.

العناية الذاتية

بالنسبة إلى معظم الأشخاص، يمكن تحسين رائحة النفس باتباع بضع خطوات بسيطة:

–  نظف أسنانك بالفرشاة بعد كل وجبة.
–  نظف لسانك بالفرشاة لإزالة الخلايا الميتة.
–  نظف أسنانك بالخيط مرة في اليوم لإزالة جزئيات الطعام من بين الأسنان.
–  أكثر من شرب الماء (وليس القهوة أو المشروبات الغازية) للحفاظ على رطوبة الفم.
–  تجنب الأطعمة القوية النكهة، والتي تخلف نفسا كريها. فتنظيف الأسنان بالفرشاة أو بمحلول للفم يخفي رائحة البصل والثوم, التي تأتي من الرئتين، جزئيا فقط.
–  غير فرشاة أسنانك كل شهرين إلى ثلاث أشهر.
–  اغسل فمك بعد استعمال عقاقير التنشق.
–  إن لم تنفع هذه التدابير في إزالة رائحة الفم الكريهة، استشر طبيب أسنان.

البحة أو فقدان الصوت

يطرأ فقدان الصوت (التهاب الحنجرة) أو البحة عند تورم الحبال الصوتية أو التهابها وعدم اهتزازها بشكل طبيعي. فيصدر عنها صوت غير طبيعي، وقد لا يصدر عنها أي صوت على الإطلاق.

وينشأ الصوت عند التكلم عن دفع الحجاب الحاجز (وهو العضل الواقع فوق المعدة) للهواء من الرئتين عبر الأوتار الصوتية. ويرغم ضغط الهواء الأوتار على الانفتاح والانغلاق، بينما يؤدي تحكمنا بخروج الهواء إلى هز الأوتار مصدرا الصوت.

إضافة إلى البحة، قد يشعر المصاب بألم عند التحدث أو بتشوك في الحنجرة. وأحيانا، يبدو الصوت أعلى أو أكثر انخفاضا من العادة.

ومن أبرز أسباب البحة أو فقدان الصوت، الإنتانات (وبالنتيجة، يختفي الصوت دوما في حالات الزكام أو الأنفلونزا)، التحسس، الإجهاد الصوتي (الناجم عن التحدث بصوت مرتفع لفترة طويلة أو الصراخ)، التدخين، والارتداد المريئي المزمن. فمن شأن ارتداد محتوى المعدة الحمضي إلى المريء أن يصل أحيانا إلى داخل الحنجرة.

العناية الذاتية

–  خفف من التكلم والهمس. فالهمس يجهد الأوتار الصوتية بقدر ما يفعل التحدث.
–  اشرب كثيرا من السوائل الدافئة غير المحتوية على الكافيين للحفاظ على رطوبة الحلق.
–  تجنب تنظيف حلقك.
–  امتنع عن التدخين وتجنب التعرض للدخان الذي يجفف الحلق ويهيج الحبال الصوتية.
–  امتنع عن شرب الكحول الذي يزيد أيضا من جفاف الحلق ويهيج الأوتار الصوتية.
–  استعمل مرطبة (مرطّبا) لترطيب الهواء الذي تتنفسه. اتبع تعليمات المصنع لتنظيف معدّلة الرطوبة (المرطّبة) ومنع تراكم البكتيريا.

العون الطبي

إن استمرت البحة لأكثر من أسبوعين، اقصد العون الطبي. فقد يصف الطبيب في هذه الحالة عقاقير لعلاج العدوى أو التحسس، ويجب تناولها وفقا لتعليمات الطبيب. ونادرا ما تنتج البحة عن مرض السرطان.

قروح الفم

مهيجة، مؤلمة، ومتكررة. هكذا يصف الناس القلاع وقروح البرد. غير أنه من شأن التعبيرين أن يسببا التباسا. فقروح البرد لا علاقة لها بالزكام. لا بل ثمة اختلاف كبير بين القلاع وقروح البرد من حيث السبب والمظهر والأعراض والعلاج. من ناحية أخرى، غالبا ما تؤخذ بعض حالات والتهابات الفم على أنها قلاع أو قروح برد.

القلاع (القروح الآكلة)

القرحة الآكلة عبارة عن قرحة في النسيج الناعم الموجود داخل الفم، أي على اللسان والحنك الرخو وداخل الخدين. فيشعر المصاب عادة بحرقة ويلاحظ في فمه بقعة بيضاء ذات طرف أو هالة حمراء. ويخف الألم خلال بضعة أيام.

وبالرغم من كثرة الأبحاث التي أجريت حول هذه المشكلة، يبقى سبب القلاع غامضا. ووفقا للاعتقاد السائد حاليا، فإن الضغط أو جرح النسيج الداخلي قد يسبب قرحة آكلة. ويظن بعض الباحثين أن حالات قصور غذائي أو تحسس تجاه الأطعمة تساهم في تفاقم المشكلة. كما أن بعض الاضطرابات المعديّة المعوية والقصور المناعي ارتبطت بالقروح الآكلة، فضلا عن بعض الأدوية، بما فيها مضادات الالتهاب غير المحتوية على الستيرويد وأدوية الحصر بيتا (Beta Blockers).

وثمة نوعان من القلاع: بسيط ومركب. يظهر القلاع البسيط من ثلاث إلى أربع مرات في السنة ويدوم من 4 إلى 7 أيام. أما ظهوره الأول فيحدث عادة بين سن العاشرة والعشرين، غير أنه قد يصيب الأولاد أيضا. ولكن، مع بلوغ سن الرشد، يقل ظهور القروح وقد يتوقف مع الوقت. والملاحظ بأن النساء يصبن بالقلاع البسيط أكثر من الرجال وبأن المرض وراثي.

أما القلاع المركب فهو أقل شيوعا ولكنه أكثر خطورة. فمع شفاء القروح القديمة يبدأ فوج جديد بالظهور.

العناية الذاتية

ما من علاج في الواقع للقلاع البسيط أو المركب، كما أن الأدوية الفعالة محدودة. بيد أنه من شأن التدابير التالية أن تؤمن راحة مؤقتة لك.

–  تجنب الأطعمة الكاشطة أو الحمضية أو المحتوية على التوابل لأنها تزيد الألم.
–  نظف أسنانك بحذر تلافيا لتهييج القروح.
–  استعمل مرهما موضعيا غير موصوف يحتوي على الفينول.
–  تمضمض بتركيبات غير موصوفة.
–  استعمل مسكنا للألم غير موصوف.

العون الطبي

بالنسبة إلى نوبات القلاع الحادة، يصف طبيب الأسنان أو الصحة محلولا لغسل الفم أو مرهما يحتوي على ستيرويد قشري أو محلولا مخدرا يدعى كريما مضادا للالتهاب يدعى أمليكزانوكس (Aphtasol amlexanox).

اقصد الطبيب في أي من الحالات التالية:

–  إن صاحب القروح الآكلة ارتفاع في الحرارة.
–  انتشار القروح أو وجود علامات لانتشار الإصابة.
–  إن لم تنجح في تخفيفه التدابير المذكورة أعلاه.
–  عدم شفاء القروح تماما خلال أسبوع.

اقصد طبيب الأسنان إن كان سطح الأسنان الحاد أو التطبيقات السنية هي التي تسبب القروح.

قروح البرد (نفطات السخونة)

هي حالة شائعة جدا. تسبب ظهور القروح على الفم أو الشفتين أو الأنف أو الخدين أو الأصابع.

وتنجم قروح البرد عن فيروس العقبولة البسيطة. فيسبب فيروس العقبولة البسيطة نوع 1 قروح البرد. أما فيروس العقبولة البسيطة نوع 2، فهو مسؤول عادة عن العقبولة التناسلية. غير أنه من شأن كلا الفيروسين أن يسبب قروحا في الوجه أو في المناطق التناسلية. وتنتقل الإصابة عادة من شخص مصاب بعقبولة ناشطة. كما تمثل أدوات الطعام والحلاقة والمناشف والاحتكاك المباشر ببشرة مصابة, وسائل شائعة لنقل الإصابة.

ويحتاج الفيروس إلى فترة حضانة قد تمتد إلى 20 يوما قبل أن تبدأ الأعراض بالظهور. عندئذ، تتكون نفطات صغيرة ممتلئة بسائل في منطقة ناتئة، حمراء، ومؤلمة من الجلد. وغالبا ما يسبق ظهور النفطات بيوم أو يومين ألم ووخز في منطقة الإصابة. وتدوم الأعراض عادة من 7 إلى 10 أيام.

بعد الإصابة الأولى، يعود الفيروس إلى النشاط دوريا في المنطقة نفسها أو قربها. وقد يحفز ظهوره ارتفاع الحرارة أو الدورة الشهرية أو التعرض لأشعة الشمس.

والواقع أن فيروس العقبولة البسيط قد ينتقل حتى قبل ظهور النفطات. غير أن خطر العدوى الأكبر يسود من وقت ظهور النفطات حتى تجف تماما. وتطرأ قروح البرد في أغلب الحالات لدى المراهقين الراشدين الشباب، إلا أن ذلك لا يمنع ظهورها في أي سن، وإن كان هذا النوع من الطفح يقل بعد سن الخامسة والثلاثين.

العناية الذاتية

تزول قروح البرد عادة من دون علاج. غير أن التدابير التالية تساعد على تخفيف الألم:

–  استرح وتناول مسكنات غير موصوفة (إن كنت تعاني من الحمى) أو كريمات غير موصوفة لتخفيف الانزعاج، علما أنها لا تسرع الشفاء. ويجب تجنب إعطاء الأسبيرين للأطفال.
–  لا تعصر النفطات أو تقرصها أو تنقرها.
–  تجنب تقبيل الآخرين أو الاحتكاك الجلدي معهم طيلة وجود النفطات.
–  اغسل يديك جيدا قبل ملامسة شخص آخر.
–  ضع مستحضر وقاية على الوجه والشفتين قبل التعرض الطويل لأشعة الشمس، وذلك صيفا وشتاء منعا للإصابة بقروح البرد.

العون الطبي

إن عانيت من قروح برد متكررة، قد يكون استعمال مضاد حيوي فيروسي نافعا. فهذه الأدوية تمنع نمو فيروس العقبولة. كما أثبت المضاد الفيروسي الموضعي بينسيكلوفير (Penciclovir) المتوفر على شكل كريم، بعضا من الفاعلية في علاج قروح البرد. استشر الطبيب بالتالي لمعرفة المزيد عن خيارات العلاج إن كنت تصاب بعدة نوبات خلال السنة.

وقد يشعر المصاب بوخز قبل ظهور قروح البرد. وينصح كثير من الأطباء باستعمال الدواء فور بدء بوادر المرض.

تحذير

–  إن كنت مصابا بقروح برد، احرص بشكل خاص على تجنب الاحتكاك بالرضع أو بأي شخص مصاب بالأكزيما. إذ يعتبر هؤلاء أكثر عرضة لالتقاط الإصابة من غيرهم. كذلك تجنب الأشخاص الذين يتناولون عقاقير لمرض السرطان أو لزراعة الأعضاء نظرا لضعف مناعتهم. فمن شأن الفيروس أن يهدد حياتهم.
–  على الحوامل والمرضعات أن يتجنبن تناول الأسيكلوفير لعلاج قروح البرد ما لم يكن ذلك بوصفة خاصة من الطبيب.
–  لإصابات فيروس العقبولة البسيطة مضاعفات خطيرة محتملة. فمن شأن الفيروس أن يمتد إلى العين. ويعتبر ذلك السبب الأبرز لعمى القرنية في الولايات المتحدة. فإن شعرت بحرقة في العين أو لاحظت ظهور طفح قرب العين أو على رأس الأنف، اقصد الطبيب على الفور.

التهاب اللثتين والفم

هي إصابة فموية شائعة لدى الأطفال، تنجم عن فيروس وغالبا ما تصاحب الزكام أو الأنفلونزا. تدوم الإصابة عادة حوالى أسبوعين وتتراوح بين الطفيفة والحادة. فإن عانى طفلك من قروح على اللثة أو داخل الخدين ومن نفس كريه وصاحب ذلك ارتفاع في الحرارة وشعور عام بالانزعاج، يجب استشارة طبيب الأسنان أو الصحة. فعلاج أي إصابة كامنة ستساعد على شفاء إصابة الفم. كذلك قد تساعد سوائل غسل الفم الطبية على تخفيف الألم وتسريع الشفاء. اعتمد أثناء ذلك عناية جيدة بصحة الفم ونظاما غذائيا صحيا من الأطعمة الرخوة وتناول كثيرا من السوائل. استعمل سائلا لغسل الفم، مكونا من ملعقة صغيرة من الملح المذوب في 8 أونصات (240 سم3) من الماء، أو سائلا طبيا للمضمضة. تجنب التركيبات المحتوية على الكحول.

القلاع الفموي (داء المبيضات)

ينجم عن نوع من الفطريات ويسبب ظهور لويحات بيضاء رخوة في الفم أو الحلق. وهو غالبا ما ينشأ عن التعب الذي ينتاب الجسم أثناء المرض أو عن اختلال التوازن الطبيعي لجراثيم الفم بسبب الأدوية. والواقع أن كثيرا من الناس يصابون بقلاع فموي في وقت ما من حياتهم. إلا أن الحالة أكثر شيوعا لدى الأطفال الصغار والأولاد والمتقدمين في السن. وبالرغم من كون القلاع الفموي مؤلما، فهو لا يشكل اضطرابا خطيرا. إلا أن من شأن الحالة أن تعيق الأكل وتضعف التغذية. وما من تدابير تؤخذ للعناية الذاتية، إلا أنه من شأن طبيب الأسنان أو الصحة أن يصف عقارا فمويا يؤخذ لمدة 7 إلى 10 أيام. وتجدر الإشارة إلى أن القلاع الفموي يميل إلى المعاودة.

اللطاخ الأبيض

غالبا ما تشير اللويحات البيضاء السميكة التي تظهر على الخد أو اللسان إلى اللطاخ الأبيض أو ما يدعى أيضا بالصّداف الشّدقي. وتشكل هذه الحالة استجابة الفم لتهيج مزمن. وهي قد تنجم عن أسنان صناعية غير ملائمة أو عن ضرس خشن يحتك بالخد أو اللثة. وحين تتكون اللويحات البيضاء في أفواه المدخنين، تسمى الحالة قران المدخنين. كذلك يسبب تنشق التبغ أو علكه تهيجا مزمنا. ويظهر اللطاخ الأبيض في أي وقت، إلا أنه أكثر شيوعا لدى المتقدمين في السن. أما العلاج، فهو يتمثل بإزالة مصدر التهيج. فما أن يتم ذلك، حتى تبدأ اللويحات بالزوال في غضون بضعة أسابيع أو شهور عادة. ويجب أن تتم معاينة اللويحات البيضاء في الفم من قبل طبيب صحة أو الأسنان. وتجدر الإشارة إلى أنه من شأن استعمال التبغ أن يؤدي إلى سرطان الشفة أو اللسان أو الرئتين.

سرطان الفم

يطرأ عادة على طرف اللسان أو قاعدته أو في قعر الفم. وغالبا ما يكون الورم غير مؤلم في البداية ويمكن رؤيته أو تحسسه بالإصبع. ويعتبر الفحص المنتظم لأنسجة الفم الرخوة أمرا أساسيا للتشخيص المبكر. فإن لاحظت أي تغير مستمر في شكل أو ملمس الأنسجة الرخوة للفم، استشر طبيب الأسنان أو الصحة. إذ يعتبر الكشف المبكر لسرطان الفم أمرا حيويا لنجاح العلاج. وللأسف، فإن نصف المصابين بسرطان فموي يكونون بحالة متقدمة عندما يتم تشخيص السرطان.