فتحة الشرج هي نهاية القناة الهضمية، وهي منطقة تكثُر بها الإصابة بالأمراض.
وتعد حكة فتحة الشرج أمرًا مزعجًا، وقد تُسبب قدرًا كبيرًا من الألم الناتج عن الحكة المتكررة، خاصةً عندما يأوي المريض إلى فراشه ليلًا، فتصبح هذه المنطقة أكثر دفئًا. كما يتسبب العرق، والملابس الداخلية الضيقة، في تفاقم الحكة الشرجية. وكثيرًا ما تكون الحكة الشرجية ناتجة عن الإصابة بالتهاب الجلد، أو الإكزيما في هذه المنطقة، ويكون العلاج التقليدي لها دهانًا يحتوي على مادة الكورتيزون لعلاج الالتهاب، ويعد هذا العلاج فعالًا جدًّا، لكنه لا يعالج السبب، وإنما يزيل الالتهاب فحسب. وإذا ما كانت فتحة الشرج والجلد المحيط بها ملتهبين، فغالبًا ما يصاحب ذلك التهاب المستقيم والقولون.
ومن الضروري تحسين النظام الغذائي لعلاج هذا الالتهاب، ومن المهم كذلك تقليل مقدار السكر والجلوتين في النظام الغذائي، ولا شك في أن النظام الغذائي الخالي من السكر والجلوتين يستحق التجربة، كما ينبغي زيادة مقدار الخضراوات الطازجة والفواكه النيئة في النظام الغذائي، مع زيادة تكاثر البكتيريا النافعة الموجودة في القولون من خلال تناول مُكمّلات البروبيوتيك، وكذلك تناول المزيد من الأطعمة المخمرة.
وقد تجف فتحة الشرج، وتلتهب، نظرًا إلى نقص الدهون النافعة في نظامك الغذائي؛ لذا عليك أن تزيد من تناولك الأسماك الغنية بالزيوت، وزيت جوز الهند، وبذور الكتان المطحونة، وبذور القنب، والبيض العضوي للطيور التي تربى في المزارع. وقد تتكون الشقوق عند فتحة الشرج، فتصبح مؤلمةً، وربما تنزف؛ لكن يمكن تلطيفها بالتغلب على الإمساك عن طريق تناول المزيد من المياه، وزيادة كمية الألياف وأحماض أوميجا ٣ الدهنية في نظامك الغذائي. ولعلاج هذه الشقوق، عليك تناول مكملات الزنك، والسيلينيوم، وفيتامين ه، وفيتامين ج.
وهناك نوع من الكريم رخيص الثمن يُدعى “كاستور أويل أند زنك كريم”، يمكن دهنه على المنطقة المصابة بالشقوق، أو التهاب الجلد؛ حيث يُسكِّن الألم، ويُساعد على الشفاء. أما إذا كان الألم الناتج عن الشقوق حادًّا للغاية بحيث يُصبح التبرز صعبًا، فيمكن إجراء وضع مخدر موضعي في صورة كريم على الشقوق.
ويمكن أن تؤدي الطفيليات المعوية (مثل الديدان أو المبيضات) إلى الإصابة بحكة الشرج؛ لذا لا بد من استزراع عينة من البراز لفحص هذه الطفيليات.
وإذا كنت تعاني حكة والتهاب فتحة الشرج والجلد المحيط بها لسنوات، فقد تكتشف عند فحص الطبيب لهذه المنطقة أنك مصاب بحالة تعرف بالحزاز المتصلب؛ وهو ما يمكن تأكيده من خلال استئصال نسيج من جلد المنطقة المصابة وفحصه. وإذا كان المريض امرأة، فمن الممكن أن يصيب المرض منطقتي الفرج والعِجان، بالإضافة إلى فتحة الشرج، وتشكو صاحبات هذا المرض من عدم الشعور بالراحة، إلى جانب الجفاف، والحكة في كل هذه المناطق. ويعد هذا المرض اضطرابًا في المناعة الذاتية، كما يمكن أن يؤدي الالتهاب المزمن إلى ترقق الأجزاء المصابة من الجلد، وظهور الندوب فيها، وتشوهها، وتكوُّن أغشية مخاطية، وربما يُصبح في النهاية ورمًا خبيثًا (محدثًا تغيرات تمهد للإصابة بالسرطان)؛ لذلك أنصح مرضى الحزاز المتصلب باتباع نظام غذائي خالٍ من الجلوتين، وتناول المزيد من الدهون الصحية ضمن نظامهم الغذائي، كما أنه من الضروري تناول العصير الخام المستخلص من الخضراوات الورقية الخضراء، والفواكه الحمضية، ومُكملات الزنك، والسيلينيوم، وفيتامين ج، وفيتامين ه.
ويمكن للكريمات الهرمونية التي تحتوي على هرموني إستريول وتستوستيرون أن تساعد على علاج مرض الحزاز المتصلب لمن بلغن سن اليأس. ذلك إلى جانب كريمات الستيرويد التي تستطيع الحد من الالتهاب وتسكين الألم والحكة في مناطق الفرج، والعِجان، وفتحة الشرج.