من أكثر الاضطرابات شيوعاً في مرحلة الطفولة مشكلة التبول اللاإرادي. ويقصد بها الخروج التلقائي للبول إما ليلاً أو نهاراً، أو ليلاً ونهاراً معاً، لدى طفل تجاوز الأربع سنوات من عمره.
التبول اللاإرادي قد يكون أولياً وهو الأكثر انتشاراً، ويظهر في عدم قدرة الطفل منذ ولادته وحتى سن متأخرة على ضبط عملية التبول لديه. أو قد يكون التبول اللاإرادي ثانوياً، أي بعد أن يكون الطفل قد تمكن من التحكم في عملية التبول لمدة 6 أشهر على الأقل، يعود إلى التبول اللاإرادي غالباً بسبب الغيرة من ميلاد أخ جديد أو بسبب ضغوط نفسية.
وعادة ما تتلاشى مشكلة التبول اللاإرادي في سن البلوغ أو قبل ذلك، وهي أكثر انتشاراً لدى الذكور مقارنة بالإناث. وقد تؤثر تلك المشكلة سلباً على الطفل، فتشعره بالإحباط والدونية مما يدفعه إلى ممارسة سلوكيات غير سوية كالانطواء والعدوانية.
يسيء كثير من الأمهات والآباء التصرف حيال مشكلة التبول اللاإرادي لدى أطفالهم، وهذا يزيد المشكلة تعقيداً. لذلك تعتبر الأسباب التربوية هي الأكثر تأثيراً في تفاقم الاضطراب، يليها الأسباب العضوية. وكلا هذه الأسباب تتفاعلان معاً فيؤثر كل منهما في الآخر.
ومن أهم الأسباب التربوية ما يلي:
– إهمال تدريب الطفل على استعمال المرحاض.
– محاولة تدريب الطفل على التحكم في عملية التبول قبل السن المناسب وهو سن السنتين حيث يكون الجهاز البولي قد اكتمل واستعد للتدريب على التحكم.
– استخدام القسوة والصراخ عند تدريب الطفل على استخدام المرحاض.
– الغيرة بسبب ميلاد أخ جديد.
– استخدام الأساليب السلبية في تربية الطفل، كالقسوة والحماية الشديدة والتذبذب في المعاملة ونقص الحب والتلاعب به والإهمال والتساهل المفرط.
– بداية دخول الطفل إلى المدرسة، وانفصاله المؤقت عن الأم.
أما الأسباب العضوية فأهمها ما يلي:
– العامل الوراثي يلعب دوراً مهماً، فعادة الطفل الذي يعاني من مشكلة التبول اللاإرادي، يكون أحد والديه قد عانى من تلك المشكلة في طفولته.
– النوم العميق لدى الطفل.
– صغر حجم المثانة، أو ضعف القدرة على التحكم فيها.
وسأوضح فيما يلي أهم الطرق المناسبة للتعامل مع الأطفال الذين يعانون من مشكلة التبول اللاإرادي، وهي:
– منع الطفل من تناول السوائل قبل نومه بعدة ساعات.
– تعويد الطفل على الدخول للمرحاض قبل نومه مباشرة.
– إيقاظ الطفل ليلاً بعد نومه بساعتين أو ثلاث من أجل التبول، والأفضل تشجيعه على استعمال منبه ليستيقظ بمفرده ليلاً ويدخل المرحاض.
– تعويد الطفل ليعتمد على نفسه في تدبير أموره بعد التبول، من قبيل: وضع الأغطية المبللة في مكان الغسيل، والاستحمام وتغيير الملابس.
– الكثير من الأطفال قد يخافون من مغادرة غرفة نومهم ليلاً، لذلك يفضل وضع (مبولة) بجانب أسرّتهم ليتبولوا فيها.
– عدم إلقاء اللوم على الطفل عند عدم تمكنه من التحكم في عملية التبول، فالموضوع خارج عن إرادته، ولا بد من التحلي بالهدوء والصبر.
– عادة يشعرالطفل بالخجل بعد تبوله، لذلك لا داعي لإحراجه بالتوبيخ أو السخرية أو العقاب، فهذا يزيد من قلقه وخوفه ومن شعوره بالرفض.
– عدم إشعاره بأنه ارتكب خطأ يستحق العقاب عليه.
– مكافأة الطفل والثناء عليه في حالة عدم تبوله لاإرادياً.
– عدم التحدث عن مشكلة الطفل مع أقرانه أو مع أفراد العائلة.
– تشجيعه على التفكير بطريقة إيجابية، كقولك له: المشكلة بسيطة وقريباً ستتمكن من التحكم في التبول والعلاج ممكن، وكثير من الأطفال لديهم نفس المشكلة.
– من الممكن استخدام جهاز للتنبيه والانذار، يعمل من خلال دورة كهربائية تقفل عندما يبلل الطفل ملابسه الداخلية. وهي تساعده ليستيقظ ليلاً ويدخل الحمام في اللحظات الأولى للبلل.
– تدريب المثانة لزيادة سعتها، وذلك بأن يشرب الطفل كميات من السوائل أثناء النهار وعندما يشعر بالرغبة في التبول ينتظر ويعد من 1 – 10، وبعدها يدخل المرحاض ليتبول، وفي المرة التالية يعد من 1 – 20، وهكذا يطيل الفترة تدريجياً على مدى عدة أسابيع. وخلالها يكون قد درب مثانته على استيعاب قدر أكبر من البول، وفي نفس الوقت يكون قد تدرب على التحكم في عملية التبول.
– دفع الطفل لينام ساعات كافية بالليل، وساعة بالنهار، من أجل مساعدته على التغلب على مشكلة عمق النوم.
تأليف: د. فاطمة الكتاني