التصنيفات
تطوير الذات

مشكلة سرعة الغضب | السيطرة على الغضب

سرعة الغضب هي أحد الأمور الأكثر تسببا لأصحابها بالوقوع في المتاعب، فما يحدث هو أن أمرا مزعجا يظهر في الأفق ثم -بوووم- تنفجر أنت كالمفرقعات النارية. في الواقع، غضبك يزداد بسرعة حتى أن المفرقعات النارية أحيانا ما تنفجر وهي لا تزال بين يديك.

الشخص الذي يعاني من هذه المشكلة نقول عنه إن غضبه “مربوط على شعرة” بحيث إن أي شيء يمكن أن يتسبب في إغضابه، حتى وإن كان هذا الشيء من الأمور التي يتجاهلها الجميع.

ما مسببات الغضب الأكثر شيوعا في حياتك؟ صوت دقات المنبه عندما يرن في السادسة صباحا؟ خلافات أطفالك على طاولة الإفطار؟ شخص يقطع عليك الطريق بينما أنت تقود السيارة ذاهبا للعمل؟ ملاحظة “غبية” من زميل في العمل؟ خلل بسيط في أحد المشاريع منعك من القيام بما تريد وقتما تشاء؟ انتقاد بسيط، وربما غير مقصود، وجهه إليك شريك حياتك على طاولة العشاء؟ عدم القدرة على العثور على جهاز التحكم عن بعد للتلفزيون؟ مكالمة هاتفية جاءتك ليلا ممن يقومون بالبيع عبر الهاتف؟ محاولة التفكير في طريقة ما تستطيع بها سداد فواتيرك في وقت شح فيه المال لديك؟ تعكر صفوك وانزعاجك لأن هناك ما منعك من النوم؟

كم عدد المرات التي تصبح فيها غاضبا: مرة كل ساعة، مرتين في اليوم، كل صباح، أم في ساعة متأخرة من الليل؟

احمل معك مفكرة صغيرة وقلما رصاصا، لمدة أسبوع؛ وفي كل صباح، ابدأ صفحة جديدة، ولتكن مفكرتك معك طوال الوقت. ضع علامة في مفكرتك مع كل مرة تغضب فيها، حتى إن كان غضبا بسيطا. وإذا كان لديك بعض الوقت، فربما تود تسجيل معلومات إضافية بشأن ما حدث وتسبب في غضبك؛ ولكن ليس من الضروري فعل ذلك. الأهم بالنسبة لك هو أن تحصي عدد المرات التي تركت نفسك فيها للغضب في كل يوم.

استخدم مفكرتك لقياس نجاحك في المستقبل.

يمكنك استخدام مفكرتك لتعرف عدد المرات التي تقول أو تفعل فيها أمورا إيجابية تمنع أو تعترض غضبك. على سبيل المثال: أعط لنفسك علامة (أو اكتب ملحوظة أطول) في كل مرة تمدح فيها أحد أفراد عائلتك. اكتب ملحوظة عن كل استراحة أخذتها وأعانتك على منع جدال سيئ؛ واكتب عن كل مرة مارست فيها الاسترخاء والتنفس بدرجة أعمق مما أعانك على الحفاظ على سكينتك وهدوئك؛ ومن الجيد أيضا أن تذكر في مفكرتك أو دفتر يومياتك الأفكار الإيجابية التي استخدمتها لتلزم الهدوء في المواقف المستفزة لغضبك. تلك الخيارات الإيجابية ستساعدك في السيطرة على غضبك واستبدال الأفكار السلبية، والمُزيدة للغضب، بسلوك إيجابي ومقلل للغضب.

ومع هذا، نود أن نبعث إليك بتحذير: لا تتصور أنك ستتمكن من القضاء على مسببات الغضب تلك بصورة تامة. في الغالب، تحدث هذه النوبات بسرعة وبقوة، فلا يمكنك منعها من الحدوث مرة أخرى. شخص ما يقول لك أمرا سلبيا (أو على الأقل أنت تراه سلبيا) ثم -بوووم- تشعر باندفاع الأدرينالين كما اعتدت، تنقبض عضلاتك، وتشعر بازدياد مفاجئ في نبضات قلبك، وهنا تأتي اللحظة الحرجة في سيناريو الغضب: إن مجرد كونك تشعر بالأدرينالين وهو يندفع في دمك لا يعني أنك يجب أن تتصرف تبعا له. فقط دع الأدرينالين يندفع في وريدك، وراقب شعورك، كما لو أنك تراقبه من قريب وهو يحدث لشخص ما غيرك. ربما يستغرق الأمر نصف دقيقة حتى تُقارب دفعة الأدرينالين على الانتهاء ثم تتلاشى تماما كما لو أنها سحابة في السماء. بالتأكيد ستفوت الفرصة على أحدهم لينال الرد المناسب على ما فعله أو ما قاله، لكن من يبالي؟ الشيء المهم حقا هو أن تكتسب المقدرة على التحكم في رغبتك في الهجوم الغاضب. وهذا هو تحديدا معنى إدارة الغضب.