التصنيفات
صحة ورعاية الطفل

مشكلة صعوبات النطق لدى الطفل بعد دخوله المدرسة

تظهر مشكلة صعوبات النطق أو اضطرابات النطق لدى الطفل بعد دخوله المدرسة، فيعاني من متاعب في التواصل مع أقرانه، وقد يتعرض لسخريتهم واستهزائهم، مما ينعكس سلباً على شخصيته، من شعور بالنقص وضعف الثقة بالنفس إلى انطواء وانسحاب وميل للعدوانية، وقد يؤثر ذلك على تحصيله الدراسي وقد ينفر من المدرسة.

عادة ما تنمو اللغة لدى الطفل حسب مراحل زمنية محددة، وهي مراحل متوقعة وطبيعية، وتوجد فروق فردية بسيطة بين الأطفال في هذا النمو، وعندما يكون الفرق واضحاً يمكن تشخيص الحالة بأنها تعاني من مشكلة النطق. وهذه المراحل تبدأ منذ الميلاد بإصدار أصوات البكاء والضحك، وخلال السنة الأولى تظهر المناغاة واللعب الصوتي ومن ثم الكلمات مثل: ماما وبابا، وتزداد المفردات اللغوية، وفي نهاية العام الثاني يتمكن الطفل من تكوين جملة مكونة من كلمتين، ومن ثم يزداد طول الجملة في بداية العام الثالث، وتدريجياً تصبح لغة الطفل أكثر ثراءً وضبطاً لقواعدها.

ويعرّف اضطراب النطق بأنه صعوبة في إصدار الأصوات اللازمة للكلام بطريقة سليمة، ومن أهم أشكال الصعوبات: اللجلجة والتأتأة والتهتهة وتأخر الكلام وفقدان القدرة على التعبير والسرعة في الكلام والإبدال والحذف والتحريف.

وقد يكون هناك أسباب عضوية لصعوبات النطق منها: الضعف الذهني وتأخر النمو وضعف السمع، وعيوب في جهاز النطق كالأسنان واللسان.. لكن تبقى الأسباب النفسية هي الأكثر شيوعاً ومنها:

– الارتباط غير الآمن بالأم.

– استخدام الأساليب السلبية في التربية، كالتساهل المفرط والتفرقة في المعاملة بين الإخوة والتلاعب بالحب ونقص التعبير العاطفي والقسوة والتهديد والصراخ والإهمال.

– الخلافات الزوجية والصراعات في العلاقات الأسرية.

– عدم الوعي بطرق التعامل مع الطفل الذي يعاني من صعوبات النطق، والميل للسخرية من أسلوبه في الكلام وتقليده وانتقاده، وهذا يزيد من تفاقم المشكلة.

– خوف الطفل من العقاب والرفض والميل للخجل ونقص تقدير الذات.

– الصراع الداخلي لدى الطفل، بسبب علاقته السلبية مع أحد والديه أو كلاهما.

– الطفل الخائف أو المرتبك قد يتعرض لصعوبات في النطق بسبب اضطراب أفكاره.

– قد يكون اضطراب النطق لدى الطفل وسيلة لجذب اهتمام والديه به، نظراً لنقص الحوار والإنصات إليه.

ويمكن معالجة مشكلة صعوبات النطق لدى الطفل، بطرق التعامل التالية:

– عدم السخرية من الطفل أو تقليده عندما يخطئ في النطق، كي لا يتعرض للإحباط والخوف من الوقوع في الخطأ.

– عدم إحراج الطفل أمام الآخرين سواء من أقرانه أو من الكبار.

– تزويد الطفل بأشرطة مسجلة لأناشيد وحكايات باللغة العربية الفصحى، وتشجيعه على سماعها والتعبير عنها، ومن ثم مكافأته عندما يتقن ذلك.

– الثناء على الطفل وتشجيعه حين يتحدث بطريقة صحيحة.

– يجب ترك الطفل يتحدث والانصات إليه دون تصحيح أخطائه في النطق في المرحلة الأولى.

– ترك الطفل يتحدث في الاتجاه الذي يرغب فيه، وتشجيعه على استمرار الحوار.

– عدم مقارنة طفلك بالأطفال الآخرين الذين يحسنون النطق.

– تسجيل صوت الطفل وهو يتحدث، ثم عرض الشريط على مسمعه عدة مرات، ليتعرف على الحروف والكلمات التي أخطأ فيها.

– تدريب الطفل على حفظ الأناشيد وبعض الآيات القرآنية، لتساعده على تعلم مخارج الحروف بطريقة صحيحة.

– عدم استعجال الطفل على إكمال حديثه، والحديث نيابة عنه. لا بد من الصبر إلى أن يعبر عن ما يريد قوله مهما استغرق من وقت بسبب صعوبة نطقه.

– عدم إجبار الطفل على الكلام في مواقف يخافها أو يرتبك فيها.

– مساعدة الطفل على الاشتراك في جمعيات النشاط الاجتماعي ليتخلص من خجله وعزلته، ولتتحسن قدرته على النطق السليم.

– استخدام الطرق الإيجابية في التربية.

– تقبل الطفل واحترام شخصيته.

– اللجوء إلى الأخصائي النفسي أو أخصائي النطق بالنسبة للحالات المستعصية.

تأليف: د. فاطمة الكتاني