تقول إحدى الجدات: “لم أرى في حياتي طفلاً يرضع إصبعه ولم يكن طفلاً جيداً ولهذا لا أرى سبباً لماذا لا يرضعه”.
الطفل الجيد في رأي هذه الجدة هو الهادئ الذي يلهيه مص إصبعه فلا يبكي ولا يثير الضجة في المكان الجالس فيه وكثير من الأمهات من يعتقد أن هذه العادة عادة جيدة لذلك فهي تعمل كل أعمالها في حين أن طفلها يلتهي بمص إصبعه الذي قد يؤثر عليه وعلى حياته مستقبلاً فهن لا يعرفن خطورة هذه العادة على الطفل.
من أكثر العادات التي يمارسها الأطفال منذ الولادة هي مص الإصبع وقد يكون الطفل مارسها مذ كان جنيناً في رحم أمه أو مجرد ولادته ومنهم من يعتاد عليها في وقت لاحق، فهذه العادة تمتع الطفل في ممارسته إياها، وقد تكون هذه العادة دليلاً على أن الطفل لا يأخذ كفايته من الحليب لذلك يجب ملاحظة الأطفال لمعرفة سبب هذه الظاهرة وللتخلص من هذه الظاهرة تلجأ بعض الأمهات لوضع الفلفل على أصابع اليد أو منهن من يلجأ لربط يده خلف ظهره وهذه عادات قد تنفع لبعض الأطفال لكنها تفشل في معظمهم حيث يبدأ بالمص بمجرد زوال العائق.
واجب الأم في حالة ممارسة طفلها هذه العادة كبير جداً فمن الضروري أن تلهيه بإكثار أوقات اللعب ومحاولة الجلوس معه فترة زمنية جيدة ليترك هذه العادة وإعطائه مثلاً بعض البسكويت الذي يبدأ بمصه وغيرها من الطرق كثير كل طفل حسب ميوله ورغبته وذلك أن هذه المشكلة تنجم عنها إضرار كثيرة، كتشوه فكيه أو إصابته بالتهابات تكون ناتجة عن عدم نظافة يديه وبالتالي انتقال الجراثيم أو أنها تؤدي إلى تشوهات في إصبعه الذي يمصه.
تعريف مشكلة مص الاصبع
هو لجوء الطفل إلى وضع إبهامه أو إصبع معين في فمه ومصه لفترة طويلة قد يحدث هذا في حالة اليقظة وأحياناً في حالة النوم ويعلم الطفل بأنه يقوم في هذا السلوك على الرغم من أن ذلك يعرضه للإنتقاد من قبل الآخرين.
يؤدي هذا السلوك إلى شعور الوالدين بالأسى لأن الطفل لا بد وأنه يعاني من مشكلة ما لم يستطيعا حلها على حد تعبيرها وأحياناً يؤدي إلى سقط الوالدين وغضبهم الشديد من الطفل لأنه لا يسمع كلامهما ويستمر في مص إبهامه. كذلك شعور الوالدين بالحرج في تدخل الآخرين ومحاولتهم المساعدة.
ويشعر الطفل الذي يمارس هذا السلوك بالرغبة في الإنطواء والانسحاب ولا سيما عندما يرغب في مص إبهامه وكذلك يخشى الطفل من اللعب مع الآخرين كي لا يلاحظوا عليه هذه العادة وبالتالي يكون محل انتقادهم وسخريتهم وقد يصاب الطفل بالإحباط لعدم قدرته على التخلص من هذه العادة السيئة.
أسباب مص الإصبع
1- شعور الطفل بالخوف وعدم الأمان في البيت أو مع مجموعة الرفاق.
2- وجود آلام في اللثة وبهذا يحاول الطفل الضغط على اللثة بالإبهام لتخفيف الألم.
3- حب التقليد حيث يقوم الطفل بتقليد أطفال آخرين يقومون بذلك.
4- الشعور باللذة ففي كثير من الاحيان يبدأ هذا السلوك في مرحلة مبكرة من حياة الطفل حيث يشعر بالراحة أو بالإثارة الحسية عند مصه لإبهامه شبيهة بتلك التي توفره المصاصة الصناعية.
5- الخوف أو القلق في مواقف معينة تدفع الطفل إلى مص إبهامه وقد يكون هذا السلوك استجابة أو ردود أفعال للمواقف الاجتماعية التي تحدث حوله.
6- تنبيه الأسرة والوالدين بالذات عن حاجته للإنتباه والاهتمام فيهم.
علاج مشكلة مص الإصبع
أ- المرحلة الأولى من العلاج:
1- مراقبة الطفل لمعرفة الأوقات التي يقوم بها بمص ابهامه. ومعرفة ماذا يفعل قبل القيام بمص ابهامه.
2- على الوالدين دراسة البدائل التي ينبغي توافرها للطفل للتخلص من هذه العادة.
أما فيما يتعلق بوضع الطفل في المدرسة فلا بد للمرشد النفسي من مراقبة الطفل لمعرفة علاقة الطفل بزملائه أو باساتذته وذلك بتوفير وتعليم المهارات الاجتماعية للطفل حتى يشار ك ويعلب مع الأطفال وبالتالي يشعر بالأمن والاستقرار.
ب- المرحلة الثانية من العلاج:
بعد الانتهاء من جمع المعلومات ومعرفة الأسباب فيجب التخلص من أثر هذه الأسباب فإن لم ينجح ذلك يجب العمل على إشراك الطفل في عملية العلاج فقد تكون استمرار السلوك ناتجاً عن الإثارة الذاتية وليس ناتجاً عن التعزيز والاهتمام الذي يحظى به الطفل عن الآخرين.
الاستمرار في مراقبة الطفل حتى بعد التوقف عن مص الابهام أمر ضروري ومطلوب فعلى الأم أن تكافئ عدم المص وتشجع الطفل على المشاركة في النشاطات الاجتماعية الأخرى.