التصنيفات
صحة ورعاية الطفل

كيف تتصرف مع الطفل عند مص الاصبع

لطالما كان الأهل يتصارعون ويتعاركون مع أولادهم بسبب مشكلة مصّ إصبعهم. وتقرّ الأكاديمية الأميركيّة لطبّ الأسنان عند الأطفال أن معظم هؤلاء يقلعون إجمالاً عن عادة مصّ الإصبع من تلقاء نفسهم بين السنتين الثانية والرابعة من عمره، وأن مسألة مصّ الإصبع لا تصبح خطيرة إلاّ في الحالات التي تبدأ فيها أسنان الولد الأمامية والدائمة بالظهور في سنّ الخامسة. ويجدر بالأهل هنا أن يحثّوا أولادهم على عدم مصّ أصابعهم، وذلك تفادياً منهم للكثير من المشاكل كتقرّح أصابعهم أو التهابها أو تجسّؤها وهلما جراً؛ كما وينبغي عليهم من جهة أخرى أن يقدروا واقع أن ولدهم يجد عادة مصّه إصبعه تلك طريقة سهلة وفعّالة يعزّي بها نفسه.

بعض النصائح المفيدة

●    ينبغي على الأهل أن يصحبوا ولدهم بانتظام إلى طبيب الأسنان، فيتمكن هذا الأخير من معالجة أي ضرر ناجم لديه عن عادة مصّه إصبعه.

●    ينبغي على الأهل أن يطلبوا من طبيب أسنان ولدهم أن يساعدهم في حثّ هذا الأخيرعلى الإقلاع عن عادة مصّه إصبعه.

حديث الأهل لأنفسهم

ينبغي على الأهل ألا يقولوا لأنفسهم:

“أنا أقلق كثيراً لدى رؤيتي ولدي يمصّ إصبعه”.

إن الأهل باستيائهم وباستباقهم وقوع الكارثة يحولون دون تمكنهم من التفكير بحلول فعّالة لمشكلتهم هذه.

إنما يفترض بهم أن يقولوا لأنفسهم عوضاً عن ذلك:

“لن أقلق بشأن عادة مصّ ولدي إصبعه، إنما سأسعى إلى إيجاد حلٍّ لهذه المشكلة”.

إن الأهل وبرفضهم القلق بشأن عادة ولدهم تلك قد يتمكنون من التفكير بطرق إيجابية لمساعدته على الإقلاع عن عادة مصّه إصبعه. وبالإضافة إلى ذلك، فإن الأفكار الإيجابية أفضل لصحّتهم.

ينبغي على الأهل ألا يقولوا لأنفسهم:

“ماذا ستقول أمي في حال ظلّ ولدي يمصّ إصبعه؟”

إنّ الأهل وبقلقهم بشأن آراء الآخرين بهم وبولدهم يضطرون إلى فعل أي شيء من أجل إرضائهم؛ الأمر الذي قد يزيد من نزعتهم إلى الضغط على ولدهم بهدف حثّه على الإقلاع عن عادته تلك. في الواقع، إن تركيز الأهل على آراء الآخرين من شأنه أن يحوّل انتباههم عن أهدافهم ومسؤولياتهم الرئيسة.

إنما يفترض بهم أن يقولوا لأنفسهم عوضاً عن ذلك:

“من واجبي القيام بما هو الأفضل لولدي”.

ينبغي على الأهل أن يتذكروا هنا أنه من واجبهم حثّ ولدهم على نزع إصبعه من فمه.

ينبغي على الأهل ألا يقولوا لأنفسهم:

“لقد كان من المفترض بي أن أجعل ولدي يقلع عن عادة مصّه إصبعه تلك منذ زمنٍ بعيد”.

إن الأهل وبإلقائهم اللوم على أنفسهم لن يتمكنوا من تعليم ولدهم كيفيّة الإقلاع عن عادة مصّه إصبعه، كما وقد تضعف قدرتهم على التفكير بحلول ملائمة وفعّالة لمشكلتهم تلك. في الواقع، إن طريقة التفكير السلبية تحدّ من قدرة الذهن على التفكير.

إنما يفترض بهم أن يقولوا لأنفسهم عوضاً عن ذلك:

“في حال عرفت كيف أحافظ على هدوئي فقد أحظى بفرصة أفضل لكي أساعد ولدي في تغلّبه على مشكلته”.

إن الأهل وبحفاظهم على هدوئهم يتمكنون من التفكير بطريقة منطقية كما وقد يتمكنون أيضاً من السعي وراء حلٍّ سليم لمشكلتهم. وعلاوة على هذا كله، فإنهم وبحفاظهم على برودة أعصابهم قد يحافظون أيضاً على حنانهم وانفتاحهم الذهني؛ الأمر الذي قد يحثّ ولدهم على التعاون معهم.

حديث الأهل إلى أولادهم

ينبغي على الأهل ألا يهددوا ولدهم بقولهم:

“إنزع إصبعك من فمك على الفور، وإلا فسأضع لك عليه بعضاً من الحرّ ”

إن الأهل وبتهديد ولدهم بوضعهم له بعض الحر (أو الصابون أو الفلفل الحار) على إصبعه يلمحون له بأنهم مستعدون لإيذائه بهدف إجباره على التعاون معهم.

إنما يفترض بهم أن يتعاطفوا معه بقولهم:

“أنا أعلم أنه من الصعب عليك ألا تمتصّ إصبعك، ولكن تعال نفكّر معاً بأمور أخرى مفيدة تلهي بها يديك”.

ينبغي على الأهل أن يظهروا لولدهم أنهم يدركون مدى صعوبة إبقاء إصبعه خارج فمه، إذ إنهم بذلك يساعدونه على الوثوق بكل كلمة يقولونها له، ولدى رؤيته أن أهله إلى جانبه فسيتحمّس أكثر لفكرة تعاونه معهم.

ينبغي على الأهل عدم رشوة ولدهم بقولهم:

“إن أبقيت إصبعك خارج فمك فسأشتري لك درّاجة جديدة”.

عندما يعد الأهل ولدهم بأن يقدّموا له هدية كبيرة لقاء قيامه بما يطلبونه منه فإنهم يعلمونه بذلك أن يرفض القيام بأي شيء يطلبونه منه ما لم يفوا أولاً بوعدهم.

إنما يفترض بهم أن يتمرّنوا معه على خيارات سلوكية أخرى كأن يقولوا مثلاً،

“تعالَ نتمرّن معاً على كيفيّة الجلوس على أيدينا ونحن نشاهد التلفزيون؛ فبهذه الطريقة لن تتمكّن من وضع إصبعك في فمك. إنه لأمر مفيد إذن أن نجلس على أيدينا، أليس كذلك؟”

إن الأهل وبتعليم ولدهم عادات سلوكية وقائية إحترازية يساعدونه على بلوغه الهدف الذي وضعوه له. وبالإضافة إلى ذلك فإنهم وبثنائهم على تعاونه يشجعونه على الاستمرار في سلوكه هذا.

ينبغي على الأهل ألاّ يحطّوا من قيمة الآخرين بقولهم لولدهم:

“أنا لا آبه لما يقوله لك والدك عندما تكون عنده. فأنا آمرك بأن لا تضع إصبعك في فمك”.

إن الأهل وبتقليلهم من شأن والد الطفل أو والدته يعلمونه بأنه من المفترض به أن يتّبع المثل القائل: “فرّق تسُد” لكي يتمكن من الحصول على ما يريد. لذا ينبغي على الوالدين أن يتحدا من أجل مصلحة ولدهما.

إنما يفترض بهم أن يعودوا ويذكّروه بهدفه بقولهم:

“إن لم تضع إصبعك في فمك فلن تتضرر أسنانك الدائمة”.

ينبغي على الأهل أن يعودوا ويذكّروا ولدهم بهدفه الرئيس، ألا وهو اعتناؤه بأسنانه الدائمة، كما وأنه من المفترض بهم أن يحافظوا على نبرتهم الإيجابية معه فيتمكن هذا الأخير من التركيز على ما ينبغي عليه فعله عوض أن يركّز على ما لا ينبغي عليه فعله.

تأليف: جيري وايكوف و باربرا أونيل