السكري مرض خطير؛ يمكنه أن يقلل بشدة من جودة حياتك، ويجعلك أكثر عرضة للإصابة بالعديد من الأمراض الخطيرة ويسلبك مديد عمرك في وقت مبكر جدًّا. توجد مضاعفات قصيرة المدى وطويلة المدى للسكري؛ المضاعفات قصيرة المدى مثل نقص سكر الدم وفرط السكر في الدم والحماض الكيتوني السكري هي أكثر شيوعًا بين مرضى النوع الأول من السكري.
ولارتفاع نسبة السكر في الدم لفترة مستديمة من الوقت آثار مضرة بالصحة؛ ولذا كلما طالت فترة إصابة مريض السكري، ساءت العواقب الصحية؛ فمرض السكري يسبب الضرر للأوعية الدموية الصغيرة والكبيرة، ما يخل بالدورة الدموية وعملية نقل الأكسجين والمواد الغذائية إلى الأنسجة. كما يسبب مرض السكري أيضًا تلف الأعصاب؛ وتلف الأعصاب والأوعية الدموية من العوامل الرئيسية المسئولة عن مضاعفات السكري طويلة المدى، وبالنسبة للمضاعفات طويلة المدى للنوع الأول والنوع الثاني من السكري، فهي متشابهة.
المضاعفات الرئيسية للسكري هي:
– أمراض القلب
يموت أربعة من أصل خمسة أشخاص مصابين بالسكري جراء أمراض القلب. يعد السكري من أكبر عوامل الخطر المسببة لأمراض القلب؛ تتضمن عوامل الخطر الأخرى النوبات القلبية، وضغط الدم المرتفع والسمنة والتدخين ودهون ثلاثي الجليسريد الكثيفة والمستويات المنخفضة للكوليسترول “الجيد” عالي الكثافة. كلما زادت عوامل الخطر هذه لديك، زادت فرصة إصابتك بأمراض القلب.
مرضى السكري معرضون جدًّا للإصابة بمرض التصلب العصيدي؛ وهنا تتكون اللويحات الدهنية في الأوعية الدموية، بالتحديد في الشرايين التي تمد القلب والمخ بالدم. السكر مادة لاصقة وكونك تعاني ارتفاعًا في مستويات السكر، فإن ذلك يعني أنه من المرجح تكون جلطات دموية تسد الأوعية الدموية. من المرجح بالنسبة لمرضى السكر أيضًا أن يصابوا بقصور القلب؛ وهذا يحدث حين لا يكون القلب قادرًا على ضخ الدم بشكل جيد. وقد يتسبب هذا في تراكم السوائل في الرئتين، ما تنتج عنه صعوبة في التنفس واحتباس السوائل في أجزاء أخرى من الجسم، خاصة الأرجل.
يمكن أن يضر ارتفاع مستوى السكر في الدم بالأعصاب التي تنظم نبضات القلب، وهذا قد يسبب في النهاية حالة مرضية خارجة عن المألوف في القلب تسمى اضطراب ضربات القلب، وكلما زاد مستوى السكر الصيامي، ازدادت خطورة الأمراض القلبية أيضًا. وقد أظهرت الدراسات أنه حتى الأشخاص الذين لا يعدون من المصابين بمرض السكري لا يزالون معرضين بشكل كبير للإصابة بأمراض القلب إن كان معدل السكر في دمائهم يفوق المعدل الطبيعي.
ومن المرجح أيضًا بالنسبة لمرضى السكري أن تكون لديهم أوعية دموية مسدودة باللويحات الدهنية في أرجلهم. وهذا يدعى بمرض الأوعية الدموية المحيطية ويمكنه أن يتسبب في الأعراض التالية:
– تشنجات في الرجلين في أثناء المشي، وهذا يدعى بالعرج المتقطع.
– برودة القدمين
– فقدان الشعر في الأجزاء السفلية من الأرجل.
– النبضات القليلة أو المنعدمة في الأجزاء السفلية من الأرجل أو القدم.
– السكتات الدماغية
توجد لدى المخ شبكة كبيرة من الأوعية الدموية التي تمده بالدم الغني بالأكسجين. تحدث السكتة الدماغية حين يتم حجب أو تلف أحد الأوعية الدموية، وبذلك لا يمكن للأكسجين أن يصل إلى أي جزء من المخ. هناك نوعان من السكتات الدماغية:
– السكتات الدماغية الإفقارية التي تحدث نتيجة انسداد شريان ما، كالتي تحدث بسبب الجلطات الدموية أو اللويحات الدهنية.
– السكتات الدماغية النزفية وهي تحدث نتيجة قطع أحد الشرايين.
إن حرمت إحدى مناطق المخ من الأكسجين لأكثر من أربع دقائق، ستبدأ أنسجة المخ في الموت، وتزداد خطورة تعرض مرضى السكري للإصابة بالسكتات الدماغية حتى إن لم توجد عوامل خطر أخرى مثل ارتفاع ضغط الدم والسمنة والتدخين، لذا يعاني مرضى السكري مع السكتات الدماغية بشكل أسوأ من الأشخاص غير المصابين بالسكري.
– الضرر البصري
مرضى السكري معرضون لثلاثة أنواع من الاعتلالات البصرية: اعتلال الشبكية، والمياه البيضاء والزرقاء على العين. ومع ذلك، فإن الارتفاع الشديد وقصير المدى في نسبة السكر في الدم يمكنه أن يتسبب بالرؤية الضبابية المؤقتة، وهذا يتم الشفاء منه حين تعود معدلات السكر إلى مستوى منخفض؛ فارتفاع مستويات الجلوكوز في الدم يتسبب في تورم عدسات العين، وهذا يؤثر في قدرتك على الرؤية. ينبغي أن تعود رؤيتك إلى طبيعتها السابقة بعد التحكم في معدلات السكر؛ ولكن من شأن هذا الأمر أن يستغرق ثلاثة أشهر.
تتضمن مشكلات العين الأكثر خطورة التي يتعرض لها مرضى السكري ما يلي:
– اعتلال الشبكية: الشبكية هي مجموعة من الخلايا الحساسة للضوء الموجودة في مؤخرة العينين، وبالنسبة لمرضى السكري، يمكن أن تصاب الشبكية بالتلف جراء النزيف البسيط والندب والأوعية الدموية الضئيلة التالفة وتلاحم ذرات الجلوكوز الموجودة في مجرى الدم مع البروتينات في الشبكية. يدعى التحام الجلوكوز بالبروتينات في جسم الإنسان بعملية الارتباط الجليكوزيلاتي، ولقد اكتشفت الأبحاث أنه بعد تشخيصهم بداء السكري، فإن ٨٠٪ من مرضى النوع الأول من السكري و٢٠٪ من مرضى النوع الثاني يعانون اعتلال الشبكية. وفي أستراليا، يعد السكري من الأسباب الرئيسية لإصابة من تخطى الستين بالعمى. كلما تحسنت سيطرتك على مستويات السكر في دمك، قلت احتمالية إصابتك باعتلال الشبكية، ومن الضروري أيضًا أن تضيف مضادات الأكسدة إلى حميتك الغذائية، لأنها تساعد على حماية شبكيتك.
– المياه البيضاء: المياه البيضاء هي غشاوة أو غمامة على عدسات العين. حيث تسمح لك العدسات بالرؤية والتركيز على الأغراض، وتزداد خطورة المياه البيضاء مع التقدم في السن. يعاني حوالي ٢،٥٪ من الأشخاص في سن الأربعين من عمرهم المياه البيضاء و٩٩٪ من الأشخاص يعانونها في التسعين من أعمارهم. يرجح إصابة مرضى السكري بالمياه البيضاء في وقت مبكر من حياتهم وتتفاقم بشكل أسرع عندهم عن غير المرضى بالسكري، وهذا بسبب الضرر الذي يسببه الجلوكوز إلى بروتينات العدسات. تنتج عن المياه البيضاء رؤية ضبابية أو متوهجة، وإن كانت الحالة خطيرة، فقد يتطلب الأمر تدخلًا جراحيًّا لنزع العدسات وزرع عدسات صناعية. الأضرار التي تتسبب بها الشقائق الحرة في العدسات هي من المسببات الرئيسية للمياه البيضاء؛ وهذا يلقي الضوء فقط على الحاجة الملحة لحصول مرضى السكري على مضادات الأكسدة.
– المياه الزرقاء: تنتج هذه الحالة المرضية عن الضغوط المتراكمة داخل العين، وهذا يعني أن السائل الداخلي للعين لا يسيل بشكل مناسب، ويتلف الضغط المتزايد الأعصاب والأوعية الدموية في العين، ما يضر بالرؤية. وفي أغلب الحالات، لا يكون للمياه الزرقاء أية أعراض إلا حين تتطور الحالة المرضية وتصبح الرؤية ضعيفة جدًّا. وفي بعض الحالات، قد تسبب المياه الزرقاء الرؤية الضبابية، والعيون الدامعة، ورؤية هالة حول الأضواء، والشعور بالصداع وألم العينين، يجب أن يجري جميع مرضى السكري اختبارًا لكشف المياه الزرقاء بواسطة طبيب عيون سنويًّا. وكلما كان اكتشاف المياه الزرقاء مبكرًا، تحسنت النتيجة.
– مرض الكلية (الاعتلال الكلوي)
يعد السكري من المسببات الكبرى للفشل الكلوي؛ حيث يصاب حوالي ثلث مرضى السكري باعتلال الكلية؛ حيث تنحصر وظيفة كليتيك في إزالة المخرجات من الجسم والمياه الزائدة في مجرى الدم، والتي يتم إخراجها على هيئة بول، وتتكون الكليتان من نظام من الأنابيب والأوعية الدموية المسماة بالكليونات، ولهذا السبب يسمى الاعتلال الذي يقع للكليونات بالاعتلال الكلوي. تتكون التركيبة الأساسية للكليون من مجموعة من الأوعية الدموية المنسوجة بشكل متقارب والتي تدعى بالكبيبات، والتي تعمل بمثابة مصفاة للنفايات.
يسبب ارتفاع نسبة السكر والضغط في الدم الضرر للكبيبات ويجعل الأوعية الدموية الضئيلة مُسربة، وعادة ما يعاني مرضى السكري من الأوعية الدموية المغطاة بالدهون (التصلب العصيدي)، ما يخل بالدورة الدموية ويزيد فيما بعد من خطورة الاعتلال الكلوي. إن أصيبت الكبيبة بالتلف، فستتسرب البروتينات من مجرى الدم وتُفقد في البول، ويدعى هذا البروتين بالألبومين ويطلق على شكله حين يتكون في البول البيلة الألبومينية الزهيدة. إن تعرضت كميات كافية من الكبيبات للتلف، فلن تستطيع الكليتان العمل بشكل جيد، وسيقال إن المريض مصاب بالفشل الكلوي، وإن كان هذا الأمر خطيرًا بالقدر الكافي، فقد يطلب من المريض إجراء غسيل كلوي ثم عملية زرع كلية.
ويرجح أيضًا أن يصاب مرضى السكري بالمشكلات ذات الصلة بالكليتين مثل التهابات المثانة المتكررة وتلف الأعصاب الموصلة للمثانة، وهذا قد يسبب أعراضًا أخرى مثل الإلحاح البولي، الحاجة المستمرة والملحة للتبول في الليل. ومرضى السكري معرضون لخطر أكبر للإصابة بحصوات الكلى، خاصة حصوات الحامض البولي لأن لديهم بولًا شديد الحمضية، وترتبط السمنة ومتلازمة إكس أيضًا بالمزيد من البول الحمضي.
بالنسبة للأشخاص الذين يعانون النوع الثاني من السكري، يكون هناك في الغالب درجة من الضرر الكلوي حين يتم تشخيصهم، وهذا نظرًا لأن ارتفاع معدل السكر في الدم، وارتفاع ضغط الدم العالي والتصلب العصيدي عادة ما تكون موجودة لبعض الوقت قبل التشخيص الرسمي للسكري.
عادة ما لا يسبب المرض الكلوي الذي تتراوح نسبة خطورته من الخفيف إلى المتوسط أية أعراض على الإطلاق، ومع ذلك فإن الأعراض التالية يمكن حدوثها:
– زيادة الوزن
– تورم الوجه والأرجل واليدين
– ارتعاش العضلات
– اضطراب في إيقاع نبضات القلب (وهذا بسبب المستويات المرتفعة للبوتاسيوم في مجرى الدم)
إن ازداد الاعتلال الكلوي حدة، فلا تتمكن الكلية من إزالة النفايات من مجرى الدم، ويسمى ارتفاع مستويات السموم في مجرى الدم بتبولن الدم، وهو يسبب التوتر والإرباك أو الغيبوبة للمرء.
يتم تشخيص الاعتلال الكلوي عبر تحاليل الدم؛ ولهذا السبب ينبغي التحقق من وظائف الكلى عبر تحاليل الدم كل ستة أشهر. وضبط مستوى ضغط الدم والسكر في الدم من أكثر الطرق فاعلية لتجنب الاعتلال الكلوي السكري.
– تلف الأعصاب (التهاب الأعصاب)
عادة ما ينتج عن أمراض الأعصاب المتعلقة بالسكري أحاسيس الوخز والتنميل وألم حارق يدعى التهاب الأعصاب. في البداية يكون هناك شعور خفيف بفقدان الحس في اليدين والرجلين، ويدعى تلف الأعصاب الذي يحدث لأطراف الجسم اعتلال الأطراف المحيطية، وهذا يحدث أحيانًا لكبار السن غير المرضى بالسكري لكنهم يعانون ارتفاع معدلات السكر في الدم أكثر من المعتاد. يمكن للسكري أيضًا أن يتسبب في تلف الأعصاب في الجهاز العصبي الذاتي، ويقصد بها الأعصاب التي تتحكم في وظائف الجسد مثل انكماش المعدة والتبرز والتبول وعمليات داخلية أخرى، وقد تظهر في النهاية أعراض مثل الإمساك، والإسهال والخلل في وظائف القلب وعدم القدرة على تفريغ المثانة.
وفي النهاية يصاب حوالي ٦٠٪ من مرضى السكري باعتلال الأعصاب؛ حيث إن تلف الأعصاب مسئول عن العديد من مضاعفات السكري؛ وهو المسبب الرئيسي لعمليات بتر الأطراف السفلية لدى مرضى السكري. وستكون أكثر عرضة للإصابة باعتلال الأعصاب إن كانت سيطرتك على مستويات السكر في دمك سيئة أو كنت تعاني ارتفاعًا دائمًا لمعدلات الضغط في الدم.
– المعدل السريع للشيخوخة
وفقًا لأحد الأبحاث الطبية في دورية ذا لانست، “الإصابة بمرض السكري هي المعادل الطبي للكبر خمسة عشر عامًا”، ومن العواقب أيضًا تعرض مرضى السكري بشكل خطير للإصابة بالسكتات الدماغية والنوبات القلبية الخطيرة بشكل مبكر جدًّا في حياتهم، ويؤدي ارتفاع مستوى السكر في الدم ومستوى الأنسولين في النوع الثاني من مرض السكري إلى ارتفاع درجة الحرارة والآثار الضارة للشقائق الحرة في الجسم. وضرر الشقائق الحرة الذي يلحق بالبروتينات مثل الكولاجين والإيلاستين يجعلك تبدو أكبر في السن.
لارتفاع نسبة السكر في الدم الكثير من الآثار الضارة في جسمك، فالجلوكوز مادة لاصقة، وحين توجد كميات كبيرة من الجلوكوز في مجرى دمائك، فهي تلصق نفسها بالعديد من بروتينات الجسم، وتسمى هذه العملية بعملية الارتباط بالجليكوزيل (الجلكزة) وهي مضرة جدًّا. تغير هذه العملية من بنية البروتينات بطريقة تجعلها متصلة ببعضها. والبروتينات التي تضررت بكميات كبيرة من الجلوكوز في مجرى الدم تسمى المنتجات النهائية لعملية الارتباط بالجليكوزيل المتقدمة ( AGEs ).
وهذا اسم مناسب لأن الجلوكوز يسرع بالفعل من عملية شيخوختك، وتضر عملية الارتباط بالجليكوزيل البروتينات بطريقة أشبه كثيرًا بطهوها؛ وبذلك لا يمكن للبروتينات المتضررة تأدية وظائفها بشكل جيد، ما يؤدي إلى العديد من المشكلات الصحية. يلتصق الجلوكوز بالهيموجلوبين في خلايا دمك الحمراء ويقلل من قدرتها على الترابط مع الأكسجين، ما يؤدي في النهاية إلى استنزاف طاقتك. وحين يلتصق الجلوكوز بالكولاجين يتسبب في فقدان مرونة الأخير، وهذا يسرع من عملية شيخوخة بشرتك ويضعف من وظائف الأعضاء والمفاصل والأنسجة التي يدعمها الكولاجين.
يتسبب ارتفاع معدل الجلوكوز في مجرى الدم في إنشاء العديد من الآثار المدمرة للشقائق الحرة وارتفاع درجة الحرارة وتلف الأنسجة، ويحاول الجسم أن يصلح هذا التلف باستخدام مضادات الأكسدة الموجودة في الفواكه والخضراوات والأعشاب والتوابل والأطعمة الأخرى. يستهلك مرضى السكري مضادات الأكسدة بمعدل أسرع من الأشخاص الأصحاء؛ ولهذا فهم يحتاجون بشدة إليها في حميتهم الغذائية.
– خلل الجهاز المناعي
يؤدي ارتفاع مستوى السكر في الدم إلى ظهور العدوى البكتيرية والفطرية، ومرضى السكري أكثر عرضة للإصابة بالعدوى ومعرضون أيضًا للإصابة بمضاعفات أدنى أنواع هذه العدوى ويأخذون وقتًا أطول في التعافي منها، وتتضمن أماكن حدوث العدوى المثانة والكليتين والقدمين والجلد واللثة والمهبل، وفي بعض الأحيان تكون الإصابة المتكررة للجلد والمهبل بالفطريات هي الدليل الذي يؤدي إلى التشخيص بمرض السكري.
ومرضى السكري أكثر عرضة أيضًا للإصابة بالعدوى المزمنة والخفية في أجسادهم، كالتي تحدث في اللثة والجيوب الأنفية والرئتين والأعضاء المختلفة في الجسم. إن ارتفاع مستويات بروتين سي التفاعلي في الدم والذي يعد علامة على ارتفاع درجة حرارة الجسم عرض شائع عند مرضى السكري، ويوجد تفسير واحد لهذا الارتفاع وهو العدوى المزمنة. تزيد الالتهابات المزمنة للبشرة من خطورة أمراض القلب بسبب الضرر الذي يمكن أن تسببه هذه الالتهابات لجدران الشرايين.
ويعد بطء التئام الجروح من الأمور الشائعة بين مرضى السكري، وهذا يحدث جزئيًّا بسبب ضعف الدورة الدموية، الذي يحدث نتيجة للضرر الواقع في الأوعية الدموية. وغالبًا ما يفتقر مرضى السكري أيضًا إلى العناصر الغذائية المطلوبة للشفاء، بما فيها فيتامين سي والزنك والسيلينيوم وفيتامين أ. يستهلك ارتفاع مستويات نشاط الشقائق الحرة عند مرضى السكري هذه العناصر الغذائية بمعدل سريع.
وهناك أثر آخر ينتج عن ضعف المناعة والدورة الدموية عند مرضى السكري وهو الإصابة بتقرحات القدمين، وهذه التقرحات من شأنها التسبب في التهابات مزمنة تصعب معالجتها بشدة.
– مشكلات الإدراك والاكتئاب
أظهرت دراسات حديثة أنه مقارنة بالأصحاء الذين يتساوون في العمر والنوع مع مرضى السكري، فإن مرضى السكري معرضون بمقدار الضعف للإصابة بمرض ألزهايمر، ويُعتقد أن مستويات السكر المرتفعة في الدم، بالاشتراك مع تلف الأوعية الدموية، يساهمان في الإصابة بالاختلال العقلي بتعطيلهما تدفق الدم إلي المخ، وعند مرضى ألزهايمر، يتراكم بروتين الأميلويد في المخ، بينما يُدخل البروتين ذاته في بنكرياس مرضى النوع الثاني من السكري، ويوجد لدى أغلب مرضى النوع الثاني من السكري مستويات فائضة من الأنسولين في الدم؛ يسبب هذا الفائض من الأنسولين الحرارة المفرطة في الجسم، ما يساهم أيضًا في وقوع التلف الدماغي، ولقد درس الباحثون في جامعة ساوث كارولينا للطب ٧١٤٨ حالة لأشخاص بالغين أصحاء قُدِّمتْ لهم مجموعة من الاختبارات الإدراكية في بداية الدراسة وتمت متابعتهم بعد ست سنوات، وقد أظهرت النتائج أن الأشخاص ذوي مستويات الأنسولين المرتفعة يعانون تدهورًا كبيرًا جدًّا في التذكر المتأخر للكلمة وفي طلاقة الحرف الأول للكلمة.
يعرف عن ارتفاع مستوى الجلوكوز في الدم أنه يضعف التركيز والذاكرة، ويمكنه أن يجعل تفكيرك ضبابيًّا، وكما يضعف من قدرتك على التفكير بسرعة.
هناك اعتقاد أن الاكتئاب أكثر شيوعًا بمقدار الضعف لدى مرضى السكري عن غيرهم من عامة الناس، وتساهم العديد من العوامل المختلفة في الإصابة بالاكتئاب، بما فيها المشاعر والعوامل البيولوجية والبيئية، وبالنسبة لمرضى السكري يتم تحفيز الشعور بالاكتئاب عن طريق الضغوط والتعديلات الطارئة على أنماط الحياة التي لا بد من القيام بها، وبالجودة المنخفضة للحياة التي تنتج عن مرض السكري. ويعتقد أيضًا أن ارتفاع درجة حرارة الجسم الذي يحدث جراء ارتفاع مستوى السكر في الدم يؤثر على كيمياء المخ بطريقة تزيد من احتمالية الإصابة بمرض الاكتئاب. وللأسف، يجعل الاكتئاب الناس أقل تحفيزًا لتناول الطعام وممارسة التمارين الرياضية، وينتج عنه سيطرة أقل على مستوى السكر في الدم ومضاعفات أخرى للسكري.
– مشكلات القدم
يمكن أن يسبب مرض السكري مشكلات في القدم لسببين رئيسيين؛ وأحد هذين السببين هو تلف الأعصاب (الاعتلال العصبي) لأعصاب ساقك وقدميك. إن كانت الأعصاب في هذه المنطقة تالفة، فستكون أقل قدرة على الشعور بالألم والسخونة والبرد، وقد تصاب بقطع في قدمك، ولا تلاحظه لبعض الوقت. وقد يتلوث القطع، ولأن مرضى السكري يعانون الالتئام السيئ للجروح، فقد يصبح الأمر خطيرًًا.
السبب الثاني الذي يكون فيه مرضى السكري أكثر عرضة إلى مشكلات القدم هو تلف الأوعية الدموية. ويقصد بمرض الأوعية المحيطية التلف الذي يحدث للأوعية الدموية الصغيرة البعيدة عن القلب، كالأوعية التي توجد في القدمين واليدين. فالإصابات التي تحدث في القدم بطيئة الالتئام، وهو ما يعرضك لخطر الإصابة بالقروح أو حتى الغرغرينا، التي تحدث نتيجة لموت الأنسجة بسبب نقص الدم. وللأسف، قد يؤدي هذا أحيانًا إلى الاضطرار للجوء إلى عمليات البتر. مرضى السكري أكثر عرضة للإصابة بالعدوي بالفطريات في القدم ( سعفة القدم) والعدوى الفطرية المستمرة للأظافر، ومن الضروري أن تفحص قدمك يوميًّا وتخبر طبيبك بأية مشكلات على الفور.
– مشكلات الأسنان واللثة
مرضى السكري أكثر سرعة في التأثر بالتهابات اللثة والعظام المثبتة للأسنان. ويمكن أن يسبب ارتفاع نسبة السكر في الدم جفاف الفم ويمكن أن يزيد نقص اللعاب من تراكم البكتيريا واللويحات السنية، ولهذا فإن مرضى السكر أكثر عرضة لتسوس الأسنان، وآلام ونزيف اللثة، وعدوى اللثة ورائحة النفس الكريهة؛ ولهذا فإنه من المهم لمرضى السكري زيارة طبيب الأسنان كل ستة اشهر.
– هشاشة العظام
تزداد احتمالية تعرض النساء المصابات بالنوع الثاني من مرض السكري لمدة ١٢ سنة أو أكثر لكسر في مفصل الفخذ بنسبة ثلاث مرات أو أكثر عن غير المصابات بالسكري.
– تضخم البروستاتا
أظهرت الأبحاث أن احتمالية إصابة الرجال المصابين بالسكري بتضخم البروستاتا الحميد تزداد بمقدار مرتين عن الرجال غير المصابين بالسكري، وتزداد خطورة هذا التضخم مع السمنة والسكر المتزايد في الدم.
توصيات محددة لتجنب مضاعفات السكري
الطريقة الأساسية المتبعة لتجنب الإصابة بمضاعفات أو عواقب مرض السكري هي المحافظة على معدل السكر في دمك أقرب إلى الطبيعي بأكبر قدر ممكن والمحافظة على المعدل الصحي لوزنك، ومع ذلك، توجد عناصر غذائية محددة فعالة تمنع أو تقلل من تأثير مضاعفات مرض السكري. سيمنحك هذا الجزء ملخصًا للتوصيات الخاصة بكل حالة مرضية.
أمراض القلب والأوعية الدموية:
– تجنب السكر واتبع خطة غذائية أدنى في الكربوهيدرات وأعلى في البروتينات. تناول المزيد من الأطعمة الغنية بالألياف مثل الخضراوات والمكسرات والبذور والبقوليات والفاكهة، فهذا سيساعدك على إبقاء وزنك في المعدل الطبيعي وكذلك دهون دمك (الكوليسترول أو الدهون الثلاثية).
– مارس التمارين الرياضية باستمرار، بما فيها التمرينات المختلطة بين الآيروبيك وتمارين القوة.
– تناول جرعة مكمل زيت السمك أوميجا ٣ تتراوح من ٣ إلى ٦ كبسولات في اليوم الواحد.
– تناول العناصر الغذائية المضادة للأكسدة مثل السيلينيوم وفيتامين إي وفيتامين سي، والتي تساعد على منع الكوليسترول في جسمك من التأكسد وإلحاق الضرر بشرايينك، يمكنك أن تجد هذه العناصر مجمعة على هيئة أقراص.
– تناول كلًّا من الثوم والبصل والزنجبيل والكركم بانتظام، لأن بها مضادات تخثر الدم وهي مضادة للأكسدة.
مرض السكري في العين:
إن فقدان البصر هو أثر مدمر من آثار السكري؛ لذا من فضلك تأكد من اتباع التالي:
– تناول مكملًا غذائيًّا يحتوي على مستخرج عنب الأحراج بجرعة يتراوح مقدارها من ١٦٠ إلى ٣٢٠ مللي جرامًا في اليوم. يحتوى عنب الأحراج على نسبة مرتفعة من مضادات الأكسدة التي تنجذب بشكل خاص إلى العينين ويمكنها حمايتهما من الآثار المدمرة للشقائق الحرة.
– تساعد جميع الكاروتينات المضادة للأكسدة التي تتضمن اللوتين
والليكوبين والزياكسانثين على حماية عينيك من الأمراض التي تشمل المياه البيضاء والمياه الزرقاء واعتلال الشبكية والتنكس البقعي المرتبط بالسن، وهي توجد في الخضراوات المورقة الداكنة مثل السبانخ والخضراوات المورقة الآسيوية، بالإضافة إلى البرتقال ساطع اللون، والفواكه والخضراوات الحمراء مثل الطماطم والبطاطا والجزر والقرع والفلفل الأحمر والمانجو. ستمتص الكاروتينات من الأطعمة بشكل أفضل إذا تناولت بعض الدهون في الوجبة ذاتها، مثل زيت الزيتون أو الأفوكادو. صفار البيض مصدر رئيسي لمضاد الأكسدة زياكسانثين؛ لذا من فضلك تناول المزيد منه.
– عصائر الخضراوات النيئة مصدر ممتاز لمضادات الأكسدة؛ ومع ذلك، قد تكون ذات معدلات سكر عالية، بناء على الخضراوات التي تستخدمها. تحتوي العصائر المفيدة لعلاج أمراض العين على ربع جرام من الشمندر وقطعة جزر صغيرة و٢٠ من حبيبات الفاصوليا الخضراء وقطعة فلفل واحدة، ويجب أن يتجنب جميع مرضى السكري تناول عصير الفاكهة.
– دهون الأوميجا ٣ مضادة لارتفاع درجة الحرارة، ويمكنها أن تساعد على حماية نظرك، وينصح بتناول مكمل زيت السمك.
داء الكلية السكرية (اعتلال الكلية):
لحماية كليتيك، من الضروري أن تحافظ على معدلات السكر في الدم أقرب إلى الطبيعية بأكبر قدر ممكن وأن تتجنب ضغط الدم المرتفع، وإن كنت بالفعل تعاني اعتلال الكلية وتدهورت وظائف كليتك بنسبة ٤٠٪ تحت المعدل الطبيعي، فلا تتناول أية مكملات غذائية ما لم تستشر طبيبك أولًا.
اعتلال الأعصاب السكري:
– يجب أن يخفف تناول جرعة من حمض الليبويك مقدارها يتراوح من ٦٠٠ إلى ١٨٠٠ مللي جرام يوميًّا من أعراض المرض إن تم تناولها لعدة أشهر.
– قد تسبب الأدوية المخفضة للكوليسترول التي يطلق عليها الستاتينات الإصابة باعتلال الأعصاب، بجانب مجموعة من الأعراض الجانبية الأخرى. ومن أمثلة أدوية ستاتين ليبيتور وبرافاكول وزوكور وليبيكس. تحدث إلى طبيبك بشأن الإقلاع عن هذه الأدوية إن كنت تتناولها وتعاني اعتلال الأعصاب. يعطيك كتابنا Cholesterol the Real Truth خطة علاجية لخفض مستوى الكوليسترول لديك.
– تأكد من إضافتك للعديد من الدهون المفيدة إلى حميتك الغذائية؛ لأن الدهون تمدك بطبقة حماية حول أعصابك وتسهل من وظائفها. يمكنك أن تجد الأحماض الدهنية المفيدة في السمك وزيت الزيتون والأفوكادو والمكسرات النيئة والبذور والبيض الكامل وبذور الكتان البرية وزيت جوز الهند العضوي البكر.
العدوى:
يكبح السكر جهازك المناعي ويشجع نمو البكتيريا والفطريات؛ لذا فإن الطريقة المثلى لتقليل خطورة العدوى هي بالحفاظ على المعدلات الطبيعية للسكر في الدم وتجنب السكر في حميتك الغذائية.
– أضف العديد من مضادات الأكسدة إلى حميتك الغذائية؛ لأنها تمثل تعزيزًا لجهازك المناعي.
– حاول أن تتحكم في مستوى توترك؛ لأن التوتر يستنزف جهازك المناعي بشكل بالغ.
– تجنب جميع منتجات الألبان إن كنت تعاني عدوى في الجهاز التنفسي مثل الالتهاب الرئوي والتهاب الجيوب الأنفية والتهاب الأذن. تزيد منتجات الألبان من الاحتقان وإفراز المخاط.
– تتمتع العديد من الأعشاب والتوابل والأطعمة بخصائص مضادات الفيروسات؛ لذا أضف أكبر عدد ممكن منها في حميتك الغذائية، وتشمل بعض هذه العناصر الثوم والبصل وفطر عش الغراب والكرنب وجوز الهند الطازج والزعتر والفجل والزنجبيل والليمون والفلفل الحار والجريب فروت والجوز.
– تتمتع الأعشاب مثل الزعتر والبرباريس والشيح بخصائص تطهيرية ممتازة، وهي فعالة للغاية ضد العدوى التي تصيب الجهاز الهضمي والتنفسي، ويمكنك أن تجد هذه الأعشاب الثلاثة مجمعة على هيئة أقراص.
– تتمتع ورقة نبات الزيتون بخصائص مضادة للفيروسات والميكروبات وتساعد جسدك على محاربة العدوى.
– يمكن أن يعوق السيلينيوم عملية تكاثر الفيروسات داخل جسدك؛ عادة ما يعرف باسم “قرص تحديد النسل الفيروسي”. يعمل السيلينيوم بأفضل حالاته حين يتحد من فيتامين إي والزنك وفيتامين سي.