يصاحب مرض السكري مضاعفات مزمنة في حالة عدم السيطرة عليه، فبقاء تركيز السكر المرتفع مدة طويلة في الدم قد يؤدي إلى مرض القلب والعمى والغنغرينا (مهاجمة البكتيريا للأنسجة الميتة وتعفنها بعد توقف وصول الدم إليها من الأوعية الدموية).
تحدث مضاعفات مرض السكري المزمنة نتيجة اتحاد السكر ببروتينات الدم (البروتينات السكرية) Glycosylated Proteins وكذلك بسبب تراكم مادة السوربيتول داخل الخلايا مُحدثاً أضراراً كبيرة في الجسم، خاصة عدسة العين (تتحوّل مادة السوربيتول في الشخص السليم إلى فركتوز يطرح خارج الجسم).
يمكن تقسيم المضاعفات المزمنة لمرض السكري إلى ثلاثة أقسام
أولاً: مرض الأوعية الدموية الكبرى: حدوث ضيق أو تصلب في الشرايين Atherosclerosis
هو ضيق أو تصلب الشرايين نتيجة ترسب الدهون والكولسترول على جدرانها الداخلية نظراً إلى وجود كميات كبيرة من الدهون والكولسترول في الدم.
إنّ تضيّق الشرايين يحدّ من وصول الدم إلى الدماغ والكليتين والقلب والأطراف السفلية، ممّا يُسبّب بعض المضاعفات التالية:
– الغنغرينا في الأطراف السفلية
– الأصابع السوداء وبرودة الساقين وألم أثناء المشي (اعتلال القدم)
– فشل كلوي
– سكتة قلبية
– جلطة دماغية
ثانياً: مرض الأوعية الدموية الدقيقة: ازدياد سمك الأوعية الدموية الصغيرة (الشرايين الصغيرة Arterioles والأوردة الصغيرة Venules والشعيرات الدموية Capillaries)
إن كثرة الدهن والجلوكوز في الأوعية الدموية تتسبّب في سُمّك الأغشية الخلوية لهذه الأوعية. إن الشعيرات الدموية التي تصاب غالباً في شبكية العين والكليتين بالدم، وهذا يؤدي إلى تمزق الشعيرات الدموية في الشبكية، وتعرف هذه الحالة باسم اعتلال الشبكية السكري Diabetic Retinopathy، أما تمزّق الأوعية الدموية في الكليتين فيؤدي إلى حالة تسمى اعتلال الكلية السكري Diabetic Nephropathy.
لا يستطيع المريض إدراك اعتلال شبكية العين لعدم وجود أعراض إلا في المراحل المتقدّمة، لذا يجب فحص العين مرتين سنوياً.
يؤدي ارتفاع ضغط الدم الذي ينتشر بين مرضى السكري إلى فشل الكليتين، لذا يجب قياس ضغط الدم بصورة منتظمة بالإضافة إلى فحص الزلال في البول.
ثالثاً: قابلية الإصابة بالالتهابات
تنمو البكتيريا وتتكاثر بسرعة في البيئة الغنية بالجلوكوز. قد يصاب مريض السكر أيضاً بالالتهابات الجلدية، والخراج، والحُمرة، والدمامل، والغنغرينا وسبب ذلك هو اعتلال الأعصاب المنتشر في الجسم.
يصاب مرضى السكري باعتلال الأعصاب بسبب انسداد الأوعية الدموية المتصلة بالأعصاب، وتكوين مادة السوربيتول Sorbitol التي تتلف الأعصاب
مضاعفات اعتلال الأعصاب
– شعور المريض بالتنميل أو عدم الإحساس أو الألم
– الإمساك أو الإسهال أو احتباس البول
– التقيؤ بعد الأكل
– الدَّوار (الدوخة) عند النهوض
– زيادة معدل الإصابة بأمراض القلب والشرايين.
أكثر الأعضاء تضرراً من مرض السكري
1- العين:
– تمدّد الأوعية الدموية الدقيقة ونزف الدم: يظهر بصورة بقع صغيرة أو كبيرة على شبكية العين.
– ازدواج الرؤية بسبب تأثير السكر في الأعصاب المغذية لعضلات العين
– فقدان البصر/ العمى نتيجة الأضرار التي لحقت بشبكة العين.
2- الأعصاب:
يؤدي ارتفاع مستويات سكر الجلوكوز في الدم إلى تغيرات كيميائية في الأعصاب، تؤدي إلى تكوّن مادة السوربيتول المتلفة للأعصاب.
إن حدوث انسداد الأوعية الدموية المتصلة بالأعصاب يُسبّب اعتلال الأعصاب.
تأثير مرض السكري على الأعصاب:
• ضعف كفاءة الأعصاب في نقل الإشارات.
• تنميل أطراف اليدين أو القدمين.
• صعوبة التئام الجروح نتيجة ضعف وصول الدم إلى الأطراف.
• ضعف الانتصاب.
• الشعور السريع بالتعب والإجهاد. نتيجة ضعف العضلات.
3 ـ القدم:
إنّ ضيق الأوعية الدموية في القدم يُسبّب حدوث اعتلال للقدم على شكل آلام في الساقين أثناء المشي، وتسمى القدم الباردة والأصابع السوداء.
ويمكن الوقاية من مضاعفات السكري عن طريق العناية المستمرة بالقدمين، وذلك بـ
– التنظيف
– التدفئة/التجفيف
– التدليك لتنشيط الدورة الدموية
– ممارسة الحركات الرياضية
– تناول المواد المنشطة للدورة الدموية (مثل نبات الجنكة)
– الاقلاع عن التدخين لأنه يضيق الأوعية الدموية.
4- الكلية:
يؤثر مرض السكري في كبيبات الكلية المسؤولة عن عملية ترشيح وتنقية الدم من مخلفات الأيض الضارة وطرحها مع البول، حيث يحدث خلل في عملية الترشيح، حيث تخرج بعض المواد الغذائية التي تلزم الجسم مع البول مثل الألبيومين، كما أن عجز كبيبات الكلية عن التخلص من مخلفات الأيض السامة والضارة الموجودة في الدم واحتجازها داخل الجسم سوف يُسبّب تسمّم الدم، والذي يعرف بالفشل الكلوي.
5 – الدماغ والقلب
قد يتعرض مريض السكري للإصابة بالذبحة الصدرية (الجلطة القلبية) نتيجة ترسّب الكولسترول والدهن داخل الشرايين ممّا يؤدي إلى تضييقها (تصلب الشرايين التاجية المغذية لعضلة القلب)
وقد يتعرّض للإصابة بالجلطة الدماغية بسبب تصلب الشرايين المتصلة بالدماغ.
في الذبحة الصدرية لا تستطيع عضلة القلب ضخ كمية زائدة من الدم تتلاءم مع المجهود المبذول، ممّا يؤدي إلى شعور المريض بألم أو وخز لدقائق عدّة خلف منتصف الصدر، وقد يمتد الألم إلى الذراع اليسرى، ثمّ يختفي تدريجياً في أثناء الراحة. وأما أن الألم في الصدر فبسببه عدم وصول الدم المحمّل بالأكسجين إلى عضلة القلب، فتتراكم بعض مخلفات ونواتج الأيض الغذائي (مثل حمض اللاكتيك) فيها، وإثارة نهاية الأعصاب المحيطة.
الوقاية من الذبحة الصدرية
– التحكم في مستوى السكر في الدم
– عدم الإفراط في تناول الدهون الحيوانية (الزبدة، القشدة، السمن البلدي)
– ممارسة الأنشطة العضلية المعتدلة التي تتلاءم مع حالته الصحية وعمره
– تجنب الضغوط الجسدية.
– علاج ارتفاع ضغط الدم
– التخلص من الوزن الزائد
– الاقلاع عن التدخين