يمكن تقسيم مرحلة الحضانة (المهد والطفولة المبكرة) إلى ثلاث مراحل وهي مرحلة الطفل حديث الولادة الأسبوعان الأولان عقب الولادة، ومرحلة الرضاع في السنة الأولى ومرحلة الطفولة المبكرة من سنة إلى ست سنوات.
مرحلة الحضانة
تعرف الحضانة بأنها: الولاية على الطفل وتربية شؤونه. والتأكيد على عمليتين التربية وتدبير الأمور. أما الحضانة شرعاً فهي حفظ الصغير ورعايته والقيام على تربيته وأحق الناس بالحضانة الأم، أما المفهوم التربوي للحضانة فهي الست سنوات الأولى من حياة الإنسان.
– سنوات الحضانة: هي السنوات الست الأولى من حياة الفرد منذ ميلاده إلى أن يبلغ السنة السادسة وهي أيضاً الطفولة المبكرة. وسنوات الحضانة تنتهي ببلوغ الطفل سن الالتحاق بالمدرسة الابتدائية.
– المرحلة الحضانية: مرحلة السنوات الست الأولى من حياة الفرد أي مرحلة سنوات الحضانة الست. وأطلق عليها اصطلاح المرحلة لتنسجم مع المرحلتين اللتين يمر بهما الفرد في نموه وهما المرحلة الابتدائية والمرحلة الإعدادية الثانوية.
– الطفل الحضاني: هو الحضين أي الطفل في سنوات الحضانة ويسمى الحضين في السنة الأولى رضيعاً. أما في السنتين التاليتين يسمى فطيماً، وفي السنوات الثلاث التالية يسمى طفل ما قبل المدرسة.
– الرعاية الحضانية: هي كل ما يتلقاه الطفل من عطف وخدمات مختلفة في سنوات الحضانة أما العطف فعطف الأم أو بديلتها في حالة غيابها. أما الخدمات فهي تلك التي يتلقاها من أمه أولاً ثم من باقي الأفراد ثانياً. أو تؤدي إليه في هيئة أخرى غير الأسرة. إذا عهدت الأسرة طفلها إليها. وتشمل الخدمات التربوية والصحية والاجتماعية والتعليمية والنمائية.
– دور الحضانة: تلك الهيئات التي تلحق بها الأمهات المشغولات أطفالهن بعض الوقت كل ليفوا فيها رعاية حضانية وقد تسمى هذه الدور مدارس حضانة مربى أطفال أو رياض أطفال.
أهمية مرحلة الحضانة
– إنها مستهل الحياة فتعد مرحلة الحضانة تكملة وامتداداً لمرحلة الجنين ولذلك فهي مرحلة قبلية لما يتلوها من مراحل النمو أو بالأحرى هي أول هذه المراحل وبدايتها وبناءً على ذلك تكون الأساس الذي ترتكز عليه الفرد من المهد إلى أن يصير كهلاً.
– أنها فترة من الفترات الحساسة بمعنى أنها فترة المرونة والقابلية للتعلم وتطور المهارات فمرحلة الطفولة فترة النشاط الأكبر والنمو العقلي الأكبر. وينمو مخ الطفل في أسرع نمو له في السنة الأولى ثم تقل سرعة نموه نسبياً وبالتدريج بعد ذلك.
وهذا النمو السريع في جهاز الطفل العصبي يقترن بدرجة عجيبة من المرونة وقدرة هائلة على التعلم وقابلية شديدة للتأثر بمختلف المؤثرات وما يتصل بها من عوامل التربية المتعددة وتلعب البيئة دوراً حيوياً وتكون عاملاً جوهرياً في تكوين شخصية الطفل.
– أنها مرحلة الخبرات والانطباعات الأولى فبالإضافة إلى مرحلة الحضانة كمرحلة قبلية أساسية وكفترة من الفترات الحساسة من فترات النمو والنشاط والقابلية للتعلم بشكل يقوم الحدود العادية فإنها أيضاً سنوات الخبرات الأولى والانطباعات الأولى. فنشاطات الطفل وخبراته المبكرة تلعب دوراً كبيراً في تكوين شخصيته وأخلاقه.
مطالب النمو في مرحلة المهد والطفولة المبكرة
أولاً: مطالب النمو الجسمي
– اكتساب القدرة على الاتزان الفسيولوجي:
لا يوجد هناك فرق يذكر بين الوظائف الفسيولوجية والوظائف النفسية عند الطفل الحديث الولادة فهو يرتعش، يتنفس، يصيح، ولا يناسق بين عمليتي بلع الطعام واستنشاق الهواء ولا يعتبر الشهر الأول من حياة الطفل إلا تكملة للشهور التسع ويركز كل نشاطه الحيوي حول اكتساب القدرة على التنسيق بين وظائفه الحيوية المختلفة وهذه العملية تتم نتيجة لنضجه الداخلي وعناية الأم تمثل معرفة خارجية تقدم للطفل في تنظيم أوقات رضاعته وفي العناية بنظافته ومع مراعاة بعض القواعد العامة أثناء الرضاعة كإعطائه فرصة لإخراج بعض الهواء من معدته عن طريق عملية “التكريع” وعن طريق إتباع هذه القواعد يتحقق للرضيع أحسن الشروط التي تساعده على اكتساب القدرة على الاتزان بين الوظائف الفسيولوجية المختلفة التي تيسر له أول عمليات التوافق الحيوي.
– اكتساب السيطرة على عمليتي الإفراز:
يجب أن تنال حاجات الطفل الإخراجية عناية دقيقة من الأم من حيث تنظيم أوقاتها فالطفل يجب أن يمارس الإناء الخاص بهذه العملية (القصرية) منذ وقت مبكر وعلى الأم الابتعاد عن طريق الزجر والعقاب لأنها لا تؤدي إلى أي شيء بل على العكس قد تزداد من اضطرابه النفسي وما يساعد الطفل على السيطرة الإرادية على هذه العملية هو التشجيع المستمر والمعاملة الهادئة ويجب أن تكون الأم أثناء مساعدتها لطفلها في اكتساب عملية السيطرة الإرادية على عمليتي الإفراز والتبول اتجاهاً ثابتاً يغلب عليه العطف لا القلق والتقدير لا التأنيب والتشجيع المستمر قد يتأخر البعض في اكتساب هذه السيطرة وخاصة البول اللاإرادي ليلاً يجب أن يعالج الموقف بمنتهى الهدوء.
– تعلم تناول الطعام الخارجي (الفطام):
يجب أن تتم هذه العملية تدريجياً وليس معنى ذلك أن تؤخر وقت الفطام التام بل على العكس يحسن بالأمهات تقديم وجبات خارجية وهم في الشهر الخامس من عمرهم وهذا الأسلوب في المعاملة يقتضي حتماً تنظيم أوقات الغذاء كل ثلاث ساعات حتى يكتسب الطفل القدرة على تنظيم طرق إشباع حاجاته الرئيسية وعلى هذا الأساس يجب أن يتم الفطام تدريجياً بمعنى أن الطفل يتدرج في الانتقال بين الاعتماد التام على حليب الثدي إلى الطعام الخارجي وهذا التدرج لا يفيد فقط من الناحية الجسمية بل إنه هام جداً للصحة النفسية للطفل لأن الفطام المفاجئ يمثل عملية حرمان قاسية لا زال الرضيع أصغر من أن يتحملها. كما أن الفطام المفاجئ قد يكون عند الطفل بعض الميول العدوانية أزاء العالم الخارجي.
إن الانتقال من مرحلة الاعتماد الكلي على الأم في الغذاء إلى الاعتماد المصادر الخارجية يمثل أول عمليات استبدال عادة سلوكية بأخرى عند الطفل ولذلك يجب أن يراعى التدرج وهو أهم شرط علمي يجب توافره في هذه الحالة.
ثانياً: مطالب النمو العقلي
– اكتساب القدرة على الحركة في المكان (المشي):
الطفل يكتسب أولاً عملية السيطرة على رأسه وعنقه ومن ثم على رأسه والجزء الأسفل من الظهر وأخيراً يكتسب السيطرة على رجليه وعملية المشي إنها عملية معقدة لا تحدث دفعة واحدة إنما لها ممهدات معينة فهي عملية تغير في وضع الطفل.
وهذا يقتضي من الأمهات أن لا يسرعوا في تعليم الطفل المشي في وقت مبكر ولكن تيسير الإمكانات اللازمة حتى تنضج تماماً العمليات التمهيدية لعملية المشي ولا شك أن تحرر الطفل من الملابس الثقيلة وتعريضه لأكبر قسط ممكن لأشعة الشمس في الشتاء والهواء الطلق صيفاً وإعطائه الفرصة لعملية التقلب على جنبيه والزحف على البطن كل هذه الأمور تساعد إيجابياً في سيطرة الطفل على رجليه كما أن تجنب الخوف وهو يمارس حركاته الأولى في المشي أمر ضروري وخاصة ما قد يظهر على وجه الوالدين أثناء هذه الممارسة.
– تعلم الكلام:
اكتساب اللغة أمراً حيوياً في عملية النمو الإنساني ففي الشهر التاسع يقول الطفل كلمتي بابا، ماما، ثم يأخذ في مستهل الثانية في التعبير بكلمة واحدة ذات مقطع أو أكثر وفي منتصف الثانية حتى منتصف الثالثة يعبر بجملة من كلمتين وبعد ذلك يأخذ في استعمال الجمل القصيرة.
ومن المهم أن نشير إلى أن الكلام يكتسب عن طريق المحاكاة والتقليد ولا شك أقرب الناس إلى الطفل هي الأم ولذلك يحسن أن تكثر الأم من الحديث إلى أطفالها وهم في الشهر التاسع بأن تنطق بعض الكلمات أمامه عدداً من المرات وأن تأخذ عبارات بسيطة ذات المقطع الواحد. وتنطقها أمامه بصوتها الحنون. ولا شك أن الابتسامة من الأم تعتبر خير مشجع للطفل على بذل المجهود.
– الانتقال من الإيهام إلى الواقع:
يجب الصغار القصص الخيالية ويقبلون على اللعب الإيهامي فيلعبون ضيوف فيقوم واحد بتمثيل صاحب البيت ويتبادلون قدر ما يستطيعون أسلوب حديث الكبار. يجب أن نساعدهم على الإفراط في هذا السلوك الخيالي أو الإيهامي ويجدر بنا أن نمد لهم يد المساعدة للانتقال إلى الواقع وما فيه. ومعنى ذلك أن لا تقص عليهم القصص الخيالية أو نقطع عليهم لعبهم الإيهامي بل أن ننقلهم تدريجياً إلى بعض القصص الواقعية وأن نسير لهم السبيل لممارسة بعض أنواع اللعب الواقعي الحركي كالجري، السباق، قذف الكرة، ولا شك أن هذه المساعدة تسهم في تطور ونمو عملياتهم العقلية التي تحتاج إلى الواقع لتنميتها كالتذكر والتفكير.
ثالثاً: مطالب النمو الانفعالي والاجتماعي
– اكتساب العادات الانفعالية الثابتة:
إن الطفل يحتاج منذ وقت مبكر لتكوين مجموعة من العادات الانفعالية وخاصة إزاء الأم والأب وهذه العادات الانفعالية تساعد على التغلب على هذه الفترة الانفعالية القلقة بجانب أنها تساعده على اكتساب العديد من أساليب السلوك الاجتماعي عن طريق محاكاة موضوع العاطفة (الأب أو الأم) فتسهل عليه عملية التوافق الاجتماعي مع بيئته الخارجية واكتساب العادات الانفعالية يساعد الطفل على التغلب على مخاوفه التي تكثر في هذه الفترة من الحياة فالاتجاه الصحيح من الأم الذي يساعد الطفل على احترامها وحبها هو الذي ييسر على الطفل التغلب على مخاوفه من الكلام ومن النوم منفرداً في السرير أو الحجرة. وهو الذي يساعد على اكتساب العديد من العادات السلوكية التي تيسر له الحياة السليمة.
– تنمية الشخصية الاجتماعية لدى الطفل:
طفل الثالثة يعتبر نفسه عضواً هاماً في الأسرة فهو يستطيع أن يمارس بعض الأمور البسيطة بنفسه وهو ثرثار يكثر من استعمال ضمير المتكلم كما أنه بارع في انتحال المعاذير وهذه ظواهر تدل على نضجه الاجتماعي. ويجب أن تتاح له الفرصة للتعبير عن رغباته وأخذ رأيه فيما يأكل وما يلبس ويجب أن يفهم لماذا عوقب فيما فعل هذا الشيء وتبدأ فكرته عن الصواب والخطأ.
ومهمة الأسرة أو الحضانة إتاحة الفرص للطفل أن يمارس كل هذه الأمور مع إرشاد وتوجيه ويجب أن تكون أحكام الكبار أنفسهم بالاطراد والثبوت فالحكم هو تغير موقف وكلما كانت أحكامنا أمام صغارنا ثابتة نسبياً ساعدهم على استخلاص عناصر هذه الأحكام فيطبقونها على أنفسهم وبذلك تنشأ أول مبادئ للضمير الخلقي وسلم القيم عند الناشئة.
مطالب (حاجات) النمو باختصار
أ- مطالب (حاجات) النمو الجسمي:
1- الحاجة إلى الغذاء الصحي فهو يزود الجسم بالطاقة للقيام بنشاطاته.
2- الحاجة إلى الإخراج.
3- الحاجة إلى النوم.
4- الحاجة إلى اللبس.
5- الحاجة إلى المسكن المناسب.
6- الحاجة إلى الوقاية من الحوادث.
ب- مطالب النمو العقلي:
1- الحاجة إلى البحث والاستطلاع.
2- الحاجة إلى اكتساب المهارة الفردية.
3- الحاجة إلى تنمية القدرة على التفكير.
ج- مطالب النمو الوجداني والاجتماعي:
1- الحاجة إلى الأمن
2- الحاجة إلى الكفيل.
3- الحاجة إلى التفكير الاجتماعي.
4- الحاجة للنجاح.
5- الحاجة لتأكيد الذات.
6- الحاجة للاستقلال.
7- الحاجة إلى سلطة ضابطة أو مرشدة.
8- الحاجة إلى الرفاق.
د- الاهتمام بصحة الطفل:
1- تقديم وجبات خاصة للأطفال كالحليب في الصباح.
2- تقديم الأدوية والعلاجات التي يتطلبها بشكل مجاني.
3- الإسعافات الأولية.
4- الإشراف الطبي المستمر.
5- الرقابة الجيدة على الطفل.