التصنيفات
صحة ورعاية الطفل

مظهر الطفل بعد الولادة

أخيرا، انتهت فترة الانتظار؛ تلكم الأشهر التسعة والساعات غير المنتهية من الانتظار والترقب لذلك اليوم الذي تنظرين فيه إلى وجه طفلك, وها أنت تعيشين هذا اليوم.

وسواء أكان المخاض والولادة طويلين كسباق الماراثون أو قصيرين لدرجة مدهشة فقد اجتزتهما, وحان الوقت لحمل ذلك الإنسان الصغير والثمين الذي كنت تنتظرين ومداعبته والاستمتاع به!

ورغم من أنك قد تكونين تواقة للذهاب إلى المنزل وبدء حياتك الجديدة، إلا أن عليك الاستفادة من ذلك الوقت الذي تقضينه في المستشفى أو مركز التوليد, وقد تستغرب الكثير من الأمهات من شعورهن بالرغبة في العزلة بعد الولادة, بالرغم من أن عائلاتهن وأصدقائهن يودون سماع أخبارهن والسؤال عن حالهن وحال أطفالهن؛ وربما أردت الإقلال من الزيارات والمكالمات؛ فلا بأس من أن تغلقي جهاز الهاتف, وقد تساعدك الممرضات في تأمين تلك العزلة عن طريق تقليل عدد الزوار؛ وقد تتفهم صديقاتك المقربات – لا سيما إذا كن أمهات – رغبتك في الاهتمام بنفسك وبطفلك.

يمكنك الحصول على بعض الراحة الآن, وترك فريق المستشفى يعتني بك وبطفلك بعد أن قام جسمك بعمل هام, ووضعت طفلا يحتاج إلى الكثير, ولكن تذكري أن تلك الرفاهية لن تستمر طويلا!

فمن المرجح أن يكون لديك الكثير من الأسئلة؛ وربما – ولله الحمد – أنك تجدين إجابات عن تلك الأسئلة في أسفل القاعة! إذ لا حرج عليك إذا اتصلت بفريق المستشفى في أي وقت من نهار أو ليل، لا سيما إذا علمت أن جزءا من وظيفتهم يكمن في مساعدتك على الانتقال إلى مرحلة الوالدية parenthood،

سواء أكان ذلك هو طفلك الأول أم الخامس؛ لذا، استفيدي من خبرتهم في هذا المجال.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن الكثير من المستشفيات تقدم بعض المطبوعات وأشرطة الفيديو التي تتحدث عن رعاية الولدان بدءا من إطعام الطفل وحتى خطوات السلامة في مقعد السيارة, وقد تساعدك ممرضتك في اختيار أي من تلك المواد التي تناسبك أكثر من غيرها, لذا اغتنمي بعض الوقت لإلقاء نظرة عامة على تلك المعلومات عندما تتاح لك تلك الفرصة؛ ولا تنسي، عند وصولك إلى المنزل، اقتطاع بعض اللحظات لذلك، حتى وإن كانت قليلة ومتباعدة.

تسمح الكثير من المستشفيات بأن يبقى طفلك معك في غرفتك, وتلك فرصة سانحة لأن تتعرفي إلى وليدك وتقضي بعض الوقت معه؛ ومع ذلك، اعلمي أنه من المقبول جدا أن تطلبي قضاء بعض الوقت الهادئ بعيدا عن طفلك، لا سيما إذا علمت أنك لن تجدي الكثير من للوقت للراحة عندما تصلين إلى المنزل، بل ربما حتى لتنظيف أسنانك؛ إذن كوني على ثقة من أن الممرضات سيقمن بالاعتناء بوليدك في الحاضنة nursery بشكل ممتاز عندما تكونين متعبة أو بحاجة إلى الراحة.

وقبل أن تدعي أي شخص يأخذ وليدك من غرفتك، تأكدي من قيامه بالتعريف عن نفسه ومن ارتدائه لبطاقة التعريف الخاصة بالمستشفى؛ وعند شعورك بعدم الارتياح أو إذا ساورك شك حول ذلك الشخص الذي يريد أخذ طفلك، قومي بإنذار قسم الممرضات في الحال، إذ إنه بالرغم من أن خطف الأطفال أمر نادر جدا، لكن المستشفيات تقوم مع ذلك ببعض الإجراءات للتعرف إلى الأطفال وحمايتهم؛ ومن ذلك، أنه يتوجب عليك وعلى أي فرد من أفراد العائلة عدم أخذ الطفل بعيدا عن المنطقة المخصصة للأم والطفل في المستشفى دون إعلام إحدى الممرضات, كذلك عند تخريج الطفل من المستشفى يتوجب عليك عدم المغادرة من دون إشعار الممرضة بذلك.

ستتعلمين في هذا الفصل شيئا عن الأيام الأولى من حياة طفلك – كيف يبدو؟ وما هي الفحوصات واللقاحات التي ستقدم له – كما يشتمل هذا الفصل على المشاكل الشائعة التي يعاني منها بعض الولدان.

مظهر طفلك

إذا أخذنا بعين الاعتبار تلك الحال التي كان عليها الولدان في أثناء المخاض والولادة، فإنه لن يكون من المدهش ألا يبدو أولئك الأطفال الولدان كتلك الملائكة الصغيرة والجميلة التي يعرضها التلفاز, بل وبدلا من ذلك سيظهر الولدان في صورة غير مرتبة بعض الشيء؛ فعلى سبيل المثال، يبدو الرأس عند معظم الأطفال مشوها بعض الشيء وأكبر مما هو متوقع, كما أن الجفنين قد يكونان منتفخين, بينما يكون الذراعان والساقان مشدودين إلى الأعلى كما كانا داخل الرحم, كما قد يكون الوليد ملطخا بالدم وذا ملمس رطب وزلق بسبب الصاء (السائل السلوي amniotic fluid).

وبالإضافة إلى ذلك، فإن غالبية الأطفال يولدون مع ذلك الشيء الذي يشبه دهون الجلد والذي يعرف بالطلاء vernix, ويمكن ملاحظته بشكل أوضح تحت الذراعين وخلف الأذنين وفي المنطقتين الأربيتين groins, ويغطي ذلك الطلاء الخدج premature babies بشكل خاص, وتزول غالبيته بعد الاستحمام الأول للوليد.

الرأس المقولب

قد يبدو رأس طفلك في البداية مسطحا ومستطيلا أو معقوفا, وتعد تلك الاستطالة في رأس الطفل إحدى الميزات الشائعة والخاصة بالمولود الجديد.

يتكون رأس الطفل من عدة قطع عظمية, ترتبط ببعضها البعض بشكل مرن، مما يسمح بتغير شكل الرأس حسب شكل الحوض وذلك لدى مروره عبر قناة الولادة, لذلك ينتج عن المخاض الطويل استطالة الجمجمة عادة, بينما قد يكون رأس الطفل في المجيء المقعدي أقصر وأكثر عرضا؛ أما عند استخدام طريقة الاستخراج بالتخلية (الشفط) vacuum extraction، فإن شكل الرأس يكون مستطيلا بشكل خاص.

اليوافيخ

قد تلاحظين وجود منطقتين طريتين لدى لمسك لقمة رأس طفلك, وتعرف هاتان المنطقتان باليوافيخ fontanelles, وهما المنطقتان اللتان لم ترتبط فيهما عظام الجمجمة ببعضها البعض حتى الآن.

ويكون اليافوخ الذي يقع إلى الأمام من فروة الرأس ألماسي الشكل, وبحجم قطعة نقدية صغيرة؛ ورغم أنه يكون مسطحا عادة، لكنه قد ينتفخ عندما يبكي الطفل أو يقوم بالعصر, ويتحول ذلك اليافوخ إلى عظم صلب بعمر 9 – 18 شهرا تقريبا.

أما اليافوخ الخلفي فيكون أصغر وأقل وضوحا, وبحجم قطعة نقدية أصغر تقريبا, وينغلق بعد حوالى ستة أسابيع من الولادة.

آفات الجلد المشوهة والكدمات

يولد أغلب الأطفال مع بعض الباقعات blotchiness والكدمات bruises وشيء من آفات الجلد المشوهة blemishes.

يشاهد تورم دائري الشكل في فروة رأس الطفل، يعرف بالحدبة المصلية الدموية caput succedaneum, حيث يظهر عادة في الجزأين العلوي والخلفي من رأس الطفل عندما تحدث الولادة في الوضع الاعتيادي (الرأس أولا headfirst), وتعد الحدبة المصلية مجرد انتفاخ بسيط في جلد الفروة, وتختفي في غضون يوم أو مثل ذلك.

كما قد يشاهد الورم الدموي الرأسي cephalohematoma, وهو الكدمة التي يسببها ضغط الحوض على رأس الطفل في أثناء المخاض, ويبقى الورم الدموي الرأسي مشاهدا لعدة أسابيع، وربما يستمر على شكل نتوء لعدة أشهر؛ كما قد تلاحظ بعض الخدوش أو الكدمات على وجه الطفل ورأسه عند استخدام الملاقط في أثناء الولادة, وغالبا ما تزول تلك الآفات في غضون أسبوعين.

ومن الحالات الجلدية الأخرى الشائعة عند الولدان ما يلي:

● الدخينات milia. توجد الدخينات عند معظم الولدان, وتظهر تلك الدخينات على الأنف والذقن على شكل بثور pimples دقيقة بيضاء اللون؛ ومع أنها تبدو وكأنها مرتفعة عن سطح الجلد، لكنها في حقيقة الأمر مسطحة تقريبا وناعمة الملمس, ولا تحتاج إلى علاج، بل تختفي مع مرور الوقت.

● اللطخات السلمونية salmon patches. قد توجد تلك اللطخات الحمراء على قفا الرقبة وبين الحاجبين أو على الجفنين, وتسمى أيضا عضات اللقلق stork bites أو قبلات الملاك angel kisses, وتختفي تلك اللطخات عادة في الأشهر القليلة الأولى؛ ومن الشائع استخدام المصطلح الطبي التالي” الوحمة الخمرية اللون nevus flammeus” لوصف اللطخات السلمونية.

● الحمامى السمية erythema toxicum. يبدو هذا المصطلح مخيفا؛ إلا أنه هو ببساطة مصطلح طبي يطلق على إحدى حالات الجلد التي توجد بشكل نموذجي عند الولادة أو تظهر في الأيام القليلة الأولى من الحياة, وتتميز بظهور نتوءات أو حدبات bumps صغيرة بيضاء أو مصفرة محاطة بجلد محمر أو قرنفلي اللون, ولا تسبب تلك الحالة أي إزعاج, كما أنها غير معدية, وتختفي في غضون أيام قليلة.

● عد (حب) الولدان newborn acne. لا يتعلق عد الولدان (العد الطفلي infantile acne) – يسمى أيضا الدخنية miliaria – بالعد (حب الشباب) عند الأم, كما أن وجود تلك الحالة لا يعني بالضرورة أن الطفل سيصاب بالعد (حب الشباب) في وقت لاحق من الحياة؛ وتظهر تلك الحالة على شكل نتوءات حمراء وباقعات blotch تشبه حب الشباب (العد) على الوجه والرقبة وأعلى الصدر وعلى الظهر, وأكثر ما تلاحظ في عمر شهر أو شهرين, وتختفي بشكل نموذجي ومن دون معالجة خلال شهر أو شهرين من ظهورها.

● البقع المنغولية Mongolian spots. تعرف أيضا ببقعة الرضاع الزرقاء أو السنجابية blue-gray macule of infancy, وهي باحات كبيرة مسطحة تحتوي على صباغ إضافي يظهر بلون سنجابي أو أزرق في أسفل الظهر والأليتين؛ وتشيع هذه البقع بشكل خاص عند السود والهنود الأمريكيين والرضع الأسيويين وفي الأطفال ذوي السحنة الداكنة؛ وفي بعض الأحيان، يخطئ البعض في اعتبارها كدمات bruise, مع العلم أن لونها لا يتغير أو يبهت كما يحدث في حالة الكدمات, وتختفي تلك البقع المنغولية بشكل عام في أواخر الطفولة.

● التملن أو التصبغ البثري pustular melanosis. هو بقع صغيرة تبدو كبزور سمسم صغيرة الحجم وبيضاء اللون, سرعان ما تجف وتتقشر؛ ومع أن هذه الحالة تشبه أحيانا إحدى عدوى الجلد (البثرات pustules)، إلا أنها ليست نوعا من العدوى, كما أنها غير حمراء وتختفي من دون معالجة, وغالبا ما تشاهد تلك البقع على طيات الرقبة والمنكبين وأعلى الصدر, وتكون أكثر شيوعا عند الأطفال السود.

● الوحمات الوعائية (أورام وعائية شبيهة بتوت الأرض strawberry hemangiomas). تحدث بسبب النمو الزائد للأوعية الدموية في طبقات الجلد العليا, وتظهر الوحمات الوعائية (الأورام الوعائية الشعيرية capillary hemangiomas) على شكل بقع حمراء مرتفعة عن سطح الجلد تشبه توت الأرض strawberry, وتكون تلك الوحمات غير موجودة عند الولادة عادة, كما تبدأ في العادة على شكل بقع صغيرة شاحبة اللون، ثم تصبح حمراء في المركز، وتكبر خلال الأشهر القليلة الأولى من حياة الطفل ثم تختفي في النهاية من دون معالجة.

الشعر والزغب

قد يولد طفلك أصلع, وربما يكون ذا شعر كثيف ومكتمل, كما قد يكون في أية حالة بين هاتين الحالتين؛ ولكن، على العموم، لا تقعي بسرعة في حب تلك الخصلات من شعر طفلك، فمن غير الضروري أن يكون لون شعر الطفل بعد ستة أشهر من الولادة هو نفسه في أثناء الولادة؛ فعلى سبيل المثال، قد يصبح الولدان الشقر أكثر شقرة، أو ربما يصبحون أكثر دكنة, كما أن تلك المسحة الحمراء لا تكون ظاهرة عند الولادة أحيانا.

وقد تستغربين وجود الشعر في أماكن أخرى من جسم طفلك غير الرأس! حيث يغطى جسم الطفل قبل الولادة بشعر رقيق ناعم يسمى الزغب lanugo, وربما يظهر ذلك الزغب بشكل مؤقت على ظهر الوليد ومنكبيه وجبينه وصدغيه, إلا أن أكثره يتساقط في الرحم قبل الولادة, مما يجعل ظهور الزغب أمرا شائعا بشكل خاص عند الخدج premature, ويختفي الزغب بعد أسابيع من الولادة.

المميزات المبكرة للعين

من الطبيعي جدا أن تكون عينا الوليد منتفختين, بل ربما لا يستطيع بعض الرضع فتح أعينهم بشكل واسع بعد الولادة مباشرة بسبب ذلك الانتفاخ؛ ومع ذلك، نقول لك لا تقلقي، فخلال يوم أو يومين سيكون طفلك قادرا على النظر إلى عينيك.

وقد تلاحظين أيضا أن طفلك يبدو وكأنه أحول cross-eyed في بعض الأحيان، وذلك أمر طبيعي أيضا، وهو يزول خلال عدة أشهر.

كما قد يولد الأطفال أحيانا ببقع حمراء في بياض (الصلبة) عيونهم, ويحدث ذلك بسبب تمزق الأوعية الدموية الدقيقة في أثناء الولادة, ولا تشكل تلك البقع أي ضرر, وهي لا تتعارض مع قدرة الطفل على الإبصار, وربما تختفي في غضون عشرة أيام.

وكما هي الحال بالنسبة للشعر، فإن عيني الطفل لا تعطيان أية ضمانة بشأن لونهما في المستقبل، حيث أنه بالرغم من أن لون العينين عند الولدان غالبا ما يكون داكن الزرقة بنيا أو ما بين الأزرق والأسود أو أزرق سنجابيا أو رماديا داكنا، إلا أن ثبات لون العينين قد يستغرق ستة أشهر أو أكثر.

الحركات الأولى للأمعاء (التغوط)

قد يكون من المدهش تلوث أول حفاظ لطفلك – قد يحدث ذلك خلال 48 ساعة – حيث أن براز الطفل في أثناء الأيام القليلة الأولى قد يكون ثخينا ودبقا، ويبدو كمادة سوداء مخضرة تشبه القطران، وتسمى العقي meconium.

ويختلف لون براز الطفل بعد خروج العقي وتكرار حدوثه وقوامه حسب طريقة تغذيته؛ حيث يكون براز أولئك الأطفال الذين يرضعون من الثدي أكثر تكرارا وطراوة بشكل عام ومائيا وأصفر ذهبي اللون, أما عند الأطفال الذين يرضعون من القارورة فيكون البراز أقل تكرارا وأقسى قواما وذا لون أسمر مع رائحة أقوى.