التصنيفات
صحة ورعاية الطفل

معظم حوادث الغرق تحدث للأطفال وهم تحت نظر الوالدين

دراسة أميركية تشير إلى غرق 90 في المائة منهم أثناء وجود مشرف عائلي أو خارجي

الرياض: «الشرق الأوسط»
تحصل اغلب حالات غرق الأطفال في حالات انشغال أحد الوالدين عنهم، فأثناء لعب
أطفالهم وهم أمامهم وبعبارة أدق وأطفالهم تحت أنوفهم أثناء السباحة أو اللعب في
الماء، وفي لحظات تحدث حالات الغرق. هذا ما تؤكده العديد من الدراسات التي قامت
بتحليل سيناريو حوادث غرق الأطفال التي تحصد ألواف الأرواح في كل عام.
في دراسة حديثة للحملة القومية الأميركية لسلامة الأطفال، تبين أن 90% من حالات
الوفاة نتيجة غرق الأطفال والتي أصابت من هم بين سن السنة والأربع عشرة سنة، كانت
أثناء إشراف أحد مرافقيهم من أفراد عائلتهم على مراقبتهم. فبعد حوادث السير فإن
حالات الغرق تحصد سنوياً في الولايات المتحدة فقط حوالي 900 طفل، جلهم دون سن
الرابعة من العمر. والمهم من هذه الدراسة هو التنبه إلى أن 80% من حالات غرق
الأطفال تطال من هم دون سن الرابعة من العمر في المسابح المنزلية ومغطس دورات
المياه! وبرغم الحقيقة المعروفة جيداً من قبل الناس، أن أمهر الأطفال في السباحة هو
عرضة للغرق، فإن كثيراً من الآباء أو الأمهات يسمح لأحد الأطفال بالسباحة دون رقابة
بصرية مباشرة ومتواصلة عليهم، فيعطى أحدهم المجال الخاطئ بالسماح للطفل بالسباحة
بحرية أثناء إهمال مراقبته. ووجدت الدراسة أن حالات الغفلة للرقابة المباشرة أثناء
سباحة الطفل والتي لم تتجاوز 5 دقائق في معظم الحالات كان سببها الانشغال بالحديث
الجانبي مع أحدهم في 38% من الحالات، وبالقراءة في 18%، وبتناول الطعام في 17%
وبالحديث عبر الهاتف الثابت أو الجوال في 11% من حالات غرق أطفالهم.

ومما وجدته الدراسة أن الآباء أو الأمهات الحاضرين لمراقبة سباحة الأطفال لا يعرفون
تصميم المسبح او لا يهتمون بإرشادات السباحة، ولاحظت ما يلي:

باب وسياج المسبح: في61 % من الحالات لم تكن المسابح المنزلية محاطة بسياج مرتفع
يمنع سقوط أو سباحة الأطفال دون علم الأهل. و 43%منهم لا يوجد باب يغلق الدخول إلى
المسبح مباشرة! جاكيت النجاة: كثير من المراهقين لا يرتدون جاكيت النجاة الذي يمنع
الغرق حين السقوط في الماء، فحوالي 50% منهم لم يلبسوه مطلقاً عند استخدام زلاجات
الماء النفاثة (جت سكي)، و كذلك الحال في 37% من ممارسي ألعاب الماء، وفي 16% من
مستخدمي المراكب البحرية أو النهرية.

تعلم السباحة: 75% من الأطفال الغرقى لم يكونوا يجيدون السباحة باعتراف أهاليهم،
وأن 37% منهم باعتراف الأهل لم يُلقنوا دروساً في السباحة مطلقاً.

وتنبه الدراسة أيضاً أن ظن أحد الوالدين أو من يشرف علي مراقبة سباحته بأن تنبههم
لحالات الغرق سيكون بإصدار الطفل صرخة طلب الإنقاذ أو إحداث ضجة، فإن ظنهم سيخيب،
فغالب الحالات حصلت بسرعة ومن دون أي مثيرات تنبههم علي حصولها، فكل ثانية تفصل
بشكل كبير بين الحياة والموت، على قسوة هذه العبارة. ففقدان الوعي يحصل خلال
دقيقتين من مقاومة الطفل للغرق الذي ينخفض مستواه بشكل سريع، وحدوث تلف دائم في
الدماغ أمر لا يحتمل أكثر من ست دقائق في الغالب. والأطفال على حد قول الدراسة عرضة
للغرق في بوصة من الماء، إن صح التعبير، وذلك في دورات المياه تلك التي لا يتوقع
غالب الأهل حصولها. الوقاية أساس السلامة، وفي حالات الغرق بالذات فإنها الأساس.
والرقابة البصرية المباشرة والمتواصلة، وتعليم الأطفال ما فوق سن الرابعة فنون
السباحة الصحيحة عبر مدرس جيد في ذلك، وإنفاق القليل من المال والجهد في وضع سياج
وباب محكم القفل حول المسبح أو تركيب غطاء متحرك هو ليس من العبث، بل ضرورة حيوية
لتأمين السلامة المنزلية، وتعويد الأطفال الصغار على ارتداء جاكيت النجاة أثناء
السباحة هو أفضل هدية يقدمها لهم الأهل