هناك عدد من الفيتامينات والمعادن والمواد الغذائية الأخرى الضرورية لسلامة أداء الغدة الدرقية، ويعمل العديد منها كعوامل مساعدة تسمح بحدوث التفاعلات الإنزيمية الضرورية في تصنيع هرمونات الغدة الدرقية.
• اليود: هو العنصر الأساسي لإنتاج هرمونات الغدة الدرقية، ويحتوي هرمون تي٤ (الثيروكسين) على أربعة جزيئات يود، ويحتوي هرمون تي٣ (ثلاثي يود الثيرونين) على ثلاثة جزيئات يود. ويحتاج الشخص البالغ إلى ما يقرب من ١٥٠ ميكروجرامًا من اليود يوميًّا، من أجل إنتاج هرمونات الغدة الدرقية، ويوجد اليود بشكل أساسي في المأكولات البحرية، والأعشاب البرية، ومنتجات الألبان، وتوجد كميات أقل من اليود في الفواكه والخضراوات والمكسرات. وإذا كنت لا تستخدم الملح اليودي، أو لا تتناول مأكولات بحرية ثلاث مرات في الأسبوع، فقد يكون نظامك الغذائي لا يحتوي على ما يكفي من اليود، ويباع الملح اليودي في الأسواق، ويميز بالعلامة الخضراء الخاصة بالمنتجات الطبيعية، غير أنه يحتوي على الألومنيوم لمنع التكتل؛ لذلك من الأفضل الحصول على اليود من مصدر طعام طبيعي، أو استخدام الملح اليودي البحري.
وتوجد المواد المسببة للدراق في بعض الأطعمة، ومن هذه الأطعمة الكرنب والبروكلي، ويمكن لهذه المواد أن تمنع امتصاص اليود من المعدة، والجزء العلوي من الأمعاء الدقيقة، ويبطل الطهي عمومًا مفعول هذه المواد. ويجب أن تحصل النساء الحوامل على ١٠٠ ميكروجرام من اليود يوميًّا من خلال تناول المكملات الغذائية إذا كُنَّ لا يتناولن المأكولات البحرية، أو منتجات الألبان، ولكن ذلك لا ينطبق على النساء المصابات من قبل
بأحد أمراض الغدة الدرقية. وتناول جرعات عالية من اليود (أكثر من ١٠٠٠ ميكروجرام يوميًّا) لن يسرع من عملية التمثيل الغذائي لديك، ولن يساعدك على فقدان الوزن؛ بل يمكن أن يكون له أثر عكسي، ويوقف إنتاج هرمونات الغدة الدرقية.
• السيلينيوم: هذا العنصر النادر أساسي في إنتاج هرمونات الغدة الدرقية، والنشاط والتمثيل الغذائي. وتحتوي الغدة الدرقية في كل جرام من أنسجتها على سيلينيوم أكثر من الموجود في أي نسيج آخر في الجسم، والسيلينيوم ضروري بالنسبة إلى الإنزيم الذي يحول هرمون تي٤ إلى صورته النشطة تي٣، ويرتبط نقص السيلينيوم بالمخاطر الكبيرة للإصابة بالسرطان، بما في ذلك سرطان الغدة الدرقية، والسيلينيوم كذلك أساسي لسلامة أداء جهاز المناعة، ومن الممكن أن يحسن نتائج علاج أمراض المناعة الذاتية، وغالبية الأمراض التي تصيب الغدة الدرقية في الدول الغربية هي أمراض مناعة ذاتية. وتفتقر العديد من بلدان العالم إلى وجود السيلينيوم في تربتها مثل أستراليا، ونيوزلندا، ولذلك سوف يكون السيلينيوم الموجود في المحاصيل النامية في هذه التربة منخفضًا كذلك، وأفضل الأطعمة الغنية بالسيلينيوم هي المكسرات البرازيلية، والسلطعون، وأسماك السلمون، والدجاج، والجوز. ويصعب الحصول على نسبة سيلينيوم كافية من خلال النظام الغذائي وحده، لذلك يوصى بشدة بالحصول على ١٠٠ ميكروجرام يوميًّا عن طريق تناول المكملات الغذائية المحتوية عليه.
• الزنك: الزنك ضروري للأداء الوظيفي للعديد من الإنزيمات في الجسم، وهو ضروري لسلامة جهاز المناعة، وقد تبين أن نقص الزنك يؤدي إلى انخفاض مستوى هرموني تي٣ وتي٤ في الدم. ويوجد الزنك في المحار، واللحم، والدجاج، ومنتجات الألبان، والكاجو، واللوز، والحمص.
العناصر الغذائية التالية ضرورية أيضًا لإنتاج هرمونات الغدة الدرقية والتمثيل الغذائي لها:
• النحاس: هذا المعدن مطلوب بكميات صغيرة من أجل سلامة أداء الغدة الدرقية. وقد أصيبت الفئران التي تتغذى على أغذية تفتقر إلى النحاس بانخفاض درجة حرارة الجسم، وانخفاض مستويات هرمون تي٣، ومن السهل الحصول على النحاس من خلال نظامك الغذائي لأنه موجود بكثرة في المأكولات البحرية، والحبوب، والمكسرات (خاصة المكسرات البرازيلية واللوز والبندق)، والبذور، والكاكاو، وتوجد كمية صغيرة من النحاس في المكملات الغذائية المحتوية على فيتامينات متعددة ومعادن. ويعزز هرمون الإستروجين احتفاظ الجسم بالنحاس، ويتنافس كل من النحاس والزنك على امتصاص الجسم لهما، لذلك قد تعاني نقص النحاس إذا كنت تتناول مكملات غذائية تحتوي على كمية كبيرة من الزنك لبعض الوقت.
• التيروسين: هو حمض أميني (اللبنة الأساسية للبروتين)، وهو ضروري لإنتاج هرمونات الغدة الدرقية، وبشكل مبسط يتكون الثيروكسين (تي٤) من جزيئين من التيروسين مرتبطين بأربع ذرات يود. ويوجد التيروسين بكثرة في الطعام الغني بالبروتين كاللحوم والأسماك، ومنتجات الألبان، والبيض، والمكسرات، والبقول. والتمتع بهضم جيد مهم كذلك لامتصاص التيروسين؛ فإذا كنت تعاني متلازمة القولون المتهيج، أو أية مشكلة هضمية أخرى، فقد تحتاج إلى مكملات غذائية تحتوي على إنزيمات هاضمة لتعويض عدم كفاءة الجهاز الهضمي في عملية الهضم.
• فيتامين أ: هرمونات الغدة الدرقية ضرورية لتحويل البيتا كاروتين إلى فيتامين أ في الجسم؛ ومن ثم، إذا كنت قد أصبت مؤخرًا بانخفاض نشاط الغدة الدرقية، فربما تعاني نقص فيتامين أ، وأفضل مصادر فيتامين أ هي المنتجات الحيوانية مثل البيض والسمك والزبدة (يفضل العضوية) والحليب كامل الدسم (ليس منخفض الدسم)، كما أن المكملات الغذائية المحتوية على زيت كبد الحوت بها كميات مرتفعة من فيتامين أ، ويوجد البيتا كاروتين في المأكولات النباتية مثل الجزر، وقرع العسل، والبطاطا الحلوة.
• وتتضمن المواد الغذائية الأخرى الضرورية لسلامة الغدة الدرقية: فيتامين د، فيتامين ب٢ وب٣ كارنتين